إنتقال للمحتوى

Change

صورة

يوم من عمرى


  • من فضلك قم بتسجيل الدخول للرد
4 رد (ردود) على هذا الموضوع

#1
ام عمرو

ام عمرو

    مشرفة ربيع العمر

  • نخبة المشرفات
  • 18275 مشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم


ما أجمل هذا اليوم وما أجمل ما حدث فيه ، حبيباتى هذا الشهر هو شهر غالى على قلبى كثيرا ، ففيه ولد إبنى الأكبر وفيه أيضا ولد إبنى الثانى ...


كم أشعر بالسعادة عنما أجلس وأتذكر أحداث مرت بى إلا أننى أشعر بسعادة غامرة عندما أتذكر قصة ميلاد أبنائى بارك الله فيكن ....


لقد ذكرت قصة ميلاد إبنى عمرو وسطرت أحداثها كلها وكانت عقب حرب 1967 وها أنا أعود لأكتب قصة ميلاد إبنى الثانى وائل والذى حدثت


أثنآء حرب الإستنزاف التى دامت لست سنوات متواصلة ...


تبدأ قصتى عندما حملت بإبنى وائل بعد مرور عامين على ولادة أخيه والذى عانيت فيها أثنآء الحمل وعند الولادة ، إلا أننى هذه المرة قمت بتغيير


الطبيب فتغير حالى ولله الحمد فالمرأة الحامل تحتاج للتفاؤل والتشجيع وتذليل الصعاب ، أجل تحتاج لمعاملة خآصة كى تمر فترة حملها بسلام وبدون مشاكل تذكر ، فأنا


مريضة ضغط ويزداد فى فترة الحمل وهنا أحتاج لمن يطمئننى ولا يرهبنى ويتوعدنى بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وهذا ما حدث معى بالضبط فطبيبى كان


ماهرا أخذ يطمئننى ويشعرنى بأننى سأسعد بوضعى وإن شآء الله سيمر بسلام وهنا بدأ ضغطى يستجيب للعلاج ..


مرت فترة الحمل وحان موعد الوضع وأتذكر هذا اليوم فأنا كنت مستعدة له نفسيا وجسمانيا وأخذت بالأسباب .


كان يتحتم عليى أن أترك إبنى عمرو وعمره عامين وأذهب للمشفى وبالفعل ظللت بجواره حتى نام وطلبت من أختى وهى تصغرنى ب4 سنوات أن تنام بجواره


وكلما أفاق وكان كثيرا ما يستيقظ ليلا يطلب كوبا من حليب تسقيه ولا تشعل الضوء ولا تتحدث كى لا يكتشف عدم تواجدى بجواره ، والمضحك أننى كنت قد ذهبت للفحص


وطلب منى الذهاب للمشفى فى منتصف الليل فقامت أمى بشرآء 3 قطع من السجاد أثنآء تنويمى لإبنى ثم ذهبنا سويا للمشفى ، هذه المرة كان زوجى فى جبهة القتال


وقد أوصانى بإخبار زوجة صديقه فور حلول موعد ولادتى وعليها هى إخبار زوجها عندما يتصل بها من الجبهة فيقوم بدوره بإخبار زوجى وبالفعل تم المراد ..


وصلنا للمشفى فأدخلونى غرفتى إستعدادالموعد ولادتى فنمت نوما عميقا تاركة أمى مستيقظة طوال الليل قلقة عليى ...


أفقت صباحا فوجدتها متذمرة وعاتبتنى لأننى نمت طوال الليل وهى ظلت مستيقظة فخففت عنها وكنت لا أزال محتملة فقمت وغسلت وجهى ووضعت مكياجى وسط ذهول أمى وتعجبها


فهى عاصرت ميلاد إبنى الأكبر وشاهدت مدى إعيائى وتعبى أثنآء الولادة فكيف أقوم بتجهيز نفسى هكذا ( كنت وقتها لم أرتدى الحجاب بعد ( 1969 ) ...


دخلت الحكيمة إلى غرفتى ونظرت لى متعجبة من هدوئى ومكياجى فقالت بغيظ ( لا لن تضعين اليوم ) قلت لها أننى أتألم فقالت لأ أنت بخير ...


قامت بإعطائى علاجا وعلقت لى محلول ونمت على الفراش وكنت قد قمت بدعوة عددا من أقاربى وصديقتى لحضور حفلة وضعى لطفلى فامتلأت الحجرة فجأة


وكنا فى التاسعة صباحا ، ظل الجميع يتحدثون ويتسامرون وفجأة ظهرت نتيجة المحاليل وبدأ العد التنازلى إلا أننى كنت أكتم ألمى وبمجاهدة كبيرة كى لا يفتضح أمرى


ولا أنسى أننى بدأت أمسك بيد صديقتى وهى تعجبت فكلهم يرونى متماسكة واضعة مكياج وشعرى منظم يعنى وكأننى فى زيارة أو جلسة سمر ، فجأة زاد الألم فضغطت


على يد صديقتى حتى أدميتها واعتذرت لها فنادت والدة زوجى على الممرضة تخبرها بأننى أشعر بالمخاض فجآءت ونظرت لى فوجدتنى هادئة ظاهريا وهى لا


تعلم مدى قدرتى على الحفاظ على هدوئى وسكينتى فقالت بغلظة ( أمامك لآخر اليوم ) ..


زاد الألم وبشدة وأنا ما زلت أكتم صرخة تريد أن تخرج للنور ووضعت يدى الأخرى فى فمى أعضها من شدة الألم وقلت لمن حولى سألد الآن ، فأسرعت والدت زوجى مرى أخرى تنادى


الممرضة كى يحضر الطبيب فتململت لكن حماتى أصرت ونهرتها قائلة أننى سألد فى فراشى وأننى لا أظهر ما أشعر به فأسرعت الممرضة ففوجئت بأننى على وشك الوضع


فهرولت وأحضرت من ينقلنى لغرفة الولادة وكان هذا فى الحادية عشر صباحا أى بعد ساعتين من أخذى المحلول لتنشيط عملية الوضع ...


أخيرا وضعت إبنى وكنت أتوقع أن ألد بنتا ، لم أشعر بلحظة الميلاد فقد أعطونى مخدرا وأفقت سريعا على فراشى فسألت أمى عن نوع المولود فردت وكأنها تتوقع ألا أسعد


وقالت لقد وضعت صبيا وكم كانت سعادتى فأيا كان نوع المولود فهو قطعة منى حملته فى أحشائى وكان حملا خفيفا سهلا ولله الحمد وأكرمنى ربى بولادة سهلة بسيطة لم أعانى فيها سوى


ساعتين فقط من التاسعة صباحا وحتى الحادية عشر صباحا ...


لا أخفى عليكن أمرا فأنا شعرت بالجوع بشدة ولم يمر على وضعى سوى دقائق معدودة لا تتعدى الساعة فكنت لا أستطيع الجلوس لأننى أشعر بدوار إلا أننى كنت جائعة


فأشير لأمى وأهمس لها فتحاول أن تسكتنى لأن الغرفة أصبحت مكتظة بالنسآء وهى تخشى الحسد ، ظللت أراودها وأتحايل عليها وهى تسكتنى حتى أسقط فى يدها


فلقد زاد من إحساسى بالجوع أحضار صينية أكل لطعام الغدآء فقمت بالإصرار على تناول أى شىء وأسقط فى يد أمى وسألت الممرضة عن إطعامى فرضخت


وبدأت تحاول ألا تظهر أننى آكل من جوعى فتضع قطع دجاج نونو فى فمى وبسرعة قبل أ ن يلحظها الزائرات إلا أننى سعدت كثيرا بتناول الطعام ....


فجأة فتح باب الغرفة وشاهدت إبنى وائل لأول مرة وكان صبيا نونو شكله جميل وشعره ذهبى مثل أخيه عمرو وكان سكر ما شآء الله وضممته إلى صدرى فرحة به ...


فتح باب الغرفة مرة أخرى فأطل منه وجه إبنى عمرو ( سنتين ) يصحبه أبى يرحمه الله وأختى وحملوه ليرى وائل النونو ولا أنسى سعادة عمرو برؤية أخا له نونو هكذا ...


مر الوقت وفتح الباب مرة أخرى فدخل زوجى قادما من الجبهة بملابس القتال واكتملت سعادتى بوجود كل أسرتى حولى ......


حمدت ربى كثيرا على أن يسر لى حملى ووضعى وعدت لمنزلى وعاد زوجى لجبهة القتال مرة أخرى وعادت الحياة تسير وتمضى تاركة أحلى الذكريات



ذكريات مجىء أبنائى لهذه الحياة والآن أضفت لذكرياتى ما زاد من جمالها فأصبحت أتذكر مجىء أحفادى فلقد عايشت مجىء أول الأحفاد خالد وأخيرا أنس أما إسلام وسلوى فلم


أحضر ميلادهم وإنما رأيتهم فيما بعد فكانت ذكريات مولدهم تبدأ عندى من يوم أن سافرت لرؤيتهم ...



بارك الله لنا فى أحبائنا جميعا ويا ذكرياتى الغالية لا تنسينى وقومى بزيارتى لتسعدينى ...


صورة


صورة

 

 

 



صورة

 

 




آللَّهُمَّ إِنِّى أَعُۆذُ بِڪَ مِنْ زَۆَآلِ نِعْمَٺِڪَ ۆَٺَحَۆُّلِ عَآفِيَٺِڪَ ۆَفُجَآءَـۃِ نِقْمَٺِڪَ ۆَجَمِيعِ سَخَطِڪ ،،.





 


#2
( أم فيصل )

( أم فيصل )

    عضوية الامتياز - جوهرة الواحة

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 5125 مشاركة
كم أنت رائعة أمنا الحنون أم عمرو و وكم أحاديثك وقصصك رائعة تسلل إلى القلب بهدوء وراحة
أدامك الله شمسا لا تغيب :rolleyes:/>


مصحف طال إنتظاره

http://quran.ksu.edu.sa/

أنشره ليكون وقفا لك ولوالديك


#3
ام عمرو

ام عمرو

    مشرفة ربيع العمر

  • نخبة المشرفات
  • 18275 مشاركة

حبيبتى محبة الزهور


كلماتك أعتز بها ويا حبيبتى أنا فقط أنقل مشاعر وذكريات من داخلى لترى النور فأكتب ما يرد على ذهنى بدون ترتيب


جزاك الله خيرا غاليتى


صورة


صورة

 

 

 



صورة

 

 




آللَّهُمَّ إِنِّى أَعُۆذُ بِڪَ مِنْ زَۆَآلِ نِعْمَٺِڪَ ۆَٺَحَۆُّلِ عَآفِيَٺِڪَ ۆَفُجَآءَـۃِ نِقْمَٺِڪَ ۆَجَمِيعِ سَخَطِڪ ،،.





 


#4
بـروق

بـروق

    عضوة متميزة

  • العضوية الدائمة
  • 552 مشاركة
كم هي جميله الذكريات بعد ما يعيش الإنسان ردحا من الزمن .


بارك الله فيك وفي أولادك ورزقك برهم ولاحرمك منهم .



صورة


صورة


#5
ام عمرو

ام عمرو

    مشرفة ربيع العمر

  • نخبة المشرفات
  • 18275 مشاركة

اللهم آمين ولك مثل ما دعوت به حبيبتى


بروق يسعدنى تواصلك معى غاليتى


صورة


صورة

 

 

 



صورة

 

 




آللَّهُمَّ إِنِّى أَعُۆذُ بِڪَ مِنْ زَۆَآلِ نِعْمَٺِڪَ ۆَٺَحَۆُّلِ عَآفِيَٺِڪَ ۆَفُجَآءَـۃِ نِقْمَٺِڪَ ۆَجَمِيعِ سَخَطِڪ ،،.