هاجرت صديقتي..
تركت بلادها .. ثم تركت البلد المجاور الذي صبرت فيه ثلاث سنوات
صبرت في بلد اللجوء على أشياء كثيرة ، غير الذل والهوان
مرض زوجها المزمن وثمن الدواء الذي أرهقها
أولادها الذين هجروا المدارس ثلاث سنوات حتى كادوا ينسون ماتعلموه
القادمون من خلف ذلك الجبل البعيد بأخبارهم المميتة عما يحصل
والنداءات البعيدة من وراء البحار للناس المنكوبة أن تعالوا .. هنا الجنة!
هاجرت صديقتي
لم تعد تجد هنا الأمان
ولم تجد علاجًا لزوحها
ولامدرسة تقبل أطفالها
ولاعيشًا يحفظ لها كرامتها دون ذل
فركبت البحر بكل أهواله وأخطاره
وأمسكنا قلوبنا بأيدينا ضارعين لله : ربّ احفظهم..
اليوم .. وبعد صبر طويل أخبرتني أنهم اجتازوا البحر بعد أن رأوا الموت بأعينهم..
من الذي أرغم صديقتي على الهجرة وأغلق في وجهها كل الأبواب؟
ماالذي جعلها ترمي نفسها وأسرتها في جوف البحر الغادر؟
لاتلوموها ..
ففي جعبتها ألف حكاية وحكاية!