مفاتيح .. وشخصيات
الطريق إلى فهم البشر ليس أمرا صعبا إذا ما فهمنا معادنها وما هية طباعها ،،،
فالناس كالمعادن منها ما هو غالٍ ونفيس ومنها ما هو رديء و وضيع ،،هناك الصلب وهناك اللين وهناك المتوقد وهناك الخافت ..
فالتعامل الأمثل مع الناس هو معرفة إلى أي المعادن ينتمون فلكل معدن خصائص وطباع تميزه ،،
فتعاملك مع عنصر الحديد ليس كتعاملك مع عنصر الذهب والتعامل مع عنصر الذهب ليس كتعاملنا مع الألماس
كل شخص له شخصيته وطباعه وكيانه ،،،
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((
تجدون الناس معادن ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام ، إذا فقهوا ، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية ،
وتجدون شر الناس ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه )).
قال الرافعي رحمه الله : ( وجه الشبه أن اختلاف الناس في الغرائز والطبائع كاختلاف المعادن في الجواهر، وأن رسوخ الاختلاف في النفوس
كرسوخ عروق المعادن فيها، وأن المعادن كما أن منه ما لا تتغير صفته فكذا صفة الشرف لا تتغير في ذاتها، بل من كان شريفا في الجاهلية
فهو بالنسبة إلى أهل الجاهلية رأس، فإن أسلم استمر شرفه، فكان أشرف ممن أسلم من المشروفين في الجاهلية )
إن لم نفهم هذه الطباع أدى ذلك إلى الصراع واحتدام المشاكل بين الناس
من منا لم يضق ذرعا بذاك العصبي المزاج!!!!!
الذي يثور ربما لأتفه الأسباب يتحول فيها من شخص هادئ إلى بركان ثائر وإلى بحر متلاطم الأمواج ،،
هلاّ عرفنا طبيعته وامتصصنا غضبه !!!هذه الشخصية لا تحتاج لمن يقف بمواجهتها بل من يساندها ،،
يساندها بتهدئة غضبها بالكلمة الطيبة اللينة التي تعيدها لحالة السكون ...
الشخصية الهادئة ،،، هناك من يتضجر من هذا الهدوء بل ربما استشاط غيضا منها واعتبره ضعفاً أو عجزاً أو لا مبالاة ..
هلاّ اقتربنا من هذه الشخصية !!! ودخلنا في أعماقها ،،
الشخصية الحساسة ،، التي تتأثر لأقل الأشياء ،، قد تبكي من أجل كلمة ،، أو قادها ذلك إلى الاكتئاب والعزلة ..
هل حاولنا فهم هذه الشخصية ،، واحتويناها بحنان ...
من الشخصيات ما يحتاج للردع ومنها ما يحتاج للمواجهة و ومنها ما يحتاج للرأفة
فمعرفة الطباع هي بوابة الدخول لشخصية أي إنسان كما أنها تضيء لنا درب التعامل معها ...
،،
،،
،،
بقلم / أختكن
هتان
ذهاب لأعلى
