بارك الله فيكن أخواتي على هذه الهمة وعلى هذا النشاط
لاشك أخواتي أن حاجة الإنسان تقتضي المشاركة مع أخيه الإنسان في العمل سوية لسد حاجاتهم المختلفة
وحاجتهم إلى تنظيم جهودهم للوصول إلى الأهداف التي يتطلعون لتحقيقها ..
والإسلام منهج متكامل ونظام شامل للحياة الإنسانية دينيا ودنيويا هذا المنهج يقدم لنا مفهوما للقيادة يتصف بالشمولية
وهو :
( مجموعة من التصورات والمفاهيم والأفكار والأحكام والقيم والأهداف ذات الحد الأقصى من التجريد والعمومية
المرتبطة بإعداد الإنسان المسلم حسب الأصول الإسلامية وتسويغها وتقويمها اعتبارا من أسسها ومناهجها وتنفيذها ) والنظرية الإسلامية ترتكز على عدة نقاط : 1ـ مستمدة في أساسها من القرآن الكريم والسنة النبوية .
2ـ تتصف بالشمولية .
3ـ تشتمل على نظرية المنهج والمعرفة والأساليب والوسائل والتطبيق
لذا تختلف عن النظريات الوضعية الأخرى ..
4ـ تعمل على توجيه السلوك الإنساني ..
5ـ تعتمد على التفاعل ما بين النظرية والممارسة العملية فالإسلام دين عمل وجهاد ..
6ـ مصادر الفكر القيادي في الإسلام مستمدة من عدة مصادر :
( القرآن الكريم ، السنة النبوية الشريفة ، الإجماع ، القياس )
( بين السطور ) المبدأ الثاني من مبادئ القيادة الإسلامية هو
العدل ( تبادل الأدوار ) ولو وضعنا أنفسنا في موقف شخص ما وقع عليه ظلما من قائد مجموعته سيورث ذلك الكراهية
والحقد وعدم القدرة على إنجاز العمل ..
والرفض ..السعي للانتقام ..أو التراجع وفقد الثقة في النفس وفي الآخرين ..
والخوف والسلبية .. والصعوبة في الاندماج الإجتماعي ..
أهمية العدل في الإسلام العدل صفة من صفات الله عز وجل ويعد العدل من القيم الأساسية التي حث عليها القرآن
وأمرنا أن نقيم العدل في جميع معاملاتنا كالحكم والشهادة ومعاملة الأسرة والزوجة وجميع الناس
حتى الأعداء والخصوم ..
فعلى القائد أن يتعامل مع الآخرين بالعدل بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو أصلهم .
والعدل يحتاج إلى صدق مع النفس ومراقبة لله عز وجل ومجانبة الهوى
( ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )
سورة ص آية 26وكما أن العدل مطلوب بين الأولاد والزوجات فكذلك هو مطلوب بين الخدم والعمال والمرؤوسين ..
والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه فلا يبخس حق مجتهد ولا يكرم متقاعس بل يعطي كل ذي حق حقه
قدر عمله بعدل ..
( اربطي وتعلمي )قائد الجماعة يجب أن يكون هو من يقوم على خدمتها ويرعى مصالح المجموعة ويسهر على راحتهم
فالخادم ليس بمعنى الخادم في حقيقته إنما معناه القيام على مصالحهم ومساعدتهم ..
لا أن يكون هو المخدوم ..
أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان يقوم بنفسه ويرعى شؤون رعيته وتحضرني قصة جميلة له
وهي أن عمرا رضي الله عنه كان يراقب أبي بكر الصديق رضي الله عنه لكونه يخرج بعد صلاة الفجر
ويمر بكوخ صغير ويجلس فيه مدة طويلة ..وكان هدف عمر رضي الله عنه أن يعرف ما الخير الذي يقوم به
ابو بكر الصديق وفي أحد المرات دخل عمر بن الخطاب هذا الكوخ بعد خروج الصديق منه
فوجد سيدة عجوز عمياء لا تقوى على الحراك فسألها عمر : ماذا يفعل الرجل عندكم
( وكان يقصد الصديق رضي الله عنه )
فقالت له : هذا الرجل يأتى كل صباح وينظف البيت ويكنسه ثم يعد لى الطعام وينصرف
وهنا أجهش عمر بالبكاء بعد أن جثى بركبتيه وقال كلمته المشهورة :
( لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر ) ( عبري ) حرية التفكير والتعبير عن الآراء الإيجابية مع مراعاة مشاعر الآخرين ومكانتهم مطلب كل نفس تسعى للتقدم والنماء ..
وعلى القائد أن يسعى لتوفير المناخ المناسب للتفكير الحر والتبادل السليم للأفكار والنقد والشورى
وإبداء اعتراضهم ..
كي يشعر الأفراد بالطمأنينة في النقاش فيما يهمهم والمسلمون مأمورون بتقديم النصيحة المخلصة
إذا ما دعت الحاجة ..
وليحذر القائد من تقييد مرؤوسيه ومنعهم من التعبير عن أفكارهم أو نقدهم فصرخة الحق لابد أن تظهر ..
لقد اعتبر الخلفاء الراشدون حرية الفكر والتعبير بإيجابية أمراً أساسياً في قيادتهم ..
فحينما قاطعت امرأة مسنة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يلقي خطبة بالمسجد ..
أقر بخطئه في الحال ..
وشكر الله سبحانه أن كان هناك من يقوم خطأه ..
كما سأل رضي الله عنه من كان معه ماذا سيفعلون إذا ماخالف هو مبدأ من مبادئ الإسلام
فأجابه أحدهم : بأنهم سوف يقومونه بسيوفهم ..
فشكر أمير المؤمنين الله سبحانه وتعالى أن وجد في الأمة من يقوّم عمرا بسيفه إذا ضل ..
لذا مبادئ القيادة الإسلامية هي :1ـ الشورى
2ـ العدل
3ـ حرية الفكر
أخواتي الغاليات
إجابات رائعة وفكر منير اتسمت بها المجموعات
تميز بانتقاء الألفاظ وتخير الإجابة الصحيحة والحرص على شمولها
والبحث لفهم المعلومة و صحتها .. والتركيز على صحة الحديث ومعرفة درجته
كان ذلك رائعا جدا ..
كم أنا فخورة بكن أخواتي ..
همسة :ابتعدي عن صيغة الأنا عند التحدث بلسان الجماعة تحياتي للجميع