إنتقال للمحتوى

Change

صورة

الحج ... بحثًا عن اللقب أم طمعًا فى الجنة !


لا توجد ردود على هذا الموضوع

#1
( أم محمد )

( أم محمد )

    عضوية الامتياز - زهرة الواحة

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 2547 مشاركة

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،




الحج عند البعض مجرد لقب عادوا به، وصار الناس ينادونهم به أيضًا، ثم لا شيء بعد ذلك،

حقيقة مفزعة، ولكن لابد أن نعترف بها ونناقشها،

فالحج الحقيقى هو ما يلمس الآخرون آثاره فيمن حج:

فى علاقته بالله والناس، فى تغيره إلى الأفضل.

أما من يظلون على معاصيهم حتى بعد أن يحجوا، ومن لا يغير الحج فيهم شيئًا، فقد سقطت عنهم الفريضة، وحصلوا مقابل ذلك على لقب،

مجرد لقب لا يرفع درجة ولا يحط خطيئة، ولهؤلاء من باب النصيحة والإشفاق نهدى هذا التحقيق:


أسماء ناجى - مدرسة:
فى رأيى أن الحج ليس عاصمًا للإنسان من المعاصى والذنوب، وإن كان الحاج فى أغلب الأحوال يرجع تائبًا من الكبائر ولا يرجع إليها بعد حجه، أما باقى الذنوب فلا يعصم منها أحد إلا من رحم الله، وهذه طبيعة الإنسان فى كل زمان ومكان.


زينب عبد الله - ربة منزل:
لا الحج ولا غيره من الطاعات يمكن أن يغير فى الإنسان إذا كان يؤدى الشعائر بشكل روتينى مظهرى، فأخى بعد صيام معظم رجب وشعبان ورمضان، ثم حج بيت الله الحرام، ورجوعه بلقب حاج، ما زال يحرمنى وإخوتى من إرثنا، مع أننا فى أشد الحاجة لتزويج أبنائنا وقضاء ديوننا.


د.ب.س - ربة منزل: بعد رجوع أمى وأبى من الحج فرحت بعودتهما نقيين من الذنوب، ورجوت أن يظلا على ذلك، ولكن مع الوقت وجدتهما يعودان للغيبة والنميمة، ولا يقبلان نصيحتى، وكأن شيئًا لم يكن.



الحج نقطة تحول


نادية عبد الرحمن: كان الحج هو نقطة التحول فى حياتى، ففى أثناء أداء المناسك استشعرت يوم القيامة والحساب، واقتراب الشمس من رءوس الخلائق، وتذكرت ذنوبى، وشعرت بالندم، ومن وقتها وحتى بعد عودتى من رحلة الحج وأنا على توبة وطاعة، أعرف طريقى وهدفى، وأسعى لرضا الله والفوز بالآخرة.


ه.م - ربة منزل: حماتى والتى لا نناديها إلا بقلب «حاجة» لا تعتبر غيبة الناس ذنبًا، وخاصة فى حق زوجة ابنها المتوفى، والتى تربى الأيتام؛ إذ تتكلم عليها، بل وتقذفها بكلام لا يليق - دون أى دليل - حتى اضطرتها لترك بيت العائلة والعيش بمفردها بعيدًا، فماذا فعل الحج لأمثال حماتى؟!


مؤمنة سعيد: أتحرق شوقًا لزيارة بيت الله، وأعزم على أن أعود نقية مطهرة ولا أسوِّد صحيفتى بعد ذلك أبدًا، فهذه فرصة ذهبية ومن لا يستغلها فقد خاب وخسر.



عاصيات فى الحج

نوال محمد: تسأليننى عن الحج لقب أم سلوك، لقد قلبت عليّ المواجع؛ إذ التقيت فى حجى نماذج لا تتورع عن المعصية فى بيت الله الحرام، قابلت من تسرق، ومن تغتاب رفيقتها فى ذات الحجرة، ومن تجادل وتعتدى على حقوق غيرها، فسألت نفسى عن حال هؤلاء عندما يعدن وتأخذهن الدنيا ومغرياتها، وشعرت بحزن شديد، ودعوت لهن بصدق، فقد عصين فى المقام الذى ينفصل فيه العبد عن ذاته، ويتعلق بربه وبالجنة، فهل يمكن أن يكون الحج بالنسبة لهن تغييرًا إلى الأفضل؟!



ثمرات الحج


يرى الدكتور موسى شاهين لاشين - من علماء الأزهر الشريف -
أن الحج عبادة قصد بها الاستسلام الكامل والخضوع لله، ومن أهم ثمرات الحج:
توبة الحاج وعودته كيوم ولدته أمه، ومن علامات قبول الحج؛
استقامة الإنسان على الطاعة والطريق المستقيم، وهو فترة تدريب عملى على الكف عن الخطايا والآثام «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق عادمن ذنوبه كيوم ولدته أمه».

والحج ليس لقبًا يُفتخر به، بل هو فرصة لإصلاح النفس والرجوع إلى الله، أما من ذهب ورجع كما هو، فقد سقط عنه الفرض، ولكنه لم يستفد من عبادته، وكان كمن يصوم عن الطعام والشراب،
ولكنه يغتاب ويشهد الزور، فمن يجترئ على المعاصى بعد حجه ينطبق عليه معنى «ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له».

وهذا ينطبق على كل العبادات، وأولها الحج، خاصة وأنه مرة واحدة فى العمر، وفرصة تكراره قليلة، وحتى من يستطيع الحج كل عام فهل يضمن أن يعيش حتى يأتى ميعاد الحج ويستغفر ويتوب؟

ومن الضرورى أن ينوى الحاج الإقلاع عن الذنوب حتى تقبل توبته، ويتحقق الهدف من حجه ويعود حقًا كيوم ولدته أمه، ويبدأ صفحة جديدة مع ربه.



ترجمة عملية

أما د. سامية خضر - أستاذة الاجتماع بجامعة عين شمس - فتتهم المجتمع عمومًا، وتصفه بأنه مجتمع مظهرى، أى يهتم بالمظاهر فى كل شيء حتى فى الحج، فلا يرتبط الحج عند الكثيرين بالتغيير فى سلوكهم إلى الأفضل.


فما زال هناك حجاج لا يتقنون عملهم، ومع ذلك يقيمون موائد الرحمن،
وآخرون يسرقون ويسيئون معاملة الناس، ولا تتفق سلوكياتهم مع حكمة الحج ومقصوده.

ومن الناس من يذهب إلى الحج مرات عديدة بنفقات باهظة، ويترك الفقراء فى فقرهم والشباب متعطلين عن العمل.

فحرى بهؤلاء، لو فهموا غاية الحج وحكمته فى تأكيد روح الجماعة والوحدة الإسلامية، أن يخصصوا نفقات الحج المتكرر لإعفاف بعض الشباب، أو سد حاجة الفقراء، أو إقامة مشروعات لتشغيل الشباب أو إعالة عدد من الأسر أو تأهيل أطفال الشوارع، وتحويلهم إلى طاقة منتجة، وبهذا يترجم الدين إلى سلوكيات نافعة
.

{{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }الآنبياء 83 – 84

السموحة منكم



إضافة رد