السلام عليكم و رحمه الله
لماذا أراد أحمد أن يتزوج على هالة؟
سرى الخبر سريان النار في الهشيم:أحمد يريد أن يتزوج على زوجته هالة.وتتابعت الاحتجاجات(ليس له حق..لم تقصر معه في شيء))-((...
لن يجد أجمل منها.. كيف يتزوج عليها وهي الجوهرة الفاتنة؟!)) - ((إنها سيدة بيت ممتازة.. كلهم يثنون على حسن ترتيب منزلها ونظافته))-
((طاهية درجة أولى.. كل من ذاق طعامها تحدث به..))- ((أيتزوج على هالة ذات الحسب والنسب التي كان يتمناها كل شاب من أقاربها؟! ))-
((إنه والله يظلمها.. لم تغلط معه.. ما أعذب لسانها وأرق كلماتها))-((.. حتى أولادها أحسن أولاد.. ربتهم أحسن تربية.. )). قلت في نفسي:
فعلاً ليس لك حق يا أحمد! إذا كانت هذه الصفات الحسنة قد اجتمعت في زوجتك حقاً.. فأنت في غنى عن الزواج بأخرى.
ربما بين كل مليون زوجة يجد المرء زوجة قد اجتمع فيها مثل ما اجتمع في زوجتك من خصال حسنة وأخلاق حميدة.. إنه عدم وفاء يا أحمد.
صرت أردد هذه الخواطر على لساني من شدة تفاعلي بها؛ حتى خشيت أن يحسب الناس الذين أسير بينهم في الشارع أنني أكلم نفسي.
لهذا عزمت على لقاء أحمد ومواجهته بهذه الخواطر.. فقد أكون ظالماً له إذا لم أسمع منه دفاعه عن نفسه.
حين صرت في بيته، فاتحته بما في نفسي من غير مقدمات، وسألته عن حقيقة نيته الزواج من أخرى؟
قال : ما زالت نية على أي حال.
قال : وماذا اجتمع فيها؟
قلت : أتتزوج أخرى.. وقد اجتمع في زوجتك ما لم يجتمع في مئات الآلاف غيرها؟
قلت : سمعت الكثير.
قال : مثلاً؟
قلت : اسمح لي ولا تؤاخذني: تقول النسوة إنها فائقة الجمال.
قال : وماذا يعني هذا.. إننا نشاهد عشرات الحسناوات كل يوم على شاشة التلفزيون.
قلت : ويقولون إنها سيدة بيت ممتازة.. وبيتكم من أرتب البيوت وأنظفها..
قال : خادمة بثلاثين ديناراً شهرياً تجعل البيت من أنظف البيوت وأجملها. (ضقت برهة أتأمل في إجاباته)
قطع صمتي على الفور قائلاً : ماذا غير هذا ؟ قل.
قلت : وأنها طاهية ماهرة.. تطهو لك أطيب الطعام..
قال : قم معي لآخذك إلى مطاعم تقدم لك أكلات لم تذق مثلها في حياتك!
قلت :.. وتحدثوا عن عذوبة لسانها ورقة حديثها..
قال : سكرتيرتي في العمل أعذب لساناً منها وأرق حديثاً.
قلت : ولكن..
قال : ماذا بقي عندك من صفات حسنة؟
ليتذكرن دائماً أن الغريزة الجنسية أقوى الغرائز عند الرجل، وهي دافعه الأول إلى الزواج، وإلى تكراره من أخرى إن لم تلبه الأولى كما أمر
الإسلام وأكد.
قال : أغلب النساء يحسن تربية أولادهن.
قلت (وقد فطنت إلى ما أفحمه به) : ما دام الحال كما تقول.. فلماذا تريد الزواج من غيرها؟ ما دام في زوجتك كل هذه الصفات مجتمعة.. فأنت
لا تفتقد فيها شيئاً حتى تبحث عنه عند غيرها!
قال بحدة ظاهرة على الفور : ومن قال إني لا أفتقد عندها شيئاً!
قلت بفرح من وصل إلى شيء ظل يبحث عنه زمناً : هذا ما أردت معرفته منك. قال: أوتريد معرفته؟
قلت : بكل تأكيد.
قال : إنه الذي يدفعنا أساساً إلى الزواج.
قلت : غريزة الجنس؟
قال : وهل غيرها!
قلت : تعني أن زوجتك.. (وسكت إذ لم أجد عبارة مناسبة).
قال : أجل.. زوجتي باتت تكره المعاشرة.. ترفضها كثيراً.. تنصرف عنها إلى بيتها وأولادها.
قلت : أراك على حق.
قال : بالله عليك مَن مِن العزاب الشباب يتزوج من أجل أن يأكل طعاماً طيباً وأمه تطبخ له أطيب ما يحب ؟! ومن منهم يتزوج لأنه يبحث عمن
يغسل له ثيابه أو يكويها وفي البلد عشرات المصابغ تفعل هذا؟ لنكن واقعيين وصرحاء..
إن الدافع الأول والأساس والهام لزواجهم هو إعفاف النفس بتلبية هذه الغريزة الجامحة... ألست معي في هذا وتوافقني عليه ؟
قلت: بلى.. بلى. أنا معك فيه وأوافقك عليه الموافقة التامة
لتكملة الموضوع هنا
و تحميل الكتاب
http://saaid.net/mkt.../alzawaj/85.htm