السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته,,
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا .
مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" .
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" .
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" .
أَمَّا بَعْدُ :
الذكر يا حبيبة علامة مميزة و شامة مزينة لطريق السائرين
فهو زاد القلوب و قوتها
و حياة الأفئدة و بهجتها
و سعادة الأرواح و انتعاشها
و هو الحصن الحصين الذي يطرد عنك الشيطان
قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا " الاحزاب41
َو قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق - أي الفضة ـ وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال ذكر الله"صحيح/سنن ابن ماجه:.3780
وقفة لأسطر دعوة
لكل من تعاني
الوسواس..الأرق..الاكتئاب..الخوف..
الزمي ذكر الله فإنه والله حياة لقلبكِ و بهجة لنفسكِ و سعادتكِ و لذتكِ.
به ستنصلح حياتكِ و سيرها و بتركه تفسد حياتك و تكون عذاباً.
كيف لا و الشيطان و أعوانه في مرصد لكِ ما غفل قلبكِ و انشغل.
أقوال من ذهب:
و لتستشعري معي حلاوة الذكر
تعالي يا حبيبة نطالع معاً بعض أقوال السلف الصالح..علنا نجد طعم ما وجدوه أو بعضاً منه.
قال ذو النون المصري رحمه الله:والله ما طابت الدنيا إلا بذكره,و ما طابت الآخرة إلا بعفوه, و ما طابت الجنة إلا برؤية وجهه الكريم.
و قال بعض السلف:مساكين أهل الدنيا,خرجوا منها و ما ذاقوا أطيب ما فيها!!قيل: و ما أطيب ما فيها؟قال ذكر الله و طاعته.
و كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يجلس بعد صلاة الصبح إلى وضح النهار يذكر الله.لا يكلم أحداً و لا يلتفت ,فإذا قضى ذكره قال:هذه غدوتي,إن لم أتغذها سقطت قوتي.
وقفة إعجاب
عند مطالعة سير و أحوال الرعيل الأول نقف منبهرين أمام هؤلاء الذين ضُمِّخَت قلوبهم بذكر الله..فلا تفتر و لا تسأم
قيل لعمير بن هانئ رحمه الله:ما نرى لسانك يفتر,فكم تسبح كل يوم؟قال:مائة ألف تسبيحة,إلا ما تخطئ الأصابع.
صور تستوجب أكثر من وقفة و تثير أكثر من تساؤل
ما الفرق بيننا و بينهم؟
ماذا ينقصنا لنملك قلوباً ذاكرة لله في كل الأحوال؟-إن كانت هناك قلوب أصلاً-
أصل الداء..قلوب تتقاذفها الأهواء
لنطهر قلوبنا و لنغسل أدرانها و ننزع سخيمتها
فما حرمنا لذة الذكر إلا من سواد قلوبنا
قلوب
يعشش فيها الدود و تعوي داخلها كلاب المعاصي و الذنوب.
قلوب
تعصف بها الأهواء تارة و الأحقاد أخرى
إن لم تكوني قد بدأتِ بتطهير قلبكِ من الغل/الحقد/الحسد/البغض/سوء الظن...
فابدئي من اللحظة بعملية استئصال لأمراض قلبكِ و لا تكتفي بالتخدير الموضعي
بادري و لا تسوفي
حتى تشرق في قلبكِ أنوار الذكر.
في رياض الذكر ستكون لنا أكثر من وقفات-بإذن الله تعالى و بتوفيقه-
نسأل المولى الاخلاص و القبول.
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.