في الطابور الصباحي .. ككل المدارس قمت بالتفتيش على أظافر طالباتي ..
وبصعوبة بالغة تخرج من بينهن الطالبة صاحبة الأظافر الطويلة حتى تقلمها ...
دخلت الحصة الأولى ... وخضت غمار درسي ...
ومن الطبيعي أن أشير بيدي أثناء الشرح ...
ما أثار دهشتي ..
ذاك الصوت العاااالي من آخر الصف ...
أظــــــــــاااااااااااااااااافرك طوووووووووويلة يا أستاااذة ..!!
رمقتها بطرف عيني .. ولم أجبها ..
قالت : كيف نقلم نحن أظافرنا .. وتأمريننا بذلك وأنت أظافرك طويلة ؟
هذا ليس عدل ..
هنا .. شعرت بصدقها .. ونظرت إلى أظافري التي ظننت أني قد قصصتها ..!!
صعقت .. بل ذهلت ... كيف أرد عليها ؟
وأنا التي كنت أحرص غاية الحرص على أن لا أقول لهن شيئاً إلا وقد كنت أول العاملات به ..!!
قلت بابتسامة : أتصدقين .. لم ألاحظ ذلك .. ثم يا عزيزتي من تطيلها إهمالاً لها ليس كمن تطيلها فخراً بها .. لولا مشاغلي وتناسيني لها .. لم أتركها ... وأنت تعلمين ذلك ..
لم تزد تلك الطالبة كلمة على ما قلت ..!
خرجت .. وحرصت قبل ذهابي لغرفتي أن أمر على المراقبة حتى أقص أظافري .. التي أحرجتني أمام طالباتي ..
وحقاً فعلت ... !
وفي نفس اليوم ... يشــــــــــــاء الله أن أكون عند نفس هذا الصف في حصة انتظار ..!!
كانت الحصة الأخيرة .. دخلت وسلمت ثم جلست ..
بدأت كالمعتاد بالحديث معهن .. والدعابة معهن ..
إلتففن حولي .. وهن يتسابقن الحديث ..
فجأة .. دوووون مقدمااات ... ذات الطالبة قالت بصوووت عالي لزميلاتها ..
أنـــــــــظروووووووا ... الأستاااذة قصت أظافرها ...!!!
تعجبت .. خصوصاً أني كنت قد نسيت الموقف الذي في الصباح ... !
هنا شعرت بشعور مختلف عن المرة الأولى ...
شعرت أني حقاً قدوة ... وأنظار طالباتي ترقبني بالمجهر ..!!
شعرت بفخر أن تلك الصورة التي اهتزت .. عاودت بريقها في نفس اليوم ..
ومن ذلك اليوم .. أصبحت أكثر حرصاً على الظهور كقدوة .. عاملة بما تقووول...
* *
أسأل الله الإخلاص والتوفيق .. لزميلاتي .. وطالباتي