المعالجة الانعكاسية
REFLEXOLOGY
***********************************************************************
وهي تدليك نقاط معينة في القدمين بطريقة معينة بحيث يحدث ذلك تأثيرا علاجياً في مناطق الجسم المختلفة.
الأصل :
***************************************
يرجع أصل المعالجة الانعكاسية إلى نفس تاريخ المعالجة بالإبر الصينية، أي إلى 5.000 سنة على الأقل. وكنا قد ذكرنا في الفصل السابق بان أولى الكتابات في هذا الموضوع تعود إلى وقت متأخر قليلاً عن ذلك. وذكرنا وجود ما يثبت أن المصريين قد استعملوا هذه الطريقة بشكل أو بآخر كما تدل على ذلك الرسوم الأثرية حيث رسم فيها تدليك القدم بشكل معين، وذلك قبل 3.000 عام.
بعض المرضى لم يكونوا يحسون بآلام شديدة عند إجراء بعض العمليات في الأنف والحنجرة في حين يتألم غيرهم كثيراً. وعلم أن السبب هو أن الأولين كانوا يضغطون على أيديهم والتدليك في اليدين مستعمل هنا كما في القدمين كما سنعرف عندما لا يمكن استعمال القدمين بسبب خوفهم أو قلقهم مما كان يخفف الألم كما استنتج. وبمرور الوقت استطاع معرفة هذه المناطق وغيرها وتأثيرات كل منها على أعضاء وأقسام الجسم المختلفة.
الطريقة العلاجية :
******************************************************
الفكرة :
************************************************************
يعتمد تقسيم الجسم إلى مناطق ( ZONES ) حيث قسم الجسم إلى عشرة مناطق طولية بحيث تقع كل خمسة على أحد جانبي الجسم بتناظر على جانبي الخط الوهمي الذي يقسم الجسم طولياً إلى قسمين متساويين. وهذا التقسيم ليس كخطوط الإبر الصينية، بل هو مقاطع بعرض متساو وعلى عمق الجسم. وهناك نقاط، في القدم تنعكس بالتأثير على أعضاء الجسم بحيث تقع النقطة أو النقاط الخاصة بعضو ما في نفس المنطقة الطولية التي يقع فيها هذا العضو. فمثلاً تقع الكليتين في المنطقتين الثانية والثالثة على جانبي الجسم، لذا فإن نقاط الانعكاس لهما تقع في المنطقتين الثانية والثالثة من القدمين. هذا وإن هذه الخطوط لا تعكس اتجاهها في الدماغ كما هو حال الجهاز العصبي. ( أنظر الرسم الموضح لهذه المناطق ).
بالإضافة إلى هذه المناطق الطولية العشرة، هناك ثلاث مناطق عرضية من الممكن أن يكون لها انعكاسات في القدمين، وهي :
1- الخط المار بالكتفين.
2- الخط المار بالوسط بمستوى أضلاع الصدر السفلى.
3- الخط المار بمستوى منطقة الحوض.
ولقد وجدوا أن المنطقة العرضية الأولى تمثلها منطقة أصابع القدم، أما المنطقة الثانية فتمثلها المنطقة الوسطى والثالثة منطقة الكعبين.
مناطق الانعكاسات :
*************************************************************************
يمكن تقسيم مناطق انعكاسات القدم بحسب أجهزة الجسم المختلفة كالآتي :
1- الرأس، وتوجد مناطق انعكاساته في منطقة الأصابع حيث توجد نقاط انعكاسية لكل من الدماغ والجيوب الأنفية والعينين والأذنين وقناة أوستاكي.
2- الجهاز العضلي العظمي، وتوجد مناطق انعكاساته في مختلف مناطق القدمين كما هو واضح. وهناك مناطق انعكاس للعمود الفقري على جانب القدم بحيث تبدأ بالمنطقة العنقية في الإصبع الكبير وتنتهي بالعجز في كعب القدم، وهناك مناطق انعكاسية للرقبة والكتفين والحجاب الحاجز وعصب الظهر النازل إلى الساقين وهو المسمى عرق النسا ) والمفاصل الأخرى جميعاً. ( أنظر الرسم ).
رسم بعض مناطق الانعكاسات على ظاهر القدم اليسرى
وهناك ربط بين مناطق الانعكاسات الذراعية والساقيّة إن صح التعبير بحيث يتناظر مفصل الكتف الأيمن مع مفصل الفخذ الأيمن ، ومفصل المرفق الأيمن مع مفصل الركبة الأيمن ، والرسغ الأيمن مع الكاحل الأيمن ، وكذلك في الجهة اليسرى . وهذه المناطق مفيدة في حالة تعذر عمل التدليك ( العادي بالإضافة إلى التدليك الانعكاسي ) في أحد هذه المفاصل فيصار إلى تدليك المفصل المتناظر معه ، فمثلاً إذا كانت الركبة ملتهبة بحيث أن تدليكها سيزيد من الالتهاب، فإن تدليك المرفق يساعد في العلاج ، هذا إضافة إلى التدليك الانعكاسي لنقاط الركبة الموجودة في القدم .
3- الهرمونات ، وتوجد مناطق انعكاسية في باطن القدم للغدد المختلفة كالبنكرياس والأدرينالين والمجاورة لها والدرقية ، أما الغدد المنتجة كالرحم والمبايض وقناة فالوب في النساء أو البروستات والخصية للرجال ففي وجه القدم .
4- الجهاز التنفسي ، وتوجد مناطق انعكاسات للرئة والقصبة الهوائية والحنجرة والأنف .
5- القلب والدورة الدموية ، ومنطقة انعكاس القلب في المنطقة العرضية الأولى من القدم اليسرى في وسط باطن القدم ، أما الأوعية الدموية فيمكن تحسين دوران الدم بها بتدليك المناطق المختلفة من القدم أو حسب المنطقة ذات الدورة الدموية غير الطبيعية .
6- الجهاز اللمفاوي ، وتقع نقاط انعكاس عقد اللمف في قاعدة الأصابع بين كل إصبعين في وجه القدم وفي جانب الكاحل ، أمّا الطحال والغدة الثيموسية ففي باطن القدم اليسرى .
7- الجهاز الهضمي ، وتقع مناطق انعكاسات أجزائه المختلفة في باطن القدمين ( أنظر الرسم ) .
رسم بعض مناطق الانعكاسات على باطن القدمين
رسم بعض مناطق الانعكاسات على باطن القدم اليمنى
- الجهاز البولي ، وتقع مناطق انعكاساته في باطن القدمين .
9- الجلد ، وكل منطقة فيه متعلقة بالأعضاء التي تحتها .
كيــف تعمــل :
****************************************************
قدمت نظريات عديدة في ذلك، إلاّ أنّ الشيء المقبول هو أنّ المعالجة الانعكاسية تؤثر على الدورة الدموية والأعصاب . إن الدورة الدموية الصحية مهمة جداً لأداء الوظائف بالشكل الصحيح لكل أعضاء الجسم ، حيث إن الدم هو الناقل للمواد الغذائية إلى كل الأنسجة وهو الذي يحمل منها الفضلات لطردها . أما الجهاز العصبي ، فإنّ 70% من المشاكل سببها شد عصبي في مناطق الجسم المختلفة. والمعالجة الانعكاسية مفيدة جداً في تقليل هذا الشد مما يجعل هذه المناطق المختلفة مسترخية أكثر وبالتالي أن تؤدي وظائفها بشكل أفضل . إن المعالجة الانعكاسية تساعد القوة الشفائية الموجودة في الجسم دون اللجوء إلى الأدوية الخارجية .
وقد عرف وجود سريان من الطاقة يربط بين الأعضاء الواقعة في نفس المنطقة الطولية ، إلا أن طبيعة هذه الطاقة لا تزال غير معروفة. ولكن يجري البحث المستمر في ذلك كما في خطوط المريديان الصينية التي تكلمنا عنها في الفصل السابق. وبواسطة التصوير الكرلياني الحديث ( KIRLIAN ) أمكن مشاهدة مجالات الطاقة المحيطة بالأشياء . وقد شوهد في هذا التصوير إن مجالات الطاقة الموجودة حول مناطق الانعكاسات. في القدمين تضعف إذا ما كان هناك عدم توازن في المنطقة المتعلقة بهذه النقاط الانعكاسية . كما شاهدوا كيف أن مجالات الطاقة هذه تزداد قوتها بعد المعالجة الانعكاسية. أما قدرة المعالجة الانعكاسية على تقليل الألم فيمكن أن يكون سببها التدليك نفسه الذي قد يسبب إفراز المورفينات الطبيعية من الدماغ.
وممّا يلفت النظر هو إحساس بعض المرضى ، في بعض الحالات ، بإحساس معين في منطقة الجسم التي يجري معالجتها، أي تدليك نقاط انعكاساتها. وهذا لا يعني أنه لا بد من وجود هذا الإحساس لكي تكون المعالجة ناجحة. ومن الأمور المصاحبة لهذه الطريقة العلاجية هو تكسير المعالج لبلورات الكالسيوم التي توجد في القدمين. وهذه البلورات هي جزء من الكالسيوم الموجود في الدم والتي تتجمع في القدمين، بسبب الجاذبية الأرضية، إذا ما كان هناك عدم توازن في الجسم أي حالة مرضية. وعندما يدلك المعالج القدمين ويحس بوجود هذه البلورات فإنها تتكسر بفعل التدليك.
ولمعرفة مدى دقة العملية وكذلك أهميتها أحب أن أذكر أنه توجد 200،7 نهاية عصبية في القدمين والتي تتصل بباقي أجزاء الجسم من خلال الحبل الشوكي والدماغ.
الفحص والعــلاج :
**************************************************
يبدأ المعالج بملاحظة جلد القدمين وحرارتهما ولونهما. فمثلاً تعني الأقدام الباردة خللاً في الدورة الدموية، في حين أن الأقدام التي تعرق كثيراً تشير إلى عدم توازن في الغدد وهكذا.
ثم ينظر إلى أي تشققات أو تقرن أو دمامل أو ثآليل وما إلى ذلك. فإذا كان هناك أي التهاب فإن المنطقة الملتهبة لا يجوز تدليكها مخافة أن يزداد الالتهاب. أما إذا كان الالتهاب شاملاً لمنطقة كبيرة من القدم فيلجأ عندئذ إلى تدليك المنطقة المناظرة في اليد. كما لا يجوز تدليك الأوعية المنضغطة إلى الخارج في حالة الدوالي مخافة أن تدمر الأوعية.
وينظر المعالج إلى انتفاخ أو تورم القدم الذين إن وجدا فإنهما إشارة إلى مشاكل داخلية. كما ينظر إلى حالة عظام القدمين لأن الكثير من المشاكل البعيدة عنهما تؤثر بشكل أو بآخر عليها، كحالة باطن القدم المنبسطة التي قد تعني وجود مشكلة في العمود الفقري، أو الأصابع الملتصقة من أجزائها السفلى الذي قد يعني وجود مشكلة في قسم الرأس أو الجيوب الأنفية أو الأسنان، وغيرها.
ولا يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الحالات في القدمين مسببة من المشاكل التي في المناطق البعيدة من الجسم أم أن هذه المشاكل هي التي سببت حالات القدم هذه. وعلى كل حال فإن العلاج الانعكاسي ينفع القدمين أثناء علاجه للمشاكل الأخرى.
وللمعالجين الانعكاسيين طريقة خاصة في التدليك تتم بواسطة الإبهام بحركة دائرية. ويجب على المعالج أن يدلك جميع نقاط الانعكاس بلا استثناء مع التركيز بشكل أكبر على النقاط التي يرى أن لها العلاقة مع المشكلة. وعادة تكون النقاط المؤلمة عند الفحص هي التي تحتاج إلى تركيز، وعادة يقوم المعالج بإعادة تدليكها بعد إتمام تدليك جميع النقاط. وفي كثير من الأحيان يجد المريض أن الألم قد خف بعد التدليك الأولي. ويحس المرضى بمختلف الأحاسيس عند تدليك أقدامهم. فهناك من يحس وكأن المعالج يدلك بأظافره لأنه يحس بإصبعه حادا وهذا غير ممكن لأن المعالج يجب أن يكون قصير الأظافر وهناك من يحس بتكسر بلورات الكالسيوم تحت إصبع المعالج. أما في منطقة الكاحل، حيث يوجد العديد من نقاط العلاج، فإن المريض قد يحس بألم عند التدليك إلا أنه بسبب الضغط على العظام وذلك لرقة الجلد في هذه المنطقة.
هذا ويعطي المعالج إرشادات متنوعة للمريض حول كيفية العناية بقدميه، إضافة إلى ما يعتقده من عوامل أخرى سببت المشكلة وخصوصاً النظام الغذائي.
العلاج باستعمال انعكاسات اليدين :
***************************************************************
كما في القدمين، توجد في الكفين نقاط انعكاسية لجميع أقسام الجسم، وهي أيضا مرتبة بطريقة منطقية بالنسبة إلى الجسم. وتوجد معظم نقاط الانعكاسات في باطني الكفين الذين يمكن اعتبارهما معادلين لباطني القدمين. أما وجهي الكفين فيعادلان وجهي القدمين، وأما المناطق الخمسة فواحد تحت كل إصبع. ( أنظر الرسم ).
رسم مناطق انعكاسات باطن الكفين
يتبع...................................................................
ا