أخواتي الغاليات :
كل منـّا في بيتها ، تكتب و تنشر من خلال جهاز الحاسوب الخاص بها ،
لكننا من خلال هذه الكتابات اجتمعنا في مسكنٍ واحد ، هو ( واحـة المرأة ) ،
فقد جمعتنا فيه الكلمة الطيبة ، و الأخوة في الله .
و في ( واحة المرأة ) تعددت خبراتنا ، و تنوعت مهاراتنا ، و اختلفت أساليبنا ،
و لكن اتفقت أهدافنا ، فكلنا نسعى جادات لرعاية كل أختِ تشق طريقها نحو
الإبداع ، نحفزها ، و نقف بجانبها ، و نأخذ بيدها خطوة خطوة نحو التميز ،
نمد شراع النجاح ، فنثني على المتألقة ، و نوجه من تحتاج إلى توجيه ؛ لتبحر
في عالم الأدب ، و تصعد إلى قمة الثقافة !
من هذا المنطلق ، و حرصـًا على إبحار سفينتنا بأمان ؛ لتصل بالبضاعة الراقية ،
و الكسب الوفير ، رأيت أهمية تعديل مسار ( الردود ) على خواطر الأعضاء
في ( عذب الكلام ) ، إذ اعتدنا الرد بقولنا :
( رائعة ، مبدعة ، مذهلة ، متميزة .....إلخ )
إن هذه الألفاظ ، و ما يمكن أن يُركّب منها من عبارات ، جميلة و معززة ،
لكنها لا تدفع العربة إلى المسار الصحيح ؛ ليرتقي الجميع إلى الأفضل ، و من هنا
بدت حاجتنا إلى النقد الهادف البنـَّاء ، الذي يكشف الموهوبات لتستفيد منهن
المبتدئة ، و ينمي المبتدئات ليمشين بثقة ترفع الراية !
هنا أخياتي أضع بين أيديكن أسلوب النقد البناء ، راجية من الله أن يلهمني القدرة
على الإيضاح و الإفادة :
1 / قبل كل شيء أتمنى الاطلاع على الموضوعين التاليين /
أ – وقفة لمبدعاتنا في عذب الكلام .
ب – كيف تتقنين صياغة الخاطرة ؟
إذ التنبه لمدى التزام الكاتبة بقوانين القسم يُسهِّل عملية النقد ، و يساعد
على الصعود للمستوى المطلوب .
2 / قراءة الخاطرة أكثر من مرة ، فالقراءة الأولى استكشافية ، و الثانية متأملة ،
و الثالثة ناقدة .
3 / استنتاج الفكرة العامة للخاطرة ، فإذا جاءت واضحة لا غموض فيها كانت
أول إشارات النجاح ، ثم النظر في نوعية هذه الفكرة ، هل هي عظيمة ، بمعنى
ألا تخالف تعاليم ديننا الإسلامي ، و لا تتنافى مع أخلاقنا الأصيلة ، و عندئذ نحكم
عليها بالجودة .
4 / الربط بين الفكرة الرئيسة و عنوان الخاطرة مؤشر ثانٍ لنجاح الخاطرة ،
فمتى جاء العنوان مشوِّقـًا لمضمون الخاطرة ، و مرتبطـًا به ، كانت البداية موفقة .
5 / الفكرة الرئيسة ( العامة ) تتجسد من خلال أفكار جزئية ، تتحد فيما بينها ؛
لذا يجب النظر إلى الأفكار الجزئية ، هل هي مترابطة ؟
بمعنى أن كل فكرة متأخرة تولدت عن فكرة متقدمة ، بحيث لا يستقيم المعنى بتقدم
المتأخرة على سابقتها ، و متى لاحظنا تسلسل الأفكار بهدوء ، و انسجامها لتأدية
المعنى ، تقدمنا في خطوات النجاح .
6 / النظر إلى الأسلوب العام للخاطرة من النواحي التالية :
أ – الألفاظ حيث ينبغي فيها :
* الجزالة و البعد عن : ( العامية ، التعقيد و الغرابة ، الصعوبة و الغموض ) .
* النزاهة فلا تكون فاحشة أو بذيئة .
* ملاءمتها للمعنى ، و قوة دلالتها التصويرية بحيث تكون رقيقة هادئة الإيقاع
الموسيقي عند تصوير المعاني الهادئة مثل : ( الصداقة ، التفاؤل ، الأمل ، الحنو ...إلخ ) ،
كما تكون فخمة قوية الإيقاع عند تصوير المعاني الصلبة مثل : ( الفرح ، الفخر ، التحدي ،
الألم ...إلخ ) .
* سلامة بنيتها من الخطأ الإملائي .
ب / التراكيب و ينبغي فيها :
* تناسق الجمل في الطول و القصر .
* سلامتها نحويـًّا و بلا غيـًّا .
* تنوعها ما بين خبرية تقدم الأهم على المهم مما ينتج دقة التعبير عن المعنى ،
و التأثير على الآخرين كما لو أردت الحديث عن أثر العلم على الحيـاة أقول :
( بالعلم تزهو الحياة ) ، وإن أردت الحديث عن مظاهر جمال الحياة أقول :
( تزهو الحياة بالعلم ) .
و إنشائية تحاور العقل و الوجدان ( استفهام ، أمر ، تمني ، دعاء ، تعجب ، قسم ) .
* مناسبة علامات الترقيم لنوعية التركيب .
ج / الخيال و التصوير و التشبيهات المجازية تجعل للخاطرة رونقـًا و نكهة محببة ،
فجميل أن تمزج الكاتبة الواقع بالخيال ، و تظهر عبارتها أدق تصويرًا للمعنى ،
و أقوى تأثيرًا على النفس ، فمثلا : تجعل القمر يبتسم ، و البحر يغضب ، و النجوم
ترقص ، و الغيمة تعطي ...إلخ .
و ليس شرطـًا أن تكون الصور كثيرة أو معقدة ، فنتيجة ذلك ضياع المعنى ،
و تيه الفكرة .
د / العاطفة و ينظر فيها إلى :
1- نوع العاطفة ( حب ، ولاء ، فخر ، حسرة ، خوف ...إلخ ) .
2 – قوة العاطفة ( حارة ، جياشة ، فاترة ، متزنة ... إلخ ) .
3 - صدق العاطفـة أو زيفها .
و نحكم على ذلك من خلال دلالة المعاني و تأثيرها على أنفس القارئات ،
فمتى وصلت العاطفة إلى نفس القارئة و تغلغلت في مشاعرها ، كانت الكاتبة ناجحة و عاطفتها صادقة .
لفتـــة :
جميل أن تكون كل منا ناقدة لنصها قبل أن تنقده أختها !
*** أتمنى أن أكون قد وفقت في بذر البذور ، و أترك لكن سقياها و رعايتها لينشأ
بستانا رائعـًا من نفحات آهاتكن ، و دموع أفراحكن ...
وفقكـــن الله ...