نفرح بالسفر كثيراونستعد له بكل ما نملك ونضع الخطط لقضاء الأوقات لكل ما يسعدنا ,لن
نضيع دقيقة دونأن نستفيد من ذلك السفر وتلك النزهة
وبعدانقضاء ذلك السفر نعود وتبقى معنا الذكريات ,ولكن هل فكرنا في سفرنا الطويل الذي لا
نستطيع الاستعداد له ولا نعلم متى هو؟
يذكرني السفر بالرحيل عن الدنيا... استوقفني هذاالموقف كثيرا...تأملت حال سفري كيف
استعدله بكل ما أحب وكم تكون سعادتي برحلة السفر ففيه سألتقي الأحبة وتحلوا معهم الأيام
ولكن فجأة وأنا أشعر بسعادتي الغامرة بذلك السفر يأتيني هاجس الموت,الحقيقة التي قد تغيب
عنا في خضم الحياة وحالات اللهو التي نعيشها ,أشعر بقشعريرة وأنا أتذكر تلك الرحلة التي
تأتينا بغتة ولم نستعد لها كاستعدادنا لسفر دنيوي .توقفت عن تجهيز حقيبتي وذهبت بي
الذاكرةلأناس اعرفهم سافروا واستعدوا لذلك السفروخرجوا وهم في قمة السعادة
ولم يعلموا أن خروجهم من بيوتهم كان خروج نهائي وسفرهم هو السفر الذي لا عودة بعده بل
هو الرحيل عن الديار والأهل , مازالت صورهم مرسومه في ذاكرتي ,كيف يحلو لي السفر
وأنا أفكر بأن سفري قد يكون الخروج النهائي ؟يا الله ماأعظم حكمتك في إخفاء ساعة الرحيل
عنا !ولكن من منا يستعد لذلك الرحيل المفاجئ ؟
سألت الله أن يجعل الموت حاضراً في قلبي في كل وقت ليكون زاجري وواعظي عن اللهو
والنسيان . لكن هل استعددت لتلك الرحلة كما يجب؟هل أخذت ما يكفيني لذلك السفر الطويل؟
كم هو زادي؟وهل فكرت أنني في تلك الرحلة سأكون وحيده لا قريب معي ولا حبيب؟ كيف
سيكون المكان؟وكيف ستكون إقامتي فيه ؟ هل سأكون سعيدة في سكني أم تعيسة؟
أسئلة راودتني ولم املك إلا أن أجهش بالبكاء على حالي !
لا يهم أن كان فرحي بسفري قد عكرته هواجسي ولكن لحظة التأمل التي عشتها جعلتني اجتهد
لسفري الطويل لعل في ذلك ذكرى لقلبي الغافل.
بقلمي المتواضع