طال الغروب
النوارس البيضاء ظمأى
رغم انها تسير قرب الشاطيء
فالشاطيء مابين مد وجزر الى عوالم المجهول
لايروي أحدا
الدماء تزور بحار مصر المباركة
تخلع ردائها الفيروزي الزاهي
ووتشح بمايليق بالحدث
صدمة للمحبين
للزائرين
كل مافينا حزين
لايقوى على شيء غير الألم
مزادات تجرى كل يوم
يباع فيها مالايباع
مصر التي كل مافيها حزين
تسأل الغادين ومواكب الرائحين
عن حلمها المكتوب بأوراق البردي
تسأل سنوحي الكاتب القديم
وهو يجلس القرفصاء منذ آلاف السنيين
عن تفسير
عن تبرير
فقط ينظر وينضم الى جموع الألم
يناجي المولى
ينتظر الرحمات
ينتظر مطرا
يجلي هموم المحروسة بأمر ربها
يعد ان يأخذ السيل كل سارقي الفرح
وتصمت أبواقهم
تكف عن الدفع بنا إلى المجهول
واللامعقول
إلى الهاوية حيث ترتعش كل الخطى
الى حيث نقف الآن
مصر التي كلما ابتسمت
كلما همت بإشعال الشموع وإخفاء الدموع
كلما ظهر الطريق
وابتسم لها المحب والصديق
تبدلت الطلة
وهم على الفتك بها حزن وضيق
اليوم نسيمنا برائحة البارود
الكل يغلق شرفاته
ويحمل زهراته البيضاء
وسنابل احلامه
يرشها بالندى
يأمل ان تفيق
وأن لاتيبس
وان لايطالها الشحوب
وان يغرسها مرة أخرى على ضفاف النيل
تتهادى صباحا ومساء بنعومة وابتسام
وترددالأبيات والآيات ويحلو لها
أن تبارك الخطى وتقول
أدخلوها بسلام آمنين