(هيا نحلق بأرواحنا نحو السماء ....لنلامس الضياء.....ونناجي الإله)
أرواحنا تلك الساكنة في أجسادنا لهي سر عظيم من أسرار الإله جل في علاه قال تعالى "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا "
كم تسعد تلك الروح وكم تشقى, كم تفرح وكم تتألم , كم تبكي وكم تضحك وفي كل تلك الحالات تشعر بها وكأنها تحلق بنا نحو السماء
فعند الفرح تشعر بروحك وكأنها ترفرف بك نحو السماء وتشعر كأن أقدامك لاتلامس الأرض من الفرح
وعند الألم والحزن والهم أيضاً تشعر كأن روحك حلقت هرباً إلى الإله لتتعلق برحمته قال تعالى { فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون} ..
تعالوا معي أيها الأعضاء الكرام نعايش سوياً إستشعار رفرفة الروح عند البلاء
فإذا أقض مضجعك هم أو غم أو مشكلة حدثت مع شريك حياتك وتعاني من قسوته وظلمه أو حتى مرض إبتليت به وجعلك تشعر كأن هماً جاثماً على قلبك
عندها فقد حاول ان تسترخي في أي مكان وأغمض عينيك وتخيل كأنك أصبحت بجناحين وتخيل نفسك وانت ترفرف ...ترفرف...كالطير وتسبح في ملكوت الله...تخيل انك ترى البحار والأنهار والزهور تحتك
تخيل أنك تسابق الطير وتخترق السحاب وتعانق النجوم إستمر دقيقة على الأقل وانت تتخيل بهذه الصورة
بعدها تخيل إنك ارتفعت وارتفعت حتى تشعر كأنك بجوار الله واقتربت من الملائكة أكثر وأكثر وشعرت بروحانية وإيمانية صادقة
عندها فقط قل في سرك بنبرة خشوع وذلة ورجاء...
.....يــــــــارب .....يـــــــــــارب .......يـــــــــــارب .....
.......ياإلهــــــــــــي.......يامليكــــــــي.........
...... يامن ستحلق إليك روحي يوماً ما حقيقة لاخيال.....
....وستصعد إليك روحي كما صعدت الأن......
......يارب يامن تعلم هل ستصعد إليك روحي وأهل السماء يستبشرون بها وبريحها الطيب......
......أما ستصعد إليك روحي وأهل السماء يستعيذون من نتنها ويغلقون الأبواب دونها.....
......إلهــــي ياعالم ما بنفســــــــــــي من ضيــــــق وهم وتعلم حاجتي إشهدك يارب إني سأصبر راضية فرحة مستبشرة
لأني أعلم أن مابي هو من أمرك وتقديرك فربما تمحو بها ذنباً أثقلني أو لتدفع بها ضراً عني أو لتجازيني على صبري
لذا سأصبر ياربي وأعفو وأتجاوز عن من اساء إليّ وأعود إليهم بنفساً راضية محتسبة الأجر من عندك لكي تصعد إليك روحي يوماً ما حقيقة والملائكة تستقبلها بالبشرى قائلة لها
(ابشري بروح وريحان ورب راض غير غضبان)
ويقال لها
( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ).
عندها ثقوا أيها الكرام: بعد أن تستشعروا عودة اروحاكم إلى الأرض وقد حملت لكم معها نسائم الرحمة وهبات المغفرة ونثرتها على اجسادكم وزرعت الإبتسامة على محياكم
أنكم ستقولون (نعم يالله سأسعد بإبتلائك لي فما أجمل الثواب العظيم من الإله الكريم)
عندها ستجدون أنفسكم ذهبتم لمن اسأتم إليهم أو اساءوا لكم ومددتم إليهم أيديكم مصافحة بحب وإمتنان
فربما يكون هذا الألم طريقكم إلى الجنان
همســــــــــــة
لن تستشعروا ماكتبت وتبلغوا مقصدي إلا إذا جربتم الطريقة بأنفسكم
عندها فقط ستشعرون أن الدنيا لاتستحق أن نغضب من أجلها أو نثأر لكرامتنا من أهلها
فهناك مقابل عفوك عن الناس مغفرة من الله...ومقابل إحسانك جنان عرضها الأرض والسماء
عندها ستجد نفسك تحمل بين جوانحك روحاً شفافة متسامحة تنشر الخير في كل مكان
بقلم
أم جمانة
ذهاب لأعلى
