بسم الله والصلاة والسلام على خير الهدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
في ذات يوم خرجت متوجهة إلى السوق وبعد برهة من الزمن نادى المنادي لصلاة المغرب فتوجهت مباشرة إلى مسجد
ذلك السوق وفور دخولي وإذا بي أقرء إعلان كتب فيه ..
(يمنع دخول الجوال داخل المصلى يرجى منكن تسليمه لمسؤلة المصلى وأخذه فور إنتهائكن من اداء الصلاة::الأدارة)
لم أعطي هذا الإعلان أية اهمية ودخلت وإذا بمراقبة المصلى خلفي وتسألني هل معك جوال؟ فقلت : نعم..
قالت يمنع دخول الجوال ضعيه على الصامت وسلميه لي وعندما تنتهي استلميه ,فأعطيتها جوالي وأعطتني الرقم الخاص بي
أديت صلاتي ودخل بعدي مجموعة كبيرة من النساء فقمن جميعا بتسليم جوالاتهن واداء الصلاة,
فور خروجي من المصلى وإذا بي أشاهد إمرءتان واقفات يبحثن عن شيئ ما ,فسألتهن ماذا فقدتن؟
قلن: نبحث عن مسؤولة المصلى لإستلام جوالتنا...
فقلت : لعلها هناك تصلي ..
قمن بالبحث عنها وتبين لنا انها سارقة وقد خدعتنا جميعا بسرقة جوالتنا بهذه الطريقة الدنيئة,تجمع الكل بدؤا بالبحث وبلغنا عنها الإدارة لكن لم نجدها.
بعدها الكل ذهب في حاله وأنا في حالة ذهول, كيف لها ان تستبيح حرمة ذلك المكان الطاهر, كيف لها ان تخدع كل من أتى لهذا المكان لأداء الصلاة, كيف نزع الإيمان من قلبها حتى تفسق في بيت من بيوت الله.
تساؤلات كثيرة دارت في داخلي قبل حتى أن يذهب فكري لجهاز هاتفي الذي فقدته وفقدت فيه معلومات مهمة لي وفقدت فيه جميع أرقام من أعرف.
أعلم ان كثير منا قد تعرض لسرقة جواله أو محفظة نقوده والسرقة في هذه الأيام أصبحت كرد السلام لا عجب فيها ولااستغرب, لكن ماأذهلني جراءة تلك السارقة و عظم جرمها.
الكثير استغرب من طريقتها للسرقة ودهائها الذي سيجني عواقب وخيمة على مجتمع أمن مسلم فهل تعرفون ماحصل بعدها؟
فعندما نودي لصلاة العشاء عزف الكثير عن اداء الصلاة في المصلى ووجدت أغلب من سرق جوالتهن يتجولون في الممرات وبعضهن جلسن في المقاهي , حتى إنني قلت لمن معي هيا سنذهب لأداء صلاة العشاء فاستنكروا مني وقالوا هل بعد ماسرق هاتفك ستعودين للمصلى؟
رددت في داخلي( حسبنا الله ونعم الوكيل)
لم تسرق هذه المرأة فقط بل جعلت ذلك المكان الطاهر مكانا مشبوها لا يأمن المسلم على نفسه وماله
وبدلا من أن يغمره السكينة والطمأنينة يغمره الخوف و الأرتياب..
نعم...حسبنا الله ونعم الوكيل على من زعزع أمن المصلين وارتكب الجرائم في مكان تقام فيه شرائع الله فما أشد جرمها وأبشع حيلتها
ومن هنا أوصيكن خواتي بالحذر على ممتلكاتكن وأولادكن في الأماكن العامة وعدم الثقة بأي مخلوق ولكن إياكن أن تكون مثل هذه الحوادث سببا في تاخيركن لصلاة أو عدم أدائكن للفريضة خوفا من ضياع ممتلكاتكن فمن توكل على الله كفاه.
صدقا من قال عش رجبا تجد عجبا فهذه الدنيا أصبحت بحيرة مظلمة كلما إزداد غوصك فيها تزداد ظلمة وحيرة وكل هذا بسبب إبتعاد الناس عن الشريعة الغراء التي ماأن تمسكنا بها حتى عشنا بسلام وأمان وطمأنينة وما أن إبتعدنا عنها عشنا بخوف وضياع و انعدام الأمان أجارنا الله وإياكن شر الفتن وحمانا بحماه وحفظنا من شر من به شر ومكيدة.
وصلي اللهم وسلم على رسولنا الهادي وسلم عليه تسليما كثيرا الى يوم الدين....
ذهاب لأعلى
