اشتم من قبلك !!
هذه هي اللعبة الوحيدة التي تم تطبيقها عمليّاً بعدّة أشكال، الأول : الألعاب، الثاني : المزاح ، والثالث : الانتقام..
لم تخضع هذه اللعبة لأية شروط أو أي نظام، فكلّ عضو يجد في العضو الذي سبقه أحقيّة في الشّتم أو اللّعن -من وجهة نظره - فإنه لم يكن يتأخّر عن ذلك، وكأنه يقوم بعملٍ وطنيّ، أو دينيّ !
وإن سألته من أنت؟ قال أنا مسلم ! ألتزم بالتعاليم الربانية، والأحكام الإلهية، وأنفذ ما ورد في الكتاب والسنة والنبوية، قدوتي رسولي الكريم، وأتمثل بصحابته والخلفاء الراشدين ..
وقد قال الله عزّ وجلّ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11
وقال الرسول صلى الله عليه وسلّم : "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء" رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
فأين ما ادّعيناه بالتزامنا بالأحكام الإلهية والسنة النبوية والاقتداء برسولنا الكريم؟؟؟
أخوتي وأخواتي الكرام،
لا أظنّ أنّ منّا من يُريد أن يُسَمّى بفاسق ! فقد قال رسولنا الكريم : "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" البخاري.
ألم يحِن الوقت لنحسنَ إسلامنا؟ ألم يحن الوقت لنكون مسلمين حقاً؟ ألم يحن الوقت لنعبّر عن الإسلام الحقيقي ؟
إعداد القسم العلمي بدار الوطن
1 -التعوذ بالله من شرّ اللسان، فعن شَكَل بن حميد رضي الله عنه قال:أتيت النبي صلي الله عليه وسلم فقلت:يا رسول الله، علِّمني تعوذاً أتعوذ به.قال: فأخذ بكفي فقال:"قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري،ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي"(رواه أحمد وصححه الألباني)
2- استحضار ثمرات حفظ اللسان في الدنيا والآخرة،فهذا يعين على حفظ اللسان عن الآفات، والصبر على جهاده للتخلص منها.
3- استحضار مساوئ عدم حفظ اللسان وأنها محبطة لحسناتك يوم القيامة، ومثقلة لميزان سيئاتك، فهذا يشجع على حفظ اللسان من الآفات، ويقوي العزيمة على ذلك.
4- الصلاة، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتكفر السيئات، وآفات اللسان من المنكر، قال صلي الله عليه وسلم:"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم ، ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات،ومطردة للداء عن الجسد"(رواه أحمد وصححه الألباني ).
5- الإكثار من الصمت، ففيه نجاة من الآفات، قال صلي الله عليه وسلم:"من صمت نجا".
6- الدعاء، وهو الملجأ العظيم الذي يلجأ العبد فيه لربه يدعوه ويبتهل إليه أن يحفظ عليه لسانه من الآفات المهلكة.
7- الاشتغال بالطاعات، فهي تملأ الفراغ ، وتسد السبل أمام تلبيس الشيطان للمعاصي وآفات اللسان ، وتعوّد المرء ألا يصرف وقته في سواها.
8-مصاحبة من يصونون ألسنتهم ويحفظونها من المعاصي، وعدم الجلوس مع من يطلقون ألسنتهم بالكذب والغيبة والنميمة والسب واللعن والسخرية و الاستهزاء.
9- أن تقطع كل الأسباب الباعثة على آفات اللسان كالغضب والحسد والكبر والغرور والمباهاة وتزكية النفس والتعلق بغير الله، وتحاول معالجة نفسك منها، والاشتغال بعيوبك عن عيوب الناس.
10- استخدم كلمات وألفاظا بديلة (بدلا من كلمات السب والشتم) مثل (الله المستعان) (سبحان الله)
( لا حول ولا قوة إلا بالله) ( حسبنا الله) .
من ثمرات حفظ اللسان
1- الفوز برضوان الله تعالى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:"إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن يبلغ ما بلغت، يكتب الله له رضوانه إلى يوم
يلقاه...".
2- أنه قد ضمن الجنة إذا حفظ فرجه أيضاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:" من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة"(رواه البخاري).
3- أنه من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة.
4- أنه من أفضل المسلمين، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن أي المسلمين أفضل ؟ فقال:
"من سلم المسلمون من لسانه و يده"( متفق عليه ).
5-أنه ناج من عذاب الله تعالى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من صمت نجا".
6-أنه من أفضل الجهاد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم " أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله عز وجل " (رواه أبو نعيم وصححه الألباني).
7- العلاقة الطيبة مع الناس .
8-راحة النفس من التعب والهموم والمشاكل.
9-الفوز بحب الله تعالى وحب أهل السماء، ووضع القبول له في الأرض.
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
أعمالنا، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.