بسم الله الرحمن الرحيم
قصتى مع قلبى
بعد أن بدأت رحلة النقاهة فكرت فى كتابة قصتى ورحلتى العجيبة التى خضت غمارها وحدى وخرجت منها بدروس
وعبر ، ولم ينتهى الأمر عند هذا الحد ولكننى إعتبرت تلك الفترة بمثابة فرصة لرؤية جديدة لما يجرى حولى بنظرة جديدة
فأنا عشت أياما وليال فى غرفة الرعاية أو الإنعاش كما يسمونها مع أناس اغراب عنى وقررت أن انتهز فرصة مرضى كى أرى الناس بعين جديدة ، حقا
وشعرت بالغيظ أكثر مما شعرت بالإشفاق عليهم وشاهدت كيف أن الإنسان عندما يجد نفسه محاطا بالرعاية والعناية لا يرضى ولا يحمد خالقه على أن من
عليه بمن يهتم به 24 ساعة يوميا ولكنه يطغى ويتجبر ولا يضيع فرصة فى التحكم فيمن يرعونه ..
حبيباتى لقد قدمت لكم تلك المقدمة التى بسببها فكرت فى كتابة قصتى ...
البداية
كنت فى الآونة الأخيرة وقبل مرضى كنت أتابع الأحداث التى تجرى من حولنا وأتابع الأخبار وأقوم بالرد والمشاركة ، ثم بدأت أتفاعل مع الأحداث وأشعر بالغيظ يتملكنى مما يقوم به البعض
من أعمال والمشاركة بردود تثير حفيظتى ، ثم تطور الأمر فأصبحت أكثر من متابعة للأخبار وكل هذا مضافا إليه الأعبآء التى هى ملقاة على عاتقى وبدأت أشعر بالإرهاق العصبى والجسدى ثم بدأت أشعر بتغير فى طبعى فأصبحت أميل للعصبية مع محاولتى السيطرة على
ردود أفعالى مع من معى فى البيت ..
فى صباح يوم الجمعة جلست كعادتى أمام الجهاز أتصفح الجرائد والأخبار على النت فوجدت أن الأمور تسير للأسوأ ولم أشعر بنفسى وبأننى جلست ما يقرب من عدة ساعات
وشعرت بالإرهاق فقررت إغلاق الجهاز ولكننى قرأت خبرا أثار حفيظتى وفجأة شعرت بألم فى صدرى ينتابنى مع ألم فى ذراعى اليسرى فقررت القيام إلا أننى شعرت بازدياد الألم مما جعلنى
أقوم من جلستى ممسكة صدرى ولا أستطيع السير حتى فراشى إلا أننى تحاملت على نفسى حتى وصلت ورقدت هادئة وما زال الألم يعتصرنى حتى أننى قررت أن أخبر زوجى بهدوء كى لا أفزعه وبعد أن شكوت له
طلب منى الذهاب للمشفى فرفضت معللة أنه ألم فى كل صدرى وليس جهة القلب فقط ، فأصر وأنا رفضت ولم أخبر أمى بشىء حتى أننى قمت بتجهيز طعام الغدآء لها دون أن تشعر أننى
متألمة ، ثم كلمت وائل كعادتى إلا أنه شعر بتغير صوتى فأخبرته بسرى فطلب منى إغلاق الهاتف وبعدها فوجئت بعمرو يتصل ويطلب منى الذهاب فورا للمشفى ونصحنى بأخذ دوآء حتى أذهب سريعا
فلم أخبر زوجى ثم إتصل مرة أخرى فوجدنى أتألم مع أى حركة وأشعر وكأننى مريضة منذ زمن فطلب منى أن يكلم أباه ففوجئت به يعلن أننى يجب أن أنقل بالإسعاف فورا للمشفى
وهنا تبدأ رحلتى مع المرض ..
ذهبت للمشفى فى سيارة إسعاف وحين وصلت كنت قد شعرت بالتعب أكثر وأعطونى اللازم ووضعوا لى الأوكسجين وكل هذا وعمرو على الهاتف مع أبيه حتى سمحوا لى بالإنصراف
فعلم عمرو فثار وهاج ماج وطلب حجزى فى المشفى تحت الملاحظة وبالفعل أحضروا لى كرسى متحرك كى ينقلونى للغرفة وفجأة وما أن وقفت حتى إنتابنى ألم طاحن أكثر من ذى قبل
ولأول مرة فى حياتى أصيح من الألم ممسكة صدرى وبدأت ذراعى تؤلمنى وبدأت أتعرق ولا أشعر بمن حولى إلا كحلم فأخذونى لغرفة الإنعاش أو الرعاية ولأول مرة أنفصل عن زوجى لمرضى
وسمعته يقول لن أبرح المشفى ثم لم أعد أشعر جيدا بما يح\دث حولى
دفعونى مسرعين حتى وصلوا لباب ردهة لم أتبينها جيدا عندها منعوا زوجى من الدخول
هنا تبدأ قصتى ورحلتى داخل حجرة الرعاية