اسم الكتاب :
منارات في الطريقالمؤلف : عبد العزيز بن ناصر الجليل
أما بعد :
فهذه مقالات في الدعوة والتربية – نشر بعضها في مجلة البيان – قد أسميتها [ منارات في الطريق ] .
أعني بالطريق :طريق الدعوة إلى الله عز وجل ، وبالمنارات : أعلام الطريق .... وهي بمثابة أعلام و معالم في طريق الدعوة إلى الله عز وجل ، أنبه نفسي و إخواني إليها من باب التناصح والتواصي بالحق ؛ وهو أمر واجب بين المسلمين بعضهم لبعض ، وبخاصة القائمين بالحق والداعين إليه .
ولئن كان جُل هذه المنارات لا يخفى على كثير منا ، إلا أن المرء قد يغفل عن العمل بمقتضاها أو مقتضى بعضها بسبب تداخل الأعمال والمشاغل ، وبسبب تأثير الواقع وضغطه ؛ فمن هذا المنطلق ، ولهذا السبب كانت الكتابة عن هذه المنارات ؛ تذكيراً بها ولفتاً للأنظار إليها ، خاصة وأنها نتاج ملاحظات وخواطر وتأملات في واقع الدعوة والدعاة .
عدد منارات الكتاب >> 24 منارة كلها جميلة أخواتي
ومن أجمل ما قرأت وأثار نفسي المنارة الأولى : من المقصود بالدعوة إلى الله عز وجل ؟
إن المقصود بهذا السؤال تنبيه نفسي وإخواني الدعاة إلى أن الدعوة إلى الله عز وجل تعني أول من تعني دعوة النفس إلى الله عز وجل وتعبيدها له سبحانه ويدخل في ذلك الأهل والقرابة ، لأن المشاهد في حياة الكثير منا الاهتمام بدعوة الآخرين ونسيان النفس أو الغفلة عنها في زحمة دعوة الآخرين .. وهذا إنما نشأ من أن مفهوم الدعوة قد ينحصر عند الكثير منا في دعوة الناس ولم نتنبّــه إلى أن الدعوة إلى الله عز وجل على قسمين :
دعوة النفس ، و دعوة الغير .
والذي دفعني إلى إثارة هذا الموضوع ، ما رأيته من نفسي ومن بعض إخواني الدعاة من غفلة عما ينقص النفس من واجبات و أخلاقيات أو ما يتلبس بها من مثالب و أمراض باطنة وظاهرة يجب أن يُبذل الجهد في إزالتها وأن تُدعى النفس إلى الدخول في السلم كافة .
قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) التحريم : 6
ولاااااااااا يعني هذا ترك دعوة الآخرين حتى تصلح النفس ويصلح الأهلون والأقارب .. كلا ..
فالكمال عزيز والنقص من طبيعة البشر . وكم يكون لدعوة الآخرين من ثمرة وفائدة كبيرة إذا كان الداعية مهتماً بنفسه محاسباً لها . داعياً لها إلى الله عز وجل ، وذلك لما يضع الله تعالى على يديه من البركة والقبول في أقواله وأفعاله ، ولما يجد الناس فيه من القدوة والمثال الذي يُحتذى ، فالناس ينظرون إلى الأفعال أكثر من نظرهم إلى الأقوال المجردة .
انتهت المنارة الأولى
تم التعديل بواسطة مرتادة القمم, 20 January 2006 - 04:22 PM.