النمو البصري عند الأطفال
لا شك في أن الأبصار هو من أهم الحواس التي أنعم الله بها علينا، ويوجد دائما قلق وحيرة وتساؤل من الأمهات والآباء.. هل طفلهم يتمتع ببصر سليم أم أن هناك مشكلة تستدعي تدخل الطبيب؟
وفيما يلي نوضح مراحل النمو البصري الطبيعي عند الأطفال والعلامات الهامة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار إذا وجدت وتحتاج إلى استشارة الطبيب.
مراحل النمو البصري عند الأطفال
الطفل حديث الولادة يستطيع فقط تمييز الضوء في الستة أسابيع الأولى، وبعد الأسبوع السادس يستطيع أن يتتبع الأجسام الكبيرة ولكن بدرجة محدودة، وبعد الشهر الثالث يستطيع التعرف على أمه وبعد الشهر الرابع يحدث نمو سريع في الوظائف البصرية ويتم اكتمال وحدة الرؤية بالعينين عند بلوغ الطفل عامه السادس. وتسمى هذه الفترة بالفترة الحرجة، فإذا حدث لا قدر الله إعاقة لعملية النمو الوظيفي ينتج عن هذا مضاعفات كبيرة على النظر.
ويجب على الآباء الانتباه إلى الظواهر الآتية التي تدل على عدم النمو الطبيعي للبصر:
- اهتزاز العين باستمرار إما أفقياً أو عمودياً (الرأرأة Nystagmus).
- ترميش في العين أكثر من اللازم وباستمرار.
- مراقبة إذا كانت عين الطفل لا تلتقي مع عين والديه عند حمله بعد الشهر الثاني من العمر.
- مراقبة إذا كان الطفل لا يتابع الأشياء التي تتحرك أمام عينيه من جهة إلى أخرى بعد الشهر الثالث.
- مراقبة إذا كان الطفل لا يتابع بعينيه الدمى التي تسقط من يديه بعد بلوغه الشهر الثامن.
- مراقبة إذا كان الطفل لا يزحف نحو لعبة توضع له على بعد متر عند بلوغه الشهر العاشر من العمر.
- مراقبة إذا كان الطفل لا يستطيع التقاط الحلوى الصغيرة من أمامه على مسافة قصيرة.
- مراقبة مشيته وهل يستطيع تقدير ارتفاع أو انخفاض الأدراج ولا يتعثر باستمرار أو يرتطم بالأشياء من حوله.
- مراقبة حجم العينين وعدم التناسق في حجمهما.
- مراقبة لون الحدقة لدى الطفل، حيث إن وجود حدقة بيضاء تشير إلى أمراض كثيرة.
- مراقبة شكل الأجفان أو هبوط خلقي في أحدهما.
أسباب الأمراض التي تعوق النمو البصري
1- أمراض وراثية، وقد يتأخر ظهور هذه الأمراض عدة أشهر أو عدة سنوات بعد الولادة.
2- اضطرابات النمو الجنيني أثناء الحمل، وتظهر هذه الأمراض بعد الولادة مباشرةً.
3- إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء الفترة الأولى من الحمل مثل الحصبة الألمانية وطفيل التوكسوبلازما الذي ينتقل من القطط.
الأمراض التي تعوق
النمو الطبيعي للبصر.
= 460) this.width = 460; return false;">
1- الكتاركت الخلقية (المياه البيضاء الخلقية أو عتامة عدسة العين):
وقد تصيب عين واحدة أو كلتا العينين، وقد تلاحظ الأم أن حدقة الطفل لونها أبيض بدلاً من اللون الأسود المعتاد. وتؤدى الكتاركت إلى ضعف في الإبصار، مما يؤدي إلى حول أو اهتزاز العينين، ويجب أن تزال الكتاركت جراحياً في أسرع وقت مع زرع عدسات داخل عين الطفل لاحقا عندما يكمل الطفل عامه الثاني.
2- الجلوكوما الخلقية (ارتفاع ضغط العين أو المياه الزرقاء الخلقية):
هي ارتفاع ضغط العين في الأطفال قبل سن سنتين، ويؤدى هذا الارتفاع في الضغط إلى تمدد جدار العين، ولهذا تلاحظ الأم كبر حجم القرنية مع تغيم في لونها (قرنية غير شفافة)، كما يعاني الطفل من التدميع المستمر وعدم القدرة على تحمل الإضاءة، والجلوكوما الخلقية يجب علاجها جراحياً في أسرع وقت حيث إنه عادة ما تفشل المعالجات الدوائية في مثل هذه الحالات.
3- هبوط الجفن العلوي بحيث يغطي حدقة العين.. ويجب إجراء عملية جراحية لرفع الجفن.
4- ورم الشبكية الخلقي (سرطان الشبكية Retinoblastoma):
سرطان الشبكية يصيب طفلا من كل (15.000- 20.000) طفل، ويعتبر من الأورام الخبيثة جدا، ولكنه من الأورام التي تستجيب جيدا للعلاج، حيث يحصل الشفاء منه في حوالي 90% من الحالات إذا اكتشف مبكرا. ويبدأ ظهور السرطان في السنوات الأولى من العمر، وقد يصيب عيناً واحدة أو العينين معاً، ويبدأ ظهوره بأن يلاحظ الأبوان صعوبة التركيز عند الطفل أو عدم رؤية الطفل لما حوله بشكل جيد، أو يلاحظ حولا في العين ثم بعد ذلك يبدأ ظهور الحدقة البيضاء (عين القط) كما يسميها بعضهم، عندها يكون السرطان قد انتشر في جزء كبير من العين. وكلما أمكن تشخيص سرطان الشبكية مبكراً، زادت نسبة الشفاء منه.
<A href="http://www.khayma.com/basareyat/images/hawal3.jpg" target=_blank>
5- الحول:
الحول هو عدم تناسق المحور البصري للعينين بسبب فقدان التناسق في الحركة الموحدة للعينين الناتج عن عدم وجود توازن في قوة العضلات الخارجية للعينين مما يؤدي إلى انحراف عين واحدة أو انحراف كلتا العينين، وقد يحدث كسل العين في حالات الحول في عين واحدة إن لم تعالج العلاج السليم قبل سن السابعة، والتي قد يحدث فيها تدهور شديد في قوة الإبصار.
6- اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج:
تصيب هذه الحالة الأطفال الخدج (المولودون أقل من 9 شهور) أو الذين تقل أوزانهم عن 1200 جرام حيث يؤثر الأكسجين على الشعيرات الدموية في أطراف الشبكية فيحدث انفصال للشبكية أو تلف بها، وهنا تظهر الحدقة البيضاء، وفي بعض الأحيان قد يكون من الممكن إجراء عملية جراحية لإصلاح هذا الاعتلال لذلك ينصح بفحص جميع الأطفال الخدج (لاسيما الذين عولجوا بالأكسجين) فحصاً دقيقاً للشبكية بعد خروجهم من الحضانة.
منقول