" من ذكاء الصحابيات وذوات السلطان"
أتمنى أن تستمتعون مع هذا الموضوع
وكوني منهم فبالطبع تشدني الأخبار والمواقف التي تفصح عن نباهة وفصاحة وفطنة وذكاء النساء .
من ذكاء السيدة عائشة رضي الله عنها
عن عائشة قالت : قلت يا رسول الله : أرأيت لو نزلت وادياً وفيه
شجرة قد أُ كل منها , ووجدت شجراً لم يؤكل منها , في أيها كنت تُرتِعُ بعيرَك ؟ قال : ( في التي لم
يُرتَع منها ) تعني : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5077
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية وإذا كنتِ علي غضبى )
قالت : فقلتُ : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : ( أما إذا كنت عني راضية
فإنك تقولين : لا ورب محمد , وإذا كنت غضبى قلتِ : لا ورب إبراهيم )
قالت : قلتُ أجل والله يا ر سول الله , ما أهجرُ إلا اسمك )
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5228
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
عائشة بنت طلحة
@ قال الحسن بن علي بن حسين لامرأته عائشة بنت طلحة : أمرك بيدك !
فقالت : قد كان عشرين سنة بيدك فأحسنت حفظه ,, فلمَ أضيعه إذ صار بيدي ساعة واحدة , وقد
صرفته إليك !
فأعجبه ذلك منها فأمسكها .
أسماء بن أبي بكر الصديق
عن أبي الزناد قال :
كان عند أسماء بنت أبي بكر قميص رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فلما قتل عبد الله بن الزبير
ذهب القميص فيما ذهب وفيما انتهت , فقالت أسماء : للقميص أشد علي من قتل عبد الله , فَوُجد
القميصُ عند رجل من أهل الشام , فقال : لا أردُّهُ أو تستغفر لي أسماء , فقيل لها . فقالت : كيف استغفر لقاتل عبد الله !قالوا : أفليس يرد القميص ؟
قالت : قولوا له فليجيء . فجاء بالقميص ومعه عبد الله بن عروة , فقالت : أدفع القميص إلى عبد الله فدفعه . فقالت : قبضت القميص يا عبد الله ؟ قال : نعم . قالت : غفر الله لك يا عبد الله , وإنما عنت عبد الله بن عروة .
أم أبان بنت عتبة بن ربيعة
قال أبو اليقظان : خطب عمر بن الخطاب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بعد أن مات عنها يزيد بن أبي
سفيان , فقالت : لا يدخل إلا عابساً ولا يخرج إلا عابساً.
يُغلق أبوابه ويقل خيره .
ثم خطبها الزبير فقالت : يدٌ له على قرني ويدٌ له في السقط .
وخطبها علي , فقالت : ليس للنساء منه حظ إلا أن يقعُد بين شُعَبهن الأربع لا يُصبن منه غيره .
وخطبها طلحة فأجابت فتزوجها , فدخل عليها علي بن أبي طالب فقال لها : رَدَدتِ من رددت منا
وتزوجت أبن بنت الحضرمي !
فقالت : القضاء والقدر . فقال : أم أنك تزوجت أجملنا مرآةً و أجودنا كفاً وأكثرنا خيراً على أهله
من ذكاء ذوات السلطان
قطر الندى
@ قيل إن قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد بن طولون لما زفت إلى المعتضد بالله أُغرم بها فوضع
يوماً رأسه في حجرها فنام , فأزالته عن فخذها بلطف ووسدته وخرجت من البيت فاستيقظ المعتضد
مذعوراً وناداها فأجابته من مكان قريب فقال لها : أسلمتُ نفسي فذهبت عني .
فقالت : لم أذهب عن أمير المؤمنين ولم أزل كالئة له .
قال : فما أخرجك عني ؟
فقالت : إن مما أدبني به أبي أني لا أجلسُ مع النيام ولا أنام مع الجلوس فاستحسن قولها .
هند زوج الحجاج
@ سيدة كريمة النسب , عريقة المنبت , تزوجها الحجاج وهو الذي قال فيه الخليفة الراشد
الخامس عمر بن عبدالعزيز : ( لو جاءت أمم الأرض كل أمة بظلمها وبطشها وجاءت أمتنا بالحجاج
وحده لرجحت )
ويشاء الله أن تحمل هند من زوجها فيطير صوابها وتجلس تعزي نفسها
وهي تتلمس بطنها :
وما هند إلا مهرة عربية = سليلة أفراس تجللها بغلُ
فإن ولدت فحلاً لله درها = وإن ولدت بغلاً فوالده البغلُ
وسمعها الحجاج فطار صوابه , وأصر على الانتقام وأرسل إليها غيره كي يطلقها طلاقاً مقتضباً
إمعاناً في الإهانة على حد زعمه فقال لها رسوله : ( كنت فبنت )
فــأجابته ( كنا فما سعدنا وبنَّا فما أسفنا )
ثم أعطته بقية مهرها بشارة على النبأ السعيد .
ويشاء الله أن ينتقم لها فيخطبها الخليفة في الشام فتجيبُهُ :
( إن الإناء قد ولغ فيه الكلب ) إشارة إلى زواجها من الحجاج .
ثم تشترط أن يقود الحجاج هودجها من العراق إلى دمشق فيفعل بأمر الخليفة .. وفي الطريق ترمي
هند ديناراً على الأرض وتقول للحجاج :
( أيها الجمال , وقع منا درهم فناولنيه)
وينظر الحجاج في الأرض فلا يشاهد إلا ديناراً فيقول لها : لا أرى إلا هذا الدينار ..
فتقول له : الحمدالله سقط منا درهم فعوضنا الله عنه بدينار .
فتفحم البتة .
ميسون بنت بحدل الكلبية النصرانية
. كانت ذات جمال باهر , أعجب بها معاوية وهيأ لها قصراً
مشرقاً على غوطة دمشق ,, ووشاه بأنواع الزخارف وأواني الفضة والذهب والديباج الرومي ,
وملأه بالوصائف والخدم ثم أسكنها هذا القصر ظنا منه أن ذلك يبهرها ,
ولكن ميسون تذكرت نجداً مسقط رأسها وحنت إلى الأهل فبكت وأنشدت :
لبيتٌ خفق الأرواح فيه = أحبُّ إلي من قصر منيف
ولبسُ عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف
وأكلُ كسيرة في كسر بيتي = أحب إلي من أكل الرغيف
وأصواتُ الرياح بكل فج ّ = أحب إلي من نقر الدفوف
وكلبٌ يبنح الطراق دوني = أحب إلي من هر أليف
وبكر يتبع الأظعان صعب = أحب إلي من بعل زفوف
وخرقٌ من بني عمي نحيف = أحب إلي من علج عنوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى = إلى نفسي من العيش الطريف
فما أبغى سوى وطني بديلاً = وما أبهاه من وطن شريف
منقول