إنتقال للمحتوى

Change

صورة

كيف تحج وأنت في بلدك ؟!


5 رد (ردود) على هذا الموضوع

#1
زهرة الياسمين

زهرة الياسمين

    عضوية الامتياز

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 2336 مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

عفواً !!!!

ليس المقصود (بالطبع )أن تذهب إلى السويس أو الغردقة ، أو أي مدينة في بلدك ، وتهتف :

" لبيك اللهم لبيك"!!!!



ولكن إذا أردت أن تعرف الإجابة ، فلك أن تتابع قراءة السطور التالية :

قال صلى الله عليه وسلم:" بُنِيَ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وان محمداً رسولُ الله ، و إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا "

رواه البخاري ومسلم .



هذا الحديث الشريف معروف لنا جيداً ويرويه الأطفال...ولكن هل تفكَّر أحدنا في أن الدين بناء كامل متكامل، وله أركان خمسة فقط ، هي أساس هذا البناء وأعمدته؟!!

وأن كل شيء بعد ذلك يمكن إضافته فوق هذه الأعمدة أو الأركان أو الأسس؟!!

فإذا انهار أحد هذه الأركان –لا قدَّر الله - حدث خلل في البناء ،

وإذا انهار أكثر من ركن تعرض البناء كله للانهيار والعياذ بالله .



ولعلك لاحظتَ أن احد هذه الأعمدة أو الأركان هو الحج مرة واحدة في العمر(للمستطيع فقط) ، إذن هناك من ليس لديه استطاعة سواء كانت استطاعة صحية أو مالية أو أمنية ، أو غير ذلك .



أما إن لم تكن مستطيعا ًفإن هذه الفريضة تسقط عنك ،

بينما لا يسقط هذا الركن من دينك ، فيظل دينك سليماً ... إلا إذا تغيَّرَت ظروفك وأصبحتَ مستطيعا .

ولعلك لاحظت أن هذا الركن لا يستطيع معظم المسلمين أداؤه، رغم رغبتهم الشديدة وشوقهم إلى ذلك !!

فهل تظن أن الله تعالى حرَم معظم المسلمين من أداء هذا الركن العظيم؟!

لا... إن الله جلَّ جلاله واسع الفضل والرحمة ، فهو الكريم العدل ،

إذن ثقتنا فيه تجعلنا على يقين من أن الله تعالى قد منح المسلمين الذين لا يستطيعون أداء الحج ما يعوِّضهم عن أداءه!!!

والآن : كيف تحج و أنت في بلدك؟؟؟؟؟
إن المقصود بذلك أخي الكريم أن تفعل تماماً كما يفعل الحاج ، في نفس الوقت الذي يحج فيه ( الأيام العشرة من ذي الحِجة ) ، فتنال ثواب الحج مثله !!!!!

كيف؟!!
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم:" ما من أيام، العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام) -يعني أيام عشر ذي الحجة- قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري.

فهذه الأيام المباركة فرصة عظيمة لكل المؤمنين في الأرض الذين لم يوفَّقوا إلى الحج ،

ففي نفس الوقت أنت في بلدك، بعيد عن مكة آلاف الأميال ، ولكنك تحصِّل من الأجر ملا يُحصَى ولا يُعَد من الحسنات ,,بل إن ثوابك قد يفوق ثواب الحاج ،لأن صِدق نيَّتك وحُرقة قلبك لأنك لم تحج، وشوقك إلى الطاعة تعينك على الإخلاص في الطاعات في هذه الأيام ، بينما الحاج قد يخسر الأجر بسبب عدم إخلاص النية لله ، أو بسبب الرياء، أو الجدال ،أو لأنه لم يؤدِّ حقوق الناس عليه قبل الذهاب للحج ،أو غير ذلك!!!.

فهذه هي أعظم عشرة أيام السَّنة على الإطلاق ، وهي فُرصة لكي يعيش غير الحجا ج نفس الجو الإيماني الرائع الذي يعيشه الحجاج ، لذلك ينبغي أن تستغل هذه الأيام المباركة أقصى استغلال ،وإياك أن تضيِّعهم .

كيف؟!!!
بأن تحاسب نفسك بعمل جدول تضع فيه علامة ( صح ) كل يوم أمام الخانة أو الخانات التي التزمتَ بها ، هذه الخانات هي :

1- الصيام :حاول أن تصوم الأيام التسعة، أو أن تُفطِّر صائمين ولو على شَربة ماء،أو تمرة

وإن لم تصُم الأيام التِسعة فاحرِص على صيام يوم عرفة الذي يكفِّر صيامه ذنوب سنتين كاملتين : سنة ماضية وسنة مُقبلة ، ويعتق الله تعالى فيه الرِّقاب ، فأنت بذلك تُشبه الحاج الذي يعود بصحيفة أعماله بيضاء، ويعود وقد أُعتقت رقبته بإذن الله .

2-صلاة الجماعة :وذلك للرجال في المسجد ، والصلاة في أول وقتها للنساء ( وهو أمر مطلوب في كل الأيام، ولكن شياطين الإنس والجن يبعدوننا عن طاعة الله ) لذلك فهو يرزقنا بأيام مباركة فيها نفحات في أوقات متفرقة من السَّنَة تُذكِّرنا ، و تُعيدنا إلى الطاعة ) ولاحِظ أن المحافظة على صلاة الصُّبح في جماعة في وقتها( في وقت الفجر) فريضة ، فثوابها لا يُقدَّر…ويكفي أن تعرف أن ثواب سُنة الصُّبح ( أي صلاة الفجر) خيرٌ من الدُنيا وما فيها، فكيف بثواب الفريضة؟!!!!

والحجاج هناك يحرصون على أداء الصلوات كلها في جماعة ، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:" مَن غَدا إلى المسجد أو راح ، أعدَّ الله له نُزُلاً في الجنة كُلَّما غدا أو راح" رواه البخاري

ألستَ تتمنى وعد الله تعالى للحجاج بالجنة ؟ كمال قال صلى الله عليه وسلم :"العُمرة إلى العُمرة كفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "؟ رواه البخاري.

أنت مثلهم لديك فُرصة كي يُبنَى لك منزلاً في الجنة في كل مرة تذهب فيها إلى المسجد !!!!

هذا بالإضافة إلى قيام الليل ، الذي يكون له في هذه الأيام فضل كبير عند الله تعالى ، لأنه أقسم بها قائلاً:﴿والفَجر، وليالٍ عَشر ﴾ إذن ليالي هذه الأيام لها فضل خاص، فلا تضيِّعه، بل ينبغي أن تغتنمه بالصلاة والتسبيح والاستغفار وتلاوة القرآن الكريم ، والدعاء..مع ملاحظة أن الدعاء في قيام الليل مستجاب يقينا ً.فمن مِنَّا ليس له حاجة عند الله الكريم الوهَّاب ؟؟!!

أليس لديك مريض تَرجو شفاءه ، ألا تتمنى مسكناً لكي تتزوج ؟ ألا تريد أن تنجح في مدرستك أو كلِّيتك أو عملك؟ أليست لديك مشكلة تتمنى حلَّها؟ أو حق مسلوب تتمنى رجوعه؟ألا تتمنى الصِّحة والعافية؟! ألا تريد تنجو من النار ، وتتنعَّم بالجنة ؟! ألا تتمنى أن يُعزَّ الله الإسلام و المسلمين ، ويعودوا قادة للعالم كما كانوا؟! ألا تتمنى أن ينصر الله إخوانك المستضعفين من المسلمين في كل مكان؟! أليس لديك ذنوب تتمنى أن يغفرها الله تعالى لك؟

ومَن مِنَّا بلا ذنب؟!!!

إن أمامك فرصة لقبول دعاءك، وما عليك إلا أن تقوم قبل الفجر ولو بنصف ساعة ، فتقف بيد يدَي مولاك، وتناجيه وتطلب منه على قَدر مُلْكه وكرَمه .

كما أذكِّر نفسي وإيَّاك بالسُنن القبلية و البَعدية التي تُسمَّى بالسُنن الرواتب ، وهي:

ركعتين قبل الصُّبح ، أربعة قبل الظُّهر، و اثنين بعده ، وركعتين بعد المغرب ، وركعتين بعد العشاء .التي قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة) رواه مسلم

و لك أن تتخيل لو أن أحداً من ملوك الدنيا وعدك بأن يبني لك شقة فاخرة على النيل، أو فيلا فاخرة في الساحل الشمالي مثلاً ، في مقابل أن تتفرغ له نصف ساعة كل يوم ، فهل تقبل؟

فما بالك بمالِك المُلك الذي يملك السَّماواتِ والأرضِ ومَن فيهن الذي وعدك بأن يبني لك بيتاً ((ليس في الدُّنيا الفانية ، وإنما في الجنة )) في كل يوم تصلي فيه هذه السٌنن الرواتب!!

ألا تُصدِّق وعده؟

ومَن أوفَى بِعهدِه مِن الله ؟!!!!

ومَن أصدَقُ مِن الله حديثا؟؟!!!


إذا كان لديك اليقين في هذا الوعد من الله ، فكيف تفرِّط فيهن؟!!!


3- ذِكر الله عز وجل : فالذِّكر في هذه الأيام له وضع خاص، فقد أمرنا سبحانه بذكره فيها قائلا ً:﴿وَ اذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ سورة البقرة

﴿و يذكروا اسمَ الله في أيامِ معلومات ﴾ سورة الحج

، أي في أيام الحج، فالحاج يقضي يومين أو ثلاثة بمِنى لا يفعل سوى الصلاة ، والذِّكر، و الأكل والنوم !!!!! وذلك بالتسبيح والاستغفار والتهليل والتحميد، والدعاء .

فالحجاج –ضيوف الرحمن -يذكرون ربهم و يدعونه،والله سبحانه يُكرم ضيوفه ،ومن أكرم من الله ؟! و من كرم الله تعالى لهم أن يغفر لهم، وان يجيب دعاءهم...فكُن مثلهم في الدعاء والاستغفار؛

وذلك في جميع أوقاتك :وأنت تركب المواصلات ، وأنت تؤدي الأعمال الروتينية التي لا تحتاج لتفكير ، مثل غسيل السيارة ، أو تنظيف المنزل،أو طهي الطعام،وما إلى ذلك .

5- الدعاء: فالدعاء كما قال صلى الله عليه و سلم : " الدعاء هو العبادة" (صحَّحه الألباني)

وإذا كان الحجاج لهم فُرَص لدعوات مستجابة لا تُرد ،منها مثلا ً: عند رؤيتهم للكعبة للمرة الأولى في رحلتهم ، وفي الطواف، وعند الرُكن اليماني من الكعبة ، وفي المُلتزَم، ، وفي الحِجر، وعند السَّعي بين الصفا والمروة ،وعند الشُّرب من ماء زمزم، وعند رمي الجمَرات ، ويوم عرفة...فالله عز وجل لم يحرِم كل الأمَّة الإسلامية من فُرص يُستجاب فيها الدعاء، مثل الثلث الأخير من الليل ، وبين الأذان والإقامة ، وعند نزول المطر، وفي وضع السجود، وعند إفطار الصائم، وعند ختم القرآن ...وغير ذلك .

6-تلاوة القرآن : فالقرآن هو كلام الله تعالى المنزَّل على خير الخَلق لنتخذه منهجا لحياتنا، لنكون من المُفلحين الناجحين في الدنيا والآخرة ؛ ولعلك تعلم ما لتلاوته من فضل ، فالحرف منه بعشر حسنات ، والله يُضاعِفُ لِمَن يشاء؛فقد يعطيك الله تعالى بفضله على الحرف عشرين حسنة أو سبعين ، أو مائتين أو أكثر.... فإذا استطعت أن تقرأ القرآن كله في الأيام التسع من ذي الحجة ، وتختمه في يوم عرفه،فإن فرصة استجابة دعاءك تكون أعلى في هذا اليوم ، كما أنك تحصل على كم هائل من الحسنات ، بعدد حروف القرآن ، التي عدها 321000 ، إذن

321000حرف x 10 حسنات = 3210000 حسَنة

إذن عدد الحسنات التي تحصل عليها في كل مرة تختم فيها القرآن هو–على الأقل –

أكثر من ثلاثة ملايين حسَنة !!!



ألم تكن تتمنى أن تذهب للحج هذا العام ؟
وفي هذه الحالة كنت ستتفرغ طوال أيام الحج للعبادة ، أليس كذلك؟؟

فما رأيك أن تفرِّغ نفسك لمدة ساعتين في اليوم فقط لتتم ختم القرآن في هذه الأيام المباركة؟!!!!

7- تحقيق معنى الوحدة بين المسلمين : إذا كان الحُجاج سيتعرفون على مسلمين من شتى بلدان العالم ، أو على الأقل يجاورونهم ، ويتعاملون معهم، ويتعاونون على البِر والتقوى، فأنت لم تُحرم من هذا، فأنت تستطيع أولا ًأن تبر والديك وتُدخِل السرور على قلوبهم بشتى الطُّرُق ا لتي يفضِّلونها ، وإن كانوا أمواتاً فيمكنك الدعاء لهم ،والتصدُّق على أرواحهم ، وزيارة أقاربهم وأحبابهم ؛ ثم عليك أن تجمع أسرتك ا لصغيرة وتُصلح بينهم ، ثم تنتقل إلى أرحامك وأقاربك فتُصلِح بينهم وتزورهم ، وتقضي حوائجهم، وتُحسِن إليهم ؛ ثم تنتقل إلى جيرانك ، ثم إلى زملائك في العمل ، وأصحابك في المسجد، فتُصلح بين المتخاصمين منهم ، وتزيل الشحناء التي بينهم وتُحسن إليهم ولو بكلمة طيبة ، ولو بابتسامة ، أو نصيحة في الله .... فإذا فعل كل واحد من الأمة الإسلامية ذلك ، قويت أواصر المحبة بين المسلمين جميعا وتحققت الوحدة بينهم ، وصرنا نستحق نصر الله لنا!!!!



فإذا قُلتَ:" إن أرحامي يسيئون إليَّ ، لذا فأنا وأفضِّل عليهم أصحابي أو جيراني مثلاً ، فأنا أقول لك:

"إستمع إلى تحذير الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنة قاطع رحِم " !!! رواه الترمذي

ثم إلى بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أحب أن يُبسَط له في رِزقه ويُنسأ له في أثََرِه(عُمرِه) فليصل رحمه» رواه البخاري ومسلم.

والمُراد بزيادة العمر هنا إما: البركة في عمر الإنسان الواصل لرَحِمه ، أو يراد الزيادة على حقيقتها ...فالذي يصل رحمه يزيد الله في عمره ، وهذا التفسير الأخير للحديث يعتمد على ما جاء في الآية الكريمة : ﴿ إنما النَّسيءُ زيادة﴾ أي أن معنى يُنسأ أن يُزاد، والله أعلم . ..ألا تريد أن يطول عُمرك؟!!!





و في رأيي أنه مهما كانت إساءة أقاربك إليك ، فإن حِرصك على أن يغفر الله تعالى لك وأن يصِلك ، وعلى أ لا تُحرَم من الجنة ،وأن يُبسط ك لك في رزقك، وأن يُزاد في عُمرك ...سوف يعينك على أن تعفو عنهم أو تنسى هذه الإساءة ، فتصِلهم ابتغاء مرضاة الله !!!

بأي شيء تكون صِّلَة الرحم ؟

تكون بأمور عديدة ، منها زيارتهم، وتفقّد أحوالهم ، والسؤال عنهم، والإهداء إليهم ، وإنزالهم منازلهم، والتصدُّق على فقيرهم، والتلطُّف مع غنيِّهم ، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم وضِعافهم، وتعاهدهم بكثرة السؤال عنهم (برسالة أو مكالمة هاتفية) وزيارتهم ، بالإضافة إلى استضافتهم وحسن استقبالهم وإعزازهم وإعلاء شأنهم وصلة القاطع منهم؛ وتكون أيضا بمشاركتهم في أفراحهم ومواساتهم في أحزانهم ، وتكون بالدعاء لهم وسلامة الصدر نحوهم وإصلاح ذات البين إذا فسدت بينهم والحرص على توطيد العلاقة وتثبيت دعائمها معهم.


وتكون بعيادة مرضاهم وإجابة دعوتهم وأعظم ما تكون به الصلة أن يحرص المرء على دعوتهم إلى الهدى وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.. مع ملاحظة أن هذه الصلة تستمر إذا كانت الرحم صالحة مستقيمة أو غير صالحة .

أما عن زيارة أخيك في الله ، وخاصة إن كان مريضاً ، فيقول عنها صلى الله عليه وسلم : " (من عاد مريضا أو زار أخا له في الله : ناداه مُناد ٍأن طِبْتَ وطاب مَمشاك, وتبوَّأتَ من الجنة منزِلا)."

أبشِر يا أخي:فإنك عند كل زيارة مريض أو أخ مسلم لك لا تبتغي بها سوى رضوان الله ، دون أي مصلحة شخصية لك ، تفوز بمنزل ، ليس في الدنيا، و إنما في الجنة !!!

8- الصَّدقات : يقول الله تعالى : " وما تُنفِقوا من خير يُوفَّ إليكُم وأنتم لا تُظلَمون " فهذه أيام فرح وسرور ، وعيد ، وفقراء المسلمين في أمس الحاجة لأن تُدخل السرور على قلوبهم ، ولا شك أن أجر الصدقة مضاعَف في هذه الأيام عن غيرها . قال صلى الله عليه وسلم : " النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف "رواه أحمد و البيهقي وصححه السيوطي.

أي أن الجنيه الذي يُنفق في الحج يكون ثوابه مثل ثواب إنفاق سبعمائة جنيه ،

والألف جنيه ، بسبعمائة ألف جنيه ....فإذا كان هذا جزاء الحجاج، فما رأيك أن تتصدق ولو بأقل القليل ، سواء من المال أو الملابس ،أو الأحذية، أو اللُّعَب، غير ذلك من متاع الدنيا ... لعل الله تعالى يكتب لك مثل أجر الحجاج ، بصدق نيتك في تمنِّي الحج ، المهم ان تتصدق من مال حلال .

9- البُعد عن الترف والرفاهية من أمور الدنيا قدر المستطاع في هذه الأيام، وذلك لتشعر بمشاعر الحجاج، ولقد قال صلى الله عليه وسلم:" إذا دخلَت العَشر، وأراد أحدكم أن يضحِّي فلا يمَس من شعرِه وبشَرِه شيئاً " رواه مُسلم ، وفي رواية أخرى:" فلا يمسَّن شعراً ، ولا يقلِّمَنَّ ظُفرا ً" أي يكون مثل المُحرِم للحج في شكله، لا يحلق شعره، ولا يقص أظافره ، ولا يضع الطيب( العِطر)...وهذا لمن يستطيع بالطبع،فمن لم يستطع فلا بأس.



10- الأُضحية (لمن بستطيع ) إن الأضحية من أعظم القُرُبات إلى الله تعالى ، كما أنها تجعلك تعيش تماماً كالحاج الذي ينحر الهَدْي ، ويكفي أن أذكر لك في فضله حديثين: " ما عمل ابن آدم يوم النَّحر أحب إلى الله تعالى مِن هراقة(إراقة ) دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإنَّ الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطِيبوا بها نَفسا ً" رواه ابن ماجة .

وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هذه الأضاحي يا رسول الله ؟ قال سُنَّة أبيكم إبراهيم، قالوا، فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال بكل شَعرة حسنة ، قالوا فالصوف يا رسول الله ؟ قال بكل شعرة من الصوف حسَنة " رواه ابن ماجه

والآن أتركك لتعد شعرات الأضحية

لكي تعرف مقدار الحسنات التي ستحصل عليها إن شاء الله

!!!

هذه عشرة أعمال مطلوبة منك في عشرة أيام

وهكذا ترى أن الكريم المنَّان قد أعطاك بدائل من أعمال الخير التي يمارسها الحجاج ، وينالوا عليها عظيم الأجر ، فضلاً عن ثواب الحج إذا كنت صادق النيَّة في رغبتك في الحج ، ولا تستطيع ذلك.


وأخيراً

هذه كلمة أهديها للمخلصين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين لم يتيسر لهم الحج حتى الآن:

"لا تحزن !! فقد جعل الله تعالى لك عِوضاً عن ذلك، ولا تيأس!! فالله عز وجل لا يُكلِّف نفساً إلا وُسعها ، فقد يكتب الله عز وجل لك أجر الحاج ، وزيادة ... بنيِّتك الصادقة ، وشوقك الحقيقي، ولهفتك غير المصطنعة ...ولكن إلى أن يكتب الله تعالى لك أن تحج، لا تضيِّع وقتك ؛ فالوقت هو عُمرك، وأقبِل على أبواب الخير التي فتحها الله تعالى لك على مصراعيها، وتذكر أن أبواب الجنة لا تُغلَق أبداً في وجه من يطلبها ،

و لك أن تُقيم في قلبك جبل عرفات خاص بك، وتدعو الله بما شئت طوال يوم عرفة، و لك أن ترجم الشيطان في كل لحظة من لحظات حياتك، فالحاج الذي يرجم الشيطان ثم عاد ليرتكب المعاصي يكون قد رجم الشيطان بيده فقط، دون روحه، والله غني عن هذا الرجم الشكلي !!!

فالرجم الحقيقي هو:

أن تنتصر على الشيطان، وتعصيه لتطيع الرحمن !!!!

و لك أن تتخفف من متاع الدنيا قدر المستطاع ، فما بقي من الدنيا أقل بكثير مما مضى.

و لك أن تسامح وتعفو، وتُصلح بين المسلمين .



أسأل الله عز وجل لكل من لم يحج أن يرزقه الله تعالى من الأعمال الصالحة ما يُرضيه عنه،

وأسأله العِزة والرِّفعة والتمكين لهذا الدين العظيم.

وأسأله الجنة بدون حساب ولا سابِقة عذاب لي ولكم ولسائر المسلمين ، آمين

وصلى الله وسلم وبارَك على سيد الخَلق أجمعين،
وعلى آله وصحبه أجمعين .



****
كانت السطور السابقة ملخصاً لمحاضرة الدكتور راغب السرجاني
،بعنوان :" الحج ليس للحجاج فقط " ، بتصرُّف يسير


#2
سنووايت

سنووايت

    مشرفة في واحة الإبداع النسائي وشئون المنزل

  • نخبة المشرفات
  • 13517 مشاركة
جزاك الله خير الجزاء اختى الغالية وجعل ما نقلت فى ميزان حسناتك




صورة



صورة
أشتدى أزمة تنفرجى ...قد آذن ليلك بالبلج

لا الفقر يستطيع اذلال النفوس القوية ولا الثروة تستطيع ان ترفع النفوس الدنيئة

ما تكبر احد الا لنقص وجده فى نفسه


#3
زهرة الياسمين

زهرة الياسمين

    عضوية الامتياز

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 2336 مشاركة
آمين آمين يا أحلى سنو وايت

#4
زهرةالبحر

زهرةالبحر

    عضوة متميزة

  • العضوية الماسية
  • 557 مشاركة



بســم الله الـرحمــن الرحيــم


اختى الغاليه زهرة الياسمين

موضوع اكثر من رائع

جزاك الله بالخير وجعله فى ميزان حسناتك

[]



#5
( أم محمد )

( أم محمد )

    عضوية الامتياز - زهرة الواحة

  • العضوية الماسية الخاصة
  • 2547 مشاركة
جزاك الله خير الجزاء
وجعل ما نقلت فى ميزان حسناتك

{{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }الآنبياء 83 – 84

السموحة منكم

#6
نوين

نوين

    عضوة متميزة ومتقدمة

  • العضوية الدائمة
  • 1006 مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاك الله خير
وبارك الله فيك ونفع بيك الامه

<p style="font-family: Arial; font-size: 16pt; font-weight: bold;">

اللهم اغفر لوالدي (فائز امانه منخي ) وارحمه..


وعافه واعف عنه.. اكرم نزله .. ووسع مدخله..


واغسله بالماء والثلج والبرد..


ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض..


اللهم جازه بالحسنات إحسانا..


وبالسيئات عفواً وغفرانا..


اللهم أنزل على قبره الضياء والنور..


والفسحة والفرح والسرور..


اللهم أنزل عليهم بردا وسلاما..


اللهم انقله برحمتك من عتمة القبور..


إلى نور وسعة الدور والقصور ومن ضيق اللحود الى جناتك جنات الخلود ..


في سدر مخضود.. وطلح منضود.. وظل ممدود..


وماء مسكوب..وفاكهة كثيرة..لا مقطوعة ولا ممنوعة..


وفرش مرفوعة .. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ..


اللهم بيض وجهه..للهم امين اللهم امين اللهم امين يارب العالمين




إضافة رد