نكتفي بهذا لقدر من القصص الرائعه عن صفة الدعوة والجهاد في سبيل الله وننتقل لصفة أخرى
تابعن معي
<br class="Apple-interchange-newline">نكتفي بهذا لقدر من القصص الرائعه عن صفة الدعوة والجهاد في سبيل الله وننتقل لصفة أخرى
تابعن معي
<br class="Apple-interchange-newline">
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
صفة الحرص على طلب العلم وحفظ القرآن الكريم
حرص الصحابة رضوان الله عليهم على طلب العلم ولعل تميز بذلك الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه وله قصص رائعه في ذلك وايضا حرص الصحابه على حفظ كتاب الله القرآن الكريم وتعلمه وحرصهم على جمعه وحفظه من
الضياع .
جدن بما لديكن من قصص رائعة في ذلك
غالياتي هذه أخر صفة في حملتنا المباركة لسير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصحابة رضي الله عنهم وطلب العلم
زيد بن ثابت رضي الله عنه
ذهب زيد بن ثابت رضي الله عنه وهو لم يتم الثالثة عشرة من عمره ليلتحق بجيش المسلمين المشارك في بدر، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّه لصغر سنه، فرجع إلى أمه رضي الله عنها، وأرضاها يبكي من الحزن، ولكنه لما رجع أخذ يفكّر كيف يخدم الإسلام بطريقة أخرى، وهل يمكن أن يخدم الإسلام بطريقة غير الجهاد الذي لم يتيسر له الآن؟
زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه ذكر أنه يتميز بملكة الحفظ، فهو يحفظ جيدًا، ويتميز كذلك بملكة القدرة على التعلم، وبملكة القراءة، والقراءة في هذا الوقت كانت شيئًا نادرًا، وقد أخبر بذلك أمه، وأقاربه، وطلب منهم أن يذهبوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعرضوا عليه ذلك في خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي خدمة الإسلام، وبالفعل ذهبت أمه النوار بنت مالك رضي الله عنها وأرضاها، ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنتأمل عرضها الرائع لما يتمتع به ابنها من مواهب وقدرات عظيمة، تقول:يا نبي الله، هذا ابننا زيد بن ثابت يحفظ سبعة عشرة سورة من كتاب الله، ويتلوها صحيحة كما أنزلت على قلبك، وهو فوق ذلك حاذق- ذكي- يجيد الكتابة والقراءة.
وتكمل السيدة النوّار بنت مالك وتقول: وهو يريد أن يلزمك، فاسمع منه إذا شئت.
فكما كان بعض المسلمين يسدّ ثغرة القتال، والجهاد في سبيل الله، فإن زيد بن ثابت يريد أن يسد ثغرة أخرى في غاية الأهمية، فكل حسب إمكانياته، وقدراته،
، وقد استمع له الرسول صلى الله عليه وسلم، واختبره وقدّر مواهبه، وأُعجب به، فعرض عليه فرعًا جديدًا من فروع العلم، قال له صلى الله عليه وسلم:"يَا زَيْدُ تَعَلَّمْ لِي كِتَابَةَ الْيَهُودِ- العبرية- فَإِنِّي لَا آمَنُهُمْ عَلَى مَا أَقُولُ".
زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه بهذه الحماسة ، وهذا الإخلاص لدين الله عز وجل، وهذه الرغبة في خدمة هذا الدين يذهب، ويتعلم اللغة العبرية، يقول رضي الله عنه وعمره 13 سنة فقط: فتعلمتها في سبع عشر ليلة، فكنت أتكلمها كأهلها.انظروا إلى هذه البركة، ثم تعلم اللغة السريانية في وقت يسير كذلك، وصار بذلك ترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ زيد يترقى في مناصب العلم، بدأ في تخصصه، يبرع وينبغ رضي الله عنه وأرضاه، صار كاتبًا للوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس مترجمًا فحسب؛ لأنه يقرأ ويكتب جيدًا، بدأ يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صار حافظا لكتاب الله عز وجل،
ولمّا توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، كلف أبو بكر رضي الله عنه زيدًا بجمع القرآن بعد وفاة الكثير من حفاظه في موقعة اليمامة المشهورة، ومهمة جمع القرآن من أعظم المهمات، مهمة من أخطر المهمات، إنه يجمع القرآن الكريم؛ لكي يظل مجموعًا ومحفوظًا إلى يوم القيامة، هذه المهمة الصعبة العظيمة كُلّف بها زيد رضي الله عنه وأرضاه، وهو لم يبلغ الثالثة والعشرين من عمره، وقد أوكلت هذه المهمة الصعبة العظيمة إلى الشاب الصغير زيد بن ثابت -23 سنة- في وجود عمالقة الصحابة، في وجود أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وغيرهم في وجود كل هؤلاء، لماذا ؟!
إنه العلم الذي رفع من قدر زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه، ، العلم الذي هو ميراث الأنبياء، من أخذه أخذ بحظ وافر.لننظر ما يقوله عمر بن الحطاب رضي الله عنه وأرضاه، وهو أحد عمالقة الصحابة، وأحد شيوخهم، يقول في حق هذا الشاب:من أراد أن يسأل عن القرآن، فليأت زيد بن ثابت.هذا تعظيم وتبجيل لقيمة العلم.عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة، وكانوا يطلقون عليه أيضا البحر لسعة علمه، فهو البحر، وهو الحبر رضي الله عنه وعن أبيه، روي أن زيد بن ثابت ركب يومًا، فأخذ ابن عباس بركابه.الاحترام، والتعظيم، والتبجيل لزيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه مع أن الفرق بينه وبين زيد بن ثابت ليس كبيرا، ثمان سنوات فقط فرق العمر بينهما، زيد بن ثابت أكبر من عبد الله بن عباس بثمان سنوات فقط، يقول له زيد بن ثابت حياءً منه: دع عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول عبد الله بن عباس بفهم عميق: هكذا أُمِرْنا أن نفعل بعلمائنا. هذا هو احترام العلماء في الإسلام، انظر إلى هذا الجمال في التعامل بين الصحابة، فقال له زيد رضي الله عنه: أرني يدك. فأخرج ابن عباس يده، فمال عليها زيد وقبّلها، ثم قال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
.............................................................................................................
معاذ بن جبل رضي الله عنه
أسلم رضي الله عنه وعمره 18 سنة، شهد العقبة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدرًا، وأحدًا، والأحزاب، وفتح مكة، وتبوك، وخرج في الفتوحات الإسلامية في الشام أيام أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، وكان في وقت من الأوقات أميرًا للشام، وسبحان الله مع كل هذه الحياة الجهادية إلا أنه كان متفوقا جدًا في مجال العلم، فهو رضي الله عنه من يوم أن أسلم، وهو مهتم بقضية العلم، وقد كان رضي الله عنه وأرضاه موسوعة علمية متحركة، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليعلم أهلها جميعًا الإسلام، وقد عاد رضي الله عنه من اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج بعدها إلى الشام، فالجهاد، وطلب العلم يسيران معه جنبًا إلى جنب. أبو إدريس الخولاني رحمه الله، وهو أحد التابعين يقول في حق معاذ بن جبل: أتيت مسجد دمشق، أيام فتوحات الشام، فإذا حلقة فيها كهولٌ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
أي أن هذا اللقاء في هذا المسجد كان يحضره كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وشيوخهم، يقول أبو إدريس الخولاني رحمه الله: وإذا شابٌ فيهم أكحل العينين، براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى.كل هؤلاء الشيوخ يعودون في الرأي إلى هذا الفتى.
فقلت لجليس لي: من هذا؟!تعجب أبو إدريس الخولاني من هذا الأمر، فقال:معاذ بن جبل، رضي الله عنه وأرضاه.
.ويروي يزيد بن قطيب رحمه الله، وهو أيضًا من التابعين، يقول: دخلت مسجد حمص، فإذا أنا بفتى جعد الشعر، واجتمع حوله الناس، فإذا تكلم، فإذا تكلم كأنما يخرج من فِيهِ نور ولؤلؤ، فقلت من هذا؟! فقالوا: معاذ بن جبل، رضي الله عنه.إنه رضي الله عنه وأرضاه موسوعة علمية فعلًا، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه قال:أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
.لأجل هذا كان الصحابة رضوان الله عليهم مع علو قدرهم، وغزارة علمهم، كانوا إذا تحدثوا، وفيهم معاذ بن جبل نظروا إليه هيبة له، وتعظيمًا لعلمه، وقد فقه ذلك معاذ رضي الله عنه وأرضاه، فظل إلى آخر لحظات حياته طالبًا للعلم، وظلّ إلى آخر لحظات حياته، معلمًا لغيره رضي الله عنه وأرضاه، قال في آخر لحظات حياته، وهو على فراش الموت، قال:اللهم إنك كنت تعلم أني لم أكن أحب الدنيا، وطولَ البقاء فيها لغرس الأشجار وجري الأنهار.
ولكن لظمأ الهواجر- أي الصيام في الأيام الشديدة الحرارة- ومكابدة الساعات -أي القيام بين يدي الله كثيرا-، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.فمتعته رضي الله عنه في الدنيا الصيام، والقيام، وتحصيل العلم، وهو يعيش في الدنيا لأجل هذا، ومع هذا كله عندما توفي معاذ كان عمره 37 عامًا فقط، سنة 18 للهجرة في طاعون عمواس في الشام، رضي الله عنه وأرضاه.
.....................................................................................
عبد الله بن عباس رضي الله عنه
البحر والحبر، من أفضل علماء الإسلام، ووصل إلى هذه الدرجة العالية من العلم مع كونه كان طفلًا أيام النبي صلى الله عليه وسلم، فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن عباس لم يتجاوز 14 سنة من عمره، ولكنه رضي الله عنه لم يصل إلى هذه المنزلة من فراغ، بل إنه سعى سعيًا حثيثًا لكي يصبح عالمًا من علماء الإسلام.
يصف عبد الله بن عباس حاله في طلب العلم وكيف وصل إلى هذه الدرجة يقول: كان إذا بلغني الحديث عند رجل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت باب بيته في وقت قيلولته؛ حتى يكون متأكدًا من وجوده ببيته، وقد ينتظر ساعة، أو اثنين حتى يخرج الصحابي، فيسأله عن الحديث، يقول: وتوسدت ردائي عند عتبة داره، فتسفي عليه الريح من التراب ما تسفي.
يقول: ولو شئت أن أستأذن عليه لأذن لي.
فهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله منزلة عالية في قلوب جميع الصحابة، وجميع المسلمين، يقول: وإنما كنت أفعل ذلك لأطيّب نفسه، فإذا خرج من بيته رآني على هذه الحالة، فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليَّ فآتيك.فأقول: أنا أحق بالمجيء إليك، ثم أسأله عن الحديث.لأجل هذا أصبح عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة، كان يبذل مجهودًا كبيرًا، وعظيمًا لأجل أن يحصل العلم،و يقول: إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووصفه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بقوله:»ذاكم فتى الكهول، إن له لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً« فما كان ليصبح هكذا من فراغ.
رضي الله عنهم وأرضاهم
الصحابة رضي الله عنهم وطلب العلم
زيد بن ثابت رضي الله عنه
ذهب زيد بن ثابت رضي الله عنه وهو لم يتم الثالثة عشرة من عمره ليلتحق بجيش المسلمين المشارك في بدر، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّه لصغر سنه، فرجع إلى أمه رضي الله عنها، وأرضاها يبكي من الحزن، ولكنه لما رجع أخذ يفكّر كيف يخدم الإسلام بطريقة أخرى، وهل يمكن أن يخدم الإسلام بطريقة غير الجهاد الذي لم يتيسر له الآن؟
زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه ذكر أنه يتميز بملكة الحفظ، فهو يحفظ جيدًا، ويتميز كذلك بملكة القدرة على التعلم، وبملكة القراءة، والقراءة في هذا الوقت كانت شيئًا نادرًا، وقد أخبر بذلك أمه، وأقاربه، وطلب منهم أن يذهبوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعرضوا عليه ذلك في خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي خدمة الإسلام، وبالفعل ذهبت أمه النوار بنت مالك رضي الله عنها وأرضاها، ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنتأمل عرضها الرائع لما يتمتع به ابنها من مواهب وقدرات عظيمة، تقول:يا نبي الله، هذا ابننا زيد بن ثابت يحفظ سبعة عشرة سورة من كتاب الله، ويتلوها صحيحة كما أنزلت على قلبك، وهو فوق ذلك حاذق- ذكي- يجيد الكتابة والقراءة.
وتكمل السيدة النوّار بنت مالك وتقول: وهو يريد أن يلزمك، فاسمع منه إذا شئت.
فكما كان بعض المسلمين يسدّ ثغرة القتال، والجهاد في سبيل الله، فإن زيد بن ثابت يريد أن يسد ثغرة أخرى في غاية الأهمية، فكل حسب إمكانياته، وقدراته،
، وقد استمع له الرسول صلى الله عليه وسلم، واختبره وقدّر مواهبه، وأُعجب به، فعرض عليه فرعًا جديدًا من فروع العلم، قال له صلى الله عليه وسلم:"يَا زَيْدُ تَعَلَّمْ لِي كِتَابَةَ الْيَهُودِ- العبرية- فَإِنِّي لَا آمَنُهُمْ عَلَى مَا أَقُولُ".
زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه بهذه الحماسة ، وهذا الإخلاص لدين الله عز وجل، وهذه الرغبة في خدمة هذا الدين يذهب، ويتعلم اللغة العبرية، يقول رضي الله عنه وعمره 13 سنة فقط: فتعلمتها في سبع عشر ليلة، فكنت أتكلمها كأهلها.انظروا إلى هذه البركة، ثم تعلم اللغة السريانية في وقت يسير كذلك، وصار بذلك ترجمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ زيد يترقى في مناصب العلم، بدأ في تخصصه، يبرع وينبغ رضي الله عنه وأرضاه، صار كاتبًا للوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ليس مترجمًا فحسب؛ لأنه يقرأ ويكتب جيدًا، بدأ يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم صار حافظا لكتاب الله عز وجل،
ولمّا توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، كلف أبو بكر رضي الله عنه زيدًا بجمع القرآن بعد وفاة الكثير من حفاظه في موقعة اليمامة المشهورة، ومهمة جمع القرآن من أعظم المهمات، مهمة من أخطر المهمات، إنه يجمع القرآن الكريم؛ لكي يظل مجموعًا ومحفوظًا إلى يوم القيامة، هذه المهمة الصعبة العظيمة كُلّف بها زيد رضي الله عنه وأرضاه، وهو لم يبلغ الثالثة والعشرين من عمره، وقد أوكلت هذه المهمة الصعبة العظيمة إلى الشاب الصغير زيد بن ثابت -23 سنة- في وجود عمالقة الصحابة، في وجود أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وغيرهم في وجود كل هؤلاء، لماذا ؟!
إنه العلم الذي رفع من قدر زيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه، ، العلم الذي هو ميراث الأنبياء، من أخذه أخذ بحظ وافر.لننظر ما يقوله عمر بن الحطاب رضي الله عنه وأرضاه، وهو أحد عمالقة الصحابة، وأحد شيوخهم، يقول في حق هذا الشاب:من أراد أن يسأل عن القرآن، فليأت زيد بن ثابت.هذا تعظيم وتبجيل لقيمة العلم.عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة، وكانوا يطلقون عليه أيضا البحر لسعة علمه، فهو البحر، وهو الحبر رضي الله عنه وعن أبيه، روي أن زيد بن ثابت ركب يومًا، فأخذ ابن عباس بركابه.الاحترام، والتعظيم، والتبجيل لزيد بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه مع أن الفرق بينه وبين زيد بن ثابت ليس كبيرا، ثمان سنوات فقط فرق العمر بينهما، زيد بن ثابت أكبر من عبد الله بن عباس بثمان سنوات فقط، يقول له زيد بن ثابت حياءً منه: دع عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول عبد الله بن عباس بفهم عميق: هكذا أُمِرْنا أن نفعل بعلمائنا. هذا هو احترام العلماء في الإسلام، انظر إلى هذا الجمال في التعامل بين الصحابة، فقال له زيد رضي الله عنه: أرني يدك. فأخرج ابن عباس يده، فمال عليها زيد وقبّلها، ثم قال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
.............................................................................................................
معاذ بن جبل رضي الله عنه
أسلم رضي الله عنه وعمره 18 سنة، شهد العقبة، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدرًا، وأحدًا، والأحزاب، وفتح مكة، وتبوك، وخرج في الفتوحات الإسلامية في الشام أيام أبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، وكان في وقت من الأوقات أميرًا للشام، وسبحان الله مع كل هذه الحياة الجهادية إلا أنه كان متفوقا جدًا في مجال العلم، فهو رضي الله عنه من يوم أن أسلم، وهو مهتم بقضية العلم، وقد كان رضي الله عنه وأرضاه موسوعة علمية متحركة، وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليعلم أهلها جميعًا الإسلام، وقد عاد رضي الله عنه من اليمن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وخرج بعدها إلى الشام، فالجهاد، وطلب العلم يسيران معه جنبًا إلى جنب. أبو إدريس الخولاني رحمه الله، وهو أحد التابعين يقول في حق معاذ بن جبل: أتيت مسجد دمشق، أيام فتوحات الشام، فإذا حلقة فيها كهولٌ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
أي أن هذا اللقاء في هذا المسجد كان يحضره كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وشيوخهم، يقول أبو إدريس الخولاني رحمه الله: وإذا شابٌ فيهم أكحل العينين، براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى.كل هؤلاء الشيوخ يعودون في الرأي إلى هذا الفتى.
فقلت لجليس لي: من هذا؟!تعجب أبو إدريس الخولاني من هذا الأمر، فقال:معاذ بن جبل، رضي الله عنه وأرضاه.
.ويروي يزيد بن قطيب رحمه الله، وهو أيضًا من التابعين، يقول: دخلت مسجد حمص، فإذا أنا بفتى جعد الشعر، واجتمع حوله الناس، فإذا تكلم، فإذا تكلم كأنما يخرج من فِيهِ نور ولؤلؤ، فقلت من هذا؟! فقالوا: معاذ بن جبل، رضي الله عنه.إنه رضي الله عنه وأرضاه موسوعة علمية فعلًا، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه قال:أَعْلَمُ أُمَّتِي بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ.
.لأجل هذا كان الصحابة رضوان الله عليهم مع علو قدرهم، وغزارة علمهم، كانوا إذا تحدثوا، وفيهم معاذ بن جبل نظروا إليه هيبة له، وتعظيمًا لعلمه، وقد فقه ذلك معاذ رضي الله عنه وأرضاه، فظل إلى آخر لحظات حياته طالبًا للعلم، وظلّ إلى آخر لحظات حياته، معلمًا لغيره رضي الله عنه وأرضاه، قال في آخر لحظات حياته، وهو على فراش الموت، قال:اللهم إنك كنت تعلم أني لم أكن أحب الدنيا، وطولَ البقاء فيها لغرس الأشجار وجري الأنهار.
ولكن لظمأ الهواجر- أي الصيام في الأيام الشديدة الحرارة- ومكابدة الساعات -أي القيام بين يدي الله كثيرا-، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.فمتعته رضي الله عنه في الدنيا الصيام، والقيام، وتحصيل العلم، وهو يعيش في الدنيا لأجل هذا، ومع هذا كله عندما توفي معاذ كان عمره 37 عامًا فقط، سنة 18 للهجرة في طاعون عمواس في الشام، رضي الله عنه وأرضاه.
.....................................................................................
عبد الله بن عباس رضي الله عنه
البحر والحبر، من أفضل علماء الإسلام، ووصل إلى هذه الدرجة العالية من العلم مع كونه كان طفلًا أيام النبي صلى الله عليه وسلم، فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن عباس لم يتجاوز 14 سنة من عمره، ولكنه رضي الله عنه لم يصل إلى هذه المنزلة من فراغ، بل إنه سعى سعيًا حثيثًا لكي يصبح عالمًا من علماء الإسلام.
يصف عبد الله بن عباس حاله في طلب العلم وكيف وصل إلى هذه الدرجة يقول: كان إذا بلغني الحديث عند رجل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيت باب بيته في وقت قيلولته؛ حتى يكون متأكدًا من وجوده ببيته، وقد ينتظر ساعة، أو اثنين حتى يخرج الصحابي، فيسأله عن الحديث، يقول: وتوسدت ردائي عند عتبة داره، فتسفي عليه الريح من التراب ما تسفي.
يقول: ولو شئت أن أستأذن عليه لأذن لي.
فهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله منزلة عالية في قلوب جميع الصحابة، وجميع المسلمين، يقول: وإنما كنت أفعل ذلك لأطيّب نفسه، فإذا خرج من بيته رآني على هذه الحالة، فيقول: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جاء بك؟ هلا أرسلت إليَّ فآتيك.فأقول: أنا أحق بالمجيء إليك، ثم أسأله عن الحديث.لأجل هذا أصبح عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة، كان يبذل مجهودًا كبيرًا، وعظيمًا لأجل أن يحصل العلم،و يقول: إن كنت لأسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ووصفه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بقوله:»ذاكم فتى الكهول، إن له لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً« فما كان ليصبح هكذا من فراغ.
رضي الله عنهم وأرضاهم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه
أختلف في إسمه والأرجح أنه كان (عبد شمس)فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماه (عبد الرحمن) وكناه النبي صلى الله عليه وسلم بأبو هريرة قيل ويرجع ذلك إلى هرة كان يضعها في كمه .أسلم رضي الله عنه في العام السابع من الهجرة عام فتح خيبر قيل في صفر وقيل في شهر محرممن أكثر الصحابة رواية للحديث فله أربعة وسبعون وثلاثمائة وخمسة آلاف حديث في مسند بقي بن مخلد .وترجع كثرة رواياته للأسباب الآتية :-أولاً : ملازمته رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة تامةوقد أشار أبو هريرة رضي الله عنه إلى هذا السبب فقالإن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً، ثم يتلو (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات.....) إلى قوله (....التواب الرحيم) إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون) البخاري كتاب العلم باب حفظ العلم .ثانياً : حرصه رضي الله عنه على الحديث وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حينما سأله أبو هريرة فقال يارسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث،أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه)البخاري كتاب العلم باب الحرص على الحديث .ثالثاً : دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوة الحفظ، وقد صرح أبو هريرة رضي الله عنه بذلك (قال : قلت يارسول الله، إني أسمع منك حديثاً كثيراً أنساه . قال "ابسط رداءك" فبسطته . قال فغرف بيديه ثم قال "ضُمه" فضممته فما نسيت شيئاً بعده)البخاري كتاب العلم باب حفظ العلم .رابعاً : طول عمره في الإسلام واحتاج الناس إلى علمه مما جعله يحدث ويفتيهم بما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم .خامساً : روايته عن كثير من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فروى عن أبى بكر وعمر والفضل بن العباس وأبى بن كعب وأسامة بن زيدوالسيدة عائشة وغيرهم فأضاف بذلك مروياتهم على مروياته عن النبى صلى الله عليه وسلم . أشاد أئمة الحديث بحفظه فقال الشافعى : " أبو هريرة أحفظ من روى الحديث فى دهره"وقال عنه البخارى : " كان أحفظ من روى الحديث فى عصره " .وروى عن خلق كثير من الصحابة والتابعين و قد ثبت له فضيلة الهجرة وقد اختلفوا فى وفاته فقيل مات سنة سبع وخمسينوقيل بل سنة ثمان وخمسين وقيل بل سنة تسع وخمسين ورجح بن حجر القول الأول مات رضى الله عنه بوادى العتيق ودفن بالبقيع .
الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه
أختلف في إسمه والأرجح أنه كان (عبد شمس)فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وسماه (عبد الرحمن) وكناه النبي صلى الله عليه وسلم بأبو هريرة قيل ويرجع ذلك إلى هرة كان يضعها في كمه .أسلم رضي الله عنه في العام السابع من الهجرة عام فتح خيبر قيل في صفر وقيل في شهر محرممن أكثر الصحابة رواية للحديث فله أربعة وسبعون وثلاثمائة وخمسة آلاف حديث في مسند بقي بن مخلد .وترجع كثرة رواياته للأسباب الآتية :-أولاً : ملازمته رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ملازمة تامةوقد أشار أبو هريرة رضي الله عنه إلى هذا السبب فقالإن الناس يقولون أكثر أبو هريرة، ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً، ثم يتلو (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات.....) إلى قوله (....التواب الرحيم) إن إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإن إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم، وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون) البخاري كتاب العلم باب حفظ العلم .ثانياً : حرصه رضي الله عنه على الحديث وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك حينما سأله أبو هريرة فقال يارسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث،أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه)البخاري كتاب العلم باب الحرص على الحديث .ثالثاً : دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوة الحفظ، وقد صرح أبو هريرة رضي الله عنه بذلك (قال : قلت يارسول الله، إني أسمع منك حديثاً كثيراً أنساه . قال "ابسط رداءك" فبسطته . قال فغرف بيديه ثم قال "ضُمه" فضممته فما نسيت شيئاً بعده)البخاري كتاب العلم باب حفظ العلم .رابعاً : طول عمره في الإسلام واحتاج الناس إلى علمه مما جعله يحدث ويفتيهم بما سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم .خامساً : روايته عن كثير من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فروى عن أبى بكر وعمر والفضل بن العباس وأبى بن كعب وأسامة بن زيدوالسيدة عائشة وغيرهم فأضاف بذلك مروياتهم على مروياته عن النبى صلى الله عليه وسلم . أشاد أئمة الحديث بحفظه فقال الشافعى : " أبو هريرة أحفظ من روى الحديث فى دهره"وقال عنه البخارى : " كان أحفظ من روى الحديث فى عصره " .وروى عن خلق كثير من الصحابة والتابعين و قد ثبت له فضيلة الهجرة وقد اختلفوا فى وفاته فقيل مات سنة سبع وخمسينوقيل بل سنة ثمان وخمسين وقيل بل سنة تسع وخمسين ورجح بن حجر القول الأول مات رضى الله عنه بوادى العتيق ودفن بالبقيع .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رحم الله الصحابة الأجلآء وجمعنا وإياهم فى الفردوس الأعلى من الجنة إن شآء الله
أقول لكل من شاركت بوضع قصة عن الصحابة وساهمت فى نشر
الصورة الحقيقية لما كانوا عليه والله أعلم :
آللَّهُمَّ إِنِّى أَعُۆذُ بِڪَ مِنْ زَۆَآلِ نِعْمَٺِڪَ ۆَٺَحَۆُّلِ عَآفِيَٺِڪَ ۆَفُجَآءَـۃِ نِقْمَٺِڪَ ۆَجَمِيعِ سَخَطِڪ ،،.
رحم الله الصحابة الأجلآء وجمعنا وإياهم فى الفردوس الأعلى من الجنة إن شآء الله
أقول لكل من شاركت بوضع قصة عن الصحابة وساهمت فى نشر
الصورة الحقيقية لما كانوا عليه والله أعلم :
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الشريعة الإسلامية قائمة على العلم والدعوة إليه ومعجزة الرحمة المهداة r كانت كتاباً يتلألأ بالعلم الصحيح والمعرفة الحقة . وأول آية نزلت من هذا الكتاب المبارك نزلت تدعو للعلم وتعظم شأن المعرفة قال تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم . ولما كان العلم يسمو بالإنسان ويرفع قدره فقد أمر الله سبحانه الملائكة بالسجود لآدم لما فضله به عليهم من العلم . ورسولنا r كان قدوة الداعين إلى العلم بأقواله وأفعاله وطلب من أمته طلب العلم والسعي لبلوغ ذلك ، وبين لهم الجزاء المنتظر لمن طلب العلم وسعى إليه .
أخرج الترمذي بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله r (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ))) ولقد كان لعناية المعلم الأول صلوات الله وسلامه عليه الأثر الكبير في صحابته
- رضوان الله عليهم - وسعيهم لطلب العلم وحرصهم عليه مع العمل بما قد تعلموا ، وعظم أمر العلم عندهم وارتفعت درجة العلماء بين صحابة النبي r وأصبح العلم هو المجال الرحب الذي يتنافسون فيه ويبادرون إليه فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول اغدو عالماً أو متعلماً ولا تغدوا إمعة بين ذلك() .
ولقد رحل الصحابة - رضوان الله عليهم - في طلب العلم ونشره وخرجوا إلى الشام ومصر والكوفة والبصرة يعلمون الناس فهم - رضوان الله عليهم - حفظة القرآن الذين نقلوه إلينا غضّاً طرياً كما أنزل وهم أوعية السنة النبوية المباركة فقد حفظوها ونقلُولها للناس كما سمعوها من الرحمة المهداة صلوات الله وسلامه عليه . ولقد كانوا يطبقون ما يتعلمون من العلم في واقع حياتهم اليومية فتعلموا العلم والعمل معاً ، وكانوا أسوة وقدوة لمن جاء بعدهم، ولقد ضربوا لمن جاء بعدهم أروع الأمثلة في الحرص على العلم والسعي إليه والعمل به - رضوان الله عليهم أجمعين -
الأمثلة :
1 - أخرج أحمد في مسنده بسنده عن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول : بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله r فاشتريت بعيراً ثُم شددت عليه رحلي . فسرت إليه شهراً حتى قدمت عليه الشام فإذا عبد الله بن أنيس . فقلت للبواب : قل له جابر على الباب . فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم . فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته فقلت : حديثاً بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله r في القصاص . فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن اسمعه . قال سمعت رسول الله r يقول : (( يحشر الناس يوم القيامة - أو قال العباد - عُراةً غُرلاً بهماً . قال : قلنا : وما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء . ثم يناديهم بصوت يسمعه من بُعد كما يسمعُه من قرب أنا الملك . أنا الديان . لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حتى أُقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصّه منه . حتى اللطمة . قال : قلنا : كيف وإنا نأتي الله عز وجل عُراة غُرلاً بهماً ؟ قال : بالحسنات والسيئات ))
2 - أخرج البخاري بسنده عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أن رجلاً قال لعبد الله بن زيد أتستطيع أن تُريني كيف كان رسول الله r يتوضأ ؟ فقال عبد الله بن زيد : نعم . فدعا بماء فأفرغ على يديه فغسل مرتين ثم مضمض واستنثر ثلاثاً ثم غسل وجهه ثلاثاً ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين . ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه . ثم غسل رجليه) . قلت : وفي هذا إشارة إلى حرصهم على العلم والتعليم والتعلم .
3 - أخرج أحمد بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان
عبد الله ابن رواحة رضي الله عنه إذا لقي الرجل من أصحابه يقول : تعال نؤمن بربنا ساعة ، فقال ذات يوم لرجل فغضب الرجل ، فجاء إلى النبي r فقال : يا رسول الله ألا ترى إلى ابن رواحة يرغب عن إيمانك إلى إيمان ساعة . فقال النبي r : (( يرحم الله ابن رواحة إنه يحب المجالس التي تباهي بها الملائكة عليهم السلام )) .
4 - أخرج البخاري بسنده عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثاً . ثم يتلو { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات - إلى قوله - الرحيم ) إن اخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق . وإن اخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أحوالهم . وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله r بشبع بطنه . ويحضر ما لا يحضرون ، ويحفظ ما لا يحفظون.
5 - أخرج أبو يعلى بسنده عن حميد قال : سئل أنس عن كسب الحجام فلم يقل فيه حلالاً ولا حراماً . وقال : قد احتجم رسول الله r حجمه أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام وكلم رسول الله r - يعني أهله - فخففوا من غلته ، أو من ضريبته ، وقال خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري .
الحمد لله الذي جعل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم r مصابيح الدجى ، وقدوة لمن أتى ، وجعل محبتهم واجبة على من أتى بعدهم ، وجعلهم الأسوة والقدوة بعد النبي صلى الله عليه وسلمr ، أحمد ربي وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ، أرسله رحمة للعالمين اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ،
جزاك الله خيرا نور الهدى الغالية وكل أخت غالية شاركت في هذا الموضوع المهم وجعل الله ما تقومون به في ميزان حسناتكم
ولقد رحل الصحابة - رضوان الله عليهم - في طلب العلم ونشره وخرجوا إلى الشام ومصر والكوفة والبصرة يعلمون الناس فهم - رضوان الله عليهم - حفظة القرآن الذين نقلوه إلينا غضّاً طرياً كما أنزل وهم أوعية السنة النبوية المباركة فقد حفظوها ونقلُوله ا للناس كما سمعوها من الرحمة المهداة صلوات الله وسلامه عليه . ولقد كانوا يطبقون ما يتعلمون من العلم في واقع حياتهم اليومية فتعلموا العلم والعمل معاً ، وكانوا أسوة وقدوة لمن جاء بعدهم، ولقد ضربوا لمن جاء بعدهم أروع الأمثلة في الحرص على العلم والسعي إليه والعمل به - رضوان الله عليهم أجمعين -
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ابو
هريرةاكثر من روى الحديث عن رسول
اللهانه احد اعلام الصحابة الرواة الذين اسهموا في حفظ الشريعة ونشرها بين المسلمين كان اكثر من روى الحديث عن رسول
الله صلى
اللهعليه وسلم وروى عنه ثمانمائة مسلم بين صحابي وتابع.
اسمه عبدالرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم بن فهم ينتهي نسبه الى الازو اعظم واشهر قبائل العرب كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فلما اعتنق الاسلام سماه الرسول عليه الصلاة والسلام عبدالرحمن اشتهر بكنيته (ابو هريرة) حتى غلبت على اسمه فكاد ينسى. (سمي بذلك نسبة لهره (قطه)احبها ورعاها وكان يطعمها فاسماه الرسول ابو هريره)
سئل ابوهريرة لماذا؟ كنيت بذلك قال ابو
هريرةلاني وجدت هرة فحملتها في كمي فقيل لي ابوهريرة ولد ابو
هريرةفي اليمن ونشأ فيها يرعى الغنم لاهله ويخدمهم وقد توفي والده وهو صغير فنشأ يتيماً وقاسى شظف العيش حتى مَنّ
عليه بالاسلام على يد الطفيل بن عمرو . فهاجر الى الرسول
صلى
عريف اهل الصفة:
كان يدخل بيت النبي ويحضر مجالسه وقد اتخذ الصفة مقاما وجعله النبي عريف اهل الصفة.
اذا اراد ان يجمعهم لطعام يطلب من ابي
هريرةان يجمعهم لانه اعرف بهم وبمنازلهم.
وكان ابوهريرة يحب النبي حبا شديدا حدث ان رفع الرسول الدرة ليضرب بها اباهريرة فقال ابو
هريرةلان يضربني بها احب اليّ من حمر النعم.
وكان ابو
هريرةيقتدي بالنبي في كل اعماله ويحذر الناس من الانغماس في ملاذ الدنيا وشهواتها. لا يفرق في ذلك بين غني وفقير أو بين حاكم مر ذات يوم بقوم يتوضأون فقال لهم اسبغوا الوضوء فاني سمعت ابا القاسم صلى
عليه وسلم يقول: «ويل للاعقاب من النار».
ومما يقوله ابو
هريرة: «ان اهل الصفة هم ضيوف الرحمن لا اهل لهم ولا مال. اذا اتت رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم ارسلها اليهم ولم يصب منها شيئا واذا جاءته هدية اصاب منها واشركهم فيها.
يقول امام التابعين سعيد بن المسيب: رأيت ابا
هريرةيطوف بالسوق. ثم يأتي اهله فيقول: هل عندكم من شئ؟ فان قالوا: لا قال: اني صائم. كان زاهدا في الدنيا ويكتفي من الطعام بسد رمقه - فقد صبر على الفقر طويلا. حتى رزقه
اللهمالا وفيرا- وكان دائما يذكر ايام فقره ويدعو الناس الى الصبر والشكر ومر ابو
هريرةذات يوم بقوم يذبحون شاة. فدعوه الى تناول الطعام معهم فأبى وقال: ان رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم خرج من الدنيا وما شبع من خبز الشعير قط.
وكان رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم قد بعث ابا
هريرةمع العلاء الحضرمي الى البحرين لينشرا الاسلام فيها ويفقها الناس في امور دينهم فأنجزا هذه المهمة خير انجاز.
ولما تولى عمر بن الخطاب رضي
اللهعنه الخلافة جعل ابا
هريرةعاملاً على البحرين وقد عينه معاوية بن ابي سفيان واليا على المدينة فترة من الزمن وكان يقول له: نعم الامير انت يا ابا هريرة. فقد كان وهو امير المدينة يمر في السوق حاملا الحطب عل ظهره حتى ان احد المسلمين عرض عليه ان يحمل عنه الحطب فرفض وقال لست افضل من احد فيكم.
الصحيفة الصحيحة:
كان ابو
هريرةيحفظ ما يقوله رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم عن ظهر قلب. كما كان يدعو الناس الى حفظ القرآن وقد حفظ التاريخ وثيقة علمية قيمة تضمنت ما املاه ابو
على تلميذه همام بن منبه احد اعلام التابعين التقاة الذين التفوا حول الصحابي الجليل ابي
هريرةرضي
اللهعنه وهذه الوثيقة اطلق عليها (الصحيفة الصحيحة) وقد نقلها الامام احمد بتمامها في مسنده كما نقل الامام البخاري عددا كبيرا من احاديثها في صحيحه. وقد قال ابو
هريرةرضيالله
عنه عن نفسه «ما من احد من اصحاب النبي صلى
اللهعليه وسلم احفظ لحديثه مني- اللهم إلا عبدالله بن عمر فإنه كان يكتب اما انا فأسمع واحفظ ولا اكتب».
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله هذا الجمع الطيب وجزاكم أجمعين بما هو أهله وشكر لكم وكتب أجركم وجعلنا على نهج الحبيب وصحبه مقتدين بهم مهتدين بسنتهم وجمعني وإياكم معهم في أعالي الجنان
آمين
أستأذتنا الفاضلة نور ضاعف الله لك الأجر والمثوبة وجعلك ممن يشار إليهم بأعلام الهداية مباركة أينما كنتِ
تقبلي تأخري وأعتذاري
حب الدعوة إلى الله عند الصحابة
ضرب صحابة رسول الله أعظم الصور في الدعوة إلى دين الله
وكيف لا وهم من بلغونا هذا الدين فبهم استمر الإسلام فلله الحمد والمنة
وصور الدعوة متنوعة
وهنا سأذكر قصة المؤمنة الداعية المبشرة بالجنة
الرميصاء بنت ملحان وكيف كانت قوية في دعوتها لدين الله عز وجل
والرميصاء هي أم سليم بنت ملحان الأنصارية الخزرجية ، أسلمت وحسن أسلامها وكان أول من هاجمها ووقف في وجهها زوجها مالك بن النضر رجع هذا الزوج من السفر فوجد أمامه جبل لا يهتز في إعلان إسلامه وتكرار كلمة الحق
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فثار غضب هذا الزوج وحاول معها جاهدا ولكنها ثبتت على الحق فضربت أروع الأمثال في الثبات والدعوة لدين الله ازداد غضبه عندما سمعها تردد بعزيمة قوية كلمة الإيمان فخرج من البيت غاضبا فأتى أمر الله وأرسل له عدوا فقتله .
ولثبات هذه الصحابية الجليلة مضى الناس يتحدثون عنها وعن ابنها أنس بن مالك بإعجاب وتقدير، ويسمع أبو طلحة بالخبر فأعجب بهذه المرأة البطلة الصادقة في ثباتهاا الداعية لدين الله
فتقدم لخطبتهاا، ويعرض عليها مهرا غاليا ، ولكن هذه البطلة ردته لأنها لا تتزوج من مشرك فتقول له : " إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا أما تعلم يا أبا طلحة أنا آلهتكم ينحتها آل فلان ، وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت "
ولكنه عاود لخطبتها فقالت قولا هز أركان الرجل : " يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك أمرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك ".
فقالت له : يا أبا طلحة إن مهري الإسلام - الله أكبر -
فانطلق الرجل يريد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ليسلم ويشهد بوحدانية الله عز وجل وبنبوة حبيبه المصطفى وهكذا ضربت مثلا ساميا في الدعوة لدين الله .
وهنا بطولة أخرى لصحابية جليلة مشهورة بالجهاد في سبيل الله والدعوة لهذا الدين العظيم بكل ما تبذله من غالي ونفيس في سبيل إعلاء رآية الدين وهي
( بطلة أحد وما بعدها )
أم عمارة اسم ضرب أسمى الصور في البطولة والشجاعة فلله درهاا
هي نسيبة بنت كعب الأنصارية إحدى نساء بني مازن النجار ، قيل أنها ما تركت غزوة إلا وخرجت فيها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمد الجرحى وتسقي الجنود وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال
سأذكر بطولتها في ( يوم أحد )
جاء يوم أحد وكان لأم عمارة فيه بطولة وأي بطولة وعظمة فقد خرجت إلى أحد مع المجاهدين في سبيل الله تحمل سقاءها لتروى ظمأهم إذا اشتد الحر وأرهقهم العطش وكان تحمل لفائفها لتداوي جرحاهم وتربطها بالضماد ورباط الجرح وإذا لم تكن تعرف فأني أزيدك من سيرة أم عمارة شيئا فقد كانت لها في معركة أحد زوج وثلاثة محبين وهم :-
( رسول الله صلى الله عليه وسلم وولداها حبيب بن زيد، وعبد الله وذلك بالإضافة إلى أخوتها من المسلمين المدافعين عن دين الله والمنافحين عن رسول الله ) .
ثم جاءت المعركة الكبرى يوم أحد. لقد رأت أم عمارة بأم عينها كيف تحول نصر المسلمين إلى هزيمة كبرى عندما ترك الرماة أماكنهم وانشغلوا بجمع الغنائم وتركوا الجبل ليجئ منه الكفار ويضربوا ظهر المسلمين. ورأت أم عمارة كذلك القتل وقد بدأ يشتد في صفوف المسلمين فيتساقطون على أرض المعركة شهيداً إثر شهيد.
ورأت أم عمارة كيف زلزلت الأقدام فتفرق الرجال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق معه إلا عشرة أو نحو عشرة مما جعل صارخ الكفار ينادي:
لقد قتل محمد لقد قتل
عند ذلك انتفضت أم عمارة انتفاضة أنثى الأسد الكاسرة وألقت سقاءها، وانبرت إلى المعركة كالنمرة التي قُصد أشبالها بشر..
وقد تحدثت أم عمارة نفسها عن هذه اللحظات الحاسمات من حياتها، ولنستمع إليها.
قالت أم عمارة رضي الله عنها:
خرجت أول النهار إلى أحد ومعي سقاء أسقي منه المجاهدين حتى انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والنصر والغلبة له ولمن معه.ثم ما لبث أن انكشف المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما بقى إلا من نفر قليل مما يزيدون على العشرة فملت إليه وابني وزوجي.
وأحطنا به إحاطة السوار بالمعصم وجعلنا نذود عنه بسائر ما نملكه من قوة وسلاح.
ورآني الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا ترس معي أقي به نفسي من ضربات المشركين.
ثم أبصر رجلاً هارباً ومعه ترس فقال له صلى الله عليه وسلم: ( الق ترسك إلى من يقاتل) فألقى الرجل ترسه ومضى.
فأخذته وجعلت أتترس به عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما زلت أضارب عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف، وأرمي دونه بالقوس حتى أعجزتني الجراح.
وفيما نحن كذلك أقبل ابن قَمِئَة كالجمل الهائج وهو يصيح:-
أين محمد؟ دلوني على محمد.
فاعترضت طريقه أنا ومصعب بن عمير فقتل مصعباً بسيفه وأرداه قتيلا، ثم ضربني ضربة خلفت في عاتقي جرحاً غائراً، فضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان .
ثم أكملت أم عمارة حديثها فقالت: وفيما كان ابني يناضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضربه أحد المشركين ضربة كادت تقطع عضده وجعل الدم يتفجر من جرحه الغائر.فأقبلت عليه، وضمدت جرحه، وقلت له : انهض يا بني وجالد القوم ( أي أضربهم بالسيف).
فالتفت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: (ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة)؟!
ثم أقبل الرجل الذي ضرب ابني فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "هذا ضارب ابنك يا أم عمارة".
"فما أسرع أن اعترضت سبيله وضربته على ساقه بالسيف, فسقط صريعاً على الأرض, فاقبلنا عليه نضربه واحداً بعد آخر بالسيوف، ونطعنه بالرماح حتى أجهزنا عليه فالتفت إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم مبتسماً وقال:لقد اقتصصت منه يا أم عمارة ، والحمد لله الذي أظفرك به وأراك ثأرك بعينك "
وهنا قصة أخرى لابن هذه البطلة فلم يكن ولدا أم عمارة عبد الله وزيد بأقل شجاعة وجرأة من أمهما وأبيهما ، ولا أدنى تضحية وفداء منهما. فقد حدّث ابنها عبدالله عن هذا اليوم فقال: شهدت أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما تفرق الناس دنوت منه أنا وأمي ندافع عنه فقال: "ابن أم عمارة".
قلت: نعم.
قال:ارم .
فرميت بين يديه رجلآً من المشركين بحجر فوقع على الأرض, فما زلت أعلوه بالحجارة حتى جعلت عليه منها حملاً, والنبي عليه السلام ينظر إلي ويبتسم.. وحانت منه التفاتة فرأى جرح أمي على عاتقها يتصبب منه الدم فقال:أمك..أمك. اعصب جرحها بارك الله عليكم أهل بيت". فالتفتت إليه أمي وقالت: ادع لنا أن نرافقك في الجنة يا رسول الله.
فقال عليه السلام : " اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ".
فقالت أمي: ما أبالي بعد اليوم ما أصابني في الدنيا . ثم عادت أم عمارة من موقعة أحد بجرح غائر يؤلمها أشد الألم وربحت هذه الدعوة التي دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم . وعاد النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وهو يقول: " ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا ورأيت أم عمارة تقاتل دوني ".
تمرست أم عمارة يوم أحد على القتال فأتقنته. واستمرت أم عمارة تتمتع بحلاوة الجهاد في سبيل الله فلا تستطيع أن تتأخر عنه وما عادت تطيق عنه صبراً.
وسأذكر لها أيضا قصة أخرى أثرت فيني كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لها ولد اسمه ( حبيب بن زيد ) أرسله الرسول إلى مسيلمة الكذاب برسالة يحذر فيها الرسول مسيلمة من كذبه وادعائه للنبوة فأراد مسيلمة أن يضم هذا الصحابي الجليل إليه ولكن النفس الطاهرة الصادقة أبت ذلك فما كان من المجرم مسيلمة إلا أن
يقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر ثابت على الحق حتى توفي فأقسمت هذه الأم الرؤوم أن تنتقم لابنهاا الحبيب وتثأر له
فلما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وجأت حروب الردة ذهبت أم عمارة لأبي بكر الصديق تستأذنه بالالتحاق بهذا الجيش المحارب للمرتدين فكان لها ذلك فخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين لتقاتل الكذاب فكانت تصيح بأعلى صوتها وتقول : " أين أنت يا مسيلمة أخرج يا عدو الله " ولقد جرحت اثنا عشر جرحا فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم ( وحشي بن حرب ) بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه ابنها ( عبدالله بن زيد ) وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت رضوان الله عليها .
فلها مكانة كبيرة عند الصحابة لجهادها ودعوتها لدين الحق ولقد خرجت مع المسلمين لقتال الفرس ، ولما سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون الغنائم بكت وتذكرت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشارك في حفر ( الخندق ) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح ويقول : " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس "
وكانت من مكانتها العظيمة أن من ضمن الغنائم ( قطيفة مرصعة بالجواهر واللآلىء ) فكانت من نصيب هذه البطلة المجاهدة ، فاحتضنتها وهي تبكي لمنزلتها العالية بين الصحابة.
وسأختم بقصة رائعة ضربت أروع الصور في الدعوة لدين الحق والجهاد في سبيل إعلاء كلمته
وهي قصة مبكية العرب من أكابر من أسس شعر الرثاء في أدبنا العربي ولكن هنا قصة هيهات أن تأتي شيئا أمام شعرهااا الذي أبكى الجميع
قصة ( أم الشهداء ) الخنساء تماضر بنت عمرو
التي قدمت على المصطفى صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة ، وعزة النفس وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة
وقصتنا هي
عندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون العدة زحفا إلى القادسية كانت الخنساء مع ابنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء الفرس وفي خيمتها ألقت على أولادها الأربعة وصيتها المشهورة التي حملت أسمى معاني الجهاد والدعوة لدين الحق
قالت : " يا بني أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية ، يقول الله تعالى : { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱصْبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
فإضا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين "
فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان أخذت تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين
ولقد جاءها النبأ الجلل
باستشهاد أولادها الأربعة فقالت قولهاا المشهور :
" الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته "
الله أكبر الله أكبر أين هي من أمهات هذا العصر التي تربي في نفس أولادها الخوف من صغرهم
ولن أتوقف إن أردت سرد قصص من حياة الصحابيات فكيف بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
أسأل الله أن يجعلنا على نهجهم سائرين وبسنة المصطفى مقتدين وأن يجمعنا بهم أجمعين في جنات النعيم آآآآآمين..
يتبع بإذن الله تعالى ..
اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ،
فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ،
أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ،
اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ،
إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
حرص الصحابة رضوان الله عليهم على طلب العلم
كانت مجـالس الصـحابة رضـي الله عنهم عامرة بذكـر الله عـز وجـل ، وبالمذاكـرة في العـلم ، والمناقشـة في مسـائله ، والسـؤال عمـا يشكل ، معرفة للسنة وحرصاً على تطبيقها ،
وهنا قصة جميلة جاء فيما رواه عروة بـن الـزبير قـال :
"كـنت أنـا وابـن عمر مستندَين إلى حجرة عائشـة ، وإنـا لنسـمع ضـربها بالسـواك تسـتن ، قـال فقـلت : يـا أبا عبد الرحمن ، أَعْتَمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب ؟ قال : نعم ، فقـلت لعائشـة : أي أمـتاه ، ألا تسـمعين مـا يقـول أبو عـبد الرحمن ؟
قـالت : ومـا يقـول ؟
قـلت : يقـول اعـتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجـب ؟
فقـالت : يغفـر الله لأبـي عـبد الرحمن ، لعمـري مـا اعـتمر في رجب ، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لمعه ، قال : وابن عمر يسمع ، فما قال لا ، ولا نعم ، سكت "
ما أروع الأنصات والحرص على العلم والتعلم ..
وكانوا الصحابة يحرصون على معرفة السـنة ويحـذرون مـن الخـلاف والجـدل العقيم ، يعـلمون الجـاهل ويذكرون الغافل ، إذا جهل أحدهـم أمراً سأل عنه ، وإذا سُئلَ أحدهم عن شـيء يعـلمه ، أفـتى بمـا يعـلم ، فإن لم يكن عنده في هذه المسألة عـلم ، أحال السائل إلى غيره ، مع أمرهـم الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر بحكمـة وأسلوب حسن ، فكـان لهم في ذلك مواقف محمودة ، وأحوال مَرْضية ، ومن تلك :
ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد اللّه بن حنين أن عـبد الله بـن عـباس والمسـور بن مخرمة رضـي الله عنهما اختلفا بالأبواء -وهو مكـان بـين مكـة والمدينة - فقال عبد اللّه بن عباس : يغسل المحـرم رأسـه ، وقـال المسور لا يغسل المحرم رأسه ،
فـأرسلني -القـائل هـو عبد اللّه بـن حـنين - ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري رضـي الله عـنه أسـأله عن ذلـك ، فوجدتـه يغتسل بين القرنين ، وهو يستتر بثوب ، قال فسلمت عليه فقال : من هذا ؟ فقلت : أنا عبد اللّه بن حـنين ،
أرسـلني إليك عبد اللّه بن عباس أسألك كيف كـان رسول الله صـلى الله عـليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم ، فوضع أبو أيوب رضي الله عـنه يـده على الثوب فـطأطأه حتى بدا لي رأسه ، ثـم قال لإنسان يصـب اصـبب ، فصب عـلى رأسه ثم حرك رأسه بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ، ثم قال : هكذا رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل .
وفي رواية أخرى قال : ( فأمرَّ أبو أيوب بيديه على رأسه جميعاً على جميع رأسه ، فأقبل بهما وأدبر ، فقال المسور لابن عباس : لا أماريك أبداً )
وهنا قصة خطيبة النساء أسماء بنت يزيد
وفدت هذه الصحابية الجليلة على الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة فبايعته وسمعت حديثه ، وتعد من المحدثات الفاضلات وكانت تتميز بالجرأة في الحق، فقد كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلال والحرام، وهو يتعجب من حسن بيانها وشجاعته، وكانت تتميز بحسن المنطق والبيان فقد كان يطلق عليها خطيبة النساء.
ولها موقف رائع في الاهتمام بشؤون النساء ولقد كانت صفتها أنها تهتم بكل ما يهم المرأة المسلمة في دينيها وموقفها :
أتت(أسماء) النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت:
" بأبي وأمي أنت يا رسول الله. أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير ،
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه ؟!
فقالو: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: " افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ".
فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قاله لها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واختم بالمعلمة الأولى
الشفاء بنت عبدالله
كانت هذه الصحابية تكتب بالعربية في الوقت الذي كان يندر وجود من يكتب ويقراء وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلها وكذلك أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين كانت لها مكانة كبيرة
كانت تعرض على رسول الله ما كانت ترقي به الناس في الجاهلية فهي اشتهرت بالطب والعلم منذ الجاهلية ، وكان يسمع منها صلى الله عليه وسلم ، ودخل ذات يوم على أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وسائر الصحابة أجمعين
فوجد الشفاء عندها فقال للشفاء : " علمي حفصة رقية النميلة كما علمتيها الكتابة "
فقد اشتهرت بتعليمها الناس الكتابة والقراءة وحرصهاا على نشر العلم مبتغية أجر الله الله وثوابه
هذا والله أعلى وأعلم
واختم بأن الصحابة كانوا بجنسيهم خير مثال لتتبع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في سائر أمره
فعلينا أن نقتدي بهم ونربي الأجيال على حبهم والحرص على رفع قدرهم
وخير ما نثبت حبنا لهم اتباع نهجهم الذي هو أصلا نهج حبيبنا صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن يبارك جمعنا ويكتب اجرنا ويجازيناا لقياهم في جناته والسير على خطاهم في الدنيا ويثبتنا على ما يرضيه
عميق الشكر لنورنا الحبيبة
ولجميع الأخوات
أشهد الله أني أحبكن فيه وله
دام الجميع في خير وسعادة
اللهم صل وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين...
اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ،
فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ،
أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ،
اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ،
إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
بقي من اسمها اشهر من العلم وكانت بحر في العلم والحكمة وحفظ الأحاديث وأعظم فقيها في الإسلام كما كانت أكثر راوية لأحايث الرسول صلى الله عليه وسلم فمن تكون؟
لن أغلق الحملة إلا بعد سرد سيرتها في مجال العلم!!!!!!!!
أنتظركن غالياتي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ،
فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ،
أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ،
اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ،
إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
ابو
هريرةاكثر من روى الحديث عن رسول
الله
انه احد اعلام الصحابة الرواة الذين اسهموا في حفظ الشريعة ونشرها بين المسلمين كان اكثر من روى الحديث عن رسول
الله صلى
اللهعليه وسلم وروى عنه ثمانمائة مسلم بين صحابي وتابع.
اسمه عبدالرحمن بن صخر من ولد ثعلبة بن سليم بن فهم ينتهي نسبه الى الازو اعظم واشهر قبائل العرب كان اسمه في الجاهلية عبد شمس فلما اعتنق الاسلام سماه الرسول عليه الصلاة والسلام عبدالرحمن اشتهر بكنيته (ابو هريرة) حتى غلبت على اسمه فكاد ينسى. (سمي بذلك نسبة لهره (قطه)احبها ورعاها وكان يطعمها فاسماه الرسول ابو هريره)
سئل ابوهريرة لماذا؟ كنيت بذلك قال ابو
هريرةلاني وجدت هرة فحملتها في كمي فقيل لي ابوهريرة ولد ابو
هريرةفي اليمن ونشأ فيها يرعى الغنم لاهله ويخدمهم وقد توفي والده وهو صغير فنشأ يتيماً وقاسى شظف العيش حتى مَنّ
عليه بالاسلام على يد الطفيل بن عمرو . فهاجر الى الرسول
عليه وسلم وصحبه اربع سنوات في حله وترحاله.
صلى
عريف اهل الصفة:
كان يدخل بيت النبي ويحضر مجالسه وقد اتخذ الصفة مقاما وجعله النبي عريف اهل الصفة.
اذا اراد ان يجمعهم لطعام يطلب من ابي
هريرةان يجمعهم لانه اعرف بهم وبمنازلهم.
وكان ابوهريرة يحب النبي حبا شديدا حدث ان رفع الرسول الدرة ليضرب بها اباهريرة فقال ابو
هريرةلان يضربني بها احب اليّ من حمر النعم.
وكان ابو
هريرةيقتدي بالنبي في كل اعماله ويحذر الناس من الانغماس في ملاذ الدنيا وشهواتها. لا يفرق في ذلك بين غني وفقير أو بين حاكم
اللهمر ذات يوم بقوم يتوضأون فقال لهم اسبغوا الوضوء فاني سمعت ابا القاسم صلى
عليه وسلم يقول: «ويل للاعقاب من النار».
ومما يقوله ابو
هريرة: «ان اهل الصفة هم ضيوف الرحمن لا اهل لهم ولا مال. اذا اتت رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم ارسلها اليهم ولم يصب منها شيئا واذا جاءته هدية اصاب منها واشركهم فيها.
يقول امام التابعين سعيد بن المسيب: رأيت ابا
هريرةيطوف بالسوق. ثم يأتي اهله فيقول: هل عندكم من شئ؟ فان قالوا: لا قال: اني صائم. كان زاهدا في الدنيا ويكتفي من الطعام بسد رمقه - فقد صبر على الفقر طويلا. حتى رزقه
اللهمالا وفيرا- وكان دائما يذكر ايام فقره ويدعو الناس الى الصبر والشكر ومر ابو
هريرةذات يوم بقوم يذبحون شاة. فدعوه الى تناول الطعام معهم فأبى وقال: ان رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم خرج من الدنيا وما شبع من خبز الشعير قط.
وكان رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم قد بعث ابا
هريرةمع العلاء الحضرمي الى البحرين لينشرا الاسلام فيها ويفقها الناس في امور دينهم فأنجزا هذه المهمة خير انجاز.
ولما تولى عمر بن الخطاب رضي
اللهعنه الخلافة جعل ابا
هريرةعاملاً على البحرين وقد عينه معاوية بن ابي سفيان واليا على المدينة فترة من الزمن وكان يقول له: نعم الامير انت يا ابا هريرة. فقد كان وهو امير المدينة يمر في السوق حاملا الحطب عل ظهره حتى ان احد المسلمين عرض عليه ان يحمل عنه الحطب فرفض وقال لست افضل من احد فيكم.
الصحيفة الصحيحة:
كان ابو
هريرةيحفظ ما يقوله رسول
اللهصلى
اللهعليه وسلم عن ظهر قلب. كما كان يدعو الناس الى حفظ القرآن
هريرةوقد حفظ التاريخ وثيقة علمية قيمة تضمنت ما املاه ابو
على تلميذه همام بن منبه احد اعلام التابعين التقاة الذين التفوا حول الصحابي الجليل ابي
هريرةرضي
اللهعنه وهذه الوثيقة اطلق عليها (الصحيفة الصحيحة) وقد نقلها الامام احمد بتمامها في مسنده كما نقل الامام البخاري عددا كبيرا من احاديثها في صحيحه. وقد قال ابو
هريرةرضيالله
عنه عن نفسه «ما من احد من اصحاب النبي صلى
اللهعليه وسلم احفظ لحديثه مني- اللهم إلا عبدالله بن عمر فإنه كان يكتب اما انا فأسمع واحفظ ولا اكتب».
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله هذا الجمع الطيب وجزاكم أجمعين بما هو أهله وشكر لكم وكتب أجركم وجعلنا على نهج الحبيب وصحبه مقتدين بهم مهتدين بسنتهم وجمعني وإياكم معهم في أعالي الجنان
آمين
أستأذتنا الفاضلة نور ضاعف الله لك الأجر والمثوبة وجعلك ممن يشار إليهم بأعلام الهداية مباركة أينما كنتِ
تقبلي تأخري وأعتذاري
حب الدعوة إلى الله عند الصحابة
ضرب صحابة رسول الله أعظم الصور في الدعوة إلى دين الله
وكيف لا وهم من بلغونا هذا الدين فبهم استمر الإسلام فلله الحمد والمنة
وصور الدعوة متنوعة
وهنا سأذكر قصة المؤمنة الداعية المبشرة بالجنة
الرميصاء بنت ملحان وكيف كانت قوية في دعوتها لدين الله عز وجل
والرميصاء هي أم سليم بنت ملحان الأنصارية الخزرجية ، أسلمت وحسن أسلامها وكان أول من هاجمها ووقف في وجهها زوجها مالك بن النضر رجع هذا الزوج من السفر فوجد أمامه جبل لا يهتز في إعلان إسلامه وتكرار كلمة الحق
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فثار غضب هذا الزوج وحاول معها جاهدا ولكنها ثبتت على الحق فضربت أروع الأمثال في الثبات والدعوة لدين الله ازداد غضبه عندما سمعها تردد بعزيمة قوية كلمة الإيمان فخرج من البيت غاضبا فأتى أمر الله وأرسل له عدوا فقتله .
ولثبات هذه الصحابية الجليلة مضى الناس يتحدثون عنها وعن ابنها أنس بن مالك بإعجاب وتقدير، ويسمع أبو طلحة بالخبر فأعجب بهذه المرأة البطلة الصادقة في ثباتهاا الداعية لدين الله
فتقدم لخطبتهاا، ويعرض عليها مهرا غاليا ، ولكن هذه البطلة ردته لأنها لا تتزوج من مشرك فتقول له : " إنه لا ينبغي أن أتزوج مشركا أما تعلم يا أبا طلحة أنا آلهتكم ينحتها آل فلان ، وأنكم لو أشعلتم فيها نارا لاحترقت "
ولكنه عاود لخطبتها فقالت قولا هز أركان الرجل : " يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك أمرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك ".
فقالت له : يا أبا طلحة إن مهري الإسلام - الله أكبر -
فانطلق الرجل يريد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ليسلم ويشهد بوحدانية الله عز وجل وبنبوة حبيبه المصطفى وهكذا ضربت مثلا ساميا في الدعوة لدين الله .
وهنا بطولة أخرى لصحابية جليلة مشهورة بالجهاد في سبيل الله والدعوة لهذا الدين العظيم بكل ما تبذله من غالي ونفيس في سبيل إعلاء رآية الدين وهي
( بطلة أحد وما بعدها )
أم عمارة اسم ضرب أسمى الصور في البطولة والشجاعة فلله درهاا
هي نسيبة بنت كعب الأنصارية إحدى نساء بني مازن النجار ، قيل أنها ما تركت غزوة إلا وخرجت فيها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تضمد الجرحى وتسقي الجنود وتعد الطعام وتحمس الرجال على القتال
سأذكر بطولتها في ( يوم أحد )
جاء يوم أحد وكان لأم عمارة فيه بطولة وأي بطولة وعظمة فقد خرجت إلى أحد مع المجاهدين في سبيل الله تحمل سقاءها لتروى ظمأهم إذا اشتد الحر وأرهقهم العطش وكان تحمل لفائفها لتداوي جرحاهم وتربطها بالضماد ورباط الجرح وإذا لم تكن تعرف فأني أزيدك من سيرة أم عمارة شيئا فقد كانت لها في معركة أحد زوج وثلاثة محبين وهم :-
( رسول الله صلى الله عليه وسلم وولداها حبيب بن زيد، وعبد الله وذلك بالإضافة إلى أخوتها من المسلمين المدافعين عن دين الله والمنافحين عن رسول الله ) .
ثم جاءت المعركة الكبرى يوم أحد. لقد رأت أم عمارة بأم عينها كيف تحول نصر المسلمين إلى هزيمة كبرى عندما ترك الرماة أماكنهم وانشغلوا بجمع الغنائم وتركوا الجبل ليجئ منه الكفار ويضربوا ظهر المسلمين. ورأت أم عمارة كذلك القتل وقد بدأ يشتد في صفوف المسلمين فيتساقطون على أرض المعركة شهيداً إثر شهيد.
ورأت أم عمارة كيف زلزلت الأقدام فتفرق الرجال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق معه إلا عشرة أو نحو عشرة مما جعل صارخ الكفار ينادي:
لقد قتل محمد لقد قتل
عند ذلك انتفضت أم عمارة انتفاضة أنثى الأسد الكاسرة وألقت سقاءها، وانبرت إلى المعركة كالنمرة التي قُصد أشبالها بشر..
وقد تحدثت أم عمارة نفسها عن هذه اللحظات الحاسمات من حياتها، ولنستمع إليها.
قالت أم عمارة رضي الله عنها:
خرجت أول النهار إلى أحد ومعي سقاء أسقي منه المجاهدين حتى انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والنصر والغلبة له ولمن معه.ثم ما لبث أن انكشف المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما بقى إلا من نفر قليل مما يزيدون على العشرة فملت إليه وابني وزوجي.
وأحطنا به إحاطة السوار بالمعصم وجعلنا نذود عنه بسائر ما نملكه من قوة وسلاح.
ورآني الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا ترس معي أقي به نفسي من ضربات المشركين.
ثم أبصر رجلاً هارباً ومعه ترس فقال له صلى الله عليه وسلم: ( الق ترسك إلى من يقاتل) فألقى الرجل ترسه ومضى.
فأخذته وجعلت أتترس به عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما زلت أضارب عن النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف، وأرمي دونه بالقوس حتى أعجزتني الجراح.
وفيما نحن كذلك أقبل ابن قَمِئَة كالجمل الهائج وهو يصيح:-
أين محمد؟ دلوني على محمد.
فاعترضت طريقه أنا ومصعب بن عمير فقتل مصعباً بسيفه وأرداه قتيلا، ثم ضربني ضربة خلفت في عاتقي جرحاً غائراً، فضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه درعان .
ثم أكملت أم عمارة حديثها فقالت: وفيما كان ابني يناضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضربه أحد المشركين ضربة كادت تقطع عضده وجعل الدم يتفجر من جرحه الغائر.فأقبلت عليه، وضمدت جرحه، وقلت له : انهض يا بني وجالد القوم ( أي أضربهم بالسيف).
فالتفت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: (ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة)؟!
ثم أقبل الرجل الذي ضرب ابني فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "هذا ضارب ابنك يا أم عمارة".
"فما أسرع أن اعترضت سبيله وضربته على ساقه بالسيف, فسقط صريعاً على الأرض, فاقبلنا عليه نضربه واحداً بعد آخر بالسيوف، ونطعنه بالرماح حتى أجهزنا عليه فالتفت إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم مبتسماً وقال:لقد اقتصصت منه يا أم عمارة ، والحمد لله الذي أظفرك به وأراك ثأرك بعينك "
وهنا قصة أخرى لابن هذه البطلة فلم يكن ولدا أم عمارة عبد الله وزيد بأقل شجاعة وجرأة من أمهما وأبيهما ، ولا أدنى تضحية وفداء منهما. فقد حدّث ابنها عبدالله عن هذا اليوم فقال: شهدت أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما تفرق الناس دنوت منه أنا وأمي ندافع عنه فقال: "ابن أم عمارة".
قلت: نعم.
قال:ارم .
فرميت بين يديه رجلآً من المشركين بحجر فوقع على الأرض, فما زلت أعلوه بالحجارة حتى جعلت عليه منها حملاً, والنبي عليه السلام ينظر إلي ويبتسم.. وحانت منه التفاتة فرأى جرح أمي على عاتقها يتصبب منه الدم فقال:أمك..أمك. اعصب جرحها بارك الله عليكم أهل بيت". فالتفتت إليه أمي وقالت: ادع لنا أن نرافقك في الجنة يا رسول الله.
فقال عليه السلام : " اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ".
فقالت أمي: ما أبالي بعد اليوم ما أصابني في الدنيا . ثم عادت أم عمارة من موقعة أحد بجرح غائر يؤلمها أشد الألم وربحت هذه الدعوة التي دعا لها الرسول صلى الله عليه وسلم . وعاد النبي صلى الله عليه وسلم من أحد وهو يقول: " ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا ورأيت أم عمارة تقاتل دوني ".
تمرست أم عمارة يوم أحد على القتال فأتقنته. واستمرت أم عمارة تتمتع بحلاوة الجهاد في سبيل الله فلا تستطيع أن تتأخر عنه وما عادت تطيق عنه صبراً.
وسأذكر لها أيضا قصة أخرى أثرت فيني كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لها ولد اسمه ( حبيب بن زيد ) أرسله الرسول إلى مسيلمة الكذاب برسالة يحذر فيها الرسول مسيلمة من كذبه وادعائه للنبوة فأراد مسيلمة أن يضم هذا الصحابي الجليل إليه ولكن النفس الطاهرة الصادقة أبت ذلك فما كان من المجرم مسيلمة إلا أن
يقطع جسده عضوا عضوا وهو صابر ثابت على الحق حتى توفي فأقسمت هذه الأم الرؤوم أن تنتقم لابنهاا الحبيب وتثأر له
فلما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وجأت حروب الردة ذهبت أم عمارة لأبي بكر الصديق تستأذنه بالالتحاق بهذا الجيش المحارب للمرتدين فكان لها ذلك فخرجت مع البطل خالد بن الوليد رضي الله عنهم أجمعين لتقاتل الكذاب فكانت تصيح بأعلى صوتها وتقول : " أين أنت يا مسيلمة أخرج يا عدو الله " ولقد جرحت اثنا عشر جرحا فواصلت الجهاد حتى قطعت يدها فلم تحس بها وتقدم ( وحشي بن حرب ) بحربته المشهورة ووجهها إلى مسيلمة فصرعه وأجهز عليه ابنها ( عبدالله بن زيد ) وظل أبو بكر يطمئن عليها حتى شفيت رضوان الله عليها .
فلها مكانة كبيرة عند الصحابة لجهادها ودعوتها لدين الحق ولقد خرجت مع المسلمين لقتال الفرس ، ولما سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون الغنائم بكت وتذكرت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشارك في حفر ( الخندق ) ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح ويقول : " الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس "
وكانت من مكانتها العظيمة أن من ضمن الغنائم ( قطيفة مرصعة بالجواهر واللآلىء ) فكانت من نصيب هذه البطلة المجاهدة ، فاحتضنتها وهي تبكي لمنزلتها العالية بين الصحابة.
وسأختم بقصة رائعة ضربت أروع الصور في الدعوة لدين الحق والجهاد في سبيل إعلاء كلمته
وهي قصة مبكية العرب من أكابر من أسس شعر الرثاء في أدبنا العربي ولكن هنا قصة هيهات أن تأتي شيئا أمام شعرهااا الذي أبكى الجميع
قصة ( أم الشهداء ) الخنساء تماضر بنت عمرو
التي قدمت على المصطفى صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم وأعلنت إسلامها وإيمانها لعقيدة التوحيد وحسن إسلامها حتى أصبحت رمزا متألقا من رموز البسالة ، وعزة النفس وعنوانا للأمومة المسلمة المشرفة
وقصتنا هي
عندما أخذ المسلمون يحشدون جندهم ويعدون العدة زحفا إلى القادسية كانت الخنساء مع ابنائها الأربعة تزحف مع الزاحفين للقاء الفرس وفي خيمتها ألقت على أولادها الأربعة وصيتها المشهورة التي حملت أسمى معاني الجهاد والدعوة لدين الحق
قالت : " يا بني أسلمتم طائعين ، وهاجرتم مختارين ، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين ، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية ، يقول الله تعالى : { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱصْبِرُوا۟ وَصَابِرُوا۟ وَرَابِطُوا۟ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
فإضا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين "
فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان أخذت تتلقى أخبار بنيها وأخبار المجاهدين
ولقد جاءها النبأ الجلل
باستشهاد أولادها الأربعة فقالت قولهاا المشهور :
" الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته "الله أكبر الله أكبر أين هي من أمهات هذا العصر التي تربي في نفس أولادها الخوف من صغرهم
ولن أتوقف إن أردت سرد قصص من حياة الصحابيات فكيف بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
أسأل الله أن يجعلنا على نهجهم سائرين وبسنة المصطفى مقتدين وأن يجمعنا بهم أجمعين في جنات النعيم آآآآآمين..
يتبع بإذن الله تعالى ..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
حرص الصحابة رضوان الله عليهم على طلب العلم
كانت مجـالس الصـحابة رضـي الله عنهم عامرة بذكـر الله عـز وجـل ، وبالمذاكـرة في العـلم ، والمناقشـة في مسـائله ، والسـؤال عمـا يشكل ، معرفة للسنة وحرصاً على تطبيقها ،
وهنا قصة جميلة جاء فيما رواه عروة بـن الـزبير قـال :
"كـنت أنـا وابـن عمر مستندَين إلى حجرة عائشـة ، وإنـا لنسـمع ضـربها بالسـواك تسـتن ، قـال فقـلت : يـا أبا عبد الرحمن ، أَعْتَمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجب ؟ قال : نعم ، فقـلت لعائشـة : أي أمـتاه ، ألا تسـمعين مـا يقـول أبو عـبد الرحمن ؟
قـالت : ومـا يقـول ؟
قـلت : يقـول اعـتمر النبي صلى الله عليه وسلم في رجـب ؟
فقـالت : يغفـر الله لأبـي عـبد الرحمن ، لعمـري مـا اعـتمر في رجب ، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لمعه ، قال : وابن عمر يسمع ، فما قال لا ، ولا نعم ، سكت "
ما أروع الأنصات والحرص على العلم والتعلم ..
وكانوا الصحابة يحرصون على معرفة السـنة ويحـذرون مـن الخـلاف والجـدل العقيم ، يعـلمون الجـاهل ويذكرون الغافل ، إذا جهل أحدهـم أمراً سأل عنه ، وإذا سُئلَ أحدهم عن شـيء يعـلمه ، أفـتى بمـا يعـلم ، فإن لم يكن عنده في هذه المسألة عـلم ، أحال السائل إلى غيره ، مع أمرهـم الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر بحكمـة وأسلوب حسن ، فكـان لهم في ذلك مواقف محمودة ، وأحوال مَرْضية ، ومن تلك :
ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد اللّه بن حنين أن عـبد الله بـن عـباس والمسـور بن مخرمة رضـي الله عنهما اختلفا بالأبواء -وهو مكـان بـين مكـة والمدينة - فقال عبد اللّه بن عباس : يغسل المحـرم رأسـه ، وقـال المسور لا يغسل المحرم رأسه ،
فـأرسلني -القـائل هـو عبد اللّه بـن حـنين - ابن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري رضـي الله عـنه أسـأله عن ذلـك ، فوجدتـه يغتسل بين القرنين ، وهو يستتر بثوب ، قال فسلمت عليه فقال : من هذا ؟ فقلت : أنا عبد اللّه بن حـنين ،
أرسـلني إليك عبد اللّه بن عباس أسألك كيف كـان رسول الله صـلى الله عـليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم ، فوضع أبو أيوب رضي الله عـنه يـده على الثوب فـطأطأه حتى بدا لي رأسه ، ثـم قال لإنسان يصـب اصـبب ، فصب عـلى رأسه ثم حرك رأسه بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ، ثم قال : هكذا رأيته صلى الله عليه وسلم يفعل .
وفي رواية أخرى قال : ( فأمرَّ أبو أيوب بيديه على رأسه جميعاً على جميع رأسه ، فأقبل بهما وأدبر ، فقال المسور لابن عباس : لا أماريك أبداً )
وهنا قصة خطيبة النساء أسماء بنت يزيد
وفدت هذه الصحابية الجليلة على الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة فبايعته وسمعت حديثه ، وتعد من المحدثات الفاضلات وكانت تتميز بالجرأة في الحق، فقد كانت تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحلال والحرام، وهو يتعجب من حسن بيانها وشجاعته، وكانت تتميز بحسن المنطق والبيان فقد كان يطلق عليها خطيبة النساء.
ولها موقف رائع في الاهتمام بشؤون النساء ولقد كانت صفتها أنها تهتم بكل ما يهم المرأة المسلمة في دينيها وموقفها :
أتت(أسماء) النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت:
" بأبي وأمي أنت يا رسول الله. أنا وافدة النساء إليك إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل وإن الرجل إذا خرج حاجا أو معتمرا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير ،
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه ؟!
فقالو: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: " افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله ".
فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قاله لها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واختم بالمعلمة الأولى
الشفاء بنت عبدالله
كانت هذه الصحابية تكتب بالعربية في الوقت الذي كان يندر وجود من يكتب ويقراء وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجلها وكذلك أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين كانت لها مكانة كبيرة
كانت تعرض على رسول الله ما كانت ترقي به الناس في الجاهلية فهي اشتهرت بالطب والعلم منذ الجاهلية ، وكان يسمع منها صلى الله عليه وسلم ، ودخل ذات يوم على أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها وسائر الصحابة أجمعين
فوجد الشفاء عندها فقال للشفاء : " علمي حفصة رقية النميلة كما علمتيها الكتابة "
فقد اشتهرت بتعليمها الناس الكتابة والقراءة وحرصهاا على نشر العلم مبتغية أجر الله الله وثوابه
هذا والله أعلى وأعلم
واختم بأن الصحابة كانوا بجنسيهم خير مثال لتتبع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في سائر أمره
فعلينا أن نقتدي بهم ونربي الأجيال على حبهم والحرص على رفع قدرهم
وخير ما نثبت حبنا لهم اتباع نهجهم الذي هو أصلا نهج حبيبنا صلى الله عليه وسلم
أسأل الله أن يبارك جمعنا ويكتب اجرنا ويجازيناا لقياهم في جناته والسير على خطاهم في الدنيا ويثبتنا على ما يرضيه
عميق الشكر لنورنا الحبيبة
ولجميع الأخوات
أشهد الله أني أحبكن فيه وله
دام الجميع في خير وسعادة
اللهم صل وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين...
وكانوا الصحابة يحرصون على معرفة السـنة ويحـذرون مـن الخـلاف والجـدل العقيم ، يعـلمون الجـاهل ويذكرون الغافل ، إذا جهل أحدهـم أمراً سأل عنه ، وإذا سُئلَ أحدهم عن شـيء يعـلمه ، أفـتى بمـا يعـلم ، فإن لم يكن عنده في هذه المسألة عـلم ، أحال السائل إلى غيره ، مع أمرهـم الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر بحكمـة وأسلوب حسن ،
أسأل الله أن يبارك جمعنا ويكتب اجرنا ويجازيناا لقياهم في جناته والسير على خطاهم في الدنيا ويثبتنا على ما يرضيه
<br class="Apple-interchange-newline">
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
من الحماس دخلت من جوال
أظنها والله أعلم
أمنا الحبيبة الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها وعن أبيها
يا رب يكون الجواب صح ^__^
صدقا حبيت اﻷكشن
ربي يسعدك ويرضا عليك
كوني بخير
اللهم صل وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين....
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رضي الله عن عائشة
علم عائشة رضي الله تعالى عنها
هِيَ أمُّ المؤمنينَ أمُّ عبدِالله: عائشةُ بنتُ الصِّدِّيق ، خليفةِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبِي بَكْرٍ عبدِالله بنِ أبي قُحَافةَ عثمانَ بنِ عامرِ بن عمرو بن كعْب بن سعْد بن تَيْم بن مُرَّة، بن كعْب بن لُؤيٍّ; القرشيَّة التيميَّة، المكيَّة، النبويَّة، أم المؤمنين، زَوْجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفْقَه نِساءِ الأُمَّة على الإطلاق.
وأمُّها هي: أُمُّ رُومانَ بنتُ عامرِ بن عُوَيمر، بن عبدِ شمْس، بن عتاب ابن أُذينة الكِنانية.وكان أبوها أبى بكر بن أبى قحافة من تيم بن مرة الصديق الصدوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها أم رومان بنت عمير من بني الحارث، وهى من الصحابيات الجليلات، وقد جمعت السيدة عائشة في نسب أبيها وأمها الخير كله وعُرف عن قوم السيدة عائشة من أبيها بني تيم الكرم والشجاعة، والأمانة، وعن قوم أمها اللين، وسداد الرأي وحُسن الخلق
هاجَر بعائشةَ أبواها، وتزوَّجها نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل مهاجرِه بعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُوَيلد، وذلك قبلَ الهِجرة ببضعة عشَرَ شهرًا، وقيل: بعامين، ودخَل بها في شوَّال سَنةَ اثنتين منصرفَه - عليه الصلاة والسلام - مِن غزوةِ بدر، وهي ابنةُ تِسْع، فرَوَتْ عنه عِلمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعْد، وحمْزَة بن عمرو الأسْلمي، وجُدَامَةَ بنتِ وهْب..وُلدت السيدة عائشة بنت أبى بكر رضي الله عنها بعد أربع أو خمس سنين من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت هي وأختها أسماء في سن صغيرة جداً.. وفى صحيح البخاري أن السيدة عائشة قالت: «لم أعقل أبوي قط إلا يدينان الدين».
.هي أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه، هي الصّديقة بنت الصديق، وهى العالمة، المتعلمة، الفقيهة، فقد تعلمت أمر دينها على يد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمت المسلمين والمسلمات من فيض هذا العلم.
فِقهُ وعِلم أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -:
قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ.
كما أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة، وسُرعةَ الحافظة، قال ابن كثير:"لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها، وفصاحتِها وعَقْلِها"، ويقول الذهبيُّ:"أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها".
وقدْ تجاوز عددُ الأحاديث التي روتْها ألْفَيْن ومائة حديث عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي مُشتَهِرة في كُتُب السُّنَّة: البخاري ومسلم، والسُّنن والمسانيد، وغيرها؛ قال الحافظُ الذهبيُّ: مُسْنَد عائشة يبلُغ ألْفَين ومائتين وعشرة أحاديث؛ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ لها على مائةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثًا، وانفرَد البخاريُّ بأربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلِمٌ بتِسعة وستِّين.
ويقول عُروةُ بنُ الزُّبَيْر: "ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بفِقه، ولا بِطبٍّ ولا بِشِعر من عائشةَ - رضي الله عنها"، وقال فيها أبو عُمرَ بنُ عبدالبرِّ: "إنَّ عائشةَ كانتْ وحيدةً بعصرها في ثلاثةِ علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشِّعر".
. وقد كان الصحابة يسألونها في علم الفرائض أي علم المواريث وهو من أصعب علوم الشرع.. وقد روت الكثير من الأحاديث عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد كانت تُدّرس للصحابة والتابعين، حتى أواخر عمرها.. فرضي الله عنها وأرضاها.
.
وأما عن حفظها القرآن فقد ذكر السيوطي في الإتقان نقلا عن ابن عبيد في كتاب القراءات جملة من القراء المهاجرين فعد منهم عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهن.
ومن المعلوم كذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت من المكثرين من الحديث، وكانت عالمة بالسير والأنساب والطب. رضي الله عنها.
كما كانتِ المرجعَ الكبيرَ لكِبار الصحابة، خاصَّة عندَ المواقف والملمَّات، إلى أن تُوفِّيت - رحمها الله ورضي عنها.
رضي الله عنها وأرضاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رضي الله عن عائشة
علم عائشة رضي الله تعالى عنها هِيَ أمُّ المؤمنينَ أمُّ عبدِالله: عائشةُ بنتُ الصِّدِّيق ، خليفةِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أبِي بَكْرٍ عبدِالله بنِ أبي قُحَافةَ عثمانَ بنِ عامرِ بن عمرو بن كعْب بن سعْد بن تَيْم بن مُرَّة، بن كعْب بن لُؤيٍّ; القرشيَّة التيميَّة، المكيَّة، النبويَّة، أم المؤمنين، زَوْجة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أفْقَه نِساءِ الأُمَّة على الإطلاق.وأمُّها هي: أُمُّ رُومانَ بنتُ عامرِ بن عُوَيمر، بن عبدِ شمْس، بن عتاب ابن أُذينة الكِنانية.وكان أبوها أبى بكر بن أبى قحافة من تيم بن مرة الصديق الصدوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمها أم رومان بنت عمير من بني الحارث، وهى من الصحابيات الجليلات، وقد جمعت السيدة عائشة في نسب أبيها وأمها الخير كله وعُرف عن قوم السيدة عائشة من أبيها بني تيم الكرم والشجاعة، والأمانة، وعن قوم أمها اللين، وسداد الرأي وحُسن الخلق
هاجَر بعائشةَ أبواها، وتزوَّجها نبيُّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل مهاجرِه بعدَ وفاة الصِّدِّيقة خديجة بنت خُوَيلد، وذلك قبلَ الهِجرة ببضعة عشَرَ شهرًا، وقيل: بعامين، ودخَل بها في شوَّال سَنةَ اثنتين منصرفَه - عليه الصلاة والسلام - مِن غزوةِ بدر، وهي ابنةُ تِسْع، فرَوَتْ عنه عِلمًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعْد، وحمْزَة بن عمرو الأسْلمي، وجُدَامَةَ بنتِ وهْب..وُلدت السيدة عائشة بنت أبى بكر رضي الله عنها بعد أربع أو خمس سنين من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت هي وأختها أسماء في سن صغيرة جداً.. وفى صحيح البخاري أن السيدة عائشة قالت: «لم أعقل أبوي قط إلا يدينان الدين».
.هي أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه، هي الصّديقة بنت الصديق، وهى العالمة، المتعلمة، الفقيهة، فقد تعلمت أمر دينها على يد زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمت المسلمين والمسلمات من فيض هذا العلم.
فِقهُ وعِلم أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: قال الزُّهريُّ: لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ.كما أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة، وسُرعةَ الحافظة، قال ابن كثير:"لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها، وفصاحتِها وعَقْلِها"، ويقول الذهبيُّ:"أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها".وقدْ تجاوز عددُ الأحاديث التي روتْها ألْفَيْن ومائة حديث عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي مُشتَهِرة في كُتُب السُّنَّة: البخاري ومسلم، والسُّنن والمسانيد، وغيرها؛ قال الحافظُ الذهبيُّ: مُسْنَد عائشة يبلُغ ألْفَين ومائتين وعشرة أحاديث؛ اتَّفق البخاريُّ ومسلمٌ لها على مائةٍ وأربعةٍ وسبعين حديثًا، وانفرَد البخاريُّ بأربعةٍ وخمسين، وانفرد مسلِمٌ بتِسعة وستِّين.ويقول عُروةُ بنُ الزُّبَيْر: "ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بفِقه، ولا بِطبٍّ ولا بِشِعر من عائشةَ - رضي الله عنها"، وقال فيها أبو عُمرَ بنُ عبدالبرِّ: "إنَّ عائشةَ كانتْ وحيدةً بعصرها في ثلاثةِ علوم: علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشِّعر".
. وقد كان الصحابة يسألونها في علم الفرائض أي علم المواريث وهو من أصعب علوم الشرع.. وقد روت الكثير من الأحاديث عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد كانت تُدّرس للصحابة والتابعين، حتى أواخر عمرها.. فرضي الله عنها وأرضاها.
.
وأما عن حفظها القرآن فقد ذكر السيوطي في الإتقان نقلا عن ابن عبيد في كتاب القراءات جملة من القراء المهاجرين فعد منهم عائشة وحفصة وأم سلمة رضي الله عنهن.
ومن المعلوم كذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت من المكثرين من الحديث، وكانت عالمة بالسير والأنساب والطب. رضي الله عنها.
كما كانتِ المرجعَ الكبيرَ لكِبار الصحابة، خاصَّة عندَ المواقف والملمَّات، إلى أن تُوفِّيت - رحمها الله ورضي عنها.
رضي الله عنها وأرضاها
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم