الســلام عليــكم ورحمــة الله وبركــاته
كثيرة هي الاكتشافات الطبية والنظريات العلمية التي تتحفنا بها الجهات
المختصة بهكذا دراسات , فيتبع الاكتشاف والنظرية نشرٌ وتوعية
للناس حتى يتلذذوا بطعم ثمرات جهود أولئك الباحثين والعلماء .
قالوا .. وقد صدقوا , أن وضع الطفل بعد لحظة ولادته مباشرة على صدر أمه
أمر مفيد جداً , يعود بالنفع الدائم عليه وعليها .
وقالوا ..وقد صدقوا , أن ما ينتجه صدر
الأم من غذاءٍ لوليدها في اليومين الأوليين ليس حليباً وإنما مادة صفراء
غنية جداً بالبروتين ومهمة جداً لتنظيف أمعاء الطفل وتكسبه مناعة
ترافقه طوال حياته .
ونحن حين نسمع تلك النظريات نتفاعل معها ونتحمس لتطبيقها ونحن
أناس عاديون فما بالنا بالأطباء وأهل الدراية بالطب وخفاياه ,
للأسف الشديد ولأن المادة قد طغت , وحمى الربح قد أصابت الأطباء أيضاً
صاروا ينزعون الطفل من أمه إلى الحاضنة الزجاجية, ويرضعونه
الحليب من " القوارير " الزجاج ويجعلونه تحت رعاية الممرضة , ويدعون
أنهم يرغبون في إراحة الأم
والحقيقة هي أنهم يرغبون في الربح حتى من الرضيع بعد ربحهم من
ولادة الأم , فالحاضنة تلك وما يرافقها من رعاية هي مثل فندق تختلف درجاته
بين ثلاث وخمس نجوم وبالتالي تكلفته , فلا يهمهم مع طمعهم بالربح منها نظريات
ولا منظرين .
أخذوا الوليد من صدر أمه وحرموه أول بشائر الرضاعة منها
وارتكبوا في حقه وحقها جريمة لم يرتق القانون بعد ليسطر في من يرتكبها
عقوبة وحدود .
أملي أن تصل صرختي هنا لتجاور صرخة الوليد لحظة ولادته أن
ارتفعوا يا أولئك عن النقص في مكمن الكمال
واتركوا الوليد بجانب صدر أمه يرضع حنانها
ويستمع لدقات قلبها
فتلك هي أبسط الحدود لتطبيق النظرية .