الخدمات المتاحة هي
جوال أبو زقم - قناة روائع القصص
جوال أبو زقم - قناة مختارات
جوال أبو زقم - قناة همسات القصيد
جوال أبو زقم- قناة نواعم ( للنساء )
جوال أبو زقم - كوكتيل صوتي ومرئي
جوال أبو زقم - سري للغاية للزوج
جوال أبو زقم - قناة رومنسيات زوجة
للإشتراك ارسل رقم القناة التي ترغب الاشتراك فيها إلى 800244
**********************
قصة اسلام فتاة يهودية
تقول صاحبة القصة التي رأيت وجهها المضيء...في مسجد يقع على ربوة في مدينة أمريكية صغيرة... و تقرأ القرآن الذي كان مترجم باللغة الإنجليزية... سلمت عليها وقد ردت ببشاشة ، تجاذبنا أطراف الحديث و بسرعة صرنا صديقتين حميمتين ...و في ليلة جمعتنا على شاطئ بحيرة جميلة حكت لي قصة إسلامها تعالوا لنسمع هذه القصة
قالت الأخت نشأت في بيت أمريكي يهودي في أسرة مفككة ...و بعد انفصال أبي عن أمي تزوج بأخرى ...أذاقتني أصناف العذاب فهربت و أنا في السابعة عشرة من ولاية إلى أخرى حيث التقيت بشباب عرب... و هم كما قالت رفيقاتي المشردات كرماء... و ما على إحداهن إلا الابتسام في وجههم حتى تنال عشاء ....و فعلت مثلهن في نهاية كل سهرة.. كنت أهرب فقد كنت لا أحب مثل هذه العلاقات ......ثم إنني أكره العرب.. و لكني لم أكن سعيدة بحياتي و لم أشعر بالأمان... بل كنت دائما أشعر بالضيق و الضياع.... لجأت إلى الدين لكي أشعر بالروحانية و لأستمد منه قوة
دافعة في الحياة ...و لكن اليهود بدينهم لم يقنعوني ...وجدته دينا لا يحترم المرأة و لا يحترم الإنسانية دين أناني كرهته و وجدت فيه التخلف و لو سألت سؤالا لم أجد إجابة فتنصرت و لم تكن النصرانية إلا أكثر تناقضا في أشياء لا يصدقها عقل و يطلبون منا التسليم بها ...سألت كثيرا كيف يقتل الرب ابنه ؟ كيف ينجب ؟ كيف تكون لديننا ثلاثة آلهة و لا نرى أحدا منهم ، احترت ، تركت كل شيء و لكنني كنت أعلم أن للعالم خالقا و كنت في كل ليلة أفكر و أفكر حتى الصباح ، في ليلة و في وقت السحر كنت على وشك الانتحار من سوء حالتي النفسية ، كنت في الحضيض لا شيء له معنى ، المطر يهطل بغزارة السحب تتراكم و كأنها سجن يحيط بي ، و الكون حولي يقتلني ، ضيق الشجر ينظر إلى ببغض قطرة مطر تعزف لحنا كريها رتيبا ، أنا أطل من نافذة في بيت مهجور عندها و جدت نفسي أتضرع لله ، يا رب أعرف أنك هنا أعرف أنك تحبني أنا سجينة أنا مخلوقتك الضعيفة أرشدني إلى أين الطريق رباه إما أن ترشدني أو تقتلني كنت أبكي بحرقة حتى
غفوت و في الصباح صحوت بقلب منشرح غريب علي كنت أتمتم خرجت كعادتي إلى الخارج أسعى للرزق لعل أحدهم يدفع تكاليف فطوري أو أغسل له الصحون فأتقاضى أجرها هناك التقيت بشاب عربي تحدثت إليه طويلا و طلب مني بعد الإفطار أن أذهب معه إلى بيته و عرض علي أن أعيش معه تقول صديقتي ذهبت معه و بينما نحن نتغدى و نشرب و نضحك دخل علينا شاب ملتح اسمه سعد كما عرفت من جليسي الذي هتف باسمه متفاجئا ، أخذ هذا الشاب بيد صديقي و قام بطرده و بقيت أرتعد فها أنا أمام إرهابي وجها لوجه كما تقول سابقا لم يفعل شيئا مخيفا بل طلب مني و بكل أدب أن أذهب إلى بيتي فقلت له : لا بيت لي ، نظر نحوي بحزن ، استشعرته في قسمات وجهه و قال حسنا ابقي هنا هذه الليلة فقد كان البرد قارس و في الغد ارحلي و خذي هذا المبلغ ينفعك ريثما تجدين عملا و هم بالخروج فاستوقفته و قلت له شكرا فلتبقى هنا و سأخرج و ستبقى أنت و كن لي رجاء أريد أن تحدثني عن أسباب تصرفك مع صديقك و معي ، فجلس و أخذ يحدثني و عيناه في الأرض فقال إنه الإسلام يحرم
المحرمات و يحرم الخلوة بالنساء و شرب الخمر و يحثنا على الإحسان إلى الناس و إلى حسن الخلق تعجبت أهؤلاء الذين يقال عنهم إرهابيون لقد كنت أظنهم يحملون مسدسا و يقتلون كل من يقابلون هكذا علمني الإعلام الأمريكي قلت له أريد أن أعرف أكثر عن الإسلام هل لك أن تخبرني ، قال لي سأذهب بك إلى عائلة مسلمة متدينة تعيش هنا و أعلم أنهم سيعلموك خير تعليم فانطلق بي إليهم وفي الساعة العاشرة كنت في بيتهم حيث رحبوا بي و أخذت أسأل و الدكتور سليمان رب الأسرة يجيب حتى اقتنعت تماما بالفعل و اقتنعت بأني وجدت ما كنت أبحث عنه لأسئلتي.... دين صريح واضح متوافق مع الفطرة لم أجد أي صعوبة في تصديق أي شيء مما سمعت كله حق أحسست بنشوة لا تضاهى حينما أعلنت إسلامي و ارتديت الحجاب من فوري في نفس اليوم الذي صحوت فيه منشرحة في الساعة الواحدة مساء.... أخذتني السيدة إلى أجمل غرف البيت و قالت هي لك ابقي فيها ما شئت.... رأتني أنظر إلى النافذة و ابتسم و دموعي تنهمر على خدي... و سألتني عن السبب قلت لها إنني كنت بالأمس في مثل هذا الوقت تماما كنت أقف في نافذة و أتضرع إلى الله ربي إما أن تدلني على الطريق الحق و إما أن تميتني..... لقد دلني و أكرمني و أنا الآن مسلمة محجبة مكرمة هذا هو الطريق ..... هذا هو الطريق و أخذت السيدة تبكي معي و تحتضنني .
قناة :
روائع القصص mms
Change
رسائل جوال .أبو زقم. حفظه الله*
تمت كتابته بواسطة
أريـج الياسمين
, Jan 12 2011 12:14 AM
#1
تاريخ المشاركة 12 January 2011 - 12:14 AM
#2
تاريخ المشاركة 12 January 2011 - 12:18 AM
مات ولم يكن متوقع أن يموت ، رحل بدون سابق إنذار ، وقد كنا نتحاكى قبل موته بأيام كيف سيكون عندما يكبر، صعق الكل بموته الغير متوقع والكل أصبح يتسائل ماذا يمكن أن يكون سبب موت طفل لم يكمل السادسة من عمره، هل هو الهرم أم المرض ، وقد كنت قبل موته بأيام ألاعبه وكان يأكل معنا وكان يجري بيننا ولم نعلم أبدا أن ملك الموت كلف بقبض روحه بعد أيام من هذا كنت أقول لأمه إبنك في السنة القادمة سيدخل المدرسة فقالت لي نعم وما علمت أنه سيدخل القبر ، لم أبكي حين أتت أختي بعد سفرنا في الإجازة بأيام تقول لي إبن جارتنا فهد مات ، قلت لها: نعم قالت: لقد مات ، فتركتها وغضبت منها وكنت أحسبها تكذب علي لأن الولد كان سليما ليس به نقش إبره ، ثم ذهبت لأمي فقلت أصحيح ماقالت منال فقالت :نعم ، فجلست مكاني متفاجئه أيمكن أن يباغت الموت لهذه الدرجه ، وبعد وهلة سألت ماذا حصل وكيف مات؟؟؟؟؟ سبحان الله (تعددت الأسباب والموت واحد) ، فقالت أمي مات بعد صلاة العشاء أي قبل ساعتان تقريبا من سماعي الخبر ، فقلت وكيف ؟؟ ، قالت أمه تبكي وتقول : أنه قبل موته بيوم أمسك القران وأحضر أختاه وهما أصغر منه
فقرأ مما يحفظ من السور الصغيرة وهما يرددان خلفه تقول فأتيته فقلت له يابني إذهب وأحضر لنا من البقالة كذا فقال لها ياأماه إني أخاف ظلمة الشوارع فقالت وهو راحل لظلمة القبر وفي اليوم الثاني أخذ ابن جاره وهو في مثل عمره فذهبا ليشتريا (شاورما) ثم وهما عائدان أتت سيارة (ونيت) فرفعته ثم وضعت برأسه على عمود كهرباء فتفشفش دماغه ولم يعد له ملامح فسبحان الله مابني في ست سنوات هدم في ست ثواني أو أقل فيا ترى كم بقي لك أنت أخي من حياتك وكم في حياتك من ست سنوات وهل أنت صغير ولن تحاسب إذا مت وهل صليت وهل صمت وهل تصدقت وهل قرأت القرآن وهل فكرت في ترك الغناء ياسامعه وهل ستنجو من عذاب القبر ومن نزع الروح وهل ستعيش أبدا (وألتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) وأسأل الله أن يكتب لك أخي القارئ الهداية في هذه القصة كما كتب لي ...
قناة :
روائع القصص mms
فقرأ مما يحفظ من السور الصغيرة وهما يرددان خلفه تقول فأتيته فقلت له يابني إذهب وأحضر لنا من البقالة كذا فقال لها ياأماه إني أخاف ظلمة الشوارع فقالت وهو راحل لظلمة القبر وفي اليوم الثاني أخذ ابن جاره وهو في مثل عمره فذهبا ليشتريا (شاورما) ثم وهما عائدان أتت سيارة (ونيت) فرفعته ثم وضعت برأسه على عمود كهرباء فتفشفش دماغه ولم يعد له ملامح فسبحان الله مابني في ست سنوات هدم في ست ثواني أو أقل فيا ترى كم بقي لك أنت أخي من حياتك وكم في حياتك من ست سنوات وهل أنت صغير ولن تحاسب إذا مت وهل صليت وهل صمت وهل تصدقت وهل قرأت القرآن وهل فكرت في ترك الغناء ياسامعه وهل ستنجو من عذاب القبر ومن نزع الروح وهل ستعيش أبدا (وألتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق) وأسأل الله أن يكتب لك أخي القارئ الهداية في هذه القصة كما كتب لي ...
قناة :
روائع القصص mms
[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
#3
تاريخ المشاركة 12 January 2011 - 12:23 AM
انسدل ستار الليل معلناً عن بداية جديدة لمعصية لم يقدم عليها من قبل.. فقد إعتاد على ممارسة أى معصية يقترحها أحد الأصدقاء فى اجتماعهم الشيطانى .
كل ما حوله يمهد له الطريق بسهولة ويسر(فضائيات / نت / فتيات / مخدرات ) ضمير غائب ،وأشياء أخرى
استقل سيارته بعدما ترك المجلس فى طريقه للعودة الى البيت متأملاً الطريق تفاجأ بانتهاء البنزين وتوقف السيارة ..يخرج من السيارة ملقياً ببصره حول المكان عسى أن يجد من يساعده..يجد الطريق خاليًا من المارة والسيارات .يخرج هاتفه المحمول ويقوم بالإتصال بأحد أصدقائه لمعاونته، وينتظر.
يستند بظهره على مقدمة السيارة، يشعل تلك السيجارة التى أعدها له أحد الأصدقاء، يتأمل لوحات ملصقة على الجدران، تستوقفه لوحة مكتوب عليها بعض الكلمات \" الرقيب / يعلم ما تسرون وما تعلنون / لمن الملك اليوم / وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت \"
تدور بخلده بعض الأفكار المزعجة ويتسائل \"ترى ماذا لو اقتحم السيارة بعض البلطجية ورفعوا علي السلاح فى هذا المكان الموحش وقتلت هنا ؟!!! أين كنت أقضى يومى؟ وماذا كنت أنوى فعله عند عودتى للبيت ؟ !!\"
ألقى ببصره نحو السماء متمتمًا بكلمة( الرقيب ) ثم قال بصوت خافت:\"أنت ترانى الآن ،انا هنا وحدى ،لا بل أنت معى ،و هناك كنت أيضا معى وترانى ، وتعلم ما فى نفسي\".
إرتسمت على شفتيه إبتسامة تحمل معانى الخجل والضيق واستطرد وقد ألقى بالسيجارة تحت قدميه \" لست سيء إلى هذه الدرجة.. أقول لك ماذا فعلت من حسنات .؟اننى .....يصمت للحظات متعجبا من حاله بعينين زائغتين وكأنه يبحث عن فعل حسن قام به لوجه الله تعالى ، لا يجد
يدرك أن ما فعله كان لإسعاد نفسه والآخرين وليس من أجل مرضاة الله عز وجل ، يعاود النظر ثانية الى السماء قائلا (حسنا انا لم افعل شىء من أجلك يا الله، واعترف اننى إقترفت الكثير من الآثام لإشباع شهواتى وإسعاد نفسى، وأنت حتى الآن لم تبتلينى بشىء يوقفنى ويؤنبنى على ما افعل \"
يستطرد متسائلا \"هل هذا معناه انك لا تريدنى الجأ اليك ؟!!! هل ستتركنى على هذه الحال حتى ألقاك أم انتظر البلاء ؟!!!\"،
يتذكر قول والده ذات يوم حين كان يؤنبه على ترك الصلاة وملازمته لأصدقاء السوء \"ابك على نفسك لأنك لم يصيبك شىء من إبتلاء الله تعالى لك حتى الآن، على الرغم من كل المعاصى التى ارتكبتها فى حياتك ..عليك أن تخشى من سوء الخاتمه ومن لا يريده الله يجعله فى الأرض يفعل ما يشاء دون تأنيب للضمير ..أتعلم يا ولدى.. انت بلائى فى الدنيا ..انت عمل غير صالح \"
تألقت الدموع فى عينيه لأول مرة من أجل ذلك مغمغما\" لهذه الدرجة أنا انسان سىء\"؟! ، ثم القى ببصره ثانية نحو السماء قائلا \"انك انت الغفور مالك الملك ساعدنى يا الله كى أكون مثلما يجب أن أكون\"، ثم أزال الدموع التى كست وجهه شاعراً بتلك السعادة التى امتلأ بها قلبه متسائلا \"ترى هل هذا هو الإحساس الذى كنت تحدثنى عنه ؟!!! وتتمنى ان اشعر به ..\"عندها تملكته رغبة شديدة فى أن يتوضأ ويقيم الصلاة.
يبحث حوله، واذا بماء سبيل موضوع على الجانب الآخر من الطريق ،يتجه نحوه ، يسبغ الوضوء مطمئن القلب ولا زالت الدموع تتدفق دون توقف ، وبينما هو فى طريقه الى السيارة اذ به امام سيارة تمر سريعا ولا يستطع أن يتفاداها.. ليسقط مستسلما لقدر محتوم وتعلو وجهه إبتسامة صافيه تحمل معالم الرضا، إبتسامة إمتزجت بنهر من دموع عرفت طريق قد إهتدت إليه ولن تضل بعده أبدا .............
كل ما حوله يمهد له الطريق بسهولة ويسر(فضائيات / نت / فتيات / مخدرات ) ضمير غائب ،وأشياء أخرى
استقل سيارته بعدما ترك المجلس فى طريقه للعودة الى البيت متأملاً الطريق تفاجأ بانتهاء البنزين وتوقف السيارة ..يخرج من السيارة ملقياً ببصره حول المكان عسى أن يجد من يساعده..يجد الطريق خاليًا من المارة والسيارات .يخرج هاتفه المحمول ويقوم بالإتصال بأحد أصدقائه لمعاونته، وينتظر.
يستند بظهره على مقدمة السيارة، يشعل تلك السيجارة التى أعدها له أحد الأصدقاء، يتأمل لوحات ملصقة على الجدران، تستوقفه لوحة مكتوب عليها بعض الكلمات \" الرقيب / يعلم ما تسرون وما تعلنون / لمن الملك اليوم / وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت \"
تدور بخلده بعض الأفكار المزعجة ويتسائل \"ترى ماذا لو اقتحم السيارة بعض البلطجية ورفعوا علي السلاح فى هذا المكان الموحش وقتلت هنا ؟!!! أين كنت أقضى يومى؟ وماذا كنت أنوى فعله عند عودتى للبيت ؟ !!\"
ألقى ببصره نحو السماء متمتمًا بكلمة( الرقيب ) ثم قال بصوت خافت:\"أنت ترانى الآن ،انا هنا وحدى ،لا بل أنت معى ،و هناك كنت أيضا معى وترانى ، وتعلم ما فى نفسي\".
إرتسمت على شفتيه إبتسامة تحمل معانى الخجل والضيق واستطرد وقد ألقى بالسيجارة تحت قدميه \" لست سيء إلى هذه الدرجة.. أقول لك ماذا فعلت من حسنات .؟اننى .....يصمت للحظات متعجبا من حاله بعينين زائغتين وكأنه يبحث عن فعل حسن قام به لوجه الله تعالى ، لا يجد
يدرك أن ما فعله كان لإسعاد نفسه والآخرين وليس من أجل مرضاة الله عز وجل ، يعاود النظر ثانية الى السماء قائلا (حسنا انا لم افعل شىء من أجلك يا الله، واعترف اننى إقترفت الكثير من الآثام لإشباع شهواتى وإسعاد نفسى، وأنت حتى الآن لم تبتلينى بشىء يوقفنى ويؤنبنى على ما افعل \"
يستطرد متسائلا \"هل هذا معناه انك لا تريدنى الجأ اليك ؟!!! هل ستتركنى على هذه الحال حتى ألقاك أم انتظر البلاء ؟!!!\"،
يتذكر قول والده ذات يوم حين كان يؤنبه على ترك الصلاة وملازمته لأصدقاء السوء \"ابك على نفسك لأنك لم يصيبك شىء من إبتلاء الله تعالى لك حتى الآن، على الرغم من كل المعاصى التى ارتكبتها فى حياتك ..عليك أن تخشى من سوء الخاتمه ومن لا يريده الله يجعله فى الأرض يفعل ما يشاء دون تأنيب للضمير ..أتعلم يا ولدى.. انت بلائى فى الدنيا ..انت عمل غير صالح \"
تألقت الدموع فى عينيه لأول مرة من أجل ذلك مغمغما\" لهذه الدرجة أنا انسان سىء\"؟! ، ثم القى ببصره ثانية نحو السماء قائلا \"انك انت الغفور مالك الملك ساعدنى يا الله كى أكون مثلما يجب أن أكون\"، ثم أزال الدموع التى كست وجهه شاعراً بتلك السعادة التى امتلأ بها قلبه متسائلا \"ترى هل هذا هو الإحساس الذى كنت تحدثنى عنه ؟!!! وتتمنى ان اشعر به ..\"عندها تملكته رغبة شديدة فى أن يتوضأ ويقيم الصلاة.
يبحث حوله، واذا بماء سبيل موضوع على الجانب الآخر من الطريق ،يتجه نحوه ، يسبغ الوضوء مطمئن القلب ولا زالت الدموع تتدفق دون توقف ، وبينما هو فى طريقه الى السيارة اذ به امام سيارة تمر سريعا ولا يستطع أن يتفاداها.. ليسقط مستسلما لقدر محتوم وتعلو وجهه إبتسامة صافيه تحمل معالم الرضا، إبتسامة إمتزجت بنهر من دموع عرفت طريق قد إهتدت إليه ولن تضل بعده أبدا .............
[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
#4
تاريخ المشاركة 12 January 2011 - 12:28 AM
اغرب قصة اسلام سمعتها في حياتي إسلام الطبيب الفرنسي موريس بوكاوي
عندما تسلم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران زمام الحكم في فرنسا عام 1981 طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية .. فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته الأرض .. وهناك عند سلم الطائرة اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا فرعون
وعندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون على أرض فرنسا .. حُملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها ، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور موريس بوكاي كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء ، بينما كان اهتمام موريس هو محاولة أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني ، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا ، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا ، ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه
لكن أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر ! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة ، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا : لا تتعجل .. فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء
ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه ، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة ، فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق ، فازداد ذهولا وأخذ يتساءل .. كيف هذا وهذه المومياء لم تُكتشف إلا في عام 1898 ، أي قبل مائتي عام تقريبا ، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ وكيف يستقيم في العقل هذا ، والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟
جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه .. وأخذ يقول في نفسه : هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى؟ وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام؟
لم يستطع موريس أن ينام ، وطلب أن يأتوا له بالتوراة ، فأخذ يقرأ في التوراة قوله : فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد .. وبقي موريس بوكاي حائراً .. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة
بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء ، ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة ، فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين
وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق .. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس:92) .
لقد كان وقع الآية عليه شديدا .. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته : لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن
رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم ، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى : لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
كان من ثرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا ، لقد كان عنوان الكتاب : القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ، فماذا فعل هذا الكتاب؟
من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية إلى العربية والإنجليزية والأندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأردية والكجوراتية والألمانية لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب ولقد حاول ممن طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردُّوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان . وآخرهم الدكتور وليم كامبل في كتابه المسمى : القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ، فلقد شرّق وغرّب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئاً
بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب ، فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ .
قناة :
1- روائع القصص mms
عندما تسلم الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران زمام الحكم في فرنسا عام 1981 طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينات استضافة مومياء فرعون لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية .. فتم نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته الأرض .. وهناك عند سلم الطائرة اصطف الرئيس الفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا فرعون
وعندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون على أرض فرنسا .. حُملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها ، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور موريس بوكاي كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء ، بينما كان اهتمام موريس هو محاولة أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني ، وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت النتائج النهائية .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقا ، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا ، ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه
لكن أمراً غريباً مازال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر ! كان موريس بوكاي يعد تقريراً نهائيا عما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة ، حتى همس أحدهم في أذنه قائلا : لا تتعجل .. فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء
ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر واستغربه ، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة ، فقال له أحدهم إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد الغرق ، فازداد ذهولا وأخذ يتساءل .. كيف هذا وهذه المومياء لم تُكتشف إلا في عام 1898 ، أي قبل مائتي عام تقريبا ، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟ وكيف يستقيم في العقل هذا ، والبشرية جمعاء وليس العرب فقط لم يكونوا يعلمون شيئا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟
جلس موريس بوكاي ليلته محدقا بجثمان فرعون يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق .. بينما كتابهم المقدس يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه .. وأخذ يقول في نفسه : هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى؟ وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام؟
لم يستطع موريس أن ينام ، وطلب أن يأتوا له بالتوراة ، فأخذ يقرأ في التوراة قوله : فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد .. وبقي موريس بوكاي حائراً .. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة
بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء ، ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة ، فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين
وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق .. فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس:92) .
لقد كان وقع الآية عليه شديدا .. ورجت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته : لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن
رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذى ذهب به .. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثا مع القرآن الكريم ، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى : لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
كان من ثرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة ورج علماءها رجا ، لقد كان عنوان الكتاب : القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ، فماذا فعل هذا الكتاب؟
من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية إلى العربية والإنجليزية والأندونيسية والفارسية والصربكرواتية والتركية والأردية والكجوراتية والألمانية لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب ولقد حاول ممن طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردُّوا على هذا الكتاب فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان . وآخرهم الدكتور وليم كامبل في كتابه المسمى : القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ، فلقد شرّق وغرّب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئاً
بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز رداً على الكتاب ، فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعن فيه زيادة .. أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ .
قناة :
1- روائع القصص mms
[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
#5
تاريخ المشاركة 12 January 2011 - 12:33 AM
في مساء ليلة شاتية.. رن جرس الهاتف..
رفعت السماعة فإذا هـو عبدالله..
نعم.. عبدالله.. قد تخرج من الكلية في العام الماضي، وانقطعت العلاقة بيننا منذ ذلك الحين..
ما إن سمعت صوته، حتى استعدت ذاكرتي ذاك الوجه البهي والجسم الممتلىء شباباً..
-حياك الله ياعبدالله..مرحباً.. كيف حالك مأخبارك.. مـا..
قاطعني بصوت ضعيف:
-تذركتني ياشيخ؟
-نعم.. وكيف أنساك
لم يتفاعل مع عبارتي، ولم يبدَ منه تجاوب، لكنه قال بصوت ضعيف: أريدك أن تزوني في البيت..ضروري..هاه!..
أنا لا أستطيع زيارتك.. لاتسألني لماذا!
إذا جئتني عرفت السبب!
قال هذه العبارات بصوت خافت حزين.. لكنه كان بنبرة جادة.. وصف لي طريق منزله.. طرقت الباب.. فتح لي أخوه الصغير..
-أين عبدالله؟
-عبدالله.. في المجلس.. تفضل..
مشى الصغير أمامي، فتح باب المجلس، فلما دخلت المجلس دهشت.. ماذا أرى!! عبدالله على سرير أبيض..بجانبه عكاز.. وجهاز يلبس في الرّجل لأجل المشي.. ومجموعة من الأدوية.. أما هو جسد ملقى على السرير..
قال لي مرحباً وقد حاول جاهداً أن يقف على قدميه للسلام..
-حياك الله ياشيخ.. حياك الله.. كلفناك وأتعبناك..
-لا.. لم تتعبني في شيء.. عفواً لم أعلم بمرضك من قبل.. لكن ماذا أصابك؟ ماذا حدث لك؟ ألم تتخرج من الكلية؟ الم تحدثني أنك سوف تتزوج، وسوف.. وسوف..
-نعم، ولكن حدث مالم يكن في حسباني..
تخرجت من الكلية قبل اشهر معدودة كما تعلم، وأصابني مايصيب الشباب عادة من الزهو والفرح بالتخرج.. بدأت مشوار الحياة الجديدة.. فتحت كتاب مستقلبي المزهر ورَحت أستمتع بتقليب صفحاته وأحلم بأيامه السعيدة..
ومضت الأيام السعيدة سريعة.. لايكدر صفوها إلا صداع بيسط كان ينتابني في بعض الأوقات.. ومع مضي الأيام بدأ هذه الصداع يزداد شدة وألماً.. لكن الادوية المسكنة كانت كفيلة بالقضاء عليه.. ومضت الأيام على هذه الحال وقد تعوَد رأسي على هذا الصداع حتى صرت أنساه في كثير من الأحيان مع شدته وألمه.
لكن شدة هذه الصداع بدأت تزداد وتزداد.. وبدأ يصاحب ذلك ضعف في النظر.. حتى اشتدّ ذلك علي إحدى الليالي.. فذهبت إلى قسم الطوراىء في احد المستشفيات.. شاكياً مما أصابني من صداع وضعف في النظر.. فلما قابلني الطبيب المحتص، عمل لي التحاليل والأشعة واللازمة، ثم قال لي:
-نحتاج إلى إجراء أشعة مقطعية دقيقة لرأسك، وهذا غير متوفر حالياً في المستشفى.. أذهب إلى مستوصف خاص واعمل هذه الأشعة ثم ارجع أليّ بها.. وحاول أن يكون سريعاً!..
خرجت يمتلكني الوجل تارة.. والاستغراب تارة أخرى.. هذه الطبيب! لماذا يتعبني هكذا؟ كان الأحرى أن يعطيني مسكناً للصداع.. أو قطرة للعين.. وينتهي الأمر.. وجعلت أشاور نفسي، هل أهمل الطبيب وأشعته.. واشتري داوء بخمسة ريالات يسكن هذا الصداع واذهب للبيت وأنام؟ أم أعمل الأشعة التي طلبها وأنظر على ماذا ينتهي الأمر.. لكني مع كل هذه الخواطر ذهبت غلى ذاك المستوصف وأجريت الأشعة.. ثم رجعت إلى الطبيب، أحمل بين أيدي أوراقاً لاأفهم شيئاً من رموزها...
-تفضل يادكتور.. هذه هي الأشعة التي طلبت
لبس الطبيب نظارة سميكة على عينيه.. أخذ يقلب الأوراق بين يديه.. تغير وجهه..
وسمعته يقول: لاحول ولاقوة إلا بالله.. ثم رفع بصره إلي وقال:
-استرح.. اجلس..
-بشّر يادكتور.. خيراً إن شاءالله؟
-خيراً.. إن شاءالله.. خيراً..
وظل صامتاً، لايرفع بصره إليَ! ثم رفع سماعة الهاتف، وبدأ بالاتصال على مجموعة من كبار الأطباء يطلب حضورهم!! ماهي إلا دقائق حتى اجتمع عنده ستة أو سبعة منهم.. بدؤوا جمعياً يقلبون نتائج التحاليل.. ويتأملون صور الأشعة.. ويتحدثون باللغة الإنجليزية، ويسارقونني النظر..
مضت قرابة ساعة على هذا الحال.. وأنا في حال لايحسد عليه..
بدأ يمرّ في عقلي شريط ذكرياتي.. أخذت استعرض سجل حياتي.. بل مستقبلي.. ترى ما بالهم يتناقشون؟ مابال الطبيب اهتم كا هذا الاهتمام..
ثم رحت أطمئن نفسي وأقول لها: هـؤلاء الأطباء يكبرون المسائل دائماً.. كل منهم يريد أن يستعرض قواه.. تحاليل..! اجتماعات..! والمسألة حلها سهل: حبة أو حبتان من الـ(بندول) مع قطرة للعين، وينتهي كل شيء!!
ظللت أنظر إلى الأطباء محاولاً أن أفهم شيئاً مما يقولون، ولكني مع تركيزي الشديد لم أفهم كلمة واحدة بدأت نقاشهم تهدأ وتهدأ.. ثم خيم الصمت عليهم..
خرج أحدهم من العيادة وتبعه آخر.. فثالث.. حتى لم يبق إلا أثنان..
قال لي أحدهما:
-اسمع ياعبدالله! أنت أكبر من أن يقول لك أحضر والدك!!
-خيراً إن شاءالله يادكتور.. ماذا تقصد؟!
فقال بأسلوب حازم:
-التقارير والأشعة تدل! على وجود ورم في رأسك، حجمه يزداد بسرعة مخيفة، وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل، وفي أي لحظة يمكن أن يزداد هذا الضغط.. فتنفجر عروق العين من الداخل.. فتصاب بالعمى.. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ ثم تموت!!..
ثم سكت الطبيب.. نعم سكت.. لكن كلمته الأخيرة بدأت تتردفي أذني.. تموت..تموت.. ياللهول.. مأقسى هذه الكلمة.. مأشد وقعها على النفس.. أموت.. نعم أموت.. لكن شبابي..رواتبي..وظيفتي..أمي..أبي أموت!!
صحت بأعلى صوتي..
يادكتور!!..مأذا؟..كيف؟..ورم؟..كيف ورم؟..متى ظهر عندي؟..ما سببه؟.. وأنا في هذه السن؟.. أعوذ بالله؟ورم؟..سرطان؟.. لاحول ولاقوة إلا بالله..
-نعم، ورم ولابد من علاجه بسرعة، كل دقيقة.. بل كل ثانية تمرّ..ليست في صالحك.. الليلة ندخلك المستشفى ونكمل التحليلات اللازمة، وفي الصباح ان شاءالله- نفتح رأسك ونخرج الورم..
قال الطبيب هذه الكلمات بكل حزم..وبرود..
قالها وهو يسمح نظارته ويقلب نظره في أوراق بين يديه..
أما أنا فلم أكن أستمع إليه بإذني فقط بل أظن جسدي كل قد تحول في تلك الساعة إلى أذن تسمع وتعي..
استمر الطبيب في كلامة..
-اصبر..واحتسب..لست الوحيد الذي تجرى له مثل هذه العملية..أناس كثيرون اجريت لهم وشفوا بإذن الله.. وأنت شاب مؤمن عاقل، لايحتاج مثلك إلى تبصير وتثبيت واصل الطبيب كلماته وهو ينظر إلي..أما أنا..فقد كانت عيناي جاحظتين في عينيه..نعم كنت أنظر اليه بتركيز شديد..
أما كلامه: فقد اختلطت عباراته الأخيرة بعباراته الأولى..ولم يثبت في ذاكرتي إلا: ورم..سرطان..عملية
ماذا لو كتب الله علي الموت أثناء العملية؟.. ماذا ستفعل أمي؟.. أبي الذي جاوز السبعين؟.. إخواني؟.. اخواتي الصغار؟..
بل كيف سأدخل القبر وحدي؟.. كيف سأمرّ على الصراط؟.. كيف؟ وكيف؟
أين تخطيطاتي..شهاداتي..الزواج..الوظيفة الجديدة.. كيف يحصل هذا فجأة.. أسئلة كثيرة تتردد في داخلي.. جعلتني أسبح في بحر من الأفكار لا سأحل له..
أخذت أصرخ في داخلي: ياحسرتا على مافرطت في جنب الله.. ياليتني قدمت لحياتي الأخرة..
كل المتع التي كنت أجمعها..والمراكز التي أسعى لها..تذهب فجأة..هكذا بدون مقدمات.. ماأقصر هذه الحياة.. والله ماكنت إلا في غرور..
كيف كنت أتتبّع الشهوات..وأواقع اللذات.. وجهنم قد سعرت.. والأغلال قد نصبت.. والزبانية قد أعدت؟!
تباً لهذه الدنيا..أن ضحكت قليلاً وأبكت كثيراً.. وأن فرحت أياماً أحزنت أعواماً..
وإن متعت قليلاً أشقت طويلاً..
وأخذت أعاتب نفسي الخاطئة أشد المعاتبة..
آه.. ماأطول حزني غداً.. رحماك ياربَّ..رحماك ياربَّ..
وفجأة.. قال الطبيب:
- هذه أوراق العملية! وقع عليها، حتى نحجز لك سريراً، وننهي إجراءات إدخالك للمستشفى!!
بقيت وأجماً أنظر إليه، فقال:
-خذ! مابالك؟..خذ..
-لا.. لن أوقع على شيء!
-كيف؟ لن توقع!! مجنون أنت!! المصلحة لك وليست لنا.. والمضرة عليك لا علينا.. لاتظن أننا فارغون نبحث عن رأس نتسلى بإجراء عملية فيه!!..الأمر مهم.. وخطير..
-لا.. لن أوقع على شيء..
- عموماً لا نستطيع إلزامك.. ولكن وقع على هذه الورقة حتى نخلي مسئوليتنا منك لو حدث لك نزيف مفاجىء.. أخذت الورقة فإذا فيها:
أقرّ أنا الموقع أدناه أني خرجت بطوع إرادتي واختياري من مستشفى..الخ..
وقعت الورقة وانصرفت..
لكن أين أذهب؟! إلى البيت وأخبر أمي وأبي؟.. أم أرجع إلى المستشفى؟.. أم أذهب مستشفى آخر..لاحول ولاقوة إلا بالله..
بعد تفكير سريع قررت ان اذهب الى مستشفى آخر..
وفي قسم الطوارىء:
- السلام عليكم.. يادكتور أن أشكو من صداع في الرأس يصاحبه ضعف في النظر وبعد الكشف السريع وعمل الأشعة اللازمة..قال الطبيب:
-نحتاج إلى أشعة مقطعية دقيقة لرأسك، وهذا غير متوفر حالياً في المستشفى.. أذهب إلى مستوصف خاص واعمل الأشعة.. ثم ارجع إلي بها.. وأحاول أن يكون سريعاً!
قالها الطبيب ثم سكت..
نزلت غلى السيارة وأخذت اوراق الأشعة ثم صعدت بها إليه..
-عجباً!! كيف جئت بهذه السرعة!!.. لماذا لم تعمل الأشعة؟!..
-قد عملتها قبل أن آتيك.. وها هي بين يديك..
أخذ الطبيب يفكك رموز هذه الاوراق..
أما أنا فقد جلست على الكرسي لا تكاد تحملني قدماي..
لكني كنت اكثر ثباتاً من المرة الاولى..
ذكرت الله تعالى..سبحان الله..والحمد لله..ولا إله إلاالله..والله أكبر..أستغفر الله..أستغفر الله..
}لون امر{تذكرت وصيته صلى الله عليه وسلم لان عمه عبدالله بن عباس){لون احمر}:
واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأعلم أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً..{الى هنا الحمر} هان الأمر عليّ.. واطمأنت نفسي..
ماذا سيحدث؟! ورم! لست الأول ولا أطنني الأخير..
أمي..أبي.. وأخواتي..سيبكون يوماً او يومين..ثم ينسون..
فجأة رفع الطبيب سماعة الهاتف واستدعى مجموعة من كبار الأطباء إلى عيادته.. جاءوا..نظروا في الأوراق طويلاً..
كنت أنتظر خبراً مفزعاً..لكني لم أضطرب كثيراً..علقت أمري بالله..بدأت الأوهام تعود إليّ.. لماذا أنا بالذات أصاب بالمرض الخبيث؟الناس كثيرون.. ثم صرخت بنفسي: أعوذ بالله ولماذا أجرم بذلك! لعل ذاك الطبيب قد أخطأ.. صداع عارض وينتهي الأمر..
طالت فترة الانتظار فالتفتّ غلى الطبيب..وسألته:
-هاه..بشرَّ.. ماالخبر؟!
رّد بنبره حازمه أنتظر قليلاً..اصبر..
ثم تركني في دوّامتي ومضى يتلمظ بلغة أعجمية مع زملائه..
لم تمض ساعة حتى انتهوا من نقاشهم ثم خرج الأول فالثاني فالثالث..
التفت إليّ الطبيب ثم قال:
اسمع ياعبدالله!..
انت شاب مؤمن وكل شيء بقضاء الله نعالى وقدره.. التقارير والأشعة تدل!
على وجود ورم في رأسك، حجمه يزداد بسرعة مخيفة، وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل وفي أي لحظة قد يزداد هذا الضغط.. فتنفجر عروق العين من الداخل.. فتصاب بالعمى.. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ..
ثم تموت!!..
لذا لابد أن تدخل الآن إلى المستشفى.. والليلة تدخل غرفة العمليات.. ونزيل جزاء من عظم الجمجمه ثم نخرج الورم.. وبعد ذلك نعيد العظم مرة أخرى.. ثم سكت الطبيب..
أما أنا فقد كانت الصدمة عليّ أهون من الأولى.. تقبلت الخبر بهدوء وتعجب منه الطبيب ثم رفعت سماعة الهاتف وإتصلت بوالدي..
جاء والدي...
شيخ كبير تجاوز السبعين من العمر.. أحضره السائق.. فنظره الكليل لا يساعده على القيادة.. كم تعب واجتهد في التربية والهناية..جزاة الله خيراً..
لما رأني أبي..فزع من وجوم وجهي وأصفرار عيني.. وقال وهو واقف:
مالذي جاء بك غلى هنا.. ولماذا جئت هنا..و ..
قلت له:يا أبي.. تعلم أني أشكو من صداع دائم وقد ذهبت إلى المستشفى.. وعملوا لي الفحوصات..ثم جئت غلى هذا المستشفى.. وبعد الفحوصات أخبروني أن عندي ورم في الرأس ولابد من إجراء عملية عاجلة في الرأس..
سمع لبي هذه الكلمات فكان أقل تحملاً مني..صاح بي:
ورم..ورم..لاحول ولا قوة إلى بالله.. ثم جلس على الأرض.. وهو يردد:
أنا لله وإنا إليه راجعون.. وإذاً نرسلك لتعالج مع أخيك في أمريكاً.. ولاحول ولا قوة إلا بالله..قال هذه الكلمات وهو يتذكر معاناته منذ سنة كاملة مع أخي الأكبر عبدالرحمن الذي يعالج في أمريكا من مرض السرطان..
كم رأيت أبي يبكي في الهاتف وهو يكلمه..
كم كان بدعو له آخر الليل.. وفي الصلوات.. كان حزن أبي عليه ظاهراً.. خاصة أذا رأى أولاد عبدالرحمن الصغار يسألون عن أبيهم: جدي أين بابا.. لماذا ماعندنا أب مثل بقية أولاد..
أخذت أنظر الى أبي ودموعه تسيل على خديه..وهو يرى أولاده يموتون بين يديه.. فأخي خالد توفي في حادث سيارة قبل سنتين.. وأخي عبدالرحمن يصارع الموت في أمريكا.. وانا في أول طريق لاتعرف نهايته..
التفت أبي إلى الطبيب.. وحاول أن يتجلّد وهو يسأله عن خطورة المرض.. لكن عاطفة البوه كانت أقوى..فبدأت الدموع تسيل من عينيه..
قال الطبيب: لاتحزن ياأبا عبدالله.. الأمر سهل إن شاءالله..اطمئن..
قال ابي: يادكتور..نريد أن تعطينا الأوراق والفحوصات الخاصة بعبدالله وسوف يسافر إلى أمريكا..يعالج هناك مع أخيه..
وافق الطبيب على ذلك.. أخذ ابي الآوراق.. وتمت الحجوزات بسرعة.. وسافرت مع أخي عبدالعزيز..
وصلنا المستشفى مساء.. عملوا لي التحليلات ةالفحوصات الأزمة..
كل شيء تم بسرعة..
وفي الصباح أدخلوني غرفة العمليات.. كم هي غرفة مفزعة.. أجهزة هنا وهناك.. سكاكين ومصقات ومشارط.. كأني في مشرحة..
وجوه واجمة.. وأعين تنظر إليك بتلهف كانما تريد أن تفترسك..
ايدي الأطباء تألف الدماء.. لا أتصرف في نفسي بل أهم يتصرفون في كيفما شاءوا.. حملوني (نعم حملوني حملاً) من على السرير المتحرك إلى سرير العمليات..
بسم الله.. لا إله الله.. ذكرت الله كثيراً..
بقيت أنتظر بداية العملية.. وأتأمل في جوه من حولي..
رفعت يدي إلى رأسي أتحسسه.. مسكين يأراسي!! كيف سيكون حالك بعد قليل.. وقف الممرضون ينتظرون..يظهر أن الطبيب الذي سيباشر العملية لم يصل بعد.. فجأة فتح باب غرفة العمليات ودخل رجل لاترى منه إلا عينيه.. صافحني بلطف.. ثم أشار إلى أحدهم فجاء بإبرة كبيرة (أي والله كبيرة) ثم طعن بها فخذي فكان آخر عهدي بالدنيا.. دخلت في غيبوبة تامة..
حلق الطبيب شعر رأسي.. ثم قطع فروة رأسي على هئية دائرية.. ثم بدأ بنشر عظم الجمجمة.. حتى نزع أعلاها.. ووضع العظم بجانبه.. ولم يكن حجم هذا العظم صغيراَ.. كان بحجم الصحن الصغير..
ثم أخرج الورم.. وكان أكبر من البيضة بقليل..
الأمور تسير على مايرام..
وفجأة أضطرب الدم في عروق الدماغ.. ثم توقف الدم في الشرايين وأصابتني جلطة في الدماغ..
فأضطرب الطبيب وحـَّرك -خطئاً- الأعصاب المتصلة بالمخيخ فأصبني شلل نصفي في الجزء الأيسر من جسمي..
فلما رأى الطبيب ذلك انهى ماتبقى من العملية بسرعة.. وسارع إلى إرجاع عظم الجمجمة إلى مكانه.. وغطى بالجلد فوقه..وخيط المكان..
ثم حملوني من على السرير العملية والقوني فوق السرير المتحرك.. وساقوني إلى غرفة العناية المركزة التي يمونها الـ(إن عاش)
مكثت بعد العملية في غيبوبة تامة لمدة خمس ساعات..
وفجأة أصابتني جلطة في الرجل اليسرى.. فحملوني سريعاً إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري ووضعوا لي فلتراً صغيراً على شريين القلب.. ثم أعادوني غلى غرفة الـ(إن عاش) استقرّت حالتي أربع ساعات.. ثم أصبت بنزيف شديد في الرئة..!!..
حملوني للمرة الثالثة -أو لعلها الرابعة- إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري مرة أخرى ونظفوا الرئة من الدم..وعالجوا النزيف.. ثم أعادوني غلى غرفة الـ(إن عاش) ضاق بي الطبيب بأمري ذرعاً.. أمراض متتابعة.. حالة متقلبة..مفاجآت لا آخر لها.. استقرّت حالتي اربع وعشرين ساعة.. أحس الطبيب بشيء من الانتعاش والسرور.. وفجأة بدأت درجة حرارة جسدي ترتفع بشكل مخيف..
أجرى الطبيب فحصاً سريعاً عليّ.. فاكتشف بعد الفحص الدقيق أن العظم الذي أستخرج الورم من تحته قد أصابه التهاب شديد.. ولابدّ من إخراجه وتعقيمه.. قبل أن يؤدي إلى تسمم في الدماغ!!
استدعى الطبيب فريق العمليات.. ثم حملوني كالجنازة.. وألقوني على سرير في غرفة العمليات..
بدأت أنظر إليهم.. لا أملك من أمري شيئاً.. وكلت أمري إلى الله. غلبني البكاء فبكيت تنميت أن أرى أمي أو ابي لأقبل أيديهما.. بل والله وألثم ارجلهما.. قبل أن أودع..
وفجأة..
اقبل الطبيب نحوي.. فأردت أن أسأله عن المرض.. ولماذا هالدنيا.. دعوت الله وأستغثت به: ربَّ أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. ثم رفعت بصري إلى السماء وقلت: يا أرحم الرحمين.. إن كانت هذه عقوبة فأسلك المغفرة والرحمة.. وإن كانت بلاء فأرزقني الصبر على البلاء.. وعظم لي الأجر والجزاء.. ثم غلبني البكاء.. فاخذ الممرضون يصيحون بي بلغة أعجمية.. لم أفهم مايقولون.. لكني كنت أعلم أنهم يصمتونني.. غالبت نفسي.. وتصبرت..
ذكرت هادم اللذات.. وتفكرت في انحلال الملذات..
طالما سخرت بي الدنيا حتى ذهبت ايامي..
كلما نصحني الناصحون.. قلت: عما قريب أتوب.. وماتبت..
قد غرّني فيما مضى شبابي.. وجمال سيارتي وثيابي.. ونسيت الاستعداد للحياة الخرى والله لقد عظمت كربتي.. وذهبت قوتي.. وغداً يصبح التراب فراشي..ليتني كنت من قـَّوام الليل.. الذين أطار ذكر النار عنهم النوم.. وأطال اشتياقهم غلى الجنان الصوم..
فنحلت اجسادهم.. وتغيَّرت ألوانهم..
تفركت في الحشر والمعاد.. وتذركت حين يقوم الأشهاد..
ويلي.. إن في القيامة لحسرات.. زإن في الحشر لزفرات.. وعلى الصراط عثرات.. وعند الميزان عبرات.. والظلم يومئذ ظلمات.. والكتب تحوي أخفى النظرات.. والحسرة العظمى عند عرض السيئات.. فريق في الجنة يرتقون الدرجات.. وفريق في السعير يهبطون الدركات.. ومابيني وبين هذا إلا أن يقال: فلان مات..
وأخشى أن أصيح: ربّ ارجعوني.. فيقال: العمر.. فات..
عجباً للموتى.. جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا.. وبنوا مساكنهم فما سكنوا.. تباً لهذه الدنيا.. أولها عناء.. وآخرها فناء.. حلالها حساب.. وحرامها عقاب.. تفكرت في حالي..
فإذا عمري محدود.. ونفسي معدود.. وجسمي بعد الممات مع الدود..
آه.. إذا زلت يوم القيامة القدم.. وارتفع البكاء وطال الندم..
ويلي إذا قدمت على من يحاسبني على الصغير والكبير..
يوم تزل بالعصاة الأقدام.. وتكثر الآهات والآلام.. وتنقضي اللذات كأنها أحلام.. ثم بكيت.. نعم بكيت وتمنيت البقاء في الدنيا.. لا لأجل التمتع بها.. وإنما لأصلح علاقتي بربي جل جلالهذه المضاعفات..فلم يلتف إليّ.. وإنما أمر بتخديري تخديراً عاماً..
فلما غبت عن الدنيا.. سل سكاكينه ومشارطه..
ثم أنتزع فروة الرأس التي تغطي العظم.. وأخرج العظم ووضعه جانباً.. ثم أعاد الجلد فوق الدماغ من غيرا عظم!!..
استغرقت العملية ساعات.. وبعدها حملوني.. وألقوني على سرير في غرفة الـ(إن عاش) افقت من إغمائي.. فإذا الأجهزة تحيط بي من كل جانب.. هذا لقياس التنفس.. وهذا لقياس الضغط.. والثالث لضربات القلب.. والرابع.. والممرضون يحيطون بي من كل جانب..
تعجبت من هذه المناظر.. أين أنا..بقيت واجماً..
ثم تذكرت أني في أمريكا.. وأني قد كنت في غرفة العمليات..
رفعت يدي وتحسست رأسي فأذا هو ليّن.. أين العظم؟!.. بالأمس كان رأسي مكتملاً.. بكيت.. سالت الطبيب: أين بقية رأسي؟!!
فقال لي بكل برود: عضمك يبقى عندنا لتعقيمه.. وبعد ستة أشهر ترجع إلينا نعيده مكانه.. مكثت أياماً تحت العناية المركزة.. ثم خرجت منها..
مكثت في أمريكا شهراً كاملاً.. ثم رجعت الى الرياض..
وهاأنذا أنتظر أنتهاء الأشهر الستة لأستعيد بقية رأسي!!..
ثم سكت عبدالله.. وهو يدافع عبراته..وحق له أن يبكي..
أما أنا...
فأستمعت منه هذه الكلمات.. وأنا في أشد العجب من تقلب الزمان على أهله.. فبعد ما كان شاباً مفتول العضلات.. بهيّ الوجه.. يتقلب بين المال الوفير.. والوظيفة.. والصحة.. والعائلة المرموقة..و.. ثم هو الآن على هذا الحال.. فسبحان من يقضى ولا يُقضى عليه
ما أحقر هذه الدنيا.. حقاً إن الآخرة هي دار القرار..
ومضت الايام.. وأنا أزوره من حين لآخر..
ومع العلاج منَّ الله عليه فشفى من الشلل واستطاع المشي..
فأنقطعت عنه مدة.. ثم اتصل بي واخبرني أنه سيسافر إلى أمريكا لاستعادة بقية رأسه.. وبعد رجوعه جئته زائراً فإذا وجهه متهلل فرح سرور.. وقد أكمل الله عليه نعمته وأستعاد بقية رأسه.. وناولني بطاقة يدعوني فيخا إلى زواجه..
أما حال هذا الشاب الآن فهو من الصالحين..بل من الدعاة إلى الله تعالى.. الذين يخدمون الدين بكل مايملكون..
إن نظرت غلى المساكين وجدت يكفل عدداً منهم.. يتولى جميع الزكوات وإتفاقها عليهم بل إن باعا في تنسيق المحاضرات لبعض الدعاة..
والمساعدة في طباعة الكتب وتوزيعها..إلى غير ذلك من وجوه الخير..
(فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً..)
أسأل الله تعالى لي.. ولك.. ولجميع المسلمين الثبات على دينه... آمين
وبعد:
أيها الأخ الكريم..
أيتها الأخت الكريمة..
لا أدري كيف ابدأ معك الكلام..
ولا أدري هل ستقبل مني أم لا..
ولكن أبد من المصارحة..فأنت أخ مسلم لك عليّ حق النصح والتوجيه..و والله ماكتبت إليك هذه الكلمات إلا أنني أحب لنفسي من الخير.. فأحسن بي الظن..
أنت عبدلله تعالى تقف بين يديه كل يوم خمس مرات.. وكل ذرة من ذرات جسمك.. وبل كل نفس من أنفاسك لايتحرك إلا بأذن خالقك.. فهل سألت نفسك يوماً: كيف علاقتي معه؟!!
هل هو راض عني أم لا؟!!
كيف سيكون اللقاء يوم القيامة؟!..
أنت وحدك الذي تستطيع أن تجيب عن هذه الأسئلة..
والأشغال بالطاعات.. والكف عن المحرمات.. هو سبيل الوصول إلى رضى الله تعالى.. بل هو سبيل دخول الجنة..
هذه الوصية لمن أراد أن يكون من أهل الجنة.. أن يوقن أنه في هذه الدنيا عابر سبيل.. وأن الدار الآخرة هي دار القرار.. وأن البلاء قد ينزل به في أي لحظة.. وأن النفس إذا خرج فقد لايعود إليه..
ولايغتر بماله وصحته وقوته.. ولابجاهه ومنصبه.. فأنما هذه أحلام قد تزول في طرفه عين..
قال صلى الله عليه وسلم كل أمتي يدخول الجنة إلا من أبى! قيل: ومن يأبى يارسول الله؟!
قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
قناة :
روائع القصص mms
رفعت السماعة فإذا هـو عبدالله..
نعم.. عبدالله.. قد تخرج من الكلية في العام الماضي، وانقطعت العلاقة بيننا منذ ذلك الحين..
ما إن سمعت صوته، حتى استعدت ذاكرتي ذاك الوجه البهي والجسم الممتلىء شباباً..
-حياك الله ياعبدالله..مرحباً.. كيف حالك مأخبارك.. مـا..
قاطعني بصوت ضعيف:
-تذركتني ياشيخ؟
-نعم.. وكيف أنساك
لم يتفاعل مع عبارتي، ولم يبدَ منه تجاوب، لكنه قال بصوت ضعيف: أريدك أن تزوني في البيت..ضروري..هاه!..
أنا لا أستطيع زيارتك.. لاتسألني لماذا!
إذا جئتني عرفت السبب!
قال هذه العبارات بصوت خافت حزين.. لكنه كان بنبرة جادة.. وصف لي طريق منزله.. طرقت الباب.. فتح لي أخوه الصغير..
-أين عبدالله؟
-عبدالله.. في المجلس.. تفضل..
مشى الصغير أمامي، فتح باب المجلس، فلما دخلت المجلس دهشت.. ماذا أرى!! عبدالله على سرير أبيض..بجانبه عكاز.. وجهاز يلبس في الرّجل لأجل المشي.. ومجموعة من الأدوية.. أما هو جسد ملقى على السرير..
قال لي مرحباً وقد حاول جاهداً أن يقف على قدميه للسلام..
-حياك الله ياشيخ.. حياك الله.. كلفناك وأتعبناك..
-لا.. لم تتعبني في شيء.. عفواً لم أعلم بمرضك من قبل.. لكن ماذا أصابك؟ ماذا حدث لك؟ ألم تتخرج من الكلية؟ الم تحدثني أنك سوف تتزوج، وسوف.. وسوف..
-نعم، ولكن حدث مالم يكن في حسباني..
تخرجت من الكلية قبل اشهر معدودة كما تعلم، وأصابني مايصيب الشباب عادة من الزهو والفرح بالتخرج.. بدأت مشوار الحياة الجديدة.. فتحت كتاب مستقلبي المزهر ورَحت أستمتع بتقليب صفحاته وأحلم بأيامه السعيدة..
ومضت الأيام السعيدة سريعة.. لايكدر صفوها إلا صداع بيسط كان ينتابني في بعض الأوقات.. ومع مضي الأيام بدأ هذه الصداع يزداد شدة وألماً.. لكن الادوية المسكنة كانت كفيلة بالقضاء عليه.. ومضت الأيام على هذه الحال وقد تعوَد رأسي على هذا الصداع حتى صرت أنساه في كثير من الأحيان مع شدته وألمه.
لكن شدة هذه الصداع بدأت تزداد وتزداد.. وبدأ يصاحب ذلك ضعف في النظر.. حتى اشتدّ ذلك علي إحدى الليالي.. فذهبت إلى قسم الطوراىء في احد المستشفيات.. شاكياً مما أصابني من صداع وضعف في النظر.. فلما قابلني الطبيب المحتص، عمل لي التحاليل والأشعة واللازمة، ثم قال لي:
-نحتاج إلى إجراء أشعة مقطعية دقيقة لرأسك، وهذا غير متوفر حالياً في المستشفى.. أذهب إلى مستوصف خاص واعمل هذه الأشعة ثم ارجع أليّ بها.. وحاول أن يكون سريعاً!..
خرجت يمتلكني الوجل تارة.. والاستغراب تارة أخرى.. هذه الطبيب! لماذا يتعبني هكذا؟ كان الأحرى أن يعطيني مسكناً للصداع.. أو قطرة للعين.. وينتهي الأمر.. وجعلت أشاور نفسي، هل أهمل الطبيب وأشعته.. واشتري داوء بخمسة ريالات يسكن هذا الصداع واذهب للبيت وأنام؟ أم أعمل الأشعة التي طلبها وأنظر على ماذا ينتهي الأمر.. لكني مع كل هذه الخواطر ذهبت غلى ذاك المستوصف وأجريت الأشعة.. ثم رجعت إلى الطبيب، أحمل بين أيدي أوراقاً لاأفهم شيئاً من رموزها...
-تفضل يادكتور.. هذه هي الأشعة التي طلبت
لبس الطبيب نظارة سميكة على عينيه.. أخذ يقلب الأوراق بين يديه.. تغير وجهه..
وسمعته يقول: لاحول ولاقوة إلا بالله.. ثم رفع بصره إلي وقال:
-استرح.. اجلس..
-بشّر يادكتور.. خيراً إن شاءالله؟
-خيراً.. إن شاءالله.. خيراً..
وظل صامتاً، لايرفع بصره إليَ! ثم رفع سماعة الهاتف، وبدأ بالاتصال على مجموعة من كبار الأطباء يطلب حضورهم!! ماهي إلا دقائق حتى اجتمع عنده ستة أو سبعة منهم.. بدؤوا جمعياً يقلبون نتائج التحاليل.. ويتأملون صور الأشعة.. ويتحدثون باللغة الإنجليزية، ويسارقونني النظر..
مضت قرابة ساعة على هذا الحال.. وأنا في حال لايحسد عليه..
بدأ يمرّ في عقلي شريط ذكرياتي.. أخذت استعرض سجل حياتي.. بل مستقبلي.. ترى ما بالهم يتناقشون؟ مابال الطبيب اهتم كا هذا الاهتمام..
ثم رحت أطمئن نفسي وأقول لها: هـؤلاء الأطباء يكبرون المسائل دائماً.. كل منهم يريد أن يستعرض قواه.. تحاليل..! اجتماعات..! والمسألة حلها سهل: حبة أو حبتان من الـ(بندول) مع قطرة للعين، وينتهي كل شيء!!
ظللت أنظر إلى الأطباء محاولاً أن أفهم شيئاً مما يقولون، ولكني مع تركيزي الشديد لم أفهم كلمة واحدة بدأت نقاشهم تهدأ وتهدأ.. ثم خيم الصمت عليهم..
خرج أحدهم من العيادة وتبعه آخر.. فثالث.. حتى لم يبق إلا أثنان..
قال لي أحدهما:
-اسمع ياعبدالله! أنت أكبر من أن يقول لك أحضر والدك!!
-خيراً إن شاءالله يادكتور.. ماذا تقصد؟!
فقال بأسلوب حازم:
-التقارير والأشعة تدل! على وجود ورم في رأسك، حجمه يزداد بسرعة مخيفة، وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل، وفي أي لحظة يمكن أن يزداد هذا الضغط.. فتنفجر عروق العين من الداخل.. فتصاب بالعمى.. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ ثم تموت!!..
ثم سكت الطبيب.. نعم سكت.. لكن كلمته الأخيرة بدأت تتردفي أذني.. تموت..تموت.. ياللهول.. مأقسى هذه الكلمة.. مأشد وقعها على النفس.. أموت.. نعم أموت.. لكن شبابي..رواتبي..وظيفتي..أمي..أبي أموت!!
صحت بأعلى صوتي..
يادكتور!!..مأذا؟..كيف؟..ورم؟..كيف ورم؟..متى ظهر عندي؟..ما سببه؟.. وأنا في هذه السن؟.. أعوذ بالله؟ورم؟..سرطان؟.. لاحول ولاقوة إلا بالله..
-نعم، ورم ولابد من علاجه بسرعة، كل دقيقة.. بل كل ثانية تمرّ..ليست في صالحك.. الليلة ندخلك المستشفى ونكمل التحليلات اللازمة، وفي الصباح ان شاءالله- نفتح رأسك ونخرج الورم..
قال الطبيب هذه الكلمات بكل حزم..وبرود..
قالها وهو يسمح نظارته ويقلب نظره في أوراق بين يديه..
أما أنا فلم أكن أستمع إليه بإذني فقط بل أظن جسدي كل قد تحول في تلك الساعة إلى أذن تسمع وتعي..
استمر الطبيب في كلامة..
-اصبر..واحتسب..لست الوحيد الذي تجرى له مثل هذه العملية..أناس كثيرون اجريت لهم وشفوا بإذن الله.. وأنت شاب مؤمن عاقل، لايحتاج مثلك إلى تبصير وتثبيت واصل الطبيب كلماته وهو ينظر إلي..أما أنا..فقد كانت عيناي جاحظتين في عينيه..نعم كنت أنظر اليه بتركيز شديد..
أما كلامه: فقد اختلطت عباراته الأخيرة بعباراته الأولى..ولم يثبت في ذاكرتي إلا: ورم..سرطان..عملية
ماذا لو كتب الله علي الموت أثناء العملية؟.. ماذا ستفعل أمي؟.. أبي الذي جاوز السبعين؟.. إخواني؟.. اخواتي الصغار؟..
بل كيف سأدخل القبر وحدي؟.. كيف سأمرّ على الصراط؟.. كيف؟ وكيف؟
أين تخطيطاتي..شهاداتي..الزواج..الوظيفة الجديدة.. كيف يحصل هذا فجأة.. أسئلة كثيرة تتردد في داخلي.. جعلتني أسبح في بحر من الأفكار لا سأحل له..
أخذت أصرخ في داخلي: ياحسرتا على مافرطت في جنب الله.. ياليتني قدمت لحياتي الأخرة..
كل المتع التي كنت أجمعها..والمراكز التي أسعى لها..تذهب فجأة..هكذا بدون مقدمات.. ماأقصر هذه الحياة.. والله ماكنت إلا في غرور..
كيف كنت أتتبّع الشهوات..وأواقع اللذات.. وجهنم قد سعرت.. والأغلال قد نصبت.. والزبانية قد أعدت؟!
تباً لهذه الدنيا..أن ضحكت قليلاً وأبكت كثيراً.. وأن فرحت أياماً أحزنت أعواماً..
وإن متعت قليلاً أشقت طويلاً..
وأخذت أعاتب نفسي الخاطئة أشد المعاتبة..
آه.. ماأطول حزني غداً.. رحماك ياربَّ..رحماك ياربَّ..
وفجأة.. قال الطبيب:
- هذه أوراق العملية! وقع عليها، حتى نحجز لك سريراً، وننهي إجراءات إدخالك للمستشفى!!
بقيت وأجماً أنظر إليه، فقال:
-خذ! مابالك؟..خذ..
-لا.. لن أوقع على شيء!
-كيف؟ لن توقع!! مجنون أنت!! المصلحة لك وليست لنا.. والمضرة عليك لا علينا.. لاتظن أننا فارغون نبحث عن رأس نتسلى بإجراء عملية فيه!!..الأمر مهم.. وخطير..
-لا.. لن أوقع على شيء..
- عموماً لا نستطيع إلزامك.. ولكن وقع على هذه الورقة حتى نخلي مسئوليتنا منك لو حدث لك نزيف مفاجىء.. أخذت الورقة فإذا فيها:
أقرّ أنا الموقع أدناه أني خرجت بطوع إرادتي واختياري من مستشفى..الخ..
وقعت الورقة وانصرفت..
لكن أين أذهب؟! إلى البيت وأخبر أمي وأبي؟.. أم أرجع إلى المستشفى؟.. أم أذهب مستشفى آخر..لاحول ولاقوة إلا بالله..
بعد تفكير سريع قررت ان اذهب الى مستشفى آخر..
وفي قسم الطوارىء:
- السلام عليكم.. يادكتور أن أشكو من صداع في الرأس يصاحبه ضعف في النظر وبعد الكشف السريع وعمل الأشعة اللازمة..قال الطبيب:
-نحتاج إلى أشعة مقطعية دقيقة لرأسك، وهذا غير متوفر حالياً في المستشفى.. أذهب إلى مستوصف خاص واعمل الأشعة.. ثم ارجع إلي بها.. وأحاول أن يكون سريعاً!
قالها الطبيب ثم سكت..
نزلت غلى السيارة وأخذت اوراق الأشعة ثم صعدت بها إليه..
-عجباً!! كيف جئت بهذه السرعة!!.. لماذا لم تعمل الأشعة؟!..
-قد عملتها قبل أن آتيك.. وها هي بين يديك..
أخذ الطبيب يفكك رموز هذه الاوراق..
أما أنا فقد جلست على الكرسي لا تكاد تحملني قدماي..
لكني كنت اكثر ثباتاً من المرة الاولى..
ذكرت الله تعالى..سبحان الله..والحمد لله..ولا إله إلاالله..والله أكبر..أستغفر الله..أستغفر الله..
}لون امر{تذكرت وصيته صلى الله عليه وسلم لان عمه عبدالله بن عباس){لون احمر}:
واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأعلم أن النصر مع الصبر، وأن مع العسر يسراً..{الى هنا الحمر} هان الأمر عليّ.. واطمأنت نفسي..
ماذا سيحدث؟! ورم! لست الأول ولا أطنني الأخير..
أمي..أبي.. وأخواتي..سيبكون يوماً او يومين..ثم ينسون..
فجأة رفع الطبيب سماعة الهاتف واستدعى مجموعة من كبار الأطباء إلى عيادته.. جاءوا..نظروا في الأوراق طويلاً..
كنت أنتظر خبراً مفزعاً..لكني لم أضطرب كثيراً..علقت أمري بالله..بدأت الأوهام تعود إليّ.. لماذا أنا بالذات أصاب بالمرض الخبيث؟الناس كثيرون.. ثم صرخت بنفسي: أعوذ بالله ولماذا أجرم بذلك! لعل ذاك الطبيب قد أخطأ.. صداع عارض وينتهي الأمر..
طالت فترة الانتظار فالتفتّ غلى الطبيب..وسألته:
-هاه..بشرَّ.. ماالخبر؟!
رّد بنبره حازمه أنتظر قليلاً..اصبر..
ثم تركني في دوّامتي ومضى يتلمظ بلغة أعجمية مع زملائه..
لم تمض ساعة حتى انتهوا من نقاشهم ثم خرج الأول فالثاني فالثالث..
التفت إليّ الطبيب ثم قال:
اسمع ياعبدالله!..
انت شاب مؤمن وكل شيء بقضاء الله نعالى وقدره.. التقارير والأشعة تدل!
على وجود ورم في رأسك، حجمه يزداد بسرعة مخيفة، وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل وفي أي لحظة قد يزداد هذا الضغط.. فتنفجر عروق العين من الداخل.. فتصاب بالعمى.. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ..
ثم تموت!!..
لذا لابد أن تدخل الآن إلى المستشفى.. والليلة تدخل غرفة العمليات.. ونزيل جزاء من عظم الجمجمه ثم نخرج الورم.. وبعد ذلك نعيد العظم مرة أخرى.. ثم سكت الطبيب..
أما أنا فقد كانت الصدمة عليّ أهون من الأولى.. تقبلت الخبر بهدوء وتعجب منه الطبيب ثم رفعت سماعة الهاتف وإتصلت بوالدي..
جاء والدي...
شيخ كبير تجاوز السبعين من العمر.. أحضره السائق.. فنظره الكليل لا يساعده على القيادة.. كم تعب واجتهد في التربية والهناية..جزاة الله خيراً..
لما رأني أبي..فزع من وجوم وجهي وأصفرار عيني.. وقال وهو واقف:
مالذي جاء بك غلى هنا.. ولماذا جئت هنا..و ..
قلت له:يا أبي.. تعلم أني أشكو من صداع دائم وقد ذهبت إلى المستشفى.. وعملوا لي الفحوصات..ثم جئت غلى هذا المستشفى.. وبعد الفحوصات أخبروني أن عندي ورم في الرأس ولابد من إجراء عملية عاجلة في الرأس..
سمع لبي هذه الكلمات فكان أقل تحملاً مني..صاح بي:
ورم..ورم..لاحول ولا قوة إلى بالله.. ثم جلس على الأرض.. وهو يردد:
أنا لله وإنا إليه راجعون.. وإذاً نرسلك لتعالج مع أخيك في أمريكاً.. ولاحول ولا قوة إلا بالله..قال هذه الكلمات وهو يتذكر معاناته منذ سنة كاملة مع أخي الأكبر عبدالرحمن الذي يعالج في أمريكا من مرض السرطان..
كم رأيت أبي يبكي في الهاتف وهو يكلمه..
كم كان بدعو له آخر الليل.. وفي الصلوات.. كان حزن أبي عليه ظاهراً.. خاصة أذا رأى أولاد عبدالرحمن الصغار يسألون عن أبيهم: جدي أين بابا.. لماذا ماعندنا أب مثل بقية أولاد..
أخذت أنظر الى أبي ودموعه تسيل على خديه..وهو يرى أولاده يموتون بين يديه.. فأخي خالد توفي في حادث سيارة قبل سنتين.. وأخي عبدالرحمن يصارع الموت في أمريكا.. وانا في أول طريق لاتعرف نهايته..
التفت أبي إلى الطبيب.. وحاول أن يتجلّد وهو يسأله عن خطورة المرض.. لكن عاطفة البوه كانت أقوى..فبدأت الدموع تسيل من عينيه..
قال الطبيب: لاتحزن ياأبا عبدالله.. الأمر سهل إن شاءالله..اطمئن..
قال ابي: يادكتور..نريد أن تعطينا الأوراق والفحوصات الخاصة بعبدالله وسوف يسافر إلى أمريكا..يعالج هناك مع أخيه..
وافق الطبيب على ذلك.. أخذ ابي الآوراق.. وتمت الحجوزات بسرعة.. وسافرت مع أخي عبدالعزيز..
وصلنا المستشفى مساء.. عملوا لي التحليلات ةالفحوصات الأزمة..
كل شيء تم بسرعة..
وفي الصباح أدخلوني غرفة العمليات.. كم هي غرفة مفزعة.. أجهزة هنا وهناك.. سكاكين ومصقات ومشارط.. كأني في مشرحة..
وجوه واجمة.. وأعين تنظر إليك بتلهف كانما تريد أن تفترسك..
ايدي الأطباء تألف الدماء.. لا أتصرف في نفسي بل أهم يتصرفون في كيفما شاءوا.. حملوني (نعم حملوني حملاً) من على السرير المتحرك إلى سرير العمليات..
بسم الله.. لا إله الله.. ذكرت الله كثيراً..
بقيت أنتظر بداية العملية.. وأتأمل في جوه من حولي..
رفعت يدي إلى رأسي أتحسسه.. مسكين يأراسي!! كيف سيكون حالك بعد قليل.. وقف الممرضون ينتظرون..يظهر أن الطبيب الذي سيباشر العملية لم يصل بعد.. فجأة فتح باب غرفة العمليات ودخل رجل لاترى منه إلا عينيه.. صافحني بلطف.. ثم أشار إلى أحدهم فجاء بإبرة كبيرة (أي والله كبيرة) ثم طعن بها فخذي فكان آخر عهدي بالدنيا.. دخلت في غيبوبة تامة..
حلق الطبيب شعر رأسي.. ثم قطع فروة رأسي على هئية دائرية.. ثم بدأ بنشر عظم الجمجمة.. حتى نزع أعلاها.. ووضع العظم بجانبه.. ولم يكن حجم هذا العظم صغيراَ.. كان بحجم الصحن الصغير..
ثم أخرج الورم.. وكان أكبر من البيضة بقليل..
الأمور تسير على مايرام..
وفجأة أضطرب الدم في عروق الدماغ.. ثم توقف الدم في الشرايين وأصابتني جلطة في الدماغ..
فأضطرب الطبيب وحـَّرك -خطئاً- الأعصاب المتصلة بالمخيخ فأصبني شلل نصفي في الجزء الأيسر من جسمي..
فلما رأى الطبيب ذلك انهى ماتبقى من العملية بسرعة.. وسارع إلى إرجاع عظم الجمجمة إلى مكانه.. وغطى بالجلد فوقه..وخيط المكان..
ثم حملوني من على السرير العملية والقوني فوق السرير المتحرك.. وساقوني إلى غرفة العناية المركزة التي يمونها الـ(إن عاش)
مكثت بعد العملية في غيبوبة تامة لمدة خمس ساعات..
وفجأة أصابتني جلطة في الرجل اليسرى.. فحملوني سريعاً إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري ووضعوا لي فلتراً صغيراً على شريين القلب.. ثم أعادوني غلى غرفة الـ(إن عاش) استقرّت حالتي أربع ساعات.. ثم أصبت بنزيف شديد في الرئة..!!..
حملوني للمرة الثالثة -أو لعلها الرابعة- إلى غرفة العمليات وفتحوا صدري مرة أخرى ونظفوا الرئة من الدم..وعالجوا النزيف.. ثم أعادوني غلى غرفة الـ(إن عاش) ضاق بي الطبيب بأمري ذرعاً.. أمراض متتابعة.. حالة متقلبة..مفاجآت لا آخر لها.. استقرّت حالتي اربع وعشرين ساعة.. أحس الطبيب بشيء من الانتعاش والسرور.. وفجأة بدأت درجة حرارة جسدي ترتفع بشكل مخيف..
أجرى الطبيب فحصاً سريعاً عليّ.. فاكتشف بعد الفحص الدقيق أن العظم الذي أستخرج الورم من تحته قد أصابه التهاب شديد.. ولابدّ من إخراجه وتعقيمه.. قبل أن يؤدي إلى تسمم في الدماغ!!
استدعى الطبيب فريق العمليات.. ثم حملوني كالجنازة.. وألقوني على سرير في غرفة العمليات..
بدأت أنظر إليهم.. لا أملك من أمري شيئاً.. وكلت أمري إلى الله. غلبني البكاء فبكيت تنميت أن أرى أمي أو ابي لأقبل أيديهما.. بل والله وألثم ارجلهما.. قبل أن أودع..
وفجأة..
اقبل الطبيب نحوي.. فأردت أن أسأله عن المرض.. ولماذا هالدنيا.. دعوت الله وأستغثت به: ربَّ أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.. ثم رفعت بصري إلى السماء وقلت: يا أرحم الرحمين.. إن كانت هذه عقوبة فأسلك المغفرة والرحمة.. وإن كانت بلاء فأرزقني الصبر على البلاء.. وعظم لي الأجر والجزاء.. ثم غلبني البكاء.. فاخذ الممرضون يصيحون بي بلغة أعجمية.. لم أفهم مايقولون.. لكني كنت أعلم أنهم يصمتونني.. غالبت نفسي.. وتصبرت..
ذكرت هادم اللذات.. وتفكرت في انحلال الملذات..
طالما سخرت بي الدنيا حتى ذهبت ايامي..
كلما نصحني الناصحون.. قلت: عما قريب أتوب.. وماتبت..
قد غرّني فيما مضى شبابي.. وجمال سيارتي وثيابي.. ونسيت الاستعداد للحياة الخرى والله لقد عظمت كربتي.. وذهبت قوتي.. وغداً يصبح التراب فراشي..ليتني كنت من قـَّوام الليل.. الذين أطار ذكر النار عنهم النوم.. وأطال اشتياقهم غلى الجنان الصوم..
فنحلت اجسادهم.. وتغيَّرت ألوانهم..
تفركت في الحشر والمعاد.. وتذركت حين يقوم الأشهاد..
ويلي.. إن في القيامة لحسرات.. زإن في الحشر لزفرات.. وعلى الصراط عثرات.. وعند الميزان عبرات.. والظلم يومئذ ظلمات.. والكتب تحوي أخفى النظرات.. والحسرة العظمى عند عرض السيئات.. فريق في الجنة يرتقون الدرجات.. وفريق في السعير يهبطون الدركات.. ومابيني وبين هذا إلا أن يقال: فلان مات..
وأخشى أن أصيح: ربّ ارجعوني.. فيقال: العمر.. فات..
عجباً للموتى.. جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا.. وبنوا مساكنهم فما سكنوا.. تباً لهذه الدنيا.. أولها عناء.. وآخرها فناء.. حلالها حساب.. وحرامها عقاب.. تفكرت في حالي..
فإذا عمري محدود.. ونفسي معدود.. وجسمي بعد الممات مع الدود..
آه.. إذا زلت يوم القيامة القدم.. وارتفع البكاء وطال الندم..
ويلي إذا قدمت على من يحاسبني على الصغير والكبير..
يوم تزل بالعصاة الأقدام.. وتكثر الآهات والآلام.. وتنقضي اللذات كأنها أحلام.. ثم بكيت.. نعم بكيت وتمنيت البقاء في الدنيا.. لا لأجل التمتع بها.. وإنما لأصلح علاقتي بربي جل جلالهذه المضاعفات..فلم يلتف إليّ.. وإنما أمر بتخديري تخديراً عاماً..
فلما غبت عن الدنيا.. سل سكاكينه ومشارطه..
ثم أنتزع فروة الرأس التي تغطي العظم.. وأخرج العظم ووضعه جانباً.. ثم أعاد الجلد فوق الدماغ من غيرا عظم!!..
استغرقت العملية ساعات.. وبعدها حملوني.. وألقوني على سرير في غرفة الـ(إن عاش) افقت من إغمائي.. فإذا الأجهزة تحيط بي من كل جانب.. هذا لقياس التنفس.. وهذا لقياس الضغط.. والثالث لضربات القلب.. والرابع.. والممرضون يحيطون بي من كل جانب..
تعجبت من هذه المناظر.. أين أنا..بقيت واجماً..
ثم تذكرت أني في أمريكا.. وأني قد كنت في غرفة العمليات..
رفعت يدي وتحسست رأسي فأذا هو ليّن.. أين العظم؟!.. بالأمس كان رأسي مكتملاً.. بكيت.. سالت الطبيب: أين بقية رأسي؟!!
فقال لي بكل برود: عضمك يبقى عندنا لتعقيمه.. وبعد ستة أشهر ترجع إلينا نعيده مكانه.. مكثت أياماً تحت العناية المركزة.. ثم خرجت منها..
مكثت في أمريكا شهراً كاملاً.. ثم رجعت الى الرياض..
وهاأنذا أنتظر أنتهاء الأشهر الستة لأستعيد بقية رأسي!!..
ثم سكت عبدالله.. وهو يدافع عبراته..وحق له أن يبكي..
أما أنا...
فأستمعت منه هذه الكلمات.. وأنا في أشد العجب من تقلب الزمان على أهله.. فبعد ما كان شاباً مفتول العضلات.. بهيّ الوجه.. يتقلب بين المال الوفير.. والوظيفة.. والصحة.. والعائلة المرموقة..و.. ثم هو الآن على هذا الحال.. فسبحان من يقضى ولا يُقضى عليه
ما أحقر هذه الدنيا.. حقاً إن الآخرة هي دار القرار..
ومضت الايام.. وأنا أزوره من حين لآخر..
ومع العلاج منَّ الله عليه فشفى من الشلل واستطاع المشي..
فأنقطعت عنه مدة.. ثم اتصل بي واخبرني أنه سيسافر إلى أمريكا لاستعادة بقية رأسه.. وبعد رجوعه جئته زائراً فإذا وجهه متهلل فرح سرور.. وقد أكمل الله عليه نعمته وأستعاد بقية رأسه.. وناولني بطاقة يدعوني فيخا إلى زواجه..
أما حال هذا الشاب الآن فهو من الصالحين..بل من الدعاة إلى الله تعالى.. الذين يخدمون الدين بكل مايملكون..
إن نظرت غلى المساكين وجدت يكفل عدداً منهم.. يتولى جميع الزكوات وإتفاقها عليهم بل إن باعا في تنسيق المحاضرات لبعض الدعاة..
والمساعدة في طباعة الكتب وتوزيعها..إلى غير ذلك من وجوه الخير..
(فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً..)
أسأل الله تعالى لي.. ولك.. ولجميع المسلمين الثبات على دينه... آمين
وبعد:
أيها الأخ الكريم..
أيتها الأخت الكريمة..
لا أدري كيف ابدأ معك الكلام..
ولا أدري هل ستقبل مني أم لا..
ولكن أبد من المصارحة..فأنت أخ مسلم لك عليّ حق النصح والتوجيه..و والله ماكتبت إليك هذه الكلمات إلا أنني أحب لنفسي من الخير.. فأحسن بي الظن..
أنت عبدلله تعالى تقف بين يديه كل يوم خمس مرات.. وكل ذرة من ذرات جسمك.. وبل كل نفس من أنفاسك لايتحرك إلا بأذن خالقك.. فهل سألت نفسك يوماً: كيف علاقتي معه؟!!
هل هو راض عني أم لا؟!!
كيف سيكون اللقاء يوم القيامة؟!..
أنت وحدك الذي تستطيع أن تجيب عن هذه الأسئلة..
والأشغال بالطاعات.. والكف عن المحرمات.. هو سبيل الوصول إلى رضى الله تعالى.. بل هو سبيل دخول الجنة..
هذه الوصية لمن أراد أن يكون من أهل الجنة.. أن يوقن أنه في هذه الدنيا عابر سبيل.. وأن الدار الآخرة هي دار القرار.. وأن البلاء قد ينزل به في أي لحظة.. وأن النفس إذا خرج فقد لايعود إليه..
ولايغتر بماله وصحته وقوته.. ولابجاهه ومنصبه.. فأنما هذه أحلام قد تزول في طرفه عين..
قال صلى الله عليه وسلم كل أمتي يدخول الجنة إلا من أبى! قيل: ومن يأبى يارسول الله؟!
قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى).
قناة :
روائع القصص mms
[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
http://im22.gulfup.com/2011-12-09/1323435623171.swf[
#6
تاريخ المشاركة 12 January 2011 - 08:17 AM
جـــــهد طيب , شكر الله لكِ وبارك فيكِ
ستكون لي عودة بإذن الله لقراءة القصص
كل الشكر ياغالية .