ككل الأربعاءات الجميلة
أصل إلى البيت مساء ً محملة بهمومهن الصغيرة ، الكبيرة !
فتيات في عمر الزهور ما بين المرحلة المتوسطة و الثانوية
غراسنا في أرواحهن هو السمو بكل معانيه
لذا فالهم هنا أكبر من أي عمل آخر ..
فيجب أن نصلح حالنا .. لنصلح أحوالهن ..
تابعتهن اليوم من خلال دورة تدريبية بعنوان
" كيف تتخلصين من القلق "
وكانت معدة الدورة التدريبية صديقة عزيزة على قلبي
وهي مستشارة نفسية و اجتماعية فأحببت أن أشد من أزرها
لذا جلست معهن في المقاعد ..
كانت أسباب القلق لديهن كثيرة ..
بعضها كبير و الآخر صغير
و كانت تأتي على كل سبب لهن و تعالجه ..
تمسح من الأسباب ما يمكن مسحه ، و تبقي البعض كأسباب للقلق لا يمكن التخلص منها
لأن بعضها دافـع للارتقاء ..
لن أطيل ... فحديثي هنا ذو شجون ..
كانت من بين أسباب القلق الكثيرة التي ذكرنها ورداتنا العبقات
هو
" القلق من أجل إرضـاء الوالدين " ..!
كانت لفتة رائعة منهن .. إذ ان شعورهن بالتقصير المستمر تجاه والديهم
هو مصدر قلق لهن .. و أثلج قلبي ذلك لأنه من النادر أن نجد في جيل كهذا
شعور كذلك الشعور المرهف خوفا ً من التقصير ..!
بالمقابل ... قامت أستاذتنا في الدورة بعكس الضوء على صور للبر كثيرة من الأبناء
و صور أخرى للعقوق ...
حينها .. و حين رأيت اجماع الفتيات على القلق من أجل والديهم
تــذكرت بعض القلوب القاسية التي لا تحن ّ على هذه القلوب
بل
و تــــــــــــدمرها .. و تكون مصدرا ً رئيسا ً في " ذبول زهرتها " ...!
قد يظن الآباء في هذا الزمن تحديدا ً أن الأبناء المتمردين لا يحملون ذرة احساس في قلوبهم الصغيرة
التي ما فقهت بعد أسرار الحياة ..
لكن اليوم تأكد لي خلاف ذلك .. و لعلي لا أعمم .. لكنه أنموذج مشرف تواجده ..
ففي تلك الأثناء ... تـذكرت المأسـاة العجيبة التي وقف عليها زوج أختي قبل شهر من الآن
حين أخبرنا عن قلوب لا تفقه من معنى الإيثار ِ شيئا ً
و عن قلوب لا تبصر في الحياة غير أنسها و سعادتها على حساب قلوب غضة طرية بريئة !!
..:: ذبول × ذبول ::..
زوج أختي إمام لأحد مساجد المنطقة ..
وقبل أذان صـلاة العشاء من أحد المساءات قرر أن يذهب باكرا ً للمسجد لبعض الأمور ..
دخل الأسوار .. و بجوار الباب لمح شيئا ً ملقى و كأنه كومة ملابس !
اقترب منها ليتحسسها ...
و كانت المفاجأة التي أبكته .. ألجمته .. و هزت كيانه !
" طفل ٌ رضيع " شبهه لنا " كفلقة القمر "
في لفافة جميلة ، و في أحسن حالاته ، نائم بكل براءة
عمرة لا يتجاوز الشهرين !!!
كانت صدمة له ، و أبلغ الشرطة ،،، و كان ما كان من إجراءات !
اتصلت بي أختي باكيــة !
تقول : ما بال تلك القلوب ؟ تمنيته طفلي ، يقول زوجي أنه جميل و رغم الأذان و الإقامة
لم يصحو و بقي نائم حتى أتت الجهات المختصة لأخذه !
:
يــاه ... من المسئول عن قتل الطفولة و البراءة ؟!
غدا ً سيكبر .. فماذا سيكون شأنه بين الأقران ؟ !
تساءلت ... كيف لشهوة لحظة أن تقتل طفلا ً مدى الحياة ؟!
أي قلب ٍ حملته تلك لتلقي بقطعة من لحمها في الشارع .. و هو طفل رضيع ؟!
إن لم تُفضح هنا .. ستُفضَح هناك .. و ربنا رقيب !
::
هذا مشهد
و القادم أكثر ألما ً
:
: