بشرى سارة ( إنطلاق جوال تدبر القرآن الكريم )
#51
تاريخ المشاركة 29 November 2007 - 04:01 PM
#52
تاريخ المشاركة 02 December 2007 - 11:52 AM
أختي : بنت الدعوة
بارك الله فيكِ وجزاكِ خير الجزاء على المرور
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
الآية الكريمة التي عناها الشيخ ـ في الرسالة السابقة ـ هي قوله تعالى :
( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف/28 ،
أي : انفرط عليه وصار مشتتاً ، لا بركة فيه ،
وليُعلم أن البعض قد يذكر الله ؛ لكن يذكره بقلب غافل ، لذا قد لا ينتفع .
[ ابن عثيمين ]
رجح ابن العربي - في " أحكام القرآن " – أن المراد بالفضل في قوله تعالى :
( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً ) سبأ/10 ، حسن الصوت ،
ثم قال : " والأصوات الحسنة نعمة من الله تعالى وزيادة في الخلق ومنه ،
وأحق ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة كتاب الله ،
فنعم الله إذا صرفت في الطاعات فقد قضى بها حق النعمة " .
أحد الشباب كان يعاني من تعلقه ببعض الفواحش ، وكان يجد شدة في تركها ،
حتى أذن الله بذهاب حبها من قلبه بسبب تدبره لقوله تعالى – عن يوسف عليه السلام - :
( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
فرجع لنفسه وقال : لو كنت مخلصاً لأنجاني ربي كما أنجى يوسف عليه السلام ،
ولم يمض وقت طويل حتى صار هذا الشاب أحد الدعاة إلى الله .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#53
تاريخ المشاركة 03 December 2007 - 11:58 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" صعد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه المنبر ليستسقي فلم يزد على الإستغفار ،
وقراءة آيات الإستغفار ومنها قوله تعالى :
( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً )
ثم قال : لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يُستنزل بها المطر " .
[ تفسير ابن كثير ]
دلت آية الوضوء [ المائدة /6 ]
على سبعة أصول ، كلها مثنى :
طهارتان : الوضوء والغسل .
ومطهران : الماء والتراب .
وحُكمان : الغسل والمسح .
وموجبان : الحدث و الجنابة .
ومبيحان : المرض والسفر .
وكنايتان : الغائط والملامسة .
وكرامتان : تطهير الذنوب وإتمام النعمة .
تأمل قدرة الله في هذه الآية :
( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً ) الفرقان/53 ،
يقول العلامة الشنقيطي :
" حدثني من أثق به أنه أتى نهاية نهر السنغال الذي يصب في المحيط الأطلسي ،
وأنه جلس يغترف بيده من النهر عذباً فراتاً ، وبيده الأخرى من البحر ملحاً أجاجاً ،
فما أعظم الله وأجل قدرته ! " .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#54
تاريخ المشاركة 04 December 2007 - 09:09 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
استنبط بعض العلماء من قوله تعالى :
( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً ) الفرقان/24،
أن حساب أهل الجنة يسير ، وأنه ينتهي في نصف نهار ،
ووجه ذلك : أن قوله : " مَقِيلاً " : أي مكان قيلولة ، وهي الإستراحة في نصف النهار .
[ الشنقيطي ]
( فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) الأعراف/99
" في هذه الآية تخويف بليغ ،
فإن العبد لا ينبغي أن يكون آمناً على ما معه من الإيمان
‘ بل لا يزال خائفا أن يبتلى ببلية تسلب إيمانه ‘ولا يزال داعيا بالثبات ‘
وأن يسعى في كل سبب يخلصه من الشر عند وقوع الفتن ؛
فإن العبد - ولو بلغت به الحال ما بلغت - فليس على يقين من السلامة .
[ ابن السعدي ]
" في سورة الفلق تعوذ بصفة واحدة من أربعة أشياء عظيمة ،
بينما في سورة الناس تعوذ بثلاث صفات من شيء واحد ؛
فتدبر لتعلم أي عدو يلازمك ؟ " .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#55
تاريخ المشاركة 08 December 2007 - 04:37 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) محمد/31 ،
علق الحافظ الذهبي على الإبتلاء الذي تعرض له الإمام مالك - وربطه بهذه الآية - فقال :
" فالمؤمن إذا امتحن صبر ، واتعظ ، واستغفر ،
ولم يتشاغل بذم من انتقم منه فالله حكم مقسط ،
ثم يحمد الله على سلامة دينه ، ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له " .
[ سير أعلام النبلاء ]
( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) الكهف/18 ،
" تأمل قوله تعالى: ( نقلبهم ) ففيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه ،
فلو طلق ، أو قال : في ذمتي لفلان كذا ، لم يثبت ، لأنه لا قصد له .
وفي تقليبهم ، وعدم إستقرارهم على جنب واحد فائدة بدنية ، وهي توازن الدم في الجسد " .
[ ابن عثيمين ]
من تدبر القرآن تبين له أن أعظم نعم الرب على العبد تعليمه القرآن والتوحيد ،
تأمل :
( الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ )
فبدأ بها قبل نعمة الخلق،
وفي " النحل " – التي هي سورة النعم - :
( يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ )
فهذه الآية أول نعمة عددها الله على عباده ،
لذا قال ابن عيينة : ما أنعم الله على العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله .
[ د . محمد القحطاني ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#56
تاريخ المشاركة 09 December 2007 - 12:39 AM
#57
تاريخ المشاركة 09 December 2007 - 01:09 PM
حياكِ الله أختي آيات الله وشكر الله لكِ المرور
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
( وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا * الذين كانت أعينهم في غطاء من ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا ) [الكهف/100-101]
" وهذا يتضمن معنيين:
أحدهما:
أن أعينهم في غطاء عما تضمنه الذكر من آيات الله، وأدلة توحيده، وعجائب قدرته ،
والثاني:
أن أعين قلوبهم في غطاء عن فهم القرآن وتدبره، والاهتداء به ،
و هذا الغطاء للقلب أولا ، ثم يسري منه إلى العين".
[ابن القيم]
( وإذا حضر القسمة أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه، وقولوا لهم قولا معروفا ) [النساء/8]
"يؤخذ من هذا المعنى، أن كل من تطلع وتشوف إلى ما حضر بين يدي الإنسان ينبغي له أن يعطيه منه ما تيسر".
[ابن سعدي]
انهارت الأسهم، وغلت الأسعار، وأعدمت ملايين الطيور، ونفقت آلاف الإبل، وأجدبت الأرض ،
كل هذا من البلاء، ولو تحققنا بهذه الآية لجاء الفرج ممن لا يخلف الوعد:
( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين *
ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا * مالكم لا ترجون لله وقارا).
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#58
تاريخ المشاركة 10 December 2007 - 04:05 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – أن هذه الآية
( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ) مريم/65 ،
جمعت أنواع التوحيد الثلاثة :
توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ،
فحاول أن تستخرجها زادك الله فهماً لكتابه .
في قول امرأة إبراهيم: (عجوز عقيم ) الذاريات/29
"فيه حسن أدب المرأة عند خطاب الرجال، واقتصارها من الكلام على ما تحصل به الحاجة؛
فلم تقل: أنا عجوز عقيم ، واقتصرت على ذكر السبب الدال على عدم الولادة ،
ولم تذكر غيره ،
وأما في سورة هود فذكرت السبب المانع منها ومن إبراهيم وصرحت بالعجب.
[ابن القيم]
" سورة النحل افتتحت بالنهي عن الإستعجال ، واختتمت بالأمر بالصبر ،
وسورة الإسراء افتتحت بالتسبيح وختمت بالتحميد " .
[ السيوطي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#59
تاريخ المشاركة 11 December 2007 - 04:14 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
المتدبر لمناسبة مجيء سورة الشرح بعد "الضحى"
ينكشف له كثير من المعاني المقررة في السورة ،
ومنها ما في قوله : (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا)
فمجموع السورتين يعطيان مثالا حيا لتقرير هذه السنة ،
فسورة الضحى تمثل جوانب العسر التي عانها نبينا عليه السلام؛
ليعقبها جوانب اليسر في "الشرح"
حتى إذا انتهى المثل، يأتي التعقيب بأن مجيء اليسر بعد العسر سنة لا تتخلف.
[ د. فلوة الراشد ]
(فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ * فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ) المدثر49- 51 ،
" فشبِّه هؤلاء في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمير رأت أسوداً ، أو رماة فـفـرت منهم ،
وهذا من بديع القياس والتمثيل ،
فإن القوم في جهلهم بما بعث الله به رسوله كالحمير ، وهي لا تعقل شيئاً ،
فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء " .
[ ابن القيم ]
"قد لا تختم الآية الكريمة بأسماء الله الحسنى صراحة ،
ولكن قد تذكر فيها أحكام تلك الأسماء،
كقوله تعالى - لما ذكر عقوبة السرقة، فإنه قال في آخرها -: ( نكالا من الله، والله عزيز حكيم ) المائدة/38،
أي: عز وحكم فقطع يد السارق، وعز وحكم فعاقب المعتدين شرعا، وقدرا، وجزاء".
[ ابن سعدي]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#60
تاريخ المشاركة 13 December 2007 - 05:16 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
سأضع الرسائل الخاصة بموسم الحج ثم سأستانف الرسائل
"عند التأمل في آيتي:
{ فمن فرض فيهن الحج}، {وأتموا الحج والعمرة لله }
مع أن الحج قد يكون تطوعا؛ لكنه أوجبه على نفسه بمجرد دخوله فيه،
ففي هذا درس في تعظيم شأن الالتزام بإتمام أي عمل إيجابي يشرع فيه المسلم،
وعدم الخروج منه إلا بمسوغ معتبر عقلا وشرعا،
وفي الصحيح: ( أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ) " .
[ أ.د. ناصر العمر ]
" { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى } البقرة/197،
أُمر الحجاج بأن يتزودوا لسفرهم ولا يسافروا بغير زاد ،
ثم نبههم على زاد سفر الآخرة وهو التقوى ،
فكما أنه لا يصل المسافر إلى مقصده إلا بزاد يبلغه إياه ،
فكذلك المسافر إلى الله تعالى والدار الآخرة لا يصل إلا بزاد من التقوى ،
فجمع بين الزادين ، فذكر الزاد الظاهر والزاد الباطن " .
[ ابن القيم ]
" جاء لفظ القرآن في بيان الرخصة بالأسهل فالأسهل :
{ فِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } البقرة/196،
ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة بذلك أرشده إلى الأفضل فالأفضل
فقال : ( انسك شاة أو أطعم ستة مساكين ، أو صم ثلاثة أيام ) متفق عليه ،
فكل شيء حسن في مقامه " .
[ ابن كثير ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#61
تاريخ المشاركة 15 December 2007 - 12:40 AM
نقص حرف دون انتباه مني في هذه الآية في الرسالة الثالثة في المجموعة السابقة وهذا تصحيح الآية
{ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ }
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
وصف الله تعالى المسجد الحرام بقوله { الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ } الحج/25
" للإيماء إلى علة مؤاخذة المشركين بصدهم عنه ،
لأجل أنهم خالفوا ما أراد الله تعالى منه ،
فإنه جعله للناس كلهم يستوي في أحقية التعبد به
العاكف فيه - أي : المستقر في المسجد - والبادي - أي : البعيد عنه إذا دخله –" .
[ ابن عاشور ]
بعد أن ذكر الله تعالى المناسك – في سورة الحج – قال :
{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } الحج/30 ،
ففيه إشارة إلى أن الحج ليس أقوالا وأعمالا جوفاء ،
وأن الخير الكثير إنما هو لمن تنسك ؛ معظماً لحرمات الله ، متقياً معصيته ،
ولعل في افتتاح السورة بالأمر بالتقوى ، واختتامها بالجهاد في الله حق المجاهدة تأكيداً على ذلك .
[ د . عبدالله الغفيلي ]
" قال تعالى : { وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ } البقرة/196،
ولم يقل : ولاتقصروا ، ففيه دلالة على أن الحلق أفضل ،
وهو مقتضى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة ".
[ القرطبي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#62
تاريخ المشاركة 15 December 2007 - 05:35 AM
بشرك ِ الله بروح و ريحان ..
فعــــــــــلا هذه الخدمة رائـــــــــــــــــعة جدا
تحيي القلوب و تذكر في حين غفلة
جزى الله القائمين عليها خير الجزاء ..
و لا حرمك الله أجر النقل يا حبيبة ..
#63
تاريخ المشاركة 15 December 2007 - 09:35 PM
ياهلا ومرحبا بكِ أختي : انكسر قلبي وجزاكِ الله خيراً على المرور
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
لما نهى الله تعالى عباده عن إتيان القبيح قولاً وفعلاً :
{ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } البقرة/197
حثهم على فعل الجميل ، وأخبرهم أنه عالم به ،
وسيجزيهم عليه أوفر الجزاء يوم القيامة :
{ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ } " .
[ ابن كثير ]
قال ابن عقيل: " من حسن ظني بربي، أن لطفه بلغ أن وصى بي ولدي إذا كبرت فقال: { فلا تقل لهما أف }"
[الآداب الشرعية]
فما أحوجنا - أهل القرآن - أن نحسن الظن بربنا مهما طال الزمن واشتدت المحن،
قال تعالى - في الحديث القدسي -: " أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء" .
نقل ابن عطية عن أبيه في تفسير قوله تعالى:
{ إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا } الكهف/7
قوله:
" أحسن العمل: أخذ بحق، وإنفاق في حق مع الإيمان، وأداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإكثار من المندوب إليه".
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#64
تاريخ المشاركة 16 December 2007 - 09:17 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
قال تعالى : { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } الحج/37 ،
" فالعبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله ، كانت كالقشور الذي لا لب فيه ، والجسد الذي روح فيه " .
[ ابن سعدي ]
قال تعالى في سياق آيات الحج : { وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } الحج/34 ،
" ثم ذكر للمخبتين أربع علامات :
وجل قلوبهم عند ذكره – والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة - .
وصبرهم على أقداره .
وإتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهراً وباطناً .
وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم . "
[ ابن القيم ]
فما أجمل أن ترى الحاج وقد جمل ظاهره وباطنه بهذه العلامات .
{ المال والبنون زينة الحياة الدنيا } الكهف/46
"وتقديم المال على البنين في الذكر؛ لأنه أسبق لأذهان الناس،
لأنه يرغَب فيه الصغير والكبير، والشاب والشيخ، ومن له من الأولاد ما قد كفاه".
[ابن عاشور]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#65
تاريخ المشاركة 18 December 2007 - 01:21 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" ركزت آيات الحج في سورة البقرة على إظهار كمال الشريعة بتضمنها للتخفيف والتيسير ،
وإبطال ما أحدثه المشركون وأهل الكتاب في الحج من تحريف وتغيير بعـد ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ،
بينما ركزت سورة الحج على مقاصد الحج الكبرى بربطه بالتوحيد ، وتأكيد الإخلاص ، وتعظيم الشعائر والحرمات " .
[ د . محمد الربيعة ]
{ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ } الحج/27
في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة وهي أن الله تعالى شرط في الحج الإستطاعة ،
ولابد من السفر إليه لغالب الناس ،
فذكر نوعي الحجاج لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على الراكب ،
فقدم الرجال اهتماماً بهذا المعنى وتأكيداً ،
أو أن هذا التقديم جبراً لهم لأن نفوس الركبان لا تزدريهم " .
[ ابن القيم ]
"فمن تدبر القرآن، وتدبر ما قبل الآية وما بعدها،
وعرف مقصود القرآن تبين له المراد،
وعرف الهدى والرسالة، وعرف السداد من الانحراف والاعوجاج" .
[ ابن تيمية ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#66
تاريخ المشاركة 18 December 2007 - 08:35 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
في مثل هذا اليوم نزل قوله تعالى :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } المائدة/3
" وهذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل لهم دينهم ،
فلا يحتاجون إلى دين غيره ، ولا إلى نبي غير نبيهم ، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء ،
فلا حلال إلا ما أحله ، ولا حرام إلا ما حرمه ، ولا دين إلا ما شرعه " .
[ ابن كثير ]
" هذا يوم صلة الواصلين :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي }
ويوم قطيعة القاطعين :
{ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ }
ويوم إقالة عثر النادمين وقبول توبة التائبين :
{ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا }
ويوم وفد الوافين :
{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً } " .
[ الرازي]
( إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) التوبة/40
قال الشعبي رحمه الله تعالى : عاتب الله عزوجل أهل الأرض جميعاً – في هذه الآية –
إلا أبا بكر الصديق رضي الله عنه .
[ تفسير البغـوي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#67
تاريخ المشاركة 22 December 2007 - 12:11 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} آل عمران/97
"هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب، وإنما ذكر الله سبحانه الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب؛ تأكيدا لحقه، وتعظيما لحرمته، وتقوية لفرضه".
[ابن العربي]
{ فصل لربك وانحر}
" ولم يقل: فصل لنا؛ لما في لفظ الرب من الإِيماء إلى استحقاقه العبادة لأجل ربوبيته فضلا عن فرط إنعامه".
[ابن عاشور]
في قوله تعالى: { فإذا قضيتم مناسككم } - أي: بعد التحلل من النسك -
{ فاذكروا الله } البقرة/200
قال عطاء: هو كقول الصبي: "أبه، أمه" أي: فكما يلهج الصبي بذكر أبيه وأمه،
فكذلك أنتم، فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك.
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#68
تاريخ المشاركة 24 December 2007 - 12:00 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" ورد في آيات الحج من العناية بأمر القلوب مالم يرد في أي ركن من أركان الإسلام ،
لما في أعمال الحج من مظاهر قد تصرف عن مقاصدها العظيمة إلى ضدها ،
تأمل : { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ }
فتعاهد قلبك حين أداء نسكك " .
[ أ . د ناصر العمر ]
{ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج/32
" أضاف التقوى إلى القلوب ، لأن حقيقة التقوى في القلب ،
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام – كما في الصحيح - :
( التقوى هاهنا ) ثلاثاً ، وأشار إلى صدره " .
[ القرطبي ]
{ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى } البقرة /203
" وفي هذا دليل على أن الأعمال المخير فيها إنما ينتفي الإثم عنها
إذا فعلها الإنسان على سبيل التقوى لله عزوجل دون التهاون بأوامره ،
لقوله تعالى { لِمَنِ اتَّقَى }
وأما من فعلها على سبيل التهاون ، وعدم المبالاة فإن عليه الإثم بترك التقوى ،
وتهاونه بأوامر الله تعالى " .
[ ابن عثيمين ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#69
تاريخ المشاركة 25 December 2007 - 01:01 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" بعد أن أباح الله تعالى التعجل لمن اتقاه قال :
{ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } البقرة/203
فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله تعالى ، فلهذا حث الله تعالى على العلم بذلك " .
[ ابن سعدي ]
" من بلاغة القرآن في قوله تعالى عن الهدي - :
{ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ .....} الآية البقرة/ 196
أنه لم يحدد ما الذي لم يوجد ؛
ليشمل من لم يجد الهدي ، ومن لم يجد ثمنه ،
فاستفدنا زيادة المعنى مع اختصار اللفظ " .
[ ابن عثيمين ]
ختم الله تعالى سورة الحج بقوله :
{ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ }
وفي ذلك - والله تعالى أعلم - إشارة إلى استمرار الجهاد والمجاهدة بعد الحج ،
وأن ذلك ليس خاصاً به ، بل العبد محتاج لها في الصلاة والزكاة ، والإعتصام بالله تعالى ،
مبيناً أن الإنضباط بالشريعة – مع حاجته إلى المجاهدة – ليس فيه أي حرج أو عسر ،
بل هو سمة هذا الدين ، ومنهج أبينا إبراهيم عليه السلام ،
فهل ينتبه لذلك من يركن للراحة والدعة والتفريط بعد الحج ؟ .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#70
تاريخ المشاركة 28 December 2007 - 10:39 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
لفتة من عالم ناصح :
" و إني أحثكم أيها الشباب على الحرص التام على تدبر القرآن ومعرفة معانيه ،
لأن القرآن إنما نزل ليدبر الناس آياته وليتذكروا به ، إذ لا فائدة بتلاوة اللفظ دون فهم للمعنى،
وإذا أشكل عليكم شيء فأسألوا عنه " .
[ ابن عثيمين ]
" سورة المؤمنون أولها { {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ }
وآخرها : { إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ } "
[ الزمخشري ]
فتأمل - ياعبدالله - في الصفات التي جعلت أولئك المؤمنون يفلحون ،
وتأمل أواخر هذه السورة لتدرك لم لا يفلح الكافرون ؟!
{ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } القصص/7
ذكر القرطبي - في تفسيره - أن الله تعالى جمع في هذه الآية بين أمرين، ونهيين، وخبرين، وبشارتين،
فتأملها فتح الله على قلبك.
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#71
تاريخ المشاركة 31 December 2007 - 12:33 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" الحنف " ميل عن الضلال إلى الاستقامة ،
كقوله تعالى عن الخليل عليه السلام: { قانتا لله حنيفا } النحل/120،
أما " الجنف " فهو ميل عن الاستقامة إلى الضلال ،
كقوله تعالى في شأن الوصية: { فمن خاف من موص جنفا } البقرة/182.
[الراغب الأصفهاني]
" القرآن كلام الله ، وقد تجلى الله فيه لعباده بصفاته :
فتارة يتجلى في جلباب الهيبة والعظمة والجلال ، فتخضع الأعناق، وتنكسر النفوس،
وتارة يتجلى بصفات الجلال والكمال فيستنفد حبه من قلب العبد قوة الحب كلها ،
بحسب ما عرفه من صفات جماله وكماله ".
[ابن القيم]
قال الإمام أحمد: " عزيز علي أن تذيب الدنيا أكباد رجال وعت صدورهم القرآن "
[ الآداب الشرعية ]
فانظر كيف تحسر هذا الإمام على من هذه حالهم؟!
ولعل الإمام استنبطه من قوله تعالى:
{ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم } الحجر/ 88 .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#72
تاريخ المشاركة 01 January 2008 - 04:49 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" في قول موسى عليه السلام للخضر : { هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً } الكهف/66،
التأدب مع المعلم ، وخطابه بألطف خطاب ، وإقراره بأنه يتعلم منه ،
بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر ، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه ،
بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه ، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه ، وهو جاهل جداً ،
فالذل للمعلم ، وإظهار الحاجة إلى تعليمه ، من أنفع شيء للمتعلم " .
[ ابن سعدي ]
" الله تعالى إذا ذكر ( الفلاح ) في القرآن علقه بفعل المفلح" .
[ ابن القيم ]
وليتضح كلامه - رحمه الله - تأمل أوائل سورة البقرة ،
فإن الله تعالى بين أن سبب فلاح أولئك المتقين هو إيمانهم بالغيب ،
وإقامتهم للصلاة والإنفاق مما رزقهم الله... الخ صفاتهم ،
وعلى هذا فقس ، زادك الله فهما.
علق ابن تيمية على قول الله تعالى: { لا يمسه إلا المطهرون } الواقعة/ 79
بقوله: " كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لا يمسه إلا بدن طاهر ،
فمعاني القرآن لا يذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهى قلوب المتقين" .
[ابن تيمية]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#73
تاريخ المشاركة 02 January 2008 - 04:40 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
عندما بشر زكريا بالولد ، قال:
{ رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا } آل عمران/41 ،
فأمسك عليه لسانه ، فلم يتكلم بشيء من كلام الناس ،
ثم قال له : { واذكر ربك كثيرا } فلو أذن لأحد بترك الذكر لأذن لزكريا عليه السلام .
[ د . محمد الخضيري ]
{ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } الأنبياء / 90 ،
قال الحسن البصري : دام خوفهم من ربهم فلم يفارق خوفه قلوبهم ،
إن نزلت بهم رغبة خافوا أن يكون ذلك استدراجا من الله لهم ،
و إن نزلت بهم رهبة خافوا أن يكون الله عزوجل قد أمر بأخذهم لبعض ما سلف منهم .
[ الدر المنثور ]
{ قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به } الرعد/36 ،
سئل سهل التستري: متى يصح للعبد مقام العبودية ؟
قال: إذا ترك تدبيره ورضي بتدبير الله فيه.
[منار السالكين]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#74
تاريخ المشاركة 08 January 2008 - 12:10 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" تأمل في قول ذي القرنين :
{ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً *
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً } الكهف /87-88 ،
إذ لما ذكر المشرك بدأ بتعذيبه ثم ثنَّى بتعذيب الله تعالى ،
ولما ذكر المؤمن بدأ بثواب الله أولاً ثم بمعاملته باليسر ،
ثانياً ؛ لأن مقصود المؤمن الوصول إلى الجنة ، بخلاف الكافر فعذاب الدنيا سابق على عذاب الآخرة " .
[ ابن عثيمين ]
قال قتادة في قوله تعالى :
{ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ } الرحمن/8:
" اعدل يا بن آدم كما تحب أن يعدل لك ،
وأوف كما تحب أن يوفى لك ،
فإن العدل يصلح الناس " .
[ الدر المنثور ]
{ إنه يعلم الجهر من القول } الأنبياء/110
" اختص الله تعالى بعلم الجهر من القول من جهة أنه إذا اشتدت الأصوات وتداخلت
فإنها حالة لا يسمع فيها الإنسان, ولا يميز الكلام,
أما الله عز وجل فإنه يسمع كلام كل شخص بعينه، ولا يشغله سمع كلام عن سمع آخر " .
[ الوزير ابن هبيرة ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#75
تاريخ المشاركة 09 January 2008 - 05:30 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } الكهف / 49
قال عون بن عبدالله : ضج والله القوم من الصغار قبل الكبار .
فتأمل – وفقك الله – هذه اللفتة من هذا الإمام في التحذير من صغار الذنوب التي يحتقرها كثير من الناس ،
مع أنها قد تجتمع على المرء فتهلكه .
أهل العقول الراجحة والقلوب الزاكية :
يحسنون الاستماع لما ينفعهم ، ويميزون بين الحسن والأحسن، ويتبعون الأحسن ،
وهؤلاء هم الذين استحقوا البشرى من ربهم بقوله:
{ فَبَشِّرْ عِبَادِ{ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} الزمر:17/18
فما أعظمه من ثناء! وما أشد غفلة الكثير عن تدبر مثل هذه الآيات! .
[ د.محمد القحطاني]
{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ }
إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين ،
فبم نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنيين؟
تأمل
{ قالوا:لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين } المؤمنون:113
فيا طول حسرة المفرطين!
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً