بســم الله الـرحمــن الرحيــم
أخواتي :سبق وبينا أن هذه الدروس هي شرح وتوضيح لأحكام التجويد بشكل نظري
وأن أحكام التجويد لاتنضبط إلا بالتلقي مشافهة بشكل مباشر من شيخ أو محفظي القرآن الكريم .
وهنا سنبدأ بعون الله التعريف برواية قالون عن نافع المدني ، المعمول بها في بعض بلاد المغرب العربي
ترجمة الإمام قالون
هو الرّاوي الأول للإمـام نافــــع
ولد سنة (120هـ) عشرين ومائة وتوفي سنة عشرين ومائتين (220هـ) على الصواب،
واسمُه: عيسى بن مينا بن وردان بن عيسى الزرقي مولى الزهريين أبو موسى المدني النّحوي
و قالـون لقب معناه جيّـد بلغة الرُّوم لقّبه به شيخه نافع ، لأن قالون أصله من الرُّوم
وكان قالون قارئ المدينة المنورة و نحويّها،وهو مولى الأنصار
وكان أصماً لا يسمع البوق،لكنه يسمع القرآن، فإذا قرأعليه قارئ ألقم أذنه فاه، ليسمع قراءته،
قرأ عليه خلق كثير منهم ، ابنه أحمد، وأحمد بن يزيد الحلواني، وأبو نشيط محمد بن هارون، وأحمد بن صالح المصري الحافظ وقد اختص به نافع كثيرا، وهو الذي سمّاه قالون لجودة قراءته،وكان أصمّا ــ كما مرّ ــ يقرأُ عليه القرآن، فيفهم الخطأ واللحن بالشفة ، فلو رفعت صوتك حتى لا غاية لم يسمع
وكان يقرأ عليه القرآن، فكان ينظر إلى شفتي القارئ، فيرد عليه اللحن والخطأ.
وذكر ابن الجزري عن قالون، قال: قال لي نافع: كم تقرأ عليّ؟!! اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل إليك من يقرأوقد سئل: كم قرأت على نافع؟ قال: ما لا أحصيه كثرة، إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة، ويقال: إنه كان ربيب نافع.
روى الحديث عن شيخه نافـع،وعن محمد بن جعفر بن أبي كثيروعبد الرحمن بن أبي الزنــاد وغيرهــم.كما روى عنه أبو زرعة الرّازي، وإبراهيم ابن ديزيل، وإسماعيل القاضي،وجماعة.
هذا..وقد كانت وفاة هذا العلم سنة عشرين ومائتين، على الصّحيح .