بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتى الغاليات ، لا أدرى حقا ماذا أكتب أو كيف أدخل فى الموضوع ، ولكننى سأترك العنان لكتابة ما يطرأ على بالى ..
حبيباتى كم يؤلمنى أن أرى إمرأة عجوز ومعها زوجها طبعا أكبر منها سنا وهو يتكىء عليها لا يستطيع السير بمفرده من كبر سنه ، عندها أجد
دموعى تريد أن تفضح مشاعرى فأحاول جاهدة المقاومة ، ثم أسرح بخيالى لسنين بعيدة مضت وهذان الزوجان وهما فى ريعان الشباب وهما يسيران
بخفة ونشاط وحيوية وفى أتم صحة ، ثم أسرح بخيالى فأتخيل كيف يفكر هؤلآء فى الوقت الحالى وقد وهن العظم منهم واشتعل الرأس شيبا ...
حبيباتى ، دائما أفكر فى حياتى أنا مع زوجى وكيف كان شابا يافعا كله نشاط وحيوية رياضى ، يسبح بمهارة فائقة ويركب الخيل وحتى وهو يقود السيارة ، وكيف كان يحمل أبناءنا
ويعلمهم السير ويأخذ بأيديهما كى لا يسقطا أرضا ، ثم أسرح بخيالى يوم خطبتنا ويوم زفافنا وكيف كان مهتما بأناقته دائما وكان وقورا رزينا هادئا . ثم أنظر لحاله وحالى فقد تغير شكلنا وكبرنا
وأصبحت لا أستطيع السير فى الطريق إلا لو أمسك بيدى وليس العكس بارك الله فيه ومتعه بالصحة والعافية ، لقد أصبح لا يستطيع الخروج يومان متتاليان ، سبحان الله .
كم أتألم فى نفسى عندما أجده يعانى فى صمت كى لا يشعرنى بالقلق ...
حبيباتى كل ما ذكرته هو مجرد مقدمة لما أريد قوله ، والآن أبدأ موضوعى متسائلة لماذا ؟؟؟؟؟؟
أجل لماذا وأضع تحتها ألف خط فأنا أتعجب من بعض النسآء اللواتى أصبحن جدات أو كبيرات سن ويعاملن أزواجهن المرضى بتلك القسوة والجفآء ، أجل
فأنا رأيت إمرأة كانت وكانت فى شبابها جميلة سعيدة بزوجها وأبنائها تحيا حياة كريمة وفرها لها زوجها وكان ينتظر رضاها ويسعد لسعادتها وكان له مكانته وقدره
وكان معتزا بالقيم والمبادىء التى لم يحيد عنها وقام بتنشئة أبناءه عليها وشاركته زوجته حلو الحياة ومرها ثم وبعد أن بدأت مركب الحياة تبطىء وكبر الزوج ومرض مرضا
أقعده وشل حركته وأصبح لا يستطيع التعبير عما يشعر به أو يريد ويعتمد على حركة عيناه فقط فإذا بها تتذمر وتتمرد عليه وتتحين الفرصة لكى تشعره وتشعر زواره بأنه أصبح
يشكل لها العبء الأكبر وأنها سئمت من مرضه وخدمتها له وهو المسكين ينظر لها بعينان تبكيان كأنه يطلب منها عدم إهانته أمام زواره وهى لا تفهم نظراته ، يا الله أنسيت أنه هو من كانت تنتظر
قدومه بفارغ الصبر محملا بما تريد ومعاونا لها فى المنزل ومعينا لها على تحمل أعبآء تربية الأولاد ...
حبيباتى كلما تذكرت ما رأيته أبكى تأثرا ، أهكذا ينتهى المطاف بهذا الزوج الحنون المسكين ليكون عبئا على زوجته التى ظن أنها تحبه مخلصة ؟؟؟؟
أتمنى من كل زوجة أن تستعرض ذكرياتها مع شريك عمرها ولا تجعل هذا الزوج يشعر بالأسى على حاله بل بجب عليها أن تشعره بأنها بحاجة له حتى لو كان فى أضعف حالاته ...
حبيباتى لقد تذكرت والدة زوجى يرحمها الله فقد أصيب زوجها ( والد زوجى بالشلل وعدم القدرة على الكلام ) وظلت تخدمه 16 سنة دون كلل أو ملل وتقوم برعايته كأنه إبنا لها يحتاج الرعاية
وكانت تهتم بكل صغيرة وكبيرة لتدخل السرور على زوجها كما كانت توفر له المسكن الهادىء الجميل المرتب وكانت تخفى عنه كل أمر يؤلمه وكانت تقرأ
الصحف فى الصباح الباكر قبل أن يستيقظ حتى إذا وجدت ما يكدره مثل نبأ وفات أحد أقاربه فتخفى فورا الصحيفة وتقول له أن حارس العمارة لم يحضر صحفا هذا اليوم ، وظلت هكذا
تقوم بضرب كل طعامه فى الخلاط وتقوم بعمل العصائر الطازجة والكيك الطرى كى تسعده ولا يشعر بأنه يفتقد ما يحب ، كذلك كانت تهتم بنفسها فترتدى أفضل الثياب
فى المنزل لأنهم نادرا ما يخرجان من البيت وكانت تعطر المنزل وتستيقظ ليلا فى الثالثة صباحا كى تقرأ وردها وتصلى وتجهز طلبات زوجها قبل أن يستيقظ ..
حبيباتى تلك المرأة المكافحة لا تقارن بالمرأة موضوع حديثنا فهى رحمها الله نعم الزوجة لزوجها
أسأل الله أن يرحمها ويرحم زوجها ..