سارة الزومان - زوجة الشيخ عبدالرحمن بن قاسم جامع فتاوى ابن تيمية -رحمها الله
ربت أبناءها تربية صالحة وتأمرهم بالمحافظة على الصلاة وتعينهم على ذلك ففي ليالي الشتاء تُسخّن الماء على الحطب قبيل أذان الفجر، فإذا أذّن الفجر أيقظتهم للوضوء والصلاة في المسجد
كانت سارة الزومان شديدة المحافظة على النعمة؛ فكانت تنتقي التمر المتساقط من النخل وتجعل الجيد طعام للآدميين والردئ طعام البهائم
سارة الزومان كانت تستيقظ لقيام الليل قبل الساعة الثانية ليلاً لم تغرها لذة نوم ولا دفء فراش فتصلي ماشاء الله لها أن تصلي إلى يؤذن لصلاة الفجر
سارة الزومان إذا قُرئ عليها قصيدة زين العابدين ليس الغريبُ غريبَ الشّامِ واليمنِ إنّ الغريبَ غريبُ اللحدِ والكفنِ غطّت وجهها وأجهشت بالبكاء !
سارة الزومان إذا تذكرت حفيدتها التي سافرت إلى بريطانيا برفقة زوجها رددت دعوتها المألوفة : اللهم أخرجها من الظلمات إلى النور
العشرون سنة الأخيرة من حياة سارة الزومان كانت تقضي جلّ وقتها في تلاوة القرآن الكريم من الصباح إلى أذان المغرب لايقطع عليها إلا الضرورة
كان غلاف مصحف سارة الزومان ممزق لكثرة قراءتها فيه فيُعاد تجليده ! وترفض تغييره وتقول : هذا رفيقي لا أغيِّرُهُ
قالت إحدى قريبات سارة الزومان : ألا يضيق صدرك ؟ فعجبت من سؤالها وأجابت : أيضيق صدري وعندي كتاب الله ! وصدقت ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
كان لباس سارة الزومان واسعاً فضفاضاً حريصة على الستر والحشمة فلا يظهر منها ساق ولا ذراع
جلست سارة الزومان مع بعض النساء فتنبهت إلى ثقب صغير في ثوبها - لا يكاد يُرى - فسألت : هل رأيتم ما تحته ؟! الله المستعان ماذا لو رأت من تتعمد إظهار مفاتنها، فما عسى أن تقول؟!
لم تكن سارة الزومان خرّاجة ولاجة، بل عامله بأمر الله ( وقرن في بيوتكن ) ولها عباءة ثقيلة جداً كأنها من قماش الخيمة تلبسها عند خروجها لأداء صلاة عيد الفطر ثم تخبئها إلى صلاة عيد الأضحى فهي لا تخرج إلا لصلاة العيدين !
سارة الزومان زارتها إحدى قريباتها ومعها خادمة آسيوية فقالت سارة : اسأليها عن التوحيد في بلادها فقالت : إنها مسلمة قالت سارة : ولو " تشير إلى عبادة القبور التي افتتن بها كثير من الجهال "
كبرت سارة الزومان وتقدم بها العمر إلى التسعين وبدأ عليها شئ من الخرف ونسيت بعض أبناءها وأقاربها ولكنها كانت تقرأ القرآن وتلهج بالذكر والدعاء
كانت سارة الزومان تستيقظ في الليل عدة مرات تسأل خادمتها : أذّن؟ صلّيتم؟ صلوا؟ فكان قلبها معلقاً بالصلاة وبطاعة الله رغم ضعفها وشيخوختها وضعف ذاكرتها
توفيت سارة الزومان على فراشها عام ١٤١٧ هـ رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة
هذه مقتطفات من كتاب ( صالحات عرفتهن )
منقول