إنتقال للمحتوى

Change

صورة

نصرة الصحابة لرسول الله ومقتل كعب بن الاشرف


  • من فضلك قم بتسجيل الدخول للرد
2 رد (ردود) على هذا الموضوع

#1
شوق

شوق

    عضوية الامتياز - جوهرة الواحة

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 5025 مشاركة


كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود عداوة على الإسلام والمسلمين وأكثرهمإيذاء لرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ومجاهرة بالدعوة إلى حربه.
وكان حصنه في شرق جنوب المدينة خلف دياربني النضير.
ولما بلغه أول خبر عن انتصار المسلمين ببدر انبعث عدو الله يهجو رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم والمسلمين، ويمدح عدوهم ويحرضهم عليهم، ولم يرض بهذا القدر حتى ركب إلى قريش، فنزل على المطلب بن أبىوداعة السهمي وجعل ينشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القليب من قتلى المشركين،يثير بذلك حفائظهم، ويشعل حقدهم على النبي صَلَّى الله عليه وسلم ويدعوهم إلىحربه، وعندما كان بمكة سأله أبو سفيان والمشركون: أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه؟ وأي الفريقين أهدى سبيلا؟ فقال:أنتم أهدى منهم سبيلا، وأفضل، وفي ذلك أنزل الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِ ينَ أُوتُوُا نَصِيبًا مِّنَ الكِتَاب ِيُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواهَؤُلَاءِ أَهْدَي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: 51].
ثم رجع كعب إلى المدينة وأخذ يذكر في أشعاره نساء الصحابة، ويؤذيهم بسلاطة لسانه أشد الإيذاء.
وحينئذٍ قال رسول الله صَلَّى الله عليهوسلم: "من لكعب بن الأشرف؟ فإنه آذى الله ورسوله"،فان تدب له محمد بن مسلمة، وعباد بن بشر، وأبو نائلة سلكان بن سلامة، وهو أخو كعبمن الرضاعة، والحارث بن أوس، وأبو عبس بن حبر، وكان قائد هذه المجموعة محمد بن مسلمة.
وتفيد الروايات في قتل كعب بن الأشرف أنرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لما قال: "من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى الله ورسوله"،فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: "نعم"، قال: فأذن أن أقول شيئا قال:"قل".
فأتاه محمد بن مسلمة، فقال: إن هذا الرجلقد سألنا صدقة، وإنه قد عنانا، قال كعب: والله لتملنّه.
قال محمد بن مسلمة: فإنا قد اتبعناه فلانحب أن ندعه حتى ننظر إلى أي شيء يصير شأنه؟ وقد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين،قال كعب: نعم أرهنوني
قال ابن مسلمة: أي شيء تريد؟ قال: أرهنوني نساءكم، قال: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب؟ قال: فترهنوني أبناءكم، قال: كيفنرهنك أبناءنا، فيسب أحدهم، فيقال: رُهن بوسق أو وسقين، هذا عار علينا ولكنا نرهنكاللأمة، فواعده أن يأتيه.
وصنع أبو نائلة مثل ما صنع محمد بن مسلمة،فقد جاء كعبا فتناشد معه أطراف الأشعار سويعة، ثم قال له: ويحك يا ابن الأشرف، إنيقد جئت لحاجة أريد ذكرها لك فاكتم عني، قال كعب: افعل.
قال أبو نائلة: كان قدوم هذا الرجل علينابلاءً، عادتنا العرب، ورمتنا عن قوس واحدة، وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال، وجهدتالأنفس وأصبحنا قد جهدنا وجهد عيالنا، ودار الحوار على نحو ما دار مع ابن مسلمة،وقال أبو نائلة أثناء حديثه: إن معي أصحابا لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهمفتبيعهم وتحسن في ذلك.
وفي ليلة مقمرة، ليلة الرابع عشر من شهرربيع الأول سنة ثلاث من الهجرة اجتمعت هذه المجموعة إلى رسول الله صَلَّى اللهعليه وسلم، فشيعهم إلى بقيع الغرقد، ثم وجههم قائلًا: "انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم"،ثم رجع إلى بيته، وطفق يصلي ويناجي ربه.
وانتهت القوة إلى حصن كعب بن الأشرف، فهتفبه أبو نائلة، فقام لينزل إليهم، فقالت له امرأته، وكان حديث العهد بها: أين تخرجهذه الساعة؟ أسمع صوتًا كأنه يقطر منه الدم، قال كعب: إنما هو أخي محمد بن مسلمة،ورضيعي أبو نائلةإن الكريم لو دُعي إلى طعنه أجاب،(انظروا الى أي درجة تربطهم الصلة ومع ذلك لم يترددوا في قتله نصرة لله ورسوله ) ، ثم خرج إليهم وهو متطيب ينفخ رأسه.
وقد كان أبو نائلة قال لأصحابه: إذا ما جاءفإني آخذ بشعره فأشمه، فإذا رأيتموني استمكنت منه من رأسه فدونكم فاضربوه، فلمانزل كعب إليهم تحدث معهم ساعة، ثم قال أبو نائلة: هل لك يا ابن الأشرف أن نتماشى إلىشعب العجوز فنتحدث بقية ليلتنا؟ قال: إن شئتم، فخرجوا يتماشون، فقال أبو نائلة وهوفي الطريق: ما رأيت كالليلة طيبًا أعطر قط، وزهى كعب بما سمع، فقال: عندي أعطرنساء العرب، قال أبو نائلة: أتأذن لي أن أشم رأسك؟ قال: نعم فأدخل يده في رأسهفشمه وأشم أصحابه.
ثم مشى ساعة ثم قال: أعود؟ قال كعب: نعم، فعاد لمثلها، حتى اطمأن، ثم مشى ساعة ثمقال:أعود؟ قال: نعم، فأدخل يده في رأسه، فلما استمكن منه قال: دونكم عدو الله،فهوت عليه أسيافهم، لكنها لم تغن شيئا، فأخذ محمد بن مسلمة معولا فوضعه في ثنيته،ثم تحامل عليه حتى بلغ عانته، فوقع عدو الله قتيلا، وكان قد صاح صيحة شديدة أفزعتمن حوله، فلم يبق حصن إلا أوقدت عليه النيران.
ورجعت المجموعة وقد أصيب الحارث بن أوسبذباب، بعض سيوف أصحابه فجرح ونزف الدم، فلما بلغت المجموعة حرة العريض، رأت أنالحارث ليس معهم فوقفت ساعة ثم أتاهم يتبع آثارهم، فاحتملوه حتى إذا بلغوا بقيعالغرقد كبَّروا، وسمع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم تكبيرهم فعرف أنهم قدقتلوه، فكبر، فلما انتهوا إليه قال: "أفلحت الوجوه"،قالوا: ووجهك يا رسول الله، ورموا برأس الطاغية بين يديه، فحمد الله على قتله،وتفل على جرح الحارث فبرأ، ولم يؤذ بعده.
ولما علمت اليهود بمصرع طاغيتها كعب بنالأشرف دب الرعب في قلوبهم العنيدة، وعلموا أن الرسول صَلَّى الله عليه وسلم لنيتوانى في استخدام القوة حين يرى أن النصح لا يجدي نفعا لمن يريد العبث بالأمنوإثارة الاضطرابات وعدم احترام المواثيق، فلم يحركوا ساكنًا لقتل طاغيتهم، بل لزمواالهدوء، وتظاهروا بإيفاء العهود، واستكانوا، وأسرعت الأفاعي إلى جحورها تختبئ فيها.
وهكذا تفرغ الرسول صَلَّى الله عليه وسلمإلى حين لمواجهة الأخطار التي كان يتوقع حدوثها خارج المدينة، وأصبح المسلمون وقد تخففعنهم كثير من المتاعب الداخلية التي كانوا يتوجسونها، ويشمون رائحتها بين آونةوأخرى.


اللهم صلى وسلم وبارك على محمد وعلى آله وازواجه


#2
آزال

آزال

    عضوية الامتياز - جوهرة الواحة

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 9058 مشاركة
كم تمنيت أن يتكرر العقاب بنفس الطريقة

ويكون الثأر من المجرمين أنفسهم وان ازهقت في ذلك أرواح مسلمة

ولا ترهق أرواح المسلمين بأيدي إخوانهم وفي أوطانهم.

بارك الله فيك شوق الغالية.

#3
شوق

شوق

    عضوية الامتياز - جوهرة الواحة

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 5025 مشاركة

يختلف الامر باختلاف الزمان
والاشخاص

هناك كانة الدولة فتية وقوية مرهوبة الجانب

الامر مختلف اليوم

من يتعمد الإساءة تحميه دول عظمى فلا يسهل الوصول اليه


لذلك تلجا الشعوب الى مهاجمة من يمثلون هذه الدول
ممن يقدمون الحماية له


فيلزم على الامن تقديم الحماية لهم حسب المعاهدات الدولية

الكثير منها مخالف لتعاليم الدين الاسلامي



فلا آمان ولا حصانةلمن يحمي اعداء الله ورسوله

اللهم انصر دينك ونبيك
انك على كل شي قدير



اللهم صلى وسلم وبارك على محمد وعلى آله وازواجه