يقول الشاعر:و خير جليس في الانام كتاب
بعد كتاب الله طبعاً لا أروع من مطالعة كتب المتقدمين من أهل العلم الذين يشار لهم بالببنان
أشخاص و إن ماتوا لم تمت منجزاتهم العظيمة ..و التي ستبقى على مر العصور في ميزان حسناتهم
و نظل نذكرهم و ندعوا أن يجزهم الله خير ما قدموه لنا.
و مع كثرة الكتابة في زمننا الحالي
اختلط على الناس الصالح من الطالح
و بدل الاقبال على الكتب الموثوقة لاهل العلم المشهود لهم بسلامة المنهج ينكبون على القصاصين و الكتاب المتطفلين على مجال العلم.
و هنا أضع بين أيديكن مبحثاً رائعاً لكاتبه جزاه الله خيراً و جعله في ميزان حسناته
يميط اللثام عما يجب التنبه له قبل شراء أي الكتاب.
نفكن الله به
~*~
بسم الله الرحمن الرحيم,,
لكل شأن مطية، ومطية شحذ الذهن وتفتيق العقل وإرهافه: كتب أهل العلم.
فإن كان الحبر في ثياب صاحب الحديث، أحسن من الخلوق في ثوب العريس كما قال الأعمش. فلا يعدو أن يكون شية حسنة تدل على الطلب، فإن لم يسعف صاحبه فهم ضاعت ثمرة سعيه.
لكن الكتاب في اليد رأس مال لا ينضب، فهو "المخاطب للعيون بسرائر القلوب"، المجلي للعلوم بما في الضمائر من المكنون.
قال أبو الفرج المعافي بن زكريا: "ينشط بنشاطك، فينبسط إليك، ويمل فينقبض عنك. إن أذنيته دنا، وإن أنأيته نأى".
فاحرص، وصن، وذاكر، واقرأ، فإن لم تدس الكتاب دوسا، وتأكله، وتشربه درسا، ولم تعرفه ظهرا وبطنا، فاجعل همتك في القصعة والثريد(ابتسامة).
وبعد:
فالكتب تتفاوت مراتبها كتفاوت أصحابها علما وفائدة، فمنها المهم ومنها دون ذلك حتى تبلغ أن تكون حطبا تسجر بها التنور.
وجماع أصول اقتنائها في أربع: استشارة وتدرج واعتماد و تحقيق.فهذه سبيل سابلة لأهل العلم فيها، فلا تحد عنها فقد هديت للخير، تجد برد ذلك عليك تقوى وعلما وأدبا، ومن اقتدى اهتدى.
قال صاحب الكتاب النفيس "كتب أثنى عليها العلماء":هناك تنبيهات مهمة على طالب العلم مراعاتها قبل شرائه للكتب حتى لا يضيع وقته وماله،فمنها ما يلي :
1 ـ استشر أهل العلم والخبرة فـي الكتب واسألهم عن الكتب النافعة، والطبعات الجيدة .
2 ـ احرص على شراء كتب الأصول التي لا يُستغنى عنها وخاصة كتب السلف الصالح.
3 ـ احرص على اقتناء الكتب المحققة ، للعلماء المحققين ، وكذلك الرسائل الجامعية المميزة .
4 ـ تصفح الكتاب قبل شرائه لتتأكد من سلامته من البياض، أو نقص بعض أجزائه، أو ضعف التجليد، وغير ذلك من الآفات .
5ـ إذا كان الكتاب المراد شراؤه محقَّقاً فاحـرص على أجــود النسخ تحقيقاً ، ويعرف هذا بالاطلاع على المقدمة واختيار الطبعة التي حققت على نسخ خطية، وذلك بقراءة منهج التحقيق وطريقته، ويَحسُن سؤال طلبة العلم الذين اقتنوا هذه الطبعة .
6 ـ حاول أن تقرأ مقدمة الكتاب والاطلاع على فهارسه لمعرفة محتواه، ومدى أهميته لمن يرغب فـي شرائه من عدمها .
7 ـ احرص على الطبعات المعتمدة عند العلماء والتي كثيراً ما يعزون إليها .
8ـ عليك بكتب المحققين البارزين أمثال الشيخ أحمد شاكر (ت1377هـ)، والشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني (ت 1389هـ) ، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني (ت 1420هـ)، رحمهم الله جميعاً ، ففي كتبهم فوائد جمة لا يستغني عنها طلاب العلم .
9 ـ كن على حذر شديد من بعض إصدارات دور النشر المعروفة بفسادها العقدي وكذا دور النشر المعروفة بسرقاتها العلمية.
10 ـ إذا كان للكتاب عدة طبعات محققة ، فالمفاضلة تكون بالأمور التالية على الترتيب :
أ ـ المحققة على نسخ خطية .
ب ـ الطبعة المعتنى فيها بتخريج الأحاديث النبوية .
ج ـ الطبعة التي لها فهارس علمية .
وإذا اجتمعت هذه الأمور الثلاثة فحَسَنٌ.
11 ـ لا تستكثر ما تدفعه من مال فـي سبيل شراء الكتب النافعة .
12 ـ استفد من معارض الكتاب ، ومواسم تخفيضات الكتب .
13 ـ احرص على التنويع فـي شراء الكتب ولا تقتصر على فن واحد أو فنين".
قلت: أصل التدرج داخل في معنى اعتماد الأصول في ابتداء الطلب، ويزاد عليه مناسبة الكتب للمستوى العلمي، ففهم الكتب شرط التدرج، فيعتمد في كل مرحلة ما يوافقها.
والله أجل وأعلم.