حديث حفصة رضي الله عنها :
(أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم هذه العشرة)،
رواه أبو داود وغيره بسند لا بأس به،
وأما ما قالته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-:
(أن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يصم هذه العشر)،
هذا نفي ، وحفصة إثبات ،
والمثبت مقدم على النافي،
فحفصة أثبتت أن رسول الله يصوم ،
وعائشة نفت وهذا في حدود علمها -رضي الله عنها-،
فتكون حفصة علمت شيئا لم تعلمه عائشة.
***
الحاصل، أن المسلم يتنبه لنفسه ويتنبه لأوقات الفضائل، قبل أن يقول:
(يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) ،
قبل أن يواجه ما ذكره الله وتعالى عن أصحاب النار، إذا القوا فيها،
قالوا ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، قال الله جلا وعلا:
(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير)،
فمن ضيع وقته وحياته فهذا مصيره، ولا حول وقوة إلا بالله.
فلنتنبه لأنفسنا، وننبه غيرنا ولنحفظ وقتنا ولنغتنم أوقات الفضائل قبل
فواتها، فان ذلك هو رأس المال الذي تخرج به من هذه الدنيا :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التــقى * ولاقيت يوم العرض من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثلــه * وانك لم ترصد كما كان ارصــدا
http://www.alfawzan.af.org.sa/node/13540
فضيلة العلامة/ صالح الفوزان
حفظه الله تعالى