1 /
تقيم مدرستنا أسبوعيا ً أنشطة ثقافية تخص المواد التعليمية
و ضمن الفعاليات تفعيل الإذاعة المدرسية أثناء النشاط ..
و من اللازم أن ترتب المعلمات المسئولات عن النشاط للاذاعة و تقوم بها الطالبات ..
2 /
تعد ّ معلمات المدرسة دورات تدريبية أسبوعية مرتبطة بمهارات التفكير و تنميتها لدى الطالبة
بجدول منظم كل أسبوع على معلمتين ..
وكان دوري هذا الأسبوع .. و قد نظمته لوحدي و قد اخترت ( مهارة التخطيط ) لأبحث فيها و ألقيها ..
أعددت لها .. و لابد من بعض الارتجالات أثناء الالقاء .. !
3 /
من مقومات التخطيط الناجح :
توفير البديل في خطة العمل ..
وقد ضربت مثالاً لذلك من واقعنا كمعلمات و قلت :
مثلا : اإذاعـــة المدرسية التي يجب أن نعد لها مسبقا ً
و حتى لا نضطر لإلغاء الاذاعة في حال غياب مسؤولة الاذاعة مضطرة فمن البدائل التي يجب توفيرها
هي تنظيم الاذاعة مسبقا و جعل نسخة منها متوفرة في المدرسة .. ليقوم بها أي شخص موجود .. !
..:: الموقف ::..
:
طَرَقَت علي ّ باب الصف و أنا في لحظات التطبيق الأخيرة و دخلت تستأذنني بالخروج إليها ..!
تلك هي إحدى زميـلاتي المعلمات .. و ذلك على غير عادتها ..!
فأجبتها .. سأنهي درسي و أخرج لك ِ .. و فعلا ً .. !
خرجت إليها صافحتها و تبسمت .. خير إن شاء الله يا رجــاء ؟
قالت _ و تظهر من عينيها حدة غريبة _ :
جــزاك ِ الله خيرا على الدورة الرائعة التي أعددتيها لنا اليوم !!
قلت _ بدهشة _ : و جــزاك ِ مثله ..!
ثم قالت _ وهنا بنبرة حادة أكثر يخالطها تهكم _ :
و جزاك ِ الله خيرا على ضربك للمثال الرائــع أثناء العطاء !!
أي مثال ؟
مثال الإذاعــة المدرسية !
وارتسمت على وجهي علامة استفهام تجاورها تعجب !!
وقبل أن أسألها عن مغزاها قالت :
أتدرين أني قد ألغيت إذاعتي أمس و اليوم ليومين متتاليين ؟؟!!
حقيقة يا " قلبـ " لم أتوقع منك ِ بالذات هذا المثال ، لقد صدمت !!
أما أنا .. فكأنها صفعتني على وجهي من هول ما سمعت !
رجـــــــــاء ، ماذا تعنين ؟
قالت :
بل أنت ِ ماذا تعنين ؟
و لماذا هذا المثال بالذات و في هذا الوقت ؟
و لعلمك ، أنا لم أؤجل الاذاعة إلا لظرف و الادارة تعلم به و كانوا راضين !
و عندما عرضت ِ مثالك اتجهت كل الأنظار نحوي و قالت زميلاتي :
اسمعي ، إنها تقصدك بالتأكيد !!
و الادارة كانت غافلة و أنت ِ لفت ِ انتباها لأمر قد انتهينا منه !!
لماذا يا " قلبـ " كل هذا ؟؟؟؟
و أنــــــــــا ...! ؟ ؟ ؟
ما كان مني إلا أن وضعت يدي على خدي مندهشة و نظرت إليها باستغراب متسائلة :
معقــــــــــــــــــــــول ؟ كل هذا ؟ !
صدقيني ... لا أعـــــــــــــرف مما تقولين شيء !!!!!
و لا اعرف إن كنت ِ قد ألغيت ِ إذاعتك أو لا ..!
لأني ببساطة أحضر للدوام متأخرة بعض الوقت و لا أحضرها و لا أعلم حتى مجرياتها !
رجــــــــــــاء ..!
بـــدون أن أضطر للقسم لك ِ و أنا صادقة ، لا أعلم عن ما تحدثيني عنه إلا الآن ..!
و كان المثـــــــــــال ارتجالا ً حتى لم أحضره ضمن مادة العطاء لكني أتيت به أقرب لواقعنا كمعلمات !
و ثقي .. لو كنت أعلم ما أنت ِ فيه .. لم أكن لأضرك أو أحرجك .. سواء أنت ِ أو غيرك ِ
خصوصا ً انك ِ أخت عزيزة و غالية على قلبي يا رجــاء !!
أما رجـــاء .. فقد كانت تعابير وجهها تنبي عن قمة الحرج و الذهول
فعلاقتي بها طيبة و لله الحمد رغم أني لا أحتك بها كثيرا ..
قالت رجاء :
صدقيني أني دهشت من المثال بل صعقت به و لم أتوقعه منك ِ أبدا ً
ثم أني أصبحت أمشي في الممرات و أطأطئ رأسي خجلا من المعلمات إذ أني المقصرة و المقصودة !!!
قلت لها :
أولا .. يا رجــاء .. أحببت صراحتك هذه و أنك ِ لم تبقيها في قلبك ،
ثـم ..
ما بال الزميــلات ليس لهن هم َ إلا قيل و قال ، و تقصد و لم تقصد ؟!!
وهل فتشن عن قلبي ؟
أصلا ً _ بالذات المتحدثات في الأمر _ لا يعرفن " قلبـ " كما تعرفيها يا رجاء !
و أنا لا أحب التفسيرات العشوائية ! و الظنون و الأوهام !
ثــــــــــــــــم يا غالية :
اسمعي مني كلمة و لا تنسيها ..
ألست ِ تقولين أن لك ِ عذرك و ظروفك التي تعلمها الادارة ..
إذن لم الخجل و لم تطأطئين رأسك ؟
بل سيري و كلك ثقــة .. و ارمي بكلماتهم عرض الحائط و تجاهليهن !
و اسمحي لي من يتشدق بكلام لا يعنيه فهو جاهل و أخبريهم بالحقيقة !
أن " قلبـ " لم تقصد أحد .. و بالذات رجاء الحبيبة ..
قالت :
و الزميلات اللاتي معك ِ في غرفتك ؟ ! لابد أن يعلمن !!
قلت : لا تقلقي .. حتى الإدارة سأبلغها أني لست ُ بالسيئة حتى أثير البلبلات حول زميلة لي في العمل ..
و كأنها ارتاحت ،، و قلت لها : المهم يا رجاء أن لا يبقى في قلبك علي شيء ؟
قالت : أبدا كلامك مريح و جزاك الله خيرا ..
وما كان مني إلا أن انفجرت في غرفة المعلمات بعد أن ارتميت على كرسيي و أنا منهكة من الشرح ثم الموقف تباعا ً ..!
و أخبرتهن الخبر ..
و للأسف ... تبقى النساء نساء في القيل و القال ،،
و تبقى الظنون تتوج مواقف حياتهن .. و لا تثبت !
إلى متى ؟؟؟؟؟
: