إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالعدل والإنصاف، فقال سبحانه ( وإذا قلتم فاعدلوا ) في جميع الأحوال حتى مع الكفار إذ يقول عز وجل ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )، حتى لا نقع بالحيف والإجحاف.
وتحقيق العدل يحتاج لعلم وفقه وشمولية واستقراء في القواعد الشرعية وأحوال المحكوم عليه، والإنصاف يحصل بتزكية النفوس من أمراض القلوب والتجرد والتربية الصحيحة وحسن السمت والأدب، وإخلاص النية في النصيحة والنقد، لا مجرد التشفي وإظهار النقائص وازدراء الآخرين وتتبع عوراتهم، وتحقيق مكاسب موهومة من خلال التعالي والترفع على الآخرين!
و لقد ضرب لنا سلفنا الصالح، أروع الأمثلة والمواقف في التعامل مع أخطاء الآخرين إن وجدت، وطُرُق النصيحة وتقديم إحسان الظن، متجردين عن أي خصومة أو اعتقاد مسبق أو تربص أو زلة، ويعظُمُ ذلك في أوقات الفتن واختلاط الأمور.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا تعجبكم في الرجال طنطنته، ولكنه من أدى الأمانة، وكف عن أعراض الناس فهو الرجل
تتبع أخطاء الآخرين وتصيدها، وتضخيمها ونشرها بين العامة من صفات اللئام، فالكرام يسترون وينصحون سرا شفقة على من خالف وأخطأ، بعيدا عن التحامل والتجني ومجرد هتك الأستار والتشفي وإظهار النقائص!
وهذا والله من مكر الله عز وجل بهذا الصنف من الناس، وقلة توفيق وسوء صنيعة، يقول بكر بن عبد الله المزني: إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ مُولَعًا بِعُيُوبِ النَّاسِ نَاسِيًا لِعَيْبِهِ، فَاعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ مُكِرَ بِهِ
المتسرِّعون في إصدار الأحكام على الآخرين؛ يُقدِّمون الظن على اليقين، والطارئ على الأصلي، والنادر على الغالب، وسوء الظن على حسن الظن، والتعمد على التأويل، والقصد على زلة اللسان، مع أن الأصل في المسلم - سيما من ظاهره السنة والخير والصلاح – خلاف ذلك كله!
Change
ظاهرة تصنيف الأخرين بين الظن واليقين
تمت كتابته بواسطة
زهر الياسمين*
, Mar 11 2017 05:41 PM
#1
تاريخ المشاركة 11 March 2017 - 05:41 PM
#2
تاريخ المشاركة 14 March 2017 - 06:05 PM
جزاك الله خيرا وبارك لك
يارب لي أخت لو استبدلوها بخيرات الأرض قاطبة لا أبدلها (رحايل الحبيبة ) دعائي ان يشفيك الله ويمنحك الصحة والعافية والسعادة ويبارك لك في حياتك *
اللهم إنا نسألك برحمتك التي وسعت كل شئ أن تغفر لنا ذنوبنا ، أن تكفر عنا سيئاتنا وأن تتولى أمرنا ، أن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا ، يا مفرج الكروب فرج كربنا ، واغفر ذنبنا واستر عيبنا ، وادخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.