رازان فتاة عالية الهمة.... شديدة التصميم .. بدا ذلك على محياها وإن كانت لم تتجاوز بعد السابعة من عمرها ...
ومع براءة الطفولة حملت تلك الطفلة الوادعة الحالمة ما لم تتحمله الجبال الراسيات .. وشيئاً ما في نفسها جعلها تحبس ذلك الهم في صدرها .. وأن لا تبوح به إلا لقلبها .. فتسارع الدموع إلى مآقيها وتحاول جاهدة إخفاءها .. حتى إذا انتصرت الدموع أخيراً لم تجد بداً في أن تحررها .. فتنطلق مع نشيج مكتوم .. ويعلو النشيج حتى إذا ما تجاوز غرفتها وعبر ردهة المنزل ثم توقف عند غرفة أبيها الحنون حتى يسارع الأب بالقدوم إليها .. وفي قلبه على ابنته كل ألوان الشفقة واللوعة ويأتيها صوت الأب الحنون : (( رازان يا ابنتي .. هذا قدر الله .. وليس لنا إلا الصبر والسلوان .. ألا ترحمين أباك يا ابنتي .. لقد قطع بكاءك قلبي وهز كياني ))
ويواصـــــــــــل الأب
(( بنيتي .. ارحمي أباك .. فأنا أشد أسىً منك وأهول مصيبة .. لئن قتل الأوغاد أمك وأحرقوا أخاك فإنهم أبقوك لي .. وها أنت تعذبيني ببكائك ..
بنيتي ...................
لقد تمنيت أن ألقى مصرعي قبلهم .. لااعتراضاً على أمر الله ولكني لا أطيق ذلك الهوان .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. ما أقساهم من عتاة .. وما أظلمهم من جبارين ))
**********************
وترفع المنكوبة رأسها وتحاول أن تفصح لكن الدمع لا يترك لها مجالاً ..
وتحاول
وتنتظر
ثم تجسر أخيراً على القول :
(( أبتــــــــــــــــــاه ..
لماذا قتلوا أمي .. وأحرقوا أخي .. أليس في الحياة غيرهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا يا أبتــــــــــــــاه ..؟؟؟ ألأنهم عبدوا خالقاً واحداً ولم يعبدوا غيره؟؟
لماذا يا أبتـــــــــــــــــــــاه يفعلون ذلك ؟؟
النفس يا أبتاه هبة الخالق فلماذا ينتزعونها بالقوة ؟؟؟
ألا ليتهم قتلوني أنــــــــــــــــــــــــــــا ..
أحرقوني أنــــــــــــــــــــــــا ..
مزقوني أنـــــــــــــــــــــــــا ..
لقد فعلو بي ذلك وإن كنت أسمع وأرى وما أشد يا أبتاه أن نحيا غير الأحياء .. وما أقسى أن نعيش محرومين .. مقهورين .. معذبين ..
أبتـــــــــــــــــــــــــــــــــــاه ..
أين المسلمين ..
أين الغيورين ..؟؟؟؟
أشلت أيديهم أم قدت قلوبهم من حجر ..
أم صمت آذانهم عن النداء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! ))
************************
ويصمت الأب ..
وتواصل رازان ..
(( مالك يا أبتــــــــــــــــــاه .. ألا تجبني فتشفي ذلك الجرح الغائر في نفسي .. أو تطفئ ذلك الغليل في قلبي ..؟؟؟؟
أجبني يا أبتــــــــــــــــــــــــاه ..
أبتـــــــــــــــــــــــاه ..
أفنطمع في العيش بعد ذلك ...؟؟؟
أبي إن نمت نلق أحبابنا فروضات ربي أعدت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
************************
ويجيب الأب ...
وكل أسى الدنيا على شفتيه .. ويأبى أن ينطق .. ولا يجد أفصح من تلك اللغة الصـــــــــــــــــــــامتة :
ومع براءة الطفولة حملت تلك الطفلة الوادعة الحالمة ما لم تتحمله الجبال الراسيات .. وشيئاً ما في نفسها جعلها تحبس ذلك الهم في صدرها .. وأن لا تبوح به إلا لقلبها .. فتسارع الدموع إلى مآقيها وتحاول جاهدة إخفاءها .. حتى إذا انتصرت الدموع أخيراً لم تجد بداً في أن تحررها .. فتنطلق مع نشيج مكتوم .. ويعلو النشيج حتى إذا ما تجاوز غرفتها وعبر ردهة المنزل ثم توقف عند غرفة أبيها الحنون حتى يسارع الأب بالقدوم إليها .. وفي قلبه على ابنته كل ألوان الشفقة واللوعة ويأتيها صوت الأب الحنون : (( رازان يا ابنتي .. هذا قدر الله .. وليس لنا إلا الصبر والسلوان .. ألا ترحمين أباك يا ابنتي .. لقد قطع بكاءك قلبي وهز كياني ))
ويواصـــــــــــل الأب
(( بنيتي .. ارحمي أباك .. فأنا أشد أسىً منك وأهول مصيبة .. لئن قتل الأوغاد أمك وأحرقوا أخاك فإنهم أبقوك لي .. وها أنت تعذبيني ببكائك ..
بنيتي ...................
لقد تمنيت أن ألقى مصرعي قبلهم .. لااعتراضاً على أمر الله ولكني لا أطيق ذلك الهوان .. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه .. ما أقساهم من عتاة .. وما أظلمهم من جبارين ))
**********************
وترفع المنكوبة رأسها وتحاول أن تفصح لكن الدمع لا يترك لها مجالاً ..
وتحاول
وتنتظر
ثم تجسر أخيراً على القول :
(( أبتــــــــــــــــــاه ..
لماذا قتلوا أمي .. وأحرقوا أخي .. أليس في الحياة غيرهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا يا أبتــــــــــــــاه ..؟؟؟ ألأنهم عبدوا خالقاً واحداً ولم يعبدوا غيره؟؟
لماذا يا أبتـــــــــــــــــــــاه يفعلون ذلك ؟؟
النفس يا أبتاه هبة الخالق فلماذا ينتزعونها بالقوة ؟؟؟
ألا ليتهم قتلوني أنــــــــــــــــــــــــــــا ..
أحرقوني أنــــــــــــــــــــــــا ..
مزقوني أنـــــــــــــــــــــــــا ..
لقد فعلو بي ذلك وإن كنت أسمع وأرى وما أشد يا أبتاه أن نحيا غير الأحياء .. وما أقسى أن نعيش محرومين .. مقهورين .. معذبين ..
أبتـــــــــــــــــــــــــــــــــــاه ..
أين المسلمين ..
أين الغيورين ..؟؟؟؟
أشلت أيديهم أم قدت قلوبهم من حجر ..
أم صمت آذانهم عن النداء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! ))
************************
ويصمت الأب ..
وتواصل رازان ..
(( مالك يا أبتــــــــــــــــــاه .. ألا تجبني فتشفي ذلك الجرح الغائر في نفسي .. أو تطفئ ذلك الغليل في قلبي ..؟؟؟؟
أجبني يا أبتــــــــــــــــــــــــاه ..
أبتـــــــــــــــــــــــاه ..
أفنطمع في العيش بعد ذلك ...؟؟؟
أبي إن نمت نلق أحبابنا فروضات ربي أعدت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود
************************
ويجيب الأب ...
وكل أسى الدنيا على شفتيه .. ويأبى أن ينطق .. ولا يجد أفصح من تلك اللغة الصـــــــــــــــــــــامتة :
لغــــــــــــــــــة الدمــــــــــــــع
ذهاب لأعلى
