تؤكد الإحصائيات أن 80% من المترددين على عيادات الأطباء فى أمريكا- اكثر دول العالم تقدما ورفاهية- يعانون من القلق والاكتئاب، أما إذا كنت تعانين من زيادة الوزن أو مرض السمنة فأعلمي انه لأول مرة فى تاريخ البشرية اغلب سكان العالم يعانون من كثرة ووفرة الطعام ونتج عن ذلك وجود 300 مليون سمين، مقابل 220 مليون نحيف فى العالم.
هذا ما تؤكده دكتورة وفاء محيلبة رئيسة جمعية أبحاث السمنة لصحة المرأة والمجتمع فى دراستها حول السمنة والاكتئاب.
وتقول أن نمط الحياة العصرى يعرض البشرية لأخطار جسيمة أهمها تدمير الخصائص والمشاعر الإنسانية وتحويل الإنسان إلى آلة بشرية تعمل بأقصى طاقة لجمع المال وتنشيط جميع الغرائز الحيوانية (مثل الإسراف فى الطعام والشراب) ومع التقدم المذهل فى مجال تكنولوجيا الاتصالات يستطيع الإنسان العصري (الآلة البشرية) أن يقضى أياما بل شهوراً فى قضاء أعماله عن طريق المحمول والإنترنت مما أدى إلى قلة الحركة وإهمال الجهاز الحركى والعصبى والدورى ونتجت الأوبئة العصرية.
كما أن الإفراط فى استخدام تكنولوجيا الاتصالات أدى إلى انعدام العلاقات الإنسانية الحميمة واصبح الإنسان يعانى من الوحدة والاكتئاب فى هذا العالم المادى.
وهنا يكون السؤال..
هل السمنة أحد أسباب الاكتئاب أم أن الاكتئاب هو أحد مسببات السمنة؟
أطباء الأمراض النفسية يجيبون بأن كلتا الحالتين صحيحة، فإحساس الإنسان بتدهور مظهره نتيجة للسمنة مع الإحباط المتكرر بسبب الفشل فى خفض الوزن أو المحافظة على الوزن، بالإضافة إلى النقص الشديد فى مادة (السيروتونين) أثناء الرجيم القاسي قد يؤدى إلى الاكتئاب، ومادة السيروتونين هى المادة المسئولة عن الصحة البدنية والنفسية واتزان الشهية، كما أن بعض حالات الاكتئاب قد تؤدى إلى فتح الشهية وزيادة الوزن، حيث يلجأ المريض إلى التهام كميات كبيرة من الطعام وخاصة الشيكولاتة والحلويات والسكريات كوسيلة لإزالة التوتر النفسي والإحساس بالهدوء.
ويضيف أطباء الغدد الصماء أن عدم اتزان نسبة إفراز بعض الهرمونات يؤدى إلى الإصابة بالسمنة والاكتئاب وخاصة بين الإناث، وهناك فترات حرجة للإصابة وأهمها فترة البلوغ والحمل والرضاعة وفترة انقطاع الطمث، ومن المعروف أن هذه الفترات يصاحبها اضطرابات فى هرمونات الجسم وخاصة هرمونات الأنوثة. ولذلك فالإصابة بالنسبة للإناث ضعف الرجال.
وتقول دكتورة وفاء محيلبة أن الدراسات أثبتت أن التوتر الدائم أو الحاد يؤدى إلى زيادة إفراز الأدرينالين والكورتيزون مما يؤدى لاختلال فى كيمياء المخ والخلايا العصبية وبالتالى خلل فى الشهية والمزاج.
كما يؤكد العديد من الأبحاث أن نقص هرمونات الغدة الدرقية تؤدى إلى خفض معدل التمثيل الغذائى واعتلال المزاج وبالتالى الإصابة بالسمنة والاكتئاب.
علاج الاكتئاب :
تقول دكتورة وفاء محيلبة أن العلاج السليم يبدأ بالتقييم السليم والمتابعة الطبية المنتظمة لتغيير العلاج من فترة لأخرى وبرنامج العلاج يعتمد على العلاج النفسى والاستعانة بمضادات الاكتئاب وهى عقاقير تساعد الجهاز العصبى على استعادة كفاءته وتحسن الخلل الذى حدث للموصلات العصبية وهناك أنواع عديدة منها والذى يقررها هو الطبيب النفسى.
والمهم هو أن نذكر أن جميع مضادات الاكتئاب لا تؤدى إلى أي نوع من أنواع الإدمان ولكن هناك أنواع تتسبب فى فتح الشهية وزيادة الوزن وتكون مفيدة فى حالات الاكتئاب المصاحب لفقد الشهية أو إنقاص الوزن .
أما حالات الاكتئاب المصاحب لها زيادة الوزن فعلى الطبيب المعالج اختيار الدواء المناسب الذى يساعد على الإقلال من الشهية ونصيحة المريض باتباع برنامج صحى يشمل التغذية السليمة وبعض أنواع الرياضة البسيطة التى تساعد على إنقاص الوزن ببطء وصحة.
وقد وجد أن التغذية السليمة والمتنوعة والتى تعتمد على الفاكهة والخضراوات والنشويات واللحوم البيضاء والأسماك مع ممارسة الرياضة بصفة منتظمة مثل المشى 30 دقيقة يوميا لها دور إيجابي فى زيادة السيراتونين وتحسن حالة مريض الاكتئاب
ذهاب لأعلى
