المحطة الرابعة عشر
يخبركم ربان القطار بأنه بقى محطتان _ لا غير _ من العربة الأولى من قطار السيرة
وأن هذه العربة هي من ولادته صلى الله عليه وسلم إلى بعثته
أنقضت المحطة السابقة بعد أن تم بناء الكعبة وتجديدها , ومحمد هو من وضع بيده الشريفة الحجر الأسود .
(
)
قال عليه الصلاة والسلام /
يا عائشة لولا أن قومك عهدهم بالجاهلية حديث لنقضت الكعبة وألزقتها بالأرض فإن قومك إنما رفعوها لأن لا يدخلها إلا من شاؤوا ولجعلت لها بابا غربيا وذكر الآخر بما لا أحفظه يدخل من هذا ويخرج من هذا ولألحقتها بأساس إبراهيم فإن قومك استقصروا في شأنها وتركوا منها في الحجر . (1)
(
)
ها هن بنات الواحة مجتمعات حول العباس , ليحدثهن عن قريش كما وعدهن في المحطة السابقة .
قال العباس:
لقد تغالت قريش في تعظيم البيت الحرام تعظيما زائدا .
حيث التزموا بسببه أن لا يخرجوا منه ليلة عرفة في الحج , وقالوا : نحن أبناء الحرم , وقطان بيت الله .
فكانوا لا يقفون بعرفات , مع علمهم أنها من مشاعر إبراهيم عليه السلام .
وعرفة تعني المشعر الأقصى من مشاعر الحج ، وهو الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم .
وعرفوا حينها بالحمس , وهي الشدة والصلابة في الدين .
والحُمس / هم قريش وما ولدت .
وأيضا قد دخلت معهم قبائل كنانة وخزاعة في ذلك .
قالت أميرة القلم : أخبرنا يا عباس عنهم , وماذا كانوا يفعلون ؟
قال العباس : كانوا يمنعون الحجيج والعمّار – ما داموا محرمين – أن يأكلوا إلا من طعام قريش
ولا يطوفوا إلا في ثياب قريش، فإن لم يجد أحد منهم ثوب أحد من الحمس؛ طاف عرياناً !!
قالت بنت العقيدة : والمرأة ماذا تفعل ؟
قالت ترتيل : و المرأة كانت تطلب أن يعيروها تطوافا
فإذا لم تجد طافت عريانة , واضعة يدها على فرجها وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله ............... وما بدا منه فلا أحله
قال العباس /
ثم ابتدعوا في ذلك أموراً أخرى ، فقالوا : لا ينبغي للحمس أن يقطوا الأقط ، ولا أن يسلوا السمن وهم حرم ، ولا يدخلوا بيتاً من شعر ، ولا يستظلوا إلا في بيوت الأدم ما داموا حرماً .
ثم ضحك العباس وقال : أتعرفون ما هو الغريب في الأمر :
إنه محمد !
كان يقف بعرفات , وكل قريش لا تقف بها
- إنه توفيق له من الله .
(
)
(
)
فاصل
﴿ ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾ ﴾
عن عائشة رضي الله عنها:
أن هذه الآية نزلت في الحمس (وفي رواية: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة ) ، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بـ(عرفات)، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي (عرفات) ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى ): ﴿ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس﴾ [البقرة: 199]، قال: كانوا يقيضون من (جمع) ، فدفعوا إلى (عرفات).
(
)
(
)
عدنا ..
بعد أن انتهى الحج
وقف العباس ليعرفنا على مكة وجبالها !!
مكة كلها وادي , وتحيط بها الكثير من الجبال
فبدأ يشير لنا / هذا جبل أبي قبيس في الشرق , وهذا جبل قيقعان في الغرب , وذاك جبل ثور في الجنوب , وهناك جبل حراء وجبل ثبير و ...
قالت mouna294 : قريش منتشرة هنا حول الكعبة وهناك تبيع وتشتري
ولكن أين ( محمد ) هو الآن .. لا نراه ؟
قال العباس : نعم لا نراه إلا قليلا ..
فغالبا هو في الغار
فقالت : الرميضاء / وأي غار ؟
• غار حراء
لقد حُبب إليه الخلاء والتعبد لربه , فكان يخلو هناك يتعبد فيه .
ردت حرم المهندس / ألم يكن يعبد الأصنام ؟ دين قومه
بل كان يبغضها فلم يكن شيء أبغض إليه منها
فقال العباس / نعم لقد أنبته الله نباتا حسنا حتى أنه كان أفضلنا مروءة , وأحسننا خلقا , وأعظمنا حلما , ,أصدقنا حديثا , وأحفظنا للأمانة
قالت ابتسامة الحياة : ألهذا سمى الأمين ؟
لقد سماه القوم الأمين لما جمع الله فيه من الأحوال الصالحة ، والخصال الكريمة المرضية .
انظروا يا أبنائي .. إلى عبد الله بن مسعود إنه في الطريق يمشي متبسما
سألناه / ماذا بك يا عبد الله ؟
قال: كنت أمشي في مكة فأرى حجراً أعرفه ما مرَّ محمد مرة إلا وسمعته بأذني يقول السلام عليك يا رسول الله .
)
(
)
(
فاصل
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " إنّي لأعرف حجراً بمكة كان يُسَلِّم عليّ قبل أن أبعث، إنّي لأعرفه الآن "، قيل الحجر الأسود وقيل غيره، رواه مسلم و الترمذي.
)
(
)
(
قالت أميرة القلم : ولكن أين غار حراء ؟
قال العباس:
في المرة القادمة سوف نخرج معاً لأريكم بعض معالم مكة، وسوف نذهب معاً إلى ذلك الغار حتى تروا المكان الذي يحبه محمد ويذهب إليه كثيراً..
قالت ميرة : نحن كلنا في شوق لنراه .
يخبركم ربان القطار بأنه بقى محطتان _ لا غير _ من العربة الأولى من قطار السيرة
وأن هذه العربة هي من ولادته صلى الله عليه وسلم إلى بعثته
أنقضت المحطة السابقة بعد أن تم بناء الكعبة وتجديدها , ومحمد هو من وضع بيده الشريفة الحجر الأسود .
(
)
قال عليه الصلاة والسلام /
يا عائشة لولا أن قومك عهدهم بالجاهلية حديث لنقضت الكعبة وألزقتها بالأرض فإن قومك إنما رفعوها لأن لا يدخلها إلا من شاؤوا ولجعلت لها بابا غربيا وذكر الآخر بما لا أحفظه يدخل من هذا ويخرج من هذا ولألحقتها بأساس إبراهيم فإن قومك استقصروا في شأنها وتركوا منها في الحجر . (1)
(
)
ها هن بنات الواحة مجتمعات حول العباس , ليحدثهن عن قريش كما وعدهن في المحطة السابقة .
قال العباس:
لقد تغالت قريش في تعظيم البيت الحرام تعظيما زائدا .
حيث التزموا بسببه أن لا يخرجوا منه ليلة عرفة في الحج , وقالوا : نحن أبناء الحرم , وقطان بيت الله .
فكانوا لا يقفون بعرفات , مع علمهم أنها من مشاعر إبراهيم عليه السلام .
وعرفة تعني المشعر الأقصى من مشاعر الحج ، وهو الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم .
وعرفوا حينها بالحمس , وهي الشدة والصلابة في الدين .
والحُمس / هم قريش وما ولدت .
وأيضا قد دخلت معهم قبائل كنانة وخزاعة في ذلك .
قالت أميرة القلم : أخبرنا يا عباس عنهم , وماذا كانوا يفعلون ؟
قال العباس : كانوا يمنعون الحجيج والعمّار – ما داموا محرمين – أن يأكلوا إلا من طعام قريش
ولا يطوفوا إلا في ثياب قريش، فإن لم يجد أحد منهم ثوب أحد من الحمس؛ طاف عرياناً !!
قالت بنت العقيدة : والمرأة ماذا تفعل ؟
قالت ترتيل : و المرأة كانت تطلب أن يعيروها تطوافا
فإذا لم تجد طافت عريانة , واضعة يدها على فرجها وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله ............... وما بدا منه فلا أحله
قال العباس /
ثم ابتدعوا في ذلك أموراً أخرى ، فقالوا : لا ينبغي للحمس أن يقطوا الأقط ، ولا أن يسلوا السمن وهم حرم ، ولا يدخلوا بيتاً من شعر ، ولا يستظلوا إلا في بيوت الأدم ما داموا حرماً .
ثم ضحك العباس وقال : أتعرفون ما هو الغريب في الأمر :
إنه محمد !
كان يقف بعرفات , وكل قريش لا تقف بها
- إنه توفيق له من الله .
(
)
(
)
فاصل
﴿ ﴿خذوا زينتكم عند كل مسجد﴾ ﴾
عن عائشة رضي الله عنها:
أن هذه الآية نزلت في الحمس (وفي رواية: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة ) ، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بـ(عرفات)، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي (عرفات) ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى ): ﴿ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس﴾ [البقرة: 199]، قال: كانوا يقيضون من (جمع) ، فدفعوا إلى (عرفات).
(
)
(
)
عدنا ..
بعد أن انتهى الحج
وقف العباس ليعرفنا على مكة وجبالها !!
مكة كلها وادي , وتحيط بها الكثير من الجبال
فبدأ يشير لنا / هذا جبل أبي قبيس في الشرق , وهذا جبل قيقعان في الغرب , وذاك جبل ثور في الجنوب , وهناك جبل حراء وجبل ثبير و ...
قالت mouna294 : قريش منتشرة هنا حول الكعبة وهناك تبيع وتشتري
ولكن أين ( محمد ) هو الآن .. لا نراه ؟
قال العباس : نعم لا نراه إلا قليلا ..
فغالبا هو في الغار
فقالت : الرميضاء / وأي غار ؟
• غار حراء
لقد حُبب إليه الخلاء والتعبد لربه , فكان يخلو هناك يتعبد فيه .
ردت حرم المهندس / ألم يكن يعبد الأصنام ؟ دين قومه
بل كان يبغضها فلم يكن شيء أبغض إليه منها
فقال العباس / نعم لقد أنبته الله نباتا حسنا حتى أنه كان أفضلنا مروءة , وأحسننا خلقا , وأعظمنا حلما , ,أصدقنا حديثا , وأحفظنا للأمانة
قالت ابتسامة الحياة : ألهذا سمى الأمين ؟
لقد سماه القوم الأمين لما جمع الله فيه من الأحوال الصالحة ، والخصال الكريمة المرضية .
انظروا يا أبنائي .. إلى عبد الله بن مسعود إنه في الطريق يمشي متبسما
سألناه / ماذا بك يا عبد الله ؟
قال: كنت أمشي في مكة فأرى حجراً أعرفه ما مرَّ محمد مرة إلا وسمعته بأذني يقول السلام عليك يا رسول الله .
)
(
)
(
فاصل
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " إنّي لأعرف حجراً بمكة كان يُسَلِّم عليّ قبل أن أبعث، إنّي لأعرفه الآن "، قيل الحجر الأسود وقيل غيره، رواه مسلم و الترمذي.
)
(
)
(
قالت أميرة القلم : ولكن أين غار حراء ؟
قال العباس:
في المرة القادمة سوف نخرج معاً لأريكم بعض معالم مكة، وسوف نذهب معاً إلى ذلك الغار حتى تروا المكان الذي يحبه محمد ويذهب إليه كثيراً..
قالت ميرة : نحن كلنا في شوق لنراه .
....................
(1) _ ولهذا لما تمكن ابن الزبير بنى الكعبة على ما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاءت في غاية البهاء والحسن والسناء، كاملة على قواعد الخليل، لها بابان ملتصقان بالأرض شرقاً وغرباً، يدخل الناس من هذا ويخرجون من الآخر.
فلما قتل الحجاج ابن الزبير ؛ كتب إلى عبد الملك بن مروان – وهو الخليفة يومئذٍ- فيما صنعه ابن الزبير – واعتقدوا أنه فعل ذلك من تلقاء نفسه – فأمر بإعادتها إلى ما كانت عليه ... فهي إلى الآن كذلك .