السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .
يمثل القلق النفسي المرتبة الأولى في الانتشار بين الأمراض النفسية وهناك فرق بين القلق الطبيعي المرغوب كالقلق مثلاً أيام الامتحانات وبين القلق المرضي الذي يحتاج إلى تدخل الأطباء .
وتظهر الأعراض النفسية على شكلين:
الشعور بالعصبية أو التحفز والخوف وعدم الإحساس بالراحة.
الأعراض الفسيولوجية الجسمية كخفقان القلب أو رعشة اليدين أو آلام الصدر وبرودة الأطراف واضطرابات المعدة وغير ذلك .
والقلق النفسي أيضا يؤثر على التفكير والتركيز مما يكون له مردود سلبي على التحصيل الدراسي أو العملي .
إن الأحداث والمتغيرات الكبيرة في حياتنا اليومية تؤثر علينا عاطفياً وتعرضنا للإجهاد والإرهاق وهناك بعض الأسباب التي تعرضنا للقلق والتوتر وهي كثيرة ومنها:
1. الانتقال للعيش في مكان آخر .
2. الزواج أو التفكير به أو الاستعداد له.
3. موت صديق أو عزيز.
4. كذلك عندما نحاول التأقلم مع مواقف ومجتمعات جديدة.
5. عندما لا تحصل أجسامنا على الوقت الكافي من الراحة والنوم .
6. كذلك عندما نعمل لساعات طويلة جداً. وغيرها من المتغيرات, التي نتعرض بسببها للإجهاد
الفـزع :
الفزع عبارة عن نوبات من الخوف والقلق الشديد المصحوب بأعراض جسمية والتي تحدث فجأة وتصل ذروتها في خلال عشرة دقائق ، ومن هذه الأعراض خفقان القلب والعرق والرعشة وصعوبة التنفس والإحساس بالاختناق وألم الصدر والغثيان واضطراب الهضم والإحساس بالدوخة والصداع والخوف من الموت حيث يعتقد المريض أن تلك النوبة ليست إلا أعراض الموت . وكثيراً ما يكون مصاحباً لأمراض أخرى كأمراض القلب أو أمراض الجهاز العصبي ورغم أنها تعرف بمفاجأتها للمريض إلا أنها قد تحدث عقب إثارة شديدة أو مجهود عضلي أو جنسي أو مصحوبة بشرب كميات من القهوة أو الخمرة
الخوف الاجتماعي :
وهو الخوف الشديد والمستمر في المواقف الاجتماعية التي لا تثير الخجل لدى الآخرين ويحدث للمريض الارتباك والشعور بالإحراج من تلك المواقف التي تحدث أمام الآخرين أو مقابلة شخص ذو مسئوليات أعلى أو الأكل والشرب أمام الآخرين أو عند إمامة الصلاة أو إلقاء درس ، ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الآخرين وتصل نسبة احتمال الإصابة بالخوف الاجتماعي إلى 13% من الناس ويؤدي هذا الخوف إلى تعريض علاقات المريض الاجتماعية والعملية إلى التأثر والتدهور . ويصحب الخوف أعراض جسمية كالخفقان وسرعة التنفس وجفاف الفم ورعشة الأطراف .
الوسواس القهري :
هو عبارة عن اضطراب في الأفكار أو الأفعال ويستغرق وقتاً طويلاً من المريض وقد يعيق المريض عن أداء واجباته ومسئولياته ويظهر على شكلين:
وسواس الأفكار:
وهو عبارة عن أفكار ملحة ومستمرة أو شعور أو صورة غير سارة يعرف المريض بسخافتها ولا يستطيع كبتها . وعادة ما تكون الأفكار حول الدين والطهارة أو الجنس أو المرض . كالتفكير في الإصابة بمرض ما كالإيدز مثلاً أو مرض جنسي أو مرض في القلب أو السرطان مثلاً ، وكثيراً ما يتجه المرضى إلى العيادات غير النفسية للبحث عن مشاكلهم . يصحب الاكتئاب النفسي أكثر من 50% من الحالات .
وسواس الأفعال :
وهو تكرار أفعال معينة كتكرار الوضوء أو تكرار الصلاة أو أجزاء منها أو غسل اليدين أو الاستحمام وقد تستغرق وقتاً طويلاً .
كرب ما بعد المآسي:
وهو نوع من الاضطراب النفسي الذي يحدث لهؤلاء الذين يتعرضون إلي حدث في حياتهم حيث تكون حياتهم وشعورهم بالأمان مهدوم مثل اختطاف طائرة أو الزلازل أو حرائق في المنزل.
- ويتميز هذا المرض بشعور المريض بأنه:
- فاقد للشعور ولا يستطيع أن يتعايش مع الأحداث حوله.
- دائم التفكير في الحادث الذي تعرض له وكأنه يمر به مرة أخرى.
- شعور بالقلق الدائم وعدم الأمان وكأنه كارثة أخرى سوف تحدث.
عادة ما يصاب هؤلاء المرضي بالاكتئاب النفسي الحاد وهؤلاء المرضي بحاجة إلي العلاج النفسي فور وقوع الحادث حتى يتمكنوا من اجتيازه بأقل خسائر نفسية.
القلق النفسي العام :
يعرف على أنه التوتر وانشغال البال لأحداث عديدة لأغلب اليوم ولمدة لا تقل عن ستة اشهر ويكون مصحوباً بأعراض جسمية كآلام العضلات والشعور بعدم الطمأنينة وعدم الاستقرار وبضعف التركيز واضطراب الذم والشعور بالإعياء وهذه الأحاسيس كثيراً ما تؤثر على حياة المريض الأسرية والاجتماعية والعملية وغالباً ما يصيب الأعمار الأولى من الشباب ولكنه يحدث لجميع الأعمار.
من الطرق التي تساعدكِ في التخلص من القلق :
إن تنظيم الأمور وحسن إدارة الوقت يعطي المزيد من الإطمئنان للنتائج والإحساس بالراحة من الكثير من الضغوط .
كما أن الترويح عن النفس عامل أساسي في حياة المرأة، لأنه يزودها بالنشاط والحيوية والطاقة التي تساعدها على أداء واجباتها نحو أسرتها، ويسهم في تنمية حاسة الذوق والموهبة، ويهيئها للإبداع والابتكار..
وكذلك ممارسة بعض الأنشطة والسلوكيات ومنها التمارين الرياضية مثل المشي من ثلاث مرات إلى أربع مرات أسبوعيا والمحافظة على وجبة غذائية صحية واخذ قسط من الراحة من وقت إلى آخر بالإضافة إلى منح جسمك القسط الكافي من النوم الذي يتراوح ما بين 6 ساعات إلى 8 ساعات يومياً.
القرآن الكريم والتخلص من القلق :
وردت في القرآن الكريم نصوص كثيرة جدا تؤكد على أن شفاء الأمراض النفسية وعلى رأسها القلق هو في الإيمان بالله وذكره وتلاوة القرآن الكريم وأن الأمن والأمان والطمأنينة وانشراح الصدر والسكينة كل ذلك لا يعدو الإيمان الصادق ولا يفارقه .
فالقلوب إنما تطمئن بذكر الله تعالى
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ (الرعد:28)
وفي الطمأنينة انشراح للصدر وزوال الضيق والقلق ( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . ﴾ الزمر اية 22
وفي السكينة التي تغشى القلوب (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ) الفتح/4.
جعلنا الله وإياكنّ ممن تتنزل عليهم السكينة ،و تغشاهم الرحمة ، و تحفهم الملائكة .
.