نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
كنت أعاني من هم وضيق ،
فسمعت شرحا لقصة موسى ورأيت كيف أنه لمّا أحسن للفتاتين
وسقى لهما ودعا ربه أتاه الفرج ،
وكانت عندنا مستخدمة بالمدرسة فقيرة ؛
فأحسنت إليها ،
وطلبت من الله الإحسان ؛
ففرج الله همي وشرح صدري ،
وصدق الله تعالى :
{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } .
كلما ازداد قرب العبد من الله وعلا مقامه ،
قوي عزمه وتجرد صدقه ،
فالصادق لا نهاية لطلبه ،
ولا فتور لقصده ،
بل قصده أتم ،
وطلبه أكمل ،
ونيته أحزم
{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } .
[ ابن القيم ]
تدبر هذه الآية
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ }
ففيها من الكنوز ما لا يمكن حصره :
1/فهي في وسط آيات الصيام ،
مشعرة بأهمية الدعاء في رمضان وأثره
2/تأمل هذا الشرف الذي ألبسك الله إياه ،
إذ نسبك إلى نفسه سبحانه
{ عِبَادِي }
فأي كرم سيناله العبد من سيده ؟
3/فيها عدة جمل عظيمة ،
وأعظمها قرب الله منك ،
فما ظنك بعطاء أعظم قريب ؟
فازدد غوصا تجد لؤلؤا .
[ أ . د . ناصر العمر ]
بشرى سارة ( إنطلاق جوال تدبر القرآن الكريم )
#726
تاريخ المشاركة 09 August 2012 - 07:35 AM
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#727
تاريخ المشاركة 10 August 2012 - 07:32 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
كنت لا أعرف طريق المسجد ،
والحياة عندي عبث في عبث ،
فسمعت يوما قارئا يقرأ قوله تعالى :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا }
فتأملت في حالي فأحسست حقا
أن كل ما كنت فيه من لهو وعبث وضلال ،
ليس إلا لهثا وراء سعادة زائفة !
ومعيشة ضنكا ؛
فأطفأت السيجارة ،
وأشعلت أنوار الإيمان ...
أسأل الله الثبات .
سباق الزمن مع ليلة القدر :
لو عرضت على أحدنا المساهمة في صفقة
ربحها المضمون عشرة أضعاف ،
لركض إليها ركضا !
فكيف يفرط أحدنا بصفقة الربح فيها مضاعف ألف مرة ؟ !
{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
إن هذا لهو الغبن العظيم .
[ د . عمر المقبل ]
إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم ،
فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى ،
وهذا من لطفه ،
قال تعالى :
{ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ
وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ }
فنهاهم عن تمني ما ليس بنافع ،
وفتح لهم أبواب الفضل والإحسان ،
وأمرهم أن يسألوه بلسان الحال .
[ ابن سعدي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#728
تاريخ المشاركة 11 August 2012 - 07:50 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ
أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
هذه الآية كانت درسا لي ،
عندما قرأتها شعرت كأني المخاطبة.
أريد الجنة ،
وأريد رؤية الله سبحانه !
لكن أين العمل ؟ !
ومن لحظتها قررت الاجتهاد في العمل الصالح .
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
مفتاح البحار السفن ،
ومفتاح الأرض الطرق ،
ومفتاح السماء الدعاء .
[ الحسن البصري ]
وصف الله نعيم أهل الجنة بقوله :
{ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ }
وختمت الآية بهذين الاسمين :
( الغفور الرحيم )
للإشارة إلى أن الله غفر لهم أو لأكثرهم اللمم وما تابوا منه ،
وأنه رحيم بهم لأنهم كانوا يحبونه ويخافونه ويناصرون دينه .
[ ابن عاشور ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#729
تاريخ المشاركة 12 August 2012 - 07:22 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
من أعظم الأشياء التي كانت تصدني عن التوبة :
تلبيس الشيطان علي في القنوط من رحمة الله ،
وأني صاحب ذنب لا يغتفر ؛
حتى قرأت :
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ }
إلى :
{ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
فإذا كان الله فتح باب التوبة
لمن نسب له الصاحبة والولد فكيف بمن دونه ! .
من أعظم نفحات رمضان :
مصادفة ساعة إجابة ،
يسأل العبد فيها الجنة والنجاة من النار ،
فيجاب سؤاله ،
فيفوز بسعادة الأبد ،
قال تعالى :
{ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } .
[ ابن رجب ]
إذا علمتَ أن معنى ( زحزح )
في قوله تعالى :
{ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ }
أي : دفع ،
فما السر في اختيار هذه الكلمة ( زحزح ) ؟
حاول أن تتدبر ،
وسيصلك الجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
الحكمة من التعبير بـ( زحزح )
- والله أعلم -
لأن النار أعاذنا الله منها ،
محفوفة بالشهوات ،
والشهوات تميل إليها النفوس ،
فلا يكاد ينصرف عن هذه الشهوات إلا بزحزحة ؛
لأنه يقبل عليها بقوة .
[ ابن عثيمين ]
{ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا }
هل نحن من الذين يسمعون آيات الله فيزدادون إيمانا ،
أم أننا - أو أن أكثرنا -
يسمع آيات القرآن للطرب وللعجب ،
فإذا سمعها لم تجاوز أذنيه ولم تصل إلى قلبه وعقله ؟ .
[ علي الطنطاوي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#730
تاريخ المشاركة 13 August 2012 - 07:19 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ }
كل إنسان ستظهر سريرته
وينكشف مخبؤه وسيظهر مستوره ،
يا له من يوم !
حقا لما تدبرت هذه الآية حركت مكامن الخوف عندي ؛
رغم أني أحفظها وأرددها ،
وصرت أتقي الله في خلوتي وفيما أحفظه في سريرتي .
يا قائم رمضان :
استجمع الفؤاد ،
وعش مع هذه الآيات في عظاتها !
عش مع أهل الجنة في نعيمهم وسرورهم ،
حتى تتحرك النفس إلى الجنان ،
وعش مع أهل النار في جحيمهم وسعيرهم ،
فإن هذا يزكي الفؤاد حال تذكرهما ،
ويكسبه الرقة والخوف من رب العباد ،
فما تفكر عبد في آيات القرآن إلا تذكر ،
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }
فكن ذلك المدكر ! .
[ محمد المختار ]
{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ }
إذا سمعوا ذكر النار والوعيد اقشعروا ،
ثم تلين جلودهم إذا سمعوا ذكر الجنة .
[ ابن جريج ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#731
تاريخ المشاركة 16 August 2012 - 04:35 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
جلست مرة مع شباب ممن انغمسوا في قراءات فكرية منحرفة ،
وسمعتهم يستشهدون لأفكارهم
بمقولات الفيلسوف الفلاني والمفكر الفلاني
ممن لم يشموا رائحة الوحي
! - والابتسامة تعلو وجوههم ! -
فقلت لهم :
هذه الأفكار موجودة في القرآن ،
ثم تلوت الآيات ،
فتمعرت وجوههم ،
فتذكرت عندها قوله تعالى :
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } ! .
فكانت هذه من عوامل هدايتي الفكرية .
فضل الله عز وجل أهل التلاوة للقرآن بتلاوته ،
وأخبر أنهم يقومون بأمره فقال :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا
مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ }
يخبرهم أن تجارتهم في الآخرة هي الرابحة ،
وأنها لا تكسد عنده ،
حتى يوفيهم أجورهم من الجنة .
[ خباب بن الأرت رضي الله عنه ]
{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
كم يفوت علينا من الخير العظيم عندما نقصرها على بعض معانيها ،
دون أن نقف متدبرين للوازم تحققها ،
حيث إن من إكمال العدة إتمامها عددا وكيفا ،
ويستلزم ذلك الاستمرار في أداء كل العبادات
التي لها مزيد مزية وفضل في رمضان ،
بهمة وفرح ونشاط كأول الشهر والعشر
فلا يفوت عليك خير عظيم لفوات معنى دقيق .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#732
تاريخ المشاركة 20 August 2012 - 08:25 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
كنت كغيري أقرأ القرآن بسرعة وهذرمة ،
وكان همي آخر السورة !
وكنت أقرأ في الساعة الواحدة ثلاثة أجزاء ،
فلما استمعت إلى كلمات أحد مشايخي عن التدبر،
وأثره في صلاح القلب ،
بدأت أدرب نفسي على ذلك ،
فصرت - والله الشاهد -
لا أجد لذة للقراءة إلا بالتدبر ،
حتى إني قد أبقى في الجزء الواحد نحو ثلاث ساعات ،
فأدركت شيئا من معاني :
{ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } .
ينشغل الكثيرون بمظاهر العيد عن جوهره وغاياته ،
فالابتسامات التي يتقابل بها الناس
إن لم تنطلق من قلب متحل بالإيمان ،
متجمل بالعفو والنقاء ،
عازم على الشكر بدوام العطاء
{ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
فإن آثار تلك الابتسامات ستختفي
مع مغيب شمس آخر آيام العيد .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
فتأمل
{ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
إنها تقطع أوصال العجب ..
فما منك شيء أيها الصائم القائم المنفق ،
بل هي هداية الله وحده ،
ولذا ذكرك ربك بقوله :
{ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .
[ من متدبر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#733
تاريخ المشاركة 21 August 2012 - 07:39 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرني :
أنا طالب علم ،
وذات مرة توقفت عند قوله تعالى :
{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ... } الآية ،
فبكيت كثيرا على ضياع ليال كثيرة في هذه الليالي الشاتية الطويلة ،
وأنا لم أشرف نفسي بالانتصاب قائما لربي ولو لدقائق ،
فكان هذا البكاء مفتاحا لبداية
أرجو أن لا تتوقف حتى ألقى ربي .
{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }
فلا يليق بالمسلم وقد ذاق طعم الطاعة في شهر الصيام
أن يحل محل تلك الحلاوة مرارة المعصية ،
ولا يسوغ له إذا أرغم عدوه في شهر الصيام
أن يدخل عليه السرور في شهر شوال وما بعده من الشهور .
[ د . عبد المحسن العباد ]
فرح حقيقي :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }
ففضل الله ورحمته :
القرآن والإيمان ،
من فرح به فقد فرح بأعظم مفروح به ،
ومن فرح بغيره فقد ظلم نفسه ،
ووضع الفرح في غير موضعه .
[ ابن تيمية ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#734
تاريخ المشاركة 22 August 2012 - 08:40 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ
لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ }
تأمل الآية ..
وما الحكمة في قوله :
{ تَأْكُلُهُ النَّارُ } ؟
الجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
إنما قال :
{ تَأْكُلُهُ النَّارُ } ؛
لأن أكل النار للذي قربه أحدهم لله في ذلك الزمان ،
كان دليلا على قبول الله منه ما قرب له ،
ودلالة على صدق المقرب فيما ادعى أنه محق فيما نازع أو قال .
[ الطبري ]
أعلنها عيسى عليه السلام وهو طفل رضيع ،
أنه ليس للعبادة والصلة بالله انقطاع
ما دام في الجسد روح تسري :
{ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } .
[ د . عمر المقبل ]
إياك أن تستصغر ذرات الطاعات ؛
فالتضرع والاستغفار بالقلب حسنة لا تضيع عند الله أصلا ،
بل الاستغفار باللسان أيضا حسنة ؛
إذ حركة اللسان بها عن غفلة خير من حركة اللسان
في تلك الساعة بغيبة مسلم ،
أو فضول كلام ،
بل هو خير من السكوت ،
قال تعالى :
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } .
[ أبو حامد الغزالي ]
القرآن المجيد ليس صورة لنفسية فرد ولا مرآة ،
ولا لعقلية شعب ،
ولا سجلا لتاريخ عصر ؛
وإنما هو كتاب الإنسانية المفتوح ،
ومنهلها المورود ،
فمهما تتباعد الأقطار والعصور،
ومهما تتعدد الأجناس والألوان واللغات ،
ومهما تتفاوت المشارب والنزعات ؛
سيجد فيه كل طالب للحق سبيلا ممهدا ،
يهديه إلى الله ،
على بصيرة وبينة
{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } .
[ د . محمد عبدالله دراز ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#735
تاريخ المشاركة 23 August 2012 - 12:59 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتِ طيبة ياغالية وعيدكم بإذن الله مبارك ..
جزاكِ الله الجنة وبارك فيكِ وفيما تنقليه لنا من خير.
ودي.
#736
تاريخ المشاركة 26 August 2012 - 01:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً أختي آزال
تقبل الله منا ومنكم
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#737
تاريخ المشاركة 26 August 2012 - 05:57 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا }
المتبادر للذهن أن يقول :
( لهم قلوب لا تفقه )
فما الحكمة في التعبير بقوله :
{ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا } ؟
تأملها والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
إنما قال :
{ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا }
ولم يقل :
( لا تفقه ) ;
لبيان أنهم هم المؤاخذون بعدم توجيه إرادتهم لفقه الأمور،
والتفتيش عن الحقائق .
[ محمد رشيد رضا ]
ومن لطائف الاستعاذة أنها طهارة للفم
مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث ،
وتطييب له ،
وتهيؤ لتلاوة كلام الله ،
وهي استعانة بالله ،
واعتراف له بالقدرة ،
وللعبد بالضعف والعجز عن مقاومة هذا العدو المبين الباطني ،
الذي لا يقدر على منعه ودفعه إلا الله الذي خلقه .
[ ابن كثير ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#738
تاريخ المشاركة 27 August 2012 - 03:36 AM
#739
تاريخ المشاركة 28 August 2012 - 01:05 AM
بارك الله تعالى فيكِ أختي سنووايت
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ }
إنما يثبت الإيمان بملاحظة أسبابه وأدلته ،
وبملازمة الطاعات وأنواع القربات .
[ العز بن عبد السلام ]
الداعية الصادق لا يتأخر في طريق دعوته ،
ولا يتوانى عن إجابة داعي الخير كلما دعا ،
بل يبادر إليه ويسارع ،
ويجعل تلبية ندائه أول همه ومسعاه ،
فتلك صفة الصالحين حقا ،
التي بها نالوا القبول عند الكريم ،
{ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ } .
[ د . فريد الأنصاري ]
شجرة الإخلاص أصلها ثابت ،
لايضرها زعازع :
{ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ }
وأما شجرة الرياء ؛
فإنها تجتث عند نسمة :
" من كان يعبد شيئا فليتبعه ".
[ ابن القيم ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#740
تاريخ المشاركة 29 August 2012 - 01:37 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }
ما الحكمة في اختيار كلمة
( النجدين )
في هذه السورة ،
بينما في السور الأخرى جاء التعبير
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ }
و
{ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ }
وغيرها ؟
تأمله والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
اختيار كلمة
( النجدين )
هنا مناسب لجو السورة ،
فإن سلوك النجد فيه مشقة وصعوبة ؛
لما فيه من صعود وارتفاع ،
فهو مناسب للمكابدة والمشقة التي خلق الإنسان فيها ،
ومناسب لاقتحام العقبة وما فيه من مشقة وشدة .
[ د . فاضل السامرائي ]
مرَّ بعض المتعففين على جارية تغني ،
فأعجبته وطرب ،
وقال : والله إني أحبك !
فقالت : نفسي بين يديك فما يمنعك ؟
فقال : يمنعني قول الله تعالى
{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }
وأخاف أن تكون خلتنا اليوم عداوة يوم القيامة .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#741
تاريخ المشاركة 31 August 2012 - 07:48 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ }
اختيار صيغة المبالغة ( قوامين ) ؛
دلالة على أنه ينبغي الصبر واحتمال مشقة
إقامة العدل في شأن المسلم كله ،
مع نفسه ومع الآخرين ،
وأن ذلك لا يتم إلا بالصبر وتوطين النفس على العدل .
[ د . عبد الرحمن الشهري ]
عجبا لأناس يتسخطون من أقدار الله ،
مع أنهم يعرفون أنه الذي بيده ملكوت السموات والأرض ،
وأنه العليم الحكيم الخبير ،
بينما هم لا يحزنون لتقصيرهم وسوء تصرفاتهم ،
ولا يعاتبون أنفسهم على ذلك ،
تدبر هذه الآية التي تشخص طبيعة النفس البشرية
لتتعامل معها وفق ذلك :
{ وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى }
إذا سمعت من الإذاعة حديثا دينيا ،
وسمعت من الأخرى أغنية لفلان أو فلانة ،
وتركت الأغنية للحديث ،
فأنت قوي الإرادة ،
لأنك سلكت الطريق الصعب ،
إنك تكون قد صعدت ،
والصعود إلى العلى صعب ،
أما الهبوط فهو هين .
[ علي الطنطاوي ]
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }
الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله ورسوله ،
فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له ؛
فالحياة الحقيقية الطيبة هي
حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا ؛
فهؤلاء هم الأحياء وإن ماتوا ،
وغيرهم أموات وإن كانوا أحياء الأبدان .
[ ابن القيم ]
{ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ }
إذا كان هذا أمرا بحفظ المال ؛
فحفظ العلم ممن يفسده ويضره أولى ،
وليس الظلم في إعطاء غير المستحق
بأقل من الظلم في منع المستحق .
[ أبو حامد الغزالي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#742
تاريخ المشاركة 02 September 2012 - 12:37 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
قال تعالى في الطلاق :
{ الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ } ،
ولم يقل ( طلقتان ) ،
فما الحكمة في ذلك ؟
تأملها والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
إنما قال سبحانه :
{ مَرَّتَانِ }
ولم يقل ( طلقتان ) ؛
إشارة إلى أنه ينبغي أن يكون الطلاق مرة بعد مرة ،
لا طلقتان دفعة واحدة ،
كذا قال جماعة من المفسرين .
[ الشوكاني ]
تأدب العارفون فأضافوا النعم إليه والشر إلى محله ،
كما قال إمام الحنفاء :
{ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ }
إلى قوله :
{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } .
[ ابن تيمية ]
قيل لسفيان بن عيينة :
إن أهل الأهواء يحبون ما ابتدعوه من أهوائهم حبا شديدا !
فقال :
أنسيت قوله تعالى :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ }
وقوله تعالى :
{ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ } ؟ ! .
يحتاج الوالدان في كبرهما إلى مراعاة خاصة ،
أعظم مما يحتاجان إليه في شبابهما وقوتهما ؛
ذلك أنهما ينتظران من أبنائهم إلى رد الجميل وحسن الوفاء ،
ويصبح حسهما مرهفا ،
فتسعدهما الكلمة الطيبة ،
ويحزنان لما خالف ذلك ،
مهما كانت يسيرة في نظر المتكلم
تدبر :
{ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ ... } الآية .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#743
تاريخ المشاركة 03 September 2012 - 01:01 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ
إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ }
قال أبو عمران الجوني :
آية الجبابرة القتل بغير حق .
[ الدر المنثور ]
{ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ }
من تأمل هذا الموضع حق التأمل ،
علم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه ،
فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه
أن يجازيه على أعماله ،
ويثيبه عليها ويتقبلها منه ،
فالذي حمله على العمل حسن الظن ،
فكلما حسن ظنه حسن عمله .
[ ابن القيم ]
عصا موسى كانت سببا لإسلام السحرة ،
وسببا لفلق البحر والنجاة من فرعون ،
وسببا لتفجير الماء من الصخرة ،
وقميص يوسف كان سببا لكشف كذب أخوة يوسف عند يعقوب ،
وسببا لنجاة يوسف من افتراء امرأة العزيز ،
وسببا لرد بصر يعقوب
اعتصم بالله تعالى وسيكفيك سبحانه من حيث لا تحتسب .
[ د . عبدالمحسن المطيري ]
قصة ...
يقول القاضي عياض :
حكي أن ابن المقفع أراد أن يعارض القرآن !
فحاول ذلك وطلبه ،
وبدأ فيه ؛
فمر بصبي يقرأ :
{ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ ... } الآية ،
فرجع فمحا ما عمل ،
وقال :
أشهد أن هذا لا يعارض ،
وما هو من كلام البشر ،
وكان من أفصح أهل وقته .
وأعظم العذاب أن يمنع الإنسان عن مراده ؛
كما قال الله تعالى :
{ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ }
فكان هذا أجمع عبارة لعقوبات أهل جهنم .
[ أبو حامد الغزالي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#744
تاريخ المشاركة 04 September 2012 - 07:30 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
معلوم أن الرسول – صلى الله عليه وسلم -
أسوة حسنة ،
فما الحكمة في المجيء بكلمة ( حسنة ) ؟
تأملها والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
جيء بكلمة ( حسنة ) لتأكيد الأمر ،
وزيادة في الإيضاح ،
ودفعا لأهل الهمم ؛
حتى يقتدوا برسولهم - صلى الله عليه وسلم -
فقد كان يحمل التراب ،
ويرابط ويقاتل ،
ويبدأ بنفسه قبل أن يبدأ بغيره صلوات الله وسلامه عليه .
[ المغامسي ]
لقد سمعنا
{ مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا }
فهل هناك صوت أندى من هذا الصوت ،
أو سبيل أجدى من هذا السبيل ؟ .
[ محمد الغزالي ]
عليك بالمطالب العالية ،
والمراتب السامية ،
التي لا تنال إلا بطاعة الله ؛
فإن الله سبحانه قضى أن لا ينال ما عنده إلا بطاعته ،
ومن كان لله كما يريد؛ كان الله له فوق ما يريد
{ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ } .
" إذا تأملت في مدة الدنيا لم تجدها إلا :
( الآن )
- الذي هو فصل الزمانين فقط - ،
وأما ما مضى وما لم يأت فمعدومان كما لم يكن ؛
فمن أضل ممن يبيع باقيا خالدا بمدة هي أقل من كر الطرف ؟ ! "
{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ
قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } .
[ ابن حزم ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#745
تاريخ المشاركة 05 September 2012 - 03:51 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نفع الله بكِ وأسعدك ولدعاءك استجاب ,, ءامين
جزاكِ الله خيرا.
#746
تاريخ المشاركة 10 September 2012 - 07:56 PM
جزاكِ الله تعالى أختي آزال خيراً وأسعدك المولى عزوجل في الدارين آمين
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ }
إن شئت أن ترى عجائب ذلك
فانظر إلى الزلازل التي تصيب مئات القرى ،
بل آلاف القرى ،
وبلحظة واحدة تعدمها !
لو جاءت المعاول والآلات والقنابل ،
لم تفعل مثل فعل لحظة واحدة من أمر الله عز وجل ! .
[ ابن عثيمين ]
{ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ }
وذاك هو المدخل والمخرج
الذي يكون صاحبه فيه ضامنا على الله ،
وهو دخول وخروج بالله ولله ،
وهذه الدعوة من أنفع الدعاء للعبد ،
فإنه لا يزال داخلا في أمر وخارجا من أمر ،
فمتى كان دخوله لله وبالله وخروجه كذلك ،
كان قد أدخل مدخل صدق وأخرج مخرج صدق .
[ ابن القيم ]
{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ }
من توقع أن تخلف عليه نفقته ،
سهل عليه بذلها ،
سواء وقع عليه إخلافها عاجلا أو آجلا .
[ العز بن عبد السلام ]
{ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ }
وإنما أخبر الله جل ثناؤه أن الصلاة كبيرة إلا على من هذه صفته ؛
لأن من كان غير موقن بمعاد ،
ولا مصدق بمرجع ولا ثواب ولا عقاب ،
فالصلاة عنده عناء وضلال ؛
لأنه لا يرجو بإقامتها إدراك نفع ولا دفع ضر ،
وحق لمن كانت هذه الصفة صفته أن تكون الصلاة عليه كبيرة ،
وإقامتها عليه ثقيلة ،
وله فادحة .
[ ابن جرير ]
حاول بعض الفصحاء والبلغاء في الأندلس
أن ينظم شيئا يشبه القرآن ،
فنظر في سورة ( الإخلاص )
ليحذو على مثالها وينسج – بزعمه - على منوالها ،
قال :
فاعترتني خشية ورقة حملتني على التوبة والإنابة .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#747
تاريخ المشاركة 19 September 2012 - 07:33 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
قال تعالى في المحرمات من النساء :
{ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ }
من المعلوم أن الابن لا يكون إلا من الصلب ،
فما الحكمة في ذكر قوله :
{ مِنْ أَصْلَابِكُمْ }
ألا يغني عنه قوله :
{ أَبْنَائِكُمُ } ؟
تأملها والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
إنما قال :
{ مِنْ أَصْلَابِكُمْ } ؛
لأن معناه :
وحلائل أبنائكم الذين ولدتموهم ،
دون حلائل أبنائكم الذين تبنيتموهم .
[ الطبري ]
طريق الجنة أوله صعب ،
ولكن إن صبرت على صعوبته وصلت إلى اللذة الدائمة
وطريق النار أوله سهل جميل ،
ولكن إذا غرك جماله أبلغك الشقاء الدائم
{ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } .
[ علي الطنطاوي ]
تذكر لقاء الله تعالى ،
وعظيم ثوابه للمطيعين ،
من أعظم ما يخفف العبادات ،
ويصبر عن المعاصي ،
ويسلي عند المصائب ،
تأمل قوله تعالى
- بعد أن ذكر خفة الصلاة على الخاشعين - :
{ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } .
[ السعدي ]
تدبر علاقة قوله سبحانه
{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
بما قبلها ؛
يتضح لك ما يلي :
1- أن صلاح الزوج ( يشمل الزوجين ) والذرية ؛
من أهم ما يعين على تحقيق الإمامة ،
إذ يحس بالسكن والطمأنينة ،
مما يعينه على الوصول إليها والقيام بحقوقها
2- أن من صفات من يكون للمتقين إماما :
أن يعنى بزوجه وذريته ؛
فهم أحق الناس بإمامته .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#748
تاريخ المشاركة 19 September 2012 - 09:40 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وإياك يا غالية ءامين
ﻻ حرمنا الله من درر تهدينا إياها وأسأله تعالى
لك جزيل الثواب وحسب المآب ءامين.
#749
تاريخ المشاركة 23 September 2012 - 07:29 AM
جزاك الله تعالى أختي آزال خير الجزاء
ولك أخية من الدعاء المثل
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
بركة الوحي ( الكتاب والسنة ) :
متبع الوحي بصير ،
وفاقد الوحي أعمى :
{ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ } .
[ د . عبد المحسن المطيري ]
عندما يذكر الله فضل قوم أو كرامة لأحد أوليائه
يبين أن من أراد أن يسلك طريق هؤلاء فله مثلهم
فحين ذكر فضل الأنصار قال :
{ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
وبعد أن بين سبب نجاة يونس قال :
{ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
وفي سياق ذكر سبب شفاء أيوب قال :
{ وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }
فما أكرمه من إله ! .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ }
حتى الشوكة يشاكها الإنسان تكتب ،
حتى ما يزن مثقال ذرة من الأعمال يكتب ،
وإذا آمنت بذلك ؛
- ويجب عليك أن تؤمن به -
فإنه يجب عليك الحذر من المخالفة ،
فإياك أن تخالف بقولك ،
أو فعلك ،
أو تركك ،
لأن كل شيء مكتوب .
[ ابن عثيمين ]
{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }
لا يستغربن أحد هذا الوعيد !
فإن جرثومة الشقاق لا تولد حتى يولد معها
كل ما يهدد عافية الأمة بالانهيار .
[ محمد الغزالي ]
في قوله تعالى
- في خواتيم آية غض البصر - :
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
فوائد جليلة ،
منها :
أن أمره لجميع المؤمنين بالتوبة في هذا السياق ؛
تنبيه على أنه لا يخلو مؤمن من بعض هذه الذنوب التي هي :
ترك غض البصر ،
وحفظ الفرج ،
وترك إبداء الزينة ،
وما يتبع ذلك ،
فمستقل ومستكثر .
[ ابن تيمية ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#750
تاريخ المشاركة 25 September 2012 - 01:19 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ
اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ }
لم يقل :
( عيسى ابنك )
وإنما قال
{ ابْنُ مَرْيَمَ }
مع أن الخطاب لمريم !
فما الحكمة في ذلك ؟
تأملها والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
إنما قال
{ ابْنُ مَرْيَمَ }
مع كون الخطاب لها ،
تنبيها على أنه يولد من غير أب ،
فلا ينسب إلا إلى أمه ،
وبذلك فضلت على نساء العالمين .
[ القاسمي ]
{ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }
خوف مكر الله وسيلة إلى إحسان العمل ،
وإقلال الزلل .
[ العز بن عبد السلام ]
توكل عليه وحده ،
وعامله وحده ،
وآثر رضاه وحده ،
واجعل حبه ومرضاته هو كعبة قلبك التي لا تزال طائفا بها ،
مستلما لأركانها واقفا بملتزمها ،
فيا فوزك ويا سعادتك إن اطلع سبحانه على ذلك من قلبك !
ماذا يفيض عليك من ملابس نعمه ،
وخلع أفضاله :
{ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ } .
[ ابن القيم ]
سمى الله الإنسان ضعيفا ،
وقال عن كيد الشيطان :
{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا }
والضعيفان إذا اقتتلا ولم يكن لواحد منهما
معين لم يظفر بصاحبه ؛
فأمر الله الإنسان الضعيف
أن يستعين بالرب اللطيف من كيد الشيطان الضعيف ؛
ليعصمه منه ويعينه عليه .
[ ابن الجوزي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً