وسائل مساعدة لتحسين التلاوة:
يحتاج قارئ القرآن بالإضافة إلى الإلمام بالتجويد و المقامات و الصوت الحسن إلى مجموعة من المهارات الصوتية التي تساعد في إظهار التلاوة بصورة أجمل و أرقى.
كما أن بعض هذه المهارات تساعد على تبيان المعاني بشكل أفضل و أجمل.
و ستكون البداية مع مهارة "طول النفَس", و نبدأ بعد التوكل على الله. و إليكم بعض العوامل التي تساهم في إطالة النفس:
1. العطية الإلهية:
الأمر الأول يختص بالعطية الإلهية, فلا شك أن الناس تختلف من حيث حناجرها و تركيبة أجسامها, فبعض القرآء منّ الله عليهم بنفس طويل, و البعض بنفس متوسط أو قصير. و هذا الأمر ليس للعبد فيه من خيار, و عليه التسليم لرب العزة و شكره على ما أعطاه.
2. صحة الجهاز التنفسي:
الأمر الثاني يتعلق بالصحة, فصحة الجهاز التنفسي لها دور كبير في طول النفس, لذلك على القارئ أن يهتم بالجانب الصحي و أن يتجنب ما يضر الجهاز التنفسي كاستنشاق الغبار و التدخين. و إذا لاحظ القارئ أنه يعاني من كثرة البلغم أو الكحة أو الزكام الدائم أو غيرها, فيجب عليه أن يراجع طبيباً و أن لا يستهين بها لأنها عوامل تؤثر على الصوت و طول النفس كثيراً.
3. إتقان التجويد:
العامل الثالث له علاقة بالتجويد, و بشكل أدق يختص بإتقان مخارج الحروف و صفاتها. فمثلاً حروف الجهر لا يجري فيها النفس, و لذلك يمكن توفير النفس عند النطق بها. و كذلك الغنة, فأغلب الناس يغنون كل الحروف نتيجة لارتخاء الجيوب الأنفية, و الغنة تستهلك الكثير من النفس, و التخلص منها يحتاج إلى تدريب كثير و لكنه يؤثر كثيراً على طول النفس.
4. التنفس بطريقة صحيحة:
التنفس الصحيح يكون بأخذ النفس عن طريق الأنف و إخراجه عن طريق الفم. و لكن أغلب الناس يستخدم فمه للشهيق و الزفير معاً نتيجة التعود الخاطئ. و لذلك يجب أن يعود القارئ نفسه على التنفس السليم.
5. ممارسة الرياضة:
تساعد الرياضة كثيراً في تحسين التنفس و زيادة إتساع الرئة, و من المهم التنفس بشكل صحيح أثناء ممارسة الرياضة للحصول على الفوائد المرجوة. و من أهم الرياضات التي تفيد في هذا الجانب رياضة الجري و السباحة.
6. أخذ النفس بطريقة سليمة أثناء التلاوة:
من المهم تعويد القارئ نفسه على أخذ النفس بطريق سليمة أثناء التلاوة, و أعني بالطريقة السليمة هنا أي عن طريق الأنف, مع المحافظة على استقامة الظهر, أي عدم القراءة بظهر منحني, لأن ذلك يضغط على الرئة و لا يسمح بسحب كمية كبيرة من الهواء. و يفضل تعويد النفس على أخذ كمية كبيرة من الهواء حتى حين تلاوة المقاطع القصيرة لكي تصبح عادة دائمة و لعدم الوقوع في أي مأزق أثناء التلاوة.
7. الإقتصاد حين صرف النفس:
يتوجب على القارئ أن يقتصد قدر الإمكان حين التلاوة, فيحاول أن يعطي الحرف حقه و لايزيد, و طبعاً لا يعني ذلك أن يقصر في حقوق الحروف. و هناك أمر لا أدري إن بالإمكان توضيحه هنا أما لا, و هو محاولة التفريق بين النطق و التنفس, فنحن حينما نتكلم فإننا نقوم بعمليتين: التحدث و التنفس, و يمكن للقارئ المتمكن أن يتكلم دون أن يتنفس. و بهذا يستهلك أغلب الهواء في النطق لا في التنفس, فيتحدث لفترة أطول.
8. النوم الجيد و الكافي قبل التلاوة:
يعتبر النوم من أهم العوامل في إطالة النفس, ولك أن تقارن بين طول نفسك عند النلاوة بعد نوم كاف و أخرى في آخر اليوم و أنت نعس. و عموماً فإن النوم له أثر كبير على الصوت بشكل عام و على أغلب المهارات الصوتية.
9. التلاوة بطبقة مناسبة:
إن لطبقة الصوت دور كبير في طول النفس, فإن التلاوة بطبقة مرتفعة جداً (غير متناسبة مع مقدرة القارئ) تساهم بشكل كبير في تقصير النفس, و الأمر نفسه ينطبق على التلاوة بطبقة منخفضة جداً, فاستهلاك النفس يزداد عادة حين التلاوة بطبقة القرار مقارنة بطبقة الجواب.
10. التدريب المتدرج على الآيات الطويلة:
و مع كل ما ذكر, فمحاولة التدرج في التلاوة, تساهم في تنمية و الإستفادة من كل ما سبق, بحيث يحدد القارئ لنفسه كلمة يتوقف عندها, وبعد ذلك يزيد المقطع كلمة أخرى و هكذا.
منقول عن طالبات جمعية الإمام نافع.