جلستُ أتابِع التلفاز
فقدْ درتُ هنا وهنَاك
ولم أجدْ ما يُفيد
وَبيْنما أَنا أتنقّل بيْن هَذه القنَوات
وجدتُ أحدَ البرامجِ التي وضعتْ لإحداثِ خللٍ مَا في النفوسِ المُؤمنة .
رأيتُ من يقلنَ إنهنّ يمثلنَ المرأةَ العربيةَ المسلِمة
ويرينَ أنّ مهمتهنّ إخرَاج العقول الرّاضية بالله إلى دوّامة الانفلاتِ اللامحْدود
إحداهنّ قد رمت فوقَ رأسِها ما يسمّى ( حِجاباً ) وقد ظهرَ نِصف شعرِها،
وحجابُها بدأ بالزّحفِ كما تزحفُ الحية على الرمل .
وهذا مَا يسمّى بالحجابِ الشرعيّ عند البعْض ، الذي أيّدهم فِيه بعضُ الدّعاة الجُدد ،
نعمْ ... هُناك اختلافٌ بيْن العلماءِ في مسْألة نقابِ المرأة
ولكنّ بعضَ النساء أرى أنهنّ فسّرنَ هذا الاختِلاف كما تُريد أهوائهنّ
فقدْ لبست الملابسَ الضيقة ، سَواء في الأعْلى أو الأسفَل
ووضعتْ قطعةً من القماش على رأسِها ، ولفّتها خلف أذنيها
وقد تعدّدت الألوانُ والمساحيق في وجهِها ،
حتّى غدا وجهها لوحةً فنية ،
ومنْ ثمّ أقنعَت نفسَها بأنّها مُحجبة
وفي نظرِ بعضهنَ أنّ هذا هو الحِجاب الذي يُواكب روحَ العصْر .
أمّا رفيقَاتها ، فقَد انحَسر اللّباس عن صدورهنّ
وانكمشَ حتّى علا الركبَة
والغَريب أنهنّ جلسنَ ليناقشنَ مُواضيع أكْبر مِن حجمهنّ مُجْتَمِعَات !!
يتحدّثنَ عن النساء المسلمات ،، وبالأخصّ المنقبات
وفي ثنايا كَلامهنّ أنّ هَؤلاءِ المُنقبات في ورْطةٍ يجبُ إخراجهنّ مِنها
يتحدّثنَ عَن التعدّد في الدّين
وكأنّه داخِلٌ فِي مسمّى ( الإرْهَاب )
يَتحدّثنَ عن الجِهاد وعن المجاهدين
وعن فَتاوى يتردّد في الحديث عنها كبار العُلماء
منْ سمحَ لهؤلاءِ المتطفّلين على الدّين في خوْضِ أمورٍ كهذه ؟؟!!
هلْ أصبحَ الدّين كلأً مباحاً لكلّ عابث ؟
وهلْ أصبحَ الدينُ محلّ استحسان العقول ؟
إنْ أعجبني أخذتُه ،، وإن لم يكنْ فلا .
المشكلة أنهنّ في نظر أنفسهن على الدّين الوسطِ الذي أمَر الله باتّباعه
وأنهنّ فهمنَ الدين على أنه يسرٌ وليس عسراً
طبعاً اليُسر الذي يُودي بصاحبه لليسَار !!!!
فعلاً هو زمن الرويبضة !!