الباتشورك من الفنون والحرف الحديثة، وهو أقرب لفن الكولاج المعروف، وهو عبارة عن استخدام قطع من الأقمشة تم إعدادها من قبل، وإضافتها عبر طرق عديدة للمشغولات الفنية "أشكال الباتش وورك"، ويعد إحدى الحرف التي توارثتها بعض العائلات في الكثير من الدول، ويعتبرها البعض فنا مهنيا، ويستخدمها بعض مصانع الملابس، حيث تتم الاستفادة من الأقمشة الفائضة من مصانع الملابس لعمل أشكال جديدة من المفروشات، بعد دراسة جيدة للخامات الموجودة، وتنسيقها معا أو وضعها على خلفية من قماش مختلف.
الخيامية
وترى المتخصصة في علم الملابس والنسيج بكلية الاقتصاد المنزلي بأبها الدكتورة جيهان نوار في هذا الفن جماليات عالية، وقالت إنه عبارة عن فن أوروبي الطابع وشرقي الأصل، وهو من الفنون أو الإبليك.
وأضافت أن هذا الفن جاء من أسلوب خاص في الزخارف المتعددة، وسمي عند العرب بالخيامية، نظرا لأنه استخدم بكثرة في زخرفة الخيام في الأفراح والمأتم، حيث كان يتم عمل قطع فنية مشغولة باللون الأحمر، عبارة عن قصاصات من القماش، ويتم تثبيتها بطريقة فنية مبتكرة، والآن بدأت تستخدم فيها الطباعة.
وأشارت إلى أن الخيامية عبارة عن هذه القطع الصغيرة من القماش تتم إضافتها إلى مساحات كبيرة مختلفة عنها في اللون والمادة، من خلال خياطتها بإبر خاصة، ليظهر في النهاية شكل جمالي بعناصر زخرفية مميزة.
وعن الأصل في الخيامية أشارت الدكتورة نوار إلى أن هذا الفن عبارة عن فن زخرفة المنسوجات عن طريق استغلال جماليات القطع المضافة إليها من نوع النسيج، ويمكن من خلال هذا الفن تنفيذ لحافات تضم زخارف ورسوما نباتية وحيوانية وهندسية لإخراج الخيامية أو الباتشوورك.
فن قديم
وأبانت الدكتورة نوار أن بداية هذا الفن جاءت بتزيين البيوت والقصور بالقطن الملون والجوخ المختلف الألوان، وقد ظهر في العصر الطولوني، حيث قام الخليفة بعمل جهاز ابنته قطر الندى من هذا النسيج المختلف الألوان، وزين القصر بهذه الأشكال، وقد ظهرت الخيامية في العصر الفاطمي على شكل مظلات وشمسيات، وفي العصر الأيوبي صنعت من الخيامية القباب، كما انتشرت هذه الطريقة في الزخرفة في العصر العثماني، ثم تطور هذا الفن، ليتم الاستفادة من خلاله من البقايا والعوادم التي تنتج من المصانع، واستغلالها بطرق مختلفة في عمل المفارش، وعمل تصميمات من العصر الإسلامي والفاطمي، وتصميم الملابس والحقائب والأحذية والبسط.
أستغلال بقايا الأقمشة
وقالت نوار إن هذا الفن الإسلامي العريق يحتاج إلى وعي كبير من المجتمع بأهمية استغلال هذه النفايات من بقايا الملابس، وتحويلها إلى قطع فنية نادرة ويمكن من خلالها عمل حقائب وجلابيات وبنطلونات وجيبات وعبايات باستغلال هذه الطريقة في التنسيق لإبراز جماليات الشكل، كما يمكن تثبيت قطع الأقمشة عن طريق الغرز السحرية، أو باستخدام غرز التطريز المختلفة مما يرفع من قيمة القطعة فنيا وجماليا والعمل على تفخيمها من خلال هذه الطريقة، وتسمى طريقة النسيج المضاف أو الباتش وورك.
وأوضحت الدكتورة نوار أن هذه الطريقة في التنسيق يمكن أن يتم تدريب الفتيات عليها من خلال الحصول على دورات متدربة تتمكن من خلالها الفتيات من إنتاج قطع متميزة، والاستفادة منها عبر استغلال خامات البيئة للخروج بنماذج فنية راقية
والان جوله حره مع بعض من اعمال الباتشورك