يحدوني الشوق لتلك البقاع
أيام قلائل ونكمل عاما منصرما يفصلنا عن أيام كانت لنا بمثابة رد الروح للجسد
روحانيات فريدة لايملها الجســـــد ولايشتكي
قلوب تلهج بنبض واحـــــــــــــــــــد
وأعين تذرف دمعــــــــا ينقي الأرواح المكلومة
واشوقنا لتلك الأيام ...لتلك اللحظات .. فالقلب يعتصر شوقا وحنينا للحظة واحدة
احتوتنا بها تلك الرحاب الطاهرة ..
فوالله إن الحنين ليعتمل بالقلب ولا أدري ما يطفأه سوى دموع هي دواء مؤقت ,,
رباه وارزقنا زيارة قريبة تخمد اشتياق القلب وتخفف لوعته ..
تلك الرحلة التي سطرها قلبي بدمه فلا تمحى ..
كم أعشق تلك الأيام الغالية ... وكأني بعالم آخر تتقاذفني الأحداث وقلبي يطير أنسا ..متناسيا هموم أرقته بدنياه وعبثت بنبضاته
وليس له هم سوى سعيه لنداء ربه "لبيك اللهم لبيك"
ماذا عساي أن أصف أو أسرد
عجزت عن تنميق العبارات التي تصف قوة المشاعر وما وجدت سوى الصور التي التقطتها بكاميرا جوالي لتحكي شيئا يسيرا من الواقع الذي عشنا متعته
مما أتذكر من مواقف :
هنا عندما حطت رحالنا بمدينة رسول الله و لا أكاد أصدق بأن حلما دونته يوما بدأ يشق طريقه إلي
بعد أن انتهينا من إجراءات المطار ووجدنا باصات الحملة بانتظارنا واستقلتنا لمكان إقامتنا كان الوقت قد شارف على صلاة الفجر ولم يسعفنا الوقت للنوم فآثرنا الاستعداد للصلاة وأتذكر جيدا عندما لم أعمل حسابا للجو البارد ومن الفرحة ذهبت بلباس عادي وبدون سجادة أحتاطها لافتراشها وقت الحاجة >>>من الخطأ نتعلم
ما أن وصلت حتى انبهرت بالسواد العظيم الذي يعج به المسجد النبوي >>تساءلت :أين سأصلي ؟؟
بحثت عن شاغرا يكفي جسدي النحيف وبعد وقت من البحث لم أجد متنفسا يسعني , فخرجت للساحة الخارجية وصليت بأرضية المسجد وكدت أن أصعق من برودة المكان , وما إن فرغ الإمام من الصلاة حتى عدت أدراجي لمكان إقامتنا بأبراج طيبة ودثرت نفسي بما وقعت عليه عيني >>>ألذ برد عشته
ومن يومها لا أخرج إلا ومعي عدتي كاملة >> سجادة وشال ثقيل
يااااااااااااااه والله أيام حلوة ..
ما أجمل أن تتمعن في وجوه المسلمات من كل البقاع لترى هناك ملامح شوق وترقب وفرح وأمور لاتفهمها أحيانا لأناس تفصل بينك وبينهم ملايين الكيلومترات واليوم تراهم معك بأرض واحدة تنشدون هدفا واحدا وتلبون دينا واحدا
ما أعظمه من منظر حين تطل من النافذه مع الآذان الأول لصلاة الفجرفترى الجموع الهائلة من الحجاج تتوافد قاصدة المسجد النبوي لتحظى بفضل صلاة فيه
هناك بمكة كانت لنا قصص وعبر ودروس لاتكفيها المقالات فوالله إنها لأيام نادرة من عمري من أول خطوة وضعت بها قدمي وعند أول نظرة للكعبة المشرفة حتى انتهينا من آخر منسك لنا
أتذكر "بمنى " عندما قابلت زميلة لي فرقتنا الأيام وتفاجأنا وسررنا بأن كتب الله أن نجتمع هناك وياسبحان الله , من كان يتوقع !!
لازلت أتذكر جيدا حينما وصلتني رسالة أخي وأنا بجبل عرفه وذرفت عيني لما حملته من تذكير بعظمة ذلك اليوم وعدم إهدار وقته ,, لحظتها استشعرت عظمة ذلك اليوم وأن الحج عرفه وأن الدعاء فيه مستجاب بإذن الله ,, نظرت حولي فإذا بكل امرأة لوحدها تلهج بالدعاء ولسان حالها يارب استجب ... اقشعر جسمي وتذكرت أمي الغالية وأبي رحمه الله وتذكرت نبي محمد وتذكرت الآخرة والجنة والنار وشيئا مما اقترفته يداي و....و.......... لا أدري مشاعر كثيرة اعترتني مع جمال بعضها إلا أنني شعرت بحزن أنني أوشكت على الانتهاء من رحلتي وخفت أن أتخلف عن ركب المقبولين
لم أعرف وداع مر في مذاقه أقوى من اليوم الذي ذهبنا فيه لطواف الوادع ,, بت أنظر للكعبة وأشعر بها تحدثني .. غصة اعترتني لحظتها وهناك من ينادي بسرعة "فالوقت أزف" ورجلاي وكأنها شلت عن خطواتها وجسدي لا يريد أن يدير بظهره لقبلته ..اجتذبوني من يدي وحركوا خطواتي وعيني تودعها بدموع الحرقة "هل سآراك مجددا "
وعقلي لايريد أن يصدق الحقيقة " سأرحل عن مكتبي "
اللهم تقبل منا ...