هـَــل تستمـِــرُّ الحيـــاة بمعيــَّــةِ الألــم ..؟
أم لا بد أن تتــــــــوقف ..؟
فضفضــــة صباحيـــــة أتمنى أن تتسـِّع لها قــلوبكم
فضفضــة علّهـــا تكون ( عبرة وعظة ) ..!
،
،،
عين أضناها السهاد
وقلب أتعبه الشجن
وروح تهيم في عتمة آلامي ..!
يرحل الوقت ببطء قاتل
يعتريني خوف الفقد
مددتُ ذراعيّ لأحتضنها
إحساس بالعجز يمــلأ أوردتي ..
حبيبتي ( شقيقتي ) سأحمل عنك ذلك الألم
سأرحل قبل أن أرى حياةً دونك ِ
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ولطفه ..!
ليل حالك
غروب دائم
كنت أقبع فيهما
ذلك الأمل الذي كانوا يحدثونني عنه ، لم أترك له سبيلاً لاقتحام عالمي
شتاء الأحزان يتربص بي
وغربة مريرة .. تمـد جذورها وسط مسكني ،
ومـاء أدمعي أغرق فيه مرات عديدة ،
في كل مرة ينقذني شيء ما لكني سرعان ماأفقده لأعاود الغرق مرة أخرى ،
أطيـل النظر في وجهها الذي أعياه المرض ،
وقضى على ابتسامته الوضاءة ،
وقتل أحرفاً براقة قد كانت تلفظ بها ،
أحـاور ذلك الألم ، وأطلبه أن يرفق بها ،
وأن يعيد لي ( شقيقتي )
ليستعيد فؤادي نبضه من جـديد ..
فأتمزق في اليوم ألف مرة حين لايجيبني ...!
ألمها يصهرني ..فــأتبعثر ُ وجعـــاً..
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ولطفه ..!
أهملتُ كل شيء
وأعلنتُ توقف الحياة بمرض ( شقيقتي .. نبض فؤادي ) ..!
وماعلمتُ بأن هناكَ من هو أرحم بها مني ..
أرحم الراحمين .. جل في علاه ..!
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ولطفه ..!
قدم على النبي بسبي فإذا في السبي امرأة تطوف بين السبي، قد زاغ بصرها، وشعث رأسها، وهي في حالة ذهول، تبحث عن فلذة كبدها، تبحث عن ولدها، وكان هذا التطواف منها بمرأى النبي فما هو إلا أن وجدت ولدها ذاك فالتزمته، وألصقته بصدرها، وألقمته ثديها تطعمه وضانا، فنظر النبي إلى عاطفة الأمومة ورحمة الأم، وتعجب الصحابة من ذلك فسألهم أترون هذه المرأة ملقية ولدها في النار. قالوا: لا يا رسول الله. فقال: ((لله أرحم بعباده من هذه بولدها))
حديث سيد الخلق ..
كنت أخفف به مأساة صديقات لي
كنت أحدثهن عن رحمة الله ولطفه حين يحيط بهن ألما أو تحرقهنّ فاجعة ..!
كنتُ أوصيهنّ بالصبـر ..!
عجباً لأمري ... غفلتُ عن كل ذلك حينها ،
بـلا صبر فما زلتُ تلك الفترة غافلة عن سعة رحمة الله ..!
كتيبات تتحدث عن رحمة الله وعن معنيين عظيمين ( اللطيف الرحيم )
قد كانت تختزنها أدراج مكتبي
وكتاب آخر يتصدر تلك الكتب يتحدث عن الصبـر وأسمى معانيه ..!
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله تعالى .. ولطفه ..!
دعوني .. سأموت أنا أيها الأطباء
دعوا أختي .. أعيدوا لها صحتها .. !
أطلقتها في لحظات مريرة ..
وبعد حديث قاسٍ من أولئك الأطباء ... ( أسميتهم حينها أطباء بلارحمة ) ..!
بـلا صبر فما زلتُ غافلة عن سعة رحمة الله سبحانه ..!
لن أرى الدنيا بدونها ..
لن أستيقظ دون إشراقتها ..
لطالما رددتها وحدثت بها ذاتي الغرقى
لن ترحل قبلي .. أنا من سيرحل أولاً .. ،
سأحطم نفسي قبل أن يقضي عليها المرض ...!
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ..
اتخذت قرار المقاطعة .. ليس من المنتجات الدانماركية فحسب ..!
بل من الطعام بأكمله ..!
أبلل جفافاً يزورني بعد كل نوبة بكاء
بقطرات مـاء فقط ..!
أعاقب جسدي عقاباً دون أي ذنب يرتكبه ..!
بـلا صبر فمازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ..
هجرت أجهزتي جميعاً
وأصدرت قرار الإعدام في حقها
وتركتها تتأهب لذلك .. في إحدى زوايا حجرتي ..!
أيضاً أعاقبها على ذنب لم ترتكبه ..
فما ذنبها تلكَ المسكينة ..؟
بـلا صبر فأنا مازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله جل في عـلاه ..
سأرحل بعيداً جداً جداً ..
اتخذته توقيعاً لي في واحة المرأة في ( تلك الفترة الأليمة )
فلقد أعلنتُ الرحيــــــــــل ..!
إلى عالم مجهــــول .. لا أعـــلمه ُ ..!
كل الذي أعلمه ُ أنه يحوي ألماً وأنا ..!
وقررتُ أن أسكن الليل الصقيع ( وحـدي )
وأتذوق الألم والأسى والمرارة ( وحـدي )
إلى أن أموت وحـدي ..!
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ..
هجرتُ عالماً جميلاً كنت أسكنه
غارقة في بحر أدمعي
الألم يعصف بي .. في كل مرة أسمع صرخة تألُّم من شقيقتي
أقترب أكثر فأكثر منها
أتأمل اصفراراً يعلو جسـدهـا الهزيل
وآثار المرض تبدو جليّة على وجهها
أحدثها وأعلم بأنها لن تجيبني :
حبيبتي ..!
أنتِ بخير أليس كذلك .. إن كان شيء ما يؤذيكِ فسأحمله عنكِ أنا لا تقلقي ..!
حبيبتي .. أكملي لي الجزء الأخير من روايتك ..
ماذا فعلت تلك الفتاة الجامعية ؟
هل حققت طموحاتها ؟
هيا بصوتك الندي ألقي قصيدتك التي أخبرتني عنها
والتي تحمل اسم ( أختي المشرقة )
يـااااه لي الفخر حبيبتي بأن أناملك تخط لي قصيدة ..!
ألن تنشريها كما وعدتني ..؟
في أي عدد من المجلة كي أترقبها ..؟
حبيبتي أجيبي .. بالله عليكِ أجيبي ..!
......
فلامجيب .... لتساؤلاتي ...!
فأتألم وأعود لأقبع وسط أدمعي الحارقة ..
وتعود تلك الرصاصات تُسدد نحوي لتدمي قلبي
وتجدّد نزفه وجراحه ...!
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله تعالى ..
أعلنتُ توقف الحياة ..
وتوقُّف مستقبلي أيضـاً ..
فلقد هجرتُ جامعتي .. أيضاً ..
لتنظر إلى حالي أمي الحنون وابتسامة الأمل في محياها تبدو مشرقة
وعيناها التي قد اغرورقت بالدموع تحاول جاهدة .. إخفائها ..!
وتهمس إلي بصوتها الدافئ :
( بنيتي حبيبتي أختك بإذن الله راح تكون بخير ، التفتي لمستقبلك .. باقي لك هالسنة بس .. لاتهملينها حبيبتي علشان خاطري ، يابنتي حالك مايسرّني ، يابنتي صحتك ماودي أفقدك مثل مافقدت أختك يابنتي............. مستقبلك .. صحتك و.... و .... ... الخ )
لتتوالى بعدها الأدمع رأفة بحال ( أمي الحبيبة ) ..!
وتلبية لنداءاتها .. أذهب مسرعة لحضور محاضراتي
ويكون حضـور بلا حضـور ..!
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله تعالى ....
تصافحني إحدى صديقاتي هناك :
يااه يـا ( ... ) وجهك نحفان .. متعبة ..
السواد أسفل عينيك .. يبدو واضحاً ..
رفيقتي الحبيبة : تهلكين نفسك .. وتعاقبينها .. لم َ ؟
يقول تعالى ( ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة )
وأنتِ تحكمين على نفسك بالموت البطيء ..؟
رحمة الله واسعة ياحبيبة .. فلاتغفلي عنها
اصبري واحتسبي ..!
بـلا صبر ومازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله .. ولطفه ..!
لأعود بعدها مسرعة إلى أختي ..
أحدث جسداً هزيلاً
أخبره بأني لن أذهب إلى محاضراتي أبداً ، سأبقى بقربك ماحييت
لن أفارقك لحظة ..!
سأهجر الجميع فقط لأبقى لك .. أحميكِ ياأختي
وماعلمتُ بأن الحافظ الرحيم .. هو الله جل في عــلاه ..!
ليتضاعف ألمي حينها ... ويتضاعف إلى ... لا حـدّ ..!
حين أحاور وجع أختي بلغة لايفهمها سوانا ..!
أطلبه أن يزورني ويبتعد عنها ..!
بـلا صبر فمازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ..
أختي .. نبض فــؤادي
وردة تذبل أمام ناظري
وعبراتها المخنوقة تطرق مسمعي
ثم بإشارات من أناملها المخملية ، تطلب كوباً من ماء زمزم
فأتجه مسرعة نحو المطبخ ، فلقد حضَّرت لها مسبقا ( ماء زمزم ) باردا كما تحب هي
مددت يدي لإخراج الكوب ، فتطرق قلبي قبل مسمعي آية من القرآن الكريم ، في إذاعة القرآن التي ترافقنا دوماً في بيتنا
قرأ شيخي المفضل ( سعد الغامدي ) الآية :
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
يااااااااه أين أنا من الصبر ..؟
أين أنا من ذلك المعنى العظيم ..
وبدأ يتكرر شريط مأساتي أمام ناظري ..
أحاول استخراج موقف كنتُ أتحلى فيه بالصبر من بداية مرض ( أختي )
لكن بــــــلا صبر فمازلتُ غافلة عن سعة رحمة الله ...!
وهناك أمام شاشة التلفاز يجلس أخي الصغير الذكي المدلل ، تشع من نظراته البراءة .. عاشق الإنشاد يتابع برامج الإنشاد كعادته ..
لينظر إليّ وينشد بصوته العذب وكأنه يحاورني :
اصبر ولا تزعل ترى في الصبر تفريج الهموم
والليل لو أظلم ترى يشعّ بدره والنجوم
يااااااه حبيبي ( حمودي ) ماذا أيقظتَ بداخلي ..؟
فقد كنت بـلاصبر غافلة عن سعة رحمة الله تعالى ..!
أحدث نفسي .. بعد حين :
ما الذي جعلكِ تغفلين عن معانٍ سامية تحملها كلمة ( ص ب ر )
ما الذي جعلك تغفلين بأن الله هو أرحم الراحمين ..
وتعلنين بإشارة حمراء .. توقف نبض الحياة
وتهملين الخضراء والصفراء ....؟
إلى متى الاستسلام لليأس ..!
إلى متى ...!
نعم قد غفلتُ كثيراً .. عن رحمته ولطفه سبحانه
وأنه لم يرد لعبده إلا خيرا ..
غفلتُ عن معانٍ كثيرة ..غفلت عن نبراس الدروب .. ضياء القلوب ..
غفلتُ عن ( ا ل ص ب ر ) ..!
،،
بعد دقائق اتجهت إلى مكتبي لأزيح الغبار عن تلك الكتب وأقرأ معانٍ رائعات
عن الصبر وجزاؤه وأنه ليس بهكذا مواقف نستطيع ردّ القضـاء إنما بالدعاء .. الدعاء فقط ..!
نعم قد كنت غافلة عن معانٍ عظيمة ..!
رؤية أختي بذلك المنظر قد أعمى بصيرتي
ضعف ٌ قد تمكّــن مني ..!
وسمح لليأس بالتسلل إلى قلبي فامتد بجذوره
واستوطن هناك ... فأغلق جميع المنافذ كي يحول بينه وبين الأمل ،،
،،
الملل واليأس والألم بعيداً عن الصبر والأمل
قد كانوا رفقاء لي ..
فلقد كنت غافلة عن رحمة الله ..
أصبت بحالة شبه مرضية ..
ونفسية تكاد تشتكي .. مني ..!
،،
قمنا بزيارة لمكة والمدينة ..
أبحرت في تأمل الكعبة المشرفة ..
وفي تلك الجموع من كل بلد باختلاف ألوانهم .. لغاتهم ..
يطوفون بها يرددون الدعوات بلغات متعددة ..!
وذلك الرجل الذي يحمل أمه المريضة يطوف بها .. مردداَ دعوات بلغة غير العربية
وكأني فهمت ماالذي يطلبه من ربي و ربه ..!
مرددة : سبحـان الله ..!
لم يدع اليأس يطرق بابه .. ضياء الصبر يبدو جلياً على ملامحه ..!
الصبر والدعاء ( هما الرفيقان له )
نقيضي تماماً
،،
وأتأمل هناك .. ساحات الحرم ..
سبحــان الله ..!
قد تركَ لعباده مجالات واسعة ، أوقات إجابة ، حرماً آمناً
يـُدخل الاطمئنان إلى نفوسهم ..!
فيحمدوه .. يشكروه .. ويدعوه ..!
( ادعوني أستجب لكم )
إلهي ماأعظمك .. ماأرحمك .. ماألطفك ..!
مازلتُ مبحرة في ( التأمل ) ..
لتأتي من خلفي امرأة يعلو صوتها فيخترق عالم تأمل كنت أقطن فيه
( أختي لوسمحت ِ وش تسوين هنا ..! ..هذه مساحة للطواف .. مش للوقوف ...!)
فأجيبها : أبشري ياأختي حالاً ..
لأذهب بعدها مصطحبة أختي إلى مقرّ ماء زمزم أشرب منه وأقرأ وأغسل به أختي ..!
قررت بعدها إكمال رحلة التأمل
لأجـدني أتأمل كثيراً نعم الخالق سبحانه
وأنه إذا أحب عبداً ابتلاه
واستشعرتُ رحمة الله بعباده ،
وأنه سبحانه هو الذي قسم الرحمة مائة جزء أنزل منها على خلقه جزءا واحدا يتراحم به الخلق كلهم، وأبقى تسعة وتسعين جزءا يرحم بها عباده ..
فأين أنا من ذلك المعنى ..!
رفعتُ الأكفّ إلى السمـاء أطلب رحمته وغفرانه ..
بصوت قد أعياه البكاء ...!
أسأله أن يبهج قلوبنا بعافية ( أختي ) ..
وأن يعجل بشفاء كل مريض ..
وأن يلهمني الصبـر الجميل ..
،،
وبفضل الله تعالى أرحم الراحمين .. مجيب دعاء المضطرين ..!
ثم بالصبـر وتحطيم جـُــدُر اليأس التي كانت تقيـّــدني ، وبالرجوع إلى ذاتي الحزينة ومحاسبتها ، وبالرجوع إلى عالمي من جديد وفتح نافذة كانت موصدة.. ومواساة الأحبة لي وباستمرار دعواتي ودعواتهم من حـولي
أصبحت أختي في حالٍ أفضل مما قبل ..
ولله الحمـد ....
وعلمت حينها ..
بأن الله أرحم الراحمين
أرحم بعباده من الأم بولدها
وليس بمقدورنا ردّ القضاء
فلمَ الإعلان بالتوقف ...!
و
أخيراً
أعلنتُ بإشارة ٍ خضـراء :
استمرار الحياة بمعية الألم والإيمان بالقضـاء والقدر والصبـر مع الدعـاء واللجوء إلى أرحم الراحمين
،،
،،،
تلك هي فضفــــضــــة صباحية كيبوردية .. علّها تكون عظة وعبرة ..!
فالله سبحانه يبتلي العبـد ..!
أيصبر أم يكفر ..!
أيشكر أم يجحد ..!
أخيــّـــة :
اجعلي الصبر رفيقاَ .. ولا تـعلني : توقف الحيــــــــــــاة ..
فذلكَ الخطأ فحــذار من الوقوع فيه .. كما وقـَـعـَــت صديقتكم تلك ..!
،
،،
أختم حديثي بوصية والدي ( رعاهُ الله ) :
بنيتي ..
تألــَّمي .. من حقك ..!
وقبل ذلك .. توكلي على الله ربك ..!
ثم ابذلي الأسباب ..
ولا تـــُـــنهي الحياة .. بقرارٍ من عنـدك ..!
واجعلي الصبر شعاراً واسلكي دربك ..!
/
\
نبضـــــــــة :,ـ
لنكــن كهذه الشجرة ، ثابتة جذورها ، رغم قوة الرياح ...!
ياترى هل نستطيع ...؟
لنعلنها بدايةً .. وإن استــوطنَ الألمُ في أعماقنـــا .. !
لتكـــون النهاية ،، انتصــــاراً .. بإذن الله
،
،،
نـَـــزف / أشــ ع ــ / ــار
http://www.audio.uae...et/ram/1311.ram