نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
قال تعالى عن المنافقين: { وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى } التوبة/54
لو لم يكن للنفاق آفة إلا أنه يورث الكسل عن العبادة ، لكفى به ذما ،
فكيف ببقية آثاره السيئة ؟! .تأمل قوله تعالى : { مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ } الإسراء/18
ولم يقل: عجلنا له ما يريد ؛ بل قال: { مَا نَشَاء } لا ما يشاء هو {
لِمَن نُّرِيدُ } فمن الناس: من يعطى ما يريد من الدنيا ،
ومنهم : من يعطى شيئا منه ،
ومنهم : من لا يعطى شيئا أبدا ،
أما الآخرة فلا بد أن يجني ثمرتها إذا أراد بعمله وجه الله : { وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً }. [ ابن عثيمين ]" وصف الله تعالى نفسه بعد قوله : { رَبِّ الْعَالَمِينَ }
بأنه: { الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } لأنه لما كان في اتصافه بـ{
رَبِّ الْعَالَمِينَ } ترهيب ،
قرنه بـ{
الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ } لما تضمنه من الترغيب ؛
ليجمع في صفاته بين الرهبة منه والرغبة إليه ، فيكون أعون على طاعته وأمنع ". [ القرطبي ]{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ...} آل عمران/144
لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس حوله على أنه عبد الله ورسوله ،
والذين ارتبطوا به عرفوه كذلك ،
فإذا مات عبد الله ،
بقيت الصلة الكبرى بالحي الذي لا يموت ؛
فأصحاب العقائد الحقة أتباع مبادئ لا أتباع أشخاص. [ محمد الغزالي ] { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } الكهف/7
لقد اغتر بزخرف الدنيا وزينتها الذين نظروا إلى ظاهرها دون باطنها ،
فصحبوا الدنيا صحبة البهائم ، وتمتعوا بها تمتع السوائم ،
همهم تناول الشهوات ، من أي وجه حصلت ،
فهؤلاء إذا حضر أحدهم الموت ، قلق لخراب ذاته ، وفوات لذاته ،
لا لما قدمت يداه من التفريط والسيئات . [ ابن سعدي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
ورزقاً ثم دفناً بالبقيع