المحطة التاسعة
مات عبد المطلب وانتقل محمد إلى بيت عمه أبي طالب دعانا أبو طالب إلى بيته..
ولبينا الدعوة....
سألت manola_mena أبا طالب : ولماذا أختصكِ والدكِ برعاية محمد رغم قلة مالك ؟؟
قال أبو طالب : لأني أقرب كل بنيه إليه , ولأنه ابن شقيقي فأمي وأمه واحدة ,
وهي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم
قال أبو طالب: أتدرين يا واحة السلام أنني أحببت محمداً كما لم أحب أحداً من قبل؟
قالت واحة السلام : عجباً يا عماه،، وكيف ذلك؟
قال أبو طالب: رأيت من محمد أشياء عجيبة،، إنه يفكر كما يفكر الكبار ويسلك سلوك الكبار،
فهو عاقل جداً وقليل الكلام، لكنه إذا تكلم قال كلاماً فصلاً..
ثم قال لقد رأيت من أموره والله عجبا !!
قالت إيمان أبو عميرة : هل حلت عليكم البركة كما حلت على حليمة السعدية ؟
قال : نعم , وكان إذا أكل عيالي جميعا أو فرادى لم يشبعوا ,
وإذا أكل معهم محمدا شبعوا فكنتُ إذا أردتُ أن أغذيهم أقول لهم : كما أنتم حتى يحضر
ابني فيأتي محمد فيأكل معهم فكانوا يفضلون من طعامهم وان لم يكن معهم لم يشبعوا
فكنتُ أقول له : إنك لمبارك
فقالت ريانة : وماذا أيضا يا أبا طالب , حدثنا أكثر عن محمد ؟؟ ومع من ينام ؟؟
وكنتُ أحبه حبا شديدا ولا أنام إلا بجانبه
وكان الصبيان يصبحون رمصا شعثا , أما محمد فيصبح دهينا كحيلا
ولاحظت عليه يمنا لم ألاحظه على أحد
,,,,,,,,,,,,,
وقالت أطياف المدينة : وأين محمداً الآن يا عماه؟
قال أبو طالب: إنه خرج هنا في مكة يرعى الغنم ..
فهو يرعى الأغنام ويجد متعة في رعيها..
وكان يرعاها على شكل قراريط يأخذها من أهلها
قالت منانول : وما هي القراريط يا عماه ؟
قال : هي حصته من لبنها , لعله كان يتغذى بها مع أولادي أو يأكل منها أو يتصدق منها .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
قال أبو طالب: سأريكم غداً أمراً عجباً
من أمور محمد إذا عاد من رعى الغنم..
وقلنا جميعاً: نحن نحب والله أن نرى هذا الأمر..
وكانت تلك السنة سنة قحط وجفاف شديد
وفي صباح اليوم التالي: خرجنا جميعنا مبكرين لنلقى أباطالب..
وكان محمد قد عاد بالأغنام ليلاً..
قالت umelsa3ayda : لقد وعدتنا يا أباطالب أن ترينا من محمد أمراً عجباً ...
قال أبوطالب: نعم لقد كان عندي البارحة أشراف قريش ورجالها،
جاءوني يشكون من قلة المطر وقحط الوادي وجدب العيال
ودعوني لأستسقى لهم واليوم سوف آخذ محمداً إلى الكعبة..
فاتبعونا وانظروا بأنفسكم..
ثم نادى،، يا محمد: هلم بنا إلى الكعبة..
وخرجنا نتبعهما.. وفي الطريق لقينا جلهمة بن عرفطة فقال: هل تريدون أباطالب؟
فقالت أحلى دنيا ومعها ابنها يوسف: نعم وأين هو؟
قال جلهمة: لقد توجه صوب الكعبة ومعه غلام أقمر أنور مضيء الوجه،
شديد سواد الشعر شديد بياض الأسنان مفلجهما كأنه شمس دجن،
تجلت عنه سحابة قثماء، يقال له محمد، إنه هناك.. انظروا إليه.. إنه يستسقي به
ونظرنا إلى السماء فكانت صافية ولم يكن فيها سحاب ولا قزعة
ونظرنا فإذا محمد وحوله غلمان.. وأخذه أبوطالب فألصق ظهره بالكعبة..
ولمس محمداً بيده ثم رفع يده إلى السماء فقال: اللهم اسقنا بهذا الغلام. اللهم اسقنا بمحمد
ونظرنا إلى السماء مرة أخرى فإذا السحاب يقبل من هاهنا وهاهنا،
وأغدق واغدودق.. ونزل المطر..
غزيراً فجرينا إلى منزل أبي طالب نحتمي به من المطر..
وانفجرت وديان مكة بالمياه..
وسمعنا خرير الماء وهو يملأ شوارع مكة..
وسمعنا صوت أبي طالب فرحاً جذلاناً يتغنى:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه === ثمال اليتامى عصمة للأرامل
,,,,,,,,,,,
قال لنا أبو طالب: لقد اعتزمت أن أرتحل بمحمد إلى الشام متاجراً فهل تأتون معنا؟
قال مسالمة : سنرافقكم يا عماه بإذن الله ..
إلى اللقاء في محطتنا القادمة
و نحن نصحب محمداً و عمه أبا طالب
في رحلتهما
إلى
الشام
وأحداث مختلفة تجري هناك ...