ايثار شهد له القرآن
قال تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
تعددت القصص على من نزلت هذه الاية
وقيل انها في ابن عمر
وروى منصور عن الحسن : أن يتيما كان يحضر طعام ابن عمر ، فدعا ذات يوم بطعامه ، وطلب اليتيم فلم يجده ، وجاءه بعدما فرغ ابن عمر من طعامه فلم يجد الطعام ، فدعا له بسويق وعسل ; فقال : دونك هذا ، فوالله ما غبنت ; قال الحسن وابن عمر : والله ما غبن
وقيل انها في صحابي من الانصار
وقال مقاتل : نزلت في رجل من الأنصار أطعم في يوم واحد مسكينا ويتيما وأسيرا . وقال أبو حمزة الثمالي : بلغني أن رجلا قال يا رسول الله أطعمني فإني والله مجهود ; فقال : " والذي نفسي بيده ما عندي ما أطعمك ولكن اطلب " فأتى رجلا من الأنصار وهو يتعشى مع امرأته فسأله ; وأخبره بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ; فقالت المرأة : أطعمه واسقه . ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتيم فقال : يا رسول الله ! أطعمني فإني مجهود . فقال : " ما عندي ما أطعمك ولكن اطلب " فاستطعم ذلك الأنصاري فقالت المرأة : [ ص: 116 ] أطعمه واسقه ، فأطعمه . ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أسير فقال : يا رسول الله ! أطعمني فإني مجهود . فقال : " والله ما معي ما أطعمك ولكن اطلب " فجاء الأنصاري فطلب ، فقالت المرأة : أطعمه واسقه . فنزلت : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ذكره الثعلبي
وقيل : إن هذه الآية نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري نذر نذرا فوفى به . وقيل : نزلت فيمن تكفل بأسرى بدر وهم سبعة من المهاجرين : أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وأبو عبيدة - رضي الله عنهم - ; ذكره الماوردي .
قال بعض أهل التفسير : نزلت في علي وفاطمة - رضي الله عنهما - وجارية لهما اسمها فضة ملخصها
ان علي بن ابي طالب رضي الله عنه يسقي نخلاً لرجل ويأخذ منه بعد ذلك كمية من
الشعير اجراً على السقي ثم يذهب إلى بيته ويقسم الشعير ثلاثة اقسام فصنعوا طعاماً
بالثلث الأول فلما نضج الطعام اتاهم مسكين فأخرجوا له الطعام ثم صنعوا طعاماً بالثلث
الثاني فلما نضج الطعام اتاهم يتيم فسأل فأطعموه الطعام ثم صنعوا بالثلث الباقي طعاماً
فلما نضج اتاهم اسير من المشركين فأطعموه وباتوا جائعين .
وهي بالتاكيد نزلت في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاية شهادة لهم من الله
جزاك الله كل خير غاليتي شوق