مقال د-خالد الطراولي
اجعلوا أضحيتكم لأهل غزه""""""""""
كتبت يوما نثرا عنونته "عذرا لا أريد أن أكتب عن غزة "...[1] كانت مرارة الحديث عن هذه المدينة الصامدة كالحنظل في الحنجرة، سقط النثر والشعر، وتعست قوافل الحروف وتعس كل خطاب إذ لم يحمل قيد أنملة من ممارسة عينية على أرض الواقع لمساندة أهلنا هناك...
أعود إلى غزة ولم تغادر مخيلتي، وإذا نسيت ذكراها لمشاغل الحياة تأتي الأخبار من هنا وهناك وتصدمك الصور الحزينة لأطفال وشيوخ وعجز، تذكرك إن كنت ناسيا، تهزك إن كنت غافلا، ترجك إن كنت جاهلا أو متجاهلا، توقظك إن كنت نائما... أن هناك قريبا من حينا، على مرمى حجر من بيتنا، يتعذب إخوة لنا، يبكي صبية لفقدان الحليب، ويتألم المرضى لعدم وجود الأدوية الكافية، ويعجز آباء على تلبية نظرات يلقيها عليهم أبناء رضع، وتبكي نسوة أو يخفين دمعاتهن حتى لا يزدن الصورة ظلاما وظلما...
صور حزينة منغصة تترك الحليم حيران وأحوال لا يستوعبها نص أو إطار...[ وأضاف والدموع تملأ عينيه "فور وصولنا للمستشفى بدأت الممرضات بتجهيز زوجتي للولادة.. الكهرباء خانتنا وانقطعت.. لحظتها شعرت بقلبي يسقط بين قدمي وروحي تخرج، زوجتي فقدت الوعي ودخلت في غيبوبة، وعمل الأطباء جاهدين على إنقاذ حياتهما، ولكن كان الوليد يعاني من الاختناق وضيق التنفس". ...وأدى الحصار إلى وفاة 260 مريضا، نصفهم أطفال؛ بسبب نفاد الأدوية ومنع نقلهم إلى المستشفيات في الخارج.] [2]
غزة تموت ولكنها لن تموت، غزة تتعذب تتألم لوحدتها لعزلتها لفقدان النصير والمعين، طوابير أمام محلات الأغذية، استعمال حبوب الحيوانات لتغذية البشر، ليال شتاء باردة تتقارب، وظلام دامس يزحف، على أصوات بكاء طفل صغير يمسك بتلابيب أمه... يريد حليبا فقط... الكهرباء تنقطع حتى يرضى الجار المغتصب للأرض والسماء، طفلة صغيرة تريد إتمام واجباتها المدرسية على نور خافت..، عيونها تؤلمها وتدمع بين الحين والآخر لقلة الضوء وظلمة المكان..، حروف أمامها تتلوى وتلتوي، تزيد نقطة أو تنقصها، تسقط حروفا وتظهر أخرى، لتكتب تارة مأساة أو مواساة، مقاومة أو مساومة، عرب أو غرب، إعدام أو إعلام، عين أو غبن، غيب أو عيب، قوافل أو نوافل، مغرب أو مشرق، إبادة أو إعادة...؟؟؟
قلت لن أكتب ولكني كتبت... لأقول للجميع اجعلوا هذا العام أضحيتكم لأهل غزة، لن نموت إذا لم نأكل اللحم، لن نسقط واجبا إذا لم يكن لدينا ما نتصدق به لإخوة لنا يكادون يموتون جوعا..، صوموا هذا العيد عن اللحم، ولعل الغاية النبيلة من هذه الأضحية والتي كثيرا ما تغيب عنا ونحن نتجمع والأهل والأقارب حول المشواة، أن الأضحية تقرب إلى الله أولا وطلب مرضاته وتراحم وتآلف وتقوى " لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا وَلَـٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ كَذٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ " [الحج 37]
من كان يقدر على الأضحية والصدقة بمثلها لأهل غزة فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن لم يستطع فأهلنا هناك أحوج والأضحية أنفع وأفضل، والله عالم بالنوايا والله أعلم.
غزة سؤال سوف يلقى على الجميع أمام التاريخ أولا وأمام الأجيال القادمة، ولكن أشده وقعا وأصعبه تجاوزا هو سؤال اللقاء الأخير يوم يجعل الولدان شيبا... فأين نحن من غزة وأين غزة منا؟ وكيف بنا وسؤال غزة لم يجد جوابا في رحلنا وترحالنا؟ وسيظل يؤرق ليلنا ويقض أيامنا لمن كان يحمل داخله نطفة من رحمة وجاء الله بقلب سليم>>>>>>>>>>>>>
Change
نداء عاجل يامسلمين من غزه""""""""""""
تمت كتابته بواسطة
*الجوريه*
, Dec 04 2008 11:34 PM
#1
تاريخ المشاركة 04 December 2008 - 11:34 PM
#2
تاريخ المشاركة 06 December 2008 - 02:34 PM
اللهم اصلح أحوال أخواننا في غزة
جزاك الله خيراً أختي الجورية ..,
جزاك الله خيراً أختي الجورية ..,
مشكورة بلسومه على التوقيع الحلو مثلك
#3
تاريخ المشاركة 09 December 2008 - 08:38 PM
بالأمس كنت اتابع لقاءات مع سكان غزة
يتكلمون عن إحتفالاتهم وفرحتهم بالعيد
يالله ياروعة قوة الإيمان والصلابة والصمود وحب الوطن
لحظات توحد الأمة الأسلامية عند الوقوف في مشعر عرفة استشعرة هذا الشعب الأبي
متحدي الجوع والعطش والظلام وقسوة الدهر وصوت المدافع ووانهار الدماء
ولبي وهو في موقعة بصوت واحد تلبية مصدرها من القلب للخالق
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمده والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك
إستشعار بإن الملك لله والنعمة بيد الله والمن والعطاء والخير والسمو والرفعة من عند الله
يابنو البشر إنه الله الرازق المتكفل بنا ولستم ؟ !!
سنفرح ونبتهج بعيد الضحى ونضحى ونطعم الفقير ...شعب غزة الأبية منارة الصمود
مظاهر الأحتفال كانت بالعيد واضحة على الوجودة وفرحة الأطفال والنساء
عيد مسلمين غزة عيد بالدعاء والرجاء وزيارة الأحباب وأقتسام الحلوى الى نصفين وثلاثة وأربعة
أحتفال الدموع والشموع
أحتفال الصدق
بوركت أخية غزة في القلوب لن ننساها أبدا
لينام السلطان ولتنهش الذئاب
ولبيقى صمود غزة الى يوم ينهش الذئاب لحم السلطان .
وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18))
الحمد لله على ما أعطى .
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18))
الحمد لله على ما أعطى .