نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 3 ) :
قال تعالى :
{ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ }
عطف السبعة على الثلاثة يحتمل معنيين ، ما هما ؟
وما هي الفائدة من قوله :
{ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ } ؟
الجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
العطف يحتمل :
1- أن تكون سبعة خارجة عن الثلاثة .
2- أن تكون سبعة بالثلاثة التي قبلها .
فلما قال :
{ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ }
علمنا أن السبعة مستقلة لا تدخل فيها الثلاثة المتقدمة .
{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ }
رأى بعض الصالحين الحجاج في وقت خروجهم ،
فوقف يبكي ويقول :
واضعفاه !
ثم تنفس وقال :
هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت ،
فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت ؟
يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق ،
ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن .
[ ابن رجب ]
وقفت متأملا لقوله تعالى :
{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ }
فتساءلت :
لماذا تميز وقت الحج بـ{ أَشْهُرٌ } دون سائر الأركان ؟
فكأنه لعدم وجوبه في العمر إلا مرة واحدة ،
ولبعد مسافة قاصده غالبا
{ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } ؛
أطال أمده ليقضي المسلم نهمته من العبادة في الحرم ،
ويتهيأ قبل فترة المناسك وبعدها ،
إذ يقدم مبكرا وينصرف متأخرا إن رغب ،
توسعة ورحمة ،
وحثا على المبادرة والتزود ،
لما لذلك من أثر إيجابي في حياته .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }
في هذه الآية تسلية وطمأنة لمن أشرف على أمن الحج ،
وتأمين للحجيج بأن الله سيعينهم ويوفقهم إذا صدقوا مع الله ،
وأخذوا بالأسباب المشروعة في ذلك ،
وحسبهم هذا التأييد الذي يوحي بخيبة المفسدين عاجلا أو آجلا .
[ من متدبر ]
بشرى سارة ( إنطلاق جوال تدبر القرآن الكريم )
#626
تاريخ المشاركة 05 November 2011 - 01:02 AM
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#627
تاريخ المشاركة 08 November 2011 - 08:32 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
مجمل عبادات الحج من طواف وسعي ورمي ظاهرة ،
لكن ثمة مجال لأسرار العبد مع ربه ؛
من نوافل وأذكار وتلاوة ،
وتعليم جاهل ،
وتأمين خائف ،
وإغاثة محتاج ،
وهذا كله داخل تحت قوله :
{ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ }
وهو تعبير يفيد العموم الذي لا حصر له ،
وهو مجال للركض في الطاعات ،
والتسابق في الخيرات .
[ د . محمد السيد ]
لما كانت العرب تشرك في حجها وتلبيتها ؛
جاءت آيات الحج مؤكدة شأن الإخلاص في بداية الكلام ،
فقال تعالى في سورة آل عمران :
{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ } ،
وقال في البقرة :
{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } ،
وقال في سورة الحج :
{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا } .
[ د . محمد الخضيري ]
المسلمون إذا نسوا أنهم أمة واحدة ،
وفرقتهم العصبيات الجاهلية ،
وفرقتهم الحزبيات ،
فإن شمس عرفات تذكّرهم بوحدتهم ،
وتعيدهم إليها ،
وكل عمل من أعمال الحج مذكر بالوحدة الإسلامية
{ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } .
[ علي الطنطاوي ]
تأمل كيف يربط الله تعالى الحاج بذكره سبحانه بعد كل منسك :
{ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ } ،
{ ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ } ،
{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ } ،
ثم قال :
{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ } ،
ثم انظر لحالنا ،
كم نغفل عن الذكر في الحج ؟ ! .
[ د . عبد المحسن المطيري ]
المتأمل لآيات الحج يلحظ تكرر ورود التكبير ،
وذكر الله ،
والتركيز فيها على التقوى وعمل القلب ؛
لأن أغلب مناسك الحج ارتبطت بمظاهر وجمادات محسوسة ،
فلئلا يتعلق القلب بشيء منها ،
أو يعتقد فيها ضرا أو نفعا ،
وينصرف عن المقصد الأعظم من الحج ؛
وهو تحقيق الإيمان والتقوى ؛
تدبر :
{ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#628
تاريخ المشاركة 13 November 2011 - 12:45 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
حج سعيد بن المسيب ،
وحج معه ابن حرملة ،
فاشترى سعيد كبشا فضحى به ،
واشترى ابن حرملة بدنة بستة دنانير فنحرها ،
فقال له سعيد :
أما كان لك فينا أسوة ،
فقال :
إني سمعت الله يقول :
{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ }
فأحببت أن آخذ الخير من حيث دلني الله عليه ،
فأعجب ذلك ابن المسيب منه ،
وجعل يحدث بها عنه .
[ الدر المنثور ]
{ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ }
أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم ،
بالأكل والشرب ،
ونعيم قلوبهم ،
بالذكر والشكر ،
وبذلك تتم النعم ،
وكلما أحدثوا شكرا على النعمة ،
كان شكرهم نعمة أخرى ،
تحتاج إلى شكر آخر ،
ولا ينتهي الشكر أبدا .
[ ابن رجب ]
الأعمال المخير فيها إنما ينتفي الإثم عنها ؛
إذا فعلها الإنسان على سبيل التقوى لله تعالى ؛
دون التهاون بأوامره ؛
لقوله :
{ لِمَنِ اتَّقَى } ،
فمن فعل ما يخير فيه ،
على سبيل التقوى لله ،
والأخذ بتيسيره ،
فلا إثم عليه ،
ومن فعلها على سبيل التهاون ،
وعدم المبالاة ،
فإن عليه الإثم بترك التقوى ،
وتهاونه بأوامر الله .
[ ابن عثيمين ]
تأمل قوله تعالى بعد أن ذكر أهم أعمال الحج :
{ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } ؛
ذلك أن الحاج يغشاه فرح وسرور بعد أداء تلك المناسك ،
وقد يصاحب ذلك إعجاب بعمله ،
إذ أنجز تلك الأعمال في فترة وجيزة ،
مع مشقة ظاهرة ،
فجاء الأمر بالاستغفار ؛
ليستصحب التقصير الذي لا ينفك منه عمل وقربة ،
فيتلاشى الإعجاب والزهو ،
ولا يعارض ذلك الفرح والسرور
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
حضور الآخرة في قلب الحاج ..
تأمل قوله تعالى :
{ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ
وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى }
فإنه لما ذكر الله تعالى النفر الأول والثاني ،
وهو تفرق الناس من موسم الحج إلى سائر الأقاليم والآفاق ،
بعد اجتماعهم في المشاعر والمواقف ،
قال :
{ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }
أي : تجتمعون يوم القيامة .
[ ابن كثير ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#629
تاريخ المشاركة 14 November 2011 - 07:38 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
يا من حج البيت العتيق ،
وجئت من كلِ فج عميق ،
ولبيت من كل طرفٍ سحيق ،
ها أنت وقد كَمُلَ حجك ،
وتمَّ تفثُك ،
بعد أن وقفت على هاتيك المشاعر ،
وأديت تلك الشعائر ،
ها أنت تتهيأ للرجوع إلى ديارك ؛
احذر كل الحذر من العودة إلى التلوثِ بالمحرمات ،
والتلفُّع بالمَعَرَّات ،
والْتِحَافِ المسبَّات
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا }
فإياك إياك أن تهدم ما بنيت ،
وتُبدد ما جمعت ،
وتنقض ما أحكمت .
[ من متدبر ]
أين أبو لهب ؟
سؤال قفز إلى ذهني وأنا أرى ملايين البشر من أصقاع الدنيا ،
وهم منتشرون في منى ،
فأتذكر ذاك الشقي حين كان يحذر الحجاج
من دعوة نبينا صلى الله عليه وسلم !
أين هو ليسمعهم وهم يقولون :
( أشهد أن محمدا رسول الله ) ؟
صدق الله :
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } .
[ د . عمر المقبل ]
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ }
إذا ورث العالم من النبي صلى الله عليه وسلم رسالته ؛
فلابد أن يرث معها خصومها ،
وإلا ففي رسالته خلل ،
فليفتش عنه .
[ عبدالعزيز الطريفي ]
لا تتعب ذهنك بهذيانات الملحدين ؛
فإنها عند من عرفها من هوس الشياطين ،
وخيالات المبطلين ،
وإذا طلع فجر الهدى ،
وأشرقت النبوة ،
فعساكر تلك الخيالات والوساوس في أول المنهزمين
{ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } .
[ ابن القيم ]
نصيحة ..
اكشف عن رأسك قناع الغافلين ،
وانتبه عن رقدة الموتى ،
واعلم أن من قرأ القرآن ولم يستغن ،
وآثر الدنيا ،
لم آمن أن يكون بآيات الله من المستهزئين ،
وقد وصف الله تعالى الكاذبين ببغضهم للناصحين إذ قال :
{ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } .
[ أبو حامد الغزالي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#630
تاريخ المشاركة 16 November 2011 - 01:29 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
قال تعالى :
{ بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ }
هكذا كل إنسان يرد الحق أول مرة ؛
فليعلم أنه سيبتلى بالشك والريب في قبول الحق في المستقبل ،
ولهذا يجب علينا من حين نسمع أن هذا الشيء حق أن نقول :
سمعنا وأطعنا .
[ ابن عثيمين ]
قد كره الإسلام أن يطلب المرء العلم ،
حتى إذا نبغ فيه ؛
استكبر به على الناس ،
واتخذه وسيلة للشغب والمراء
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } .
[ محمد الغزالي ]
قال تعالى :
{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }
فإن من لم يتدبر ولم يتأمل ولم يساعده التوفيق الإلهي ،
لم يقف على الأسرار العجيبة المذكورة في هذا القرآن العظيم .
[ الرازي ]
حين أقع في الذنب وأندم عليه ؛
فلا داعي بعد لأن أنزع الثقة من نفسي ،
وأيأس من تفوقي ونبوغي ؛
تدبر :
{ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }
فلا يأس وإن أذنبت ؛
فغاية الشيطان أن تيأس فتكسل وتخمل .
[ من متدبر ]
تدبر هذه الآية مليا :
{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ }
فالقدم هنا مغطاة ،
ونهى عن أي حركة تظهر ما تحت ستر القدم ،
وهو الخلخال ،
أفيكون كشف أجمل ما في المرأة – وهو وجهها - مباحا ؟ ! .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#631
تاريخ المشاركة 24 November 2011 - 10:21 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 4 ) :
قوله تعالى :
{ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا }
ما فائدة إعادة ذكر الزلزلة مرة ثانية ؟
أليس يكفي اللفظ الأول ( زلزلت ) ؟
الجواب في الرسالة التالية - إن شاء الله - .
الجواب :
إن ذكر الزلزال مرة ثانية وإضافته ،
يفيد معنى زائدا ،
وهو زلزالها المختص بها ،
المعروف منها المتوقع منها ،
كما تقول :
غضب زيد غضبه ،
وقاتل قتاله ،
أي : غضبه الذي يعهد منه ،
وقتاله المختص به الذي يعرف منه .
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا
مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا }
إن الإيمان مستقر في أعماق كل قلب ،
ولكنه يحتاج إلى هزة شديدة تبديه وتظهره ،
ولذلك كانت المصائب والأزمات سبباً لظهور الإيمان .
[ علي الطنطاوي ]
قف متأملا لهذه الآية :
{ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ }
وفي آخرها :
{ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ }
فشريعة حددت حركة العين ، وبينت حكم صوت الخلخال في القدم ؛
أينقصها بيان حكم الله في سائر شئون الحياة ؟
فلا نامت أعين المنهزمين ! .
[ أ . د . ناصر العمر ]
مرض القلب يفضي بصاحبه إلى الشقاء الأبدي ،
ولا شفاء لهذا المرض إلا بالعلم ،
ولهذا سمى الله تعالى كتابه شفاء لأمراض الصدور ،
قال تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ
لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } .
[ ابن القيم ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#632
تاريخ المشاركة 27 November 2011 - 07:52 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
مضى عام 1432 ووقع فيه ما وقع من الأحداث العظامر،
يتذكر معها المؤمن قوله تعالىر:
{ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }
فتدبر
{ نُدَاوِلُهَا }
فهي لا تستقر عند أحدر،
وتأمل في بقية الآيةر:
{ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا }
ثم
{ وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ }
وخاتمتها :
{ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } ! .
[ د . عمر المقبل ]
ما يحدث في مصر يدل على أن من استلم الأمر
بعد النظام البائد يستخدمون أجندة تؤدي
إلى إجهاض انتصار الشعب المصري،
وإفشال مكتسباته ،
وهذا منهج قديم لأسلافهم ،
فتدبر :
{ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ }
إننا نرى الأموات تمر بنا مواكبهم كل يوم ،
ولكنا نظن أن الموت كتب على الناس كلهم إلا علينا ،
ونبصر القبور تملأ الأرض ،
ولا نفكر أننا سنزل يوما إلى القبر .
[ علي الطنطاوي ]
بعد رحلة طويلة مع العلمانية ،
قال عن نفسه في " تويتر" :
( صاحب تجربة لا دينية ، عاد إلى الإسلام عن قناعة حقيقية )
ثم قال في أحد تغريداته :
" كل سؤال أو شبهة في بالي وجدت الإجابة عليها في القرآن ،
وكأن كل آية تعنيني ،
وكل حجة عندي إلا رد القرآن عليها بحجة أقوى وأبين " انتهى .
تعليق :
هذا الأخ استعمل مفتاحا مهما
( وكأن كل آية تعنيني )
+
التدبر العميق :
( كل حجة عندي ... إلخ )
فاللهم ثبته واهد ضال المسلمين .
تأمل كيفية خلق الرأس ،
وكثرة مافيه من العظام ،
حتى قيل إنها خمسة وخمسون عظما ،
مختلفة الأشكال والمقادير والمنافع ،
وكيف ركبه سبحانه وتعالى على البدن ،
وجعله عاليا علو الراكب على مركوبه ؟
ثم اقرأ قوله تعالى
:
{ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } .
[ ابن القيم ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#633
تاريخ المشاركة 02 December 2011 - 08:03 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 5 ) :
قال تعالى :
{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ }
ثم قال :
{ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
قد يقول قائل :
إذا كانوا لا يعصون الله ما أمرهم ،
فما الذي أضافه قوله بعد ذلك :
{ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
أليس المعنى واحدا ؟
تأمل حتى يأتيك الجواب في الرسالة التالية - بإذن الله - .
الجواب :
هما جملتان مفيدتان معنيين مختلفين :
فمعنى الأولى :
أن الله سبحانه إذا أمرهم بالأمر لا يعصونه في أمره .
ومعنى الثانية :
أنهم لا يفعلون شيئا من عند أنفسهم ،
إنما يفعلون ما أمرهم به ربهم ،
فهم يفعلون ما يؤمرون لا ما لا يؤمرون ،
بل أفعالهم كلها ائتمار وطاعة لأمر ربهم .
إذا استحكمت الأزمات وتعقدت حبالها ،
وترادفت الضوائق وطال ليلها ،
فالصبر وحده هو الذي يشع للمسلم النور العاصم من التخبط ،
ولك الأسوة في نبي الله يعقوب ،
لما توالت عليه المحن قال :
{ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } .
[ محمد الغزالي ]
حين يقرؤك الآخرون ؛
يرون فيك جانبك الظاهر ،
ولن يغوص إلى ذاك الخفي سواك ،
ولن تكون هناك قناة أخرى تبث تردداته إلاك
{ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } .
[ د . سلمان العودة ]
قال تعالى
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }
فسبحان الله ما أعظم شأنه ،
وأتم امتنانه ،
انظر إلى عميم لطفه ،
وعظيم فضله ،
كيف أعطى ثم أثنى ،
فهو الذي زينه بالخلق الكريم ،
ثم أضاف إليه ذلك فقال :
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } .
[ أبو حامد الغزالي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#634
تاريخ المشاركة 12 December 2011 - 01:50 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
تأمل كيف كانت حال أتباع موسى
{ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ }
وما تحقق من نصر باهر بعد أن أعلن موسى بتفاؤل ويقين
{ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
ثم تأمل ما جرى بين عاشوراء في العام الماضي
وبين عاشوراء هذا العام !
هل كان تفاؤلك يرقى لمستوى ما حدث ،
وما تحقق من فرج في عدد من الدول ،
بعد طول معاناة وبلاء ؟
فثق بوعد الله ،
وتدبر
{ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
من حكم الله البالغة ارتباط عاشوراء بابتلاءين :
أحدهما قبل هذه الأمة ،
وآخر في صدر هذه الأمة ،
أما موسى فنجاه الله بحسن الظن بربه ،
وقوة يقينه ،
والعمل الجاد :
{ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ } ،
وأما الحسين ،
فقضى الله في أمره ما قضى ،
فمن ظن أن نجاة الأمة بالأحزان واللطم على مصيبته ،
فقد أخطأ طريق الأنبياء !
فما ثمة إلا اليقين ،
والفأل ،
مع العمل الدؤوب .
[ د . عمر المقبل ]
تأمل إخباره سبحانه وتعالى عن القرآن بأنه نفسه شفاء :
{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ } ،
وقال عن العسل :
{ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ } ،
وما كان نفسه شفاء أبلغ مما جعل فيه شفاء .
[ ابن القيم ]
{ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ }
حتى الابتلاءات الكبرى ليست سوى ساعة ،
فما أسرع ما تمضي ! .
[ د . عبدالله بن بلقاسم ]
زرت أحد العباد – في سن السبعين - ،
فذكر موقفا حصل له أيام شبابه ،
حيث دخل سجن التوقيف مع خصم له ،
في قضية حقوقية ،
قال :
والحق معي ،
وكان خصمي سفيها ،
وكنت أوقظه للصلاة ،
فقد كان مقصرا فيها ،
وعندما أتى علينا وقت السحر ؛
توضأت وأخذت المصحف وصليت ،
وبدأت بالجاثية ،
فلما بلغت قوله تعالى :
{ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ }
تأثرت بها كثيرا ،
وبكيت منها بكاء طويلا ،
وعفوت عن خصمي بسببها .
[ من متدبر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#635
تاريخ المشاركة 16 December 2011 - 07:36 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا
وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
هذا أول نداء في القرآن لأهل الإيمان
- في ترتيب المصحف - .
وقد اشتمل على الآتي :
1- أصل عقدي : النهي عن التشبه بالكفار ، وخاصة اليهود .
2- قاعدة شرعية : قاعدة سد الذرائع .
3- أدب شريف : انتقاء أنسب الألفاظ والعبارات .
4- طريقة تربوية : وهي إيجاد البدائل لما ننهى عنه قدر الإمكان .
[ د . محمد القحطاني ]
النوم منة عظيمة من الله على عباده
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ } ،
ومن المعروف علميا أنه إذا كان مكان النوم أكثر هدوءا ؛
أصبح أعظم أثرا ،
فوقفت متدبرا لقوله تعالى :
{ فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا }
ولم يقل :
( قلوبهم ) أو ( أعينهم ) ،
حيث أثبت لي كثيرون :
أن سد الأذنين يعطي نوما أسرع وأعمق دون تقطع .
[ أ . د . ناصر العمر ]
قال تعالى في سورة الواقعة عن نار الدنيا :
{ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ }
فأخبر سبحانه أنها تذكرة ،
تذكر بنار الآخرة ومنفعة للنازلين بالقواء ،
وهم المسافرون ،
والسؤال :
ما الحكمة في تخصيص المقوين بالذكر ،
مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين ؟
الجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
تنبيها لعباده - والله أعلم بمراده من كلامه -
على أنهم كلهم مسافرون ،
وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ،
ليسوا مقيمين ولا مستوطنين .
[ ابن القيم ]
تأمل قوله تعالى :
{ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ }
ولم يقل سجدوا ،
فكأن شيئا اضطرهم إلى السجود ،
كأنهم سجدوا بغير اختيار ؛
لقوة ما رأوا من الآية العظيمة .
[ ابن عثيمين ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#636
تاريخ المشاركة 26 December 2011 - 08:38 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 6 ) :
قوله تعالى :
{ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا }
أليست كلمة ( كلهم )
تكفي عن ( جميعا ) ؟
إذن ما الحكمة من ذكرها ؟
الجواب في الرسالة التالية – بإذن الله - .
الجواب :
{ كلهم } يفيد الإحاطة والعموم ،
ولا يلزم من قوله :
{ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ }
أن يكونوا كلهم ،
وذلك على الأكثر منهم ،
فـ" كلهم " رافع لهذا التوهم
وأما قوله :
{ جميعا } فليس بتأكيد ،
ولو كان تأكيدا لقال :
{ أجمعون }
ولم يكن منصوبا ،
وإنما هو حال ،
أي : مجتمعون على الهدى ،
كما قال تعالى :
{ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى } .
ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل
تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } .
[ محمد الغزالي ]
هذه النملة إذا خزنت الحب في بيوتها كسرته بنصفين ،
علما منها بأنه ينبت إذا كان صحيحا ،
وأنه إذا انكسر لا ينبت ،
فإذا خزنت الكفرة كسرتها بأربعة أرباع ،
علما منها بأنها تنبت إذا كسرت بنصفين ،
فتدبر
{ الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } .
[ ابن القيم ]
كدورة المعاصي والخبث الذي يتراكم على وجه القلب من كثرة الشهوات ؛
إن ذلك يمنع صفاء القلب وجلاءه ،
فيمتنع ظهور الحق فيه لظلمته وتراكمه
{ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } .
[ أبو حامد الغزالي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#637
تاريخ المشاركة 28 December 2011 - 08:58 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
تقديم الأموال على الأنفس في الجهاد
وقع في جميع القرآن الكريم إلا في موضع واحد ،
وهو قوله :
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ
بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ }
فما الحكمة في تقديم الأنفس في هذا الموضع وحده ؟
تأمله ،
والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
لأنها هي المشتراة في الحقيقة ،
وهي مورد العقد ،
وهي السلعة التي استلمها ربها وطلب شراءها لنفسه ،
وجعل ثمن هذا العقد رضاه وجنته ،
فكانت هي المقصود بعقد الشراء ،
والأموال تبع لها ،
فإذا ملكها مشتريها ملك مالها ،
فإن العبد وما يملكه لسيده ،
ليس له فيه شيء ،
فالمالك الحق إذا ملك النفس ملك أموالها ومتعلقاتها ؛
فحسن تقديم النفس على المال في هذه الآية حسنا لا مزيد عليه .
[ ابن القيم ]
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ }
الصبر على ما يقولون يتضمن شيئين :
الأول :
عدم التضجر مما يقول هؤلاء ،
وأن يتحمل ما يقوله أعداؤه فيه ،
وفيما جاء به ،
والثاني :
أن يمضي في الدعوة إلى الله ،
وأن لا يتقاعس .
[ ابن عثيمين ]
السبخات إذا أصابها المطر ازدادت ملوحة وخبثا ،
وكذا قلوب أهل النفاق لا تزيدها المواعظ إلا نفورا :
{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ } .
[ د . عبد الله السكاكر ]
إذا لم ينطلق التفكير من عقل حر متجرد للحق ،
عازم على الرشد ،
وإنما كان محاطا بأسوار من الحسابات الأرضية والتخوفات الوهمية ؛
فلن يصل بصاحبه إلى نتيجة سوية ،
وإنما سيضطرب في تفكيره ويزداد ( توهما )
بصواب مسيره وصحة طريقه ،
تدبر هذه الآية وما بعدها :
{ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ }
لترى إلى أي نهاية صاحبها وصل ؟ .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#638
تاريخ المشاركة 28 December 2011 - 07:05 PM
#639
تاريخ المشاركة 02 January 2012 - 12:32 AM
حياكِ الله أختي أم المبدعين وأثابكِ على المرور
{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا *
إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا }
فمن طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء ،
خرج من هذه الآية ،
ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول :
اسمع ما دعوا به لنا ؛
حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ،
ويبقى أجرنا على الله .
[ ابن تيمية ]
سمى الله الطلاق سراحا ،
ووصفه بالجميل ،
وقيده بالإحسان ،
وأمر فيه بالتمتيع فقال :
{ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا }
{ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ }
فهل تدبر المطلقون ذلك ؟ .
[ أ . د . إبراهيم الدوسري ]
تعهد الشيطان أمام الله سبحانه :
{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ }
فتدبر كيف وصلت الحال :
فمع أن الشيطان يعترف بالله ربا ،
بل ويدعوه :
{ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي }
ثم يأتي ( من بني آدم ) من تعداه في الإجرام والغواية
{ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى } !
بل وينفي الألوهية مطلقا :
{ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } !
فأي أمان بعد ذلك إلا لمن اصطفاه الله :
{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }
فاللهم سلم سلم .
[ أ . د . ناصر العمر ]
قال تعالى :
{ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ }
لماذا قالوا امرأة العزيز ،
ولم يصرحوا باسمها ؟
تأملها والجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
أضفنها إلى زوجها ؛
إرادة لإشاعة الخبر ؛
فإن النفس إلى سماع أخبار أولي الأخطار والمكانة أميل .
[ البقاعي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#640
تاريخ المشاركة 09 January 2012 - 05:16 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 7 ) :
قوله تعالى :
{ وَلَّى مُدْبِرًا }
و
{ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ }
قد يظن بعض الناس أن التولي والإدبار بمعنى واحد ،
فيتوهم أن ههنا تكرارا ،
وليس كذلك ،
فتأمل في الفرق بينهما ،
والجواب في الرسالة التالية - بإذن الله - .
الجواب :
التولية والإدبار لفظان مختلفان في المعنىر،
فالتولية أن يولي الشيء ظهره ،
والإدبار أن يهرب منه ،
فما كل مول مدبر ،
وكل مدبر مول .
لو أن بين الطلاب ابني أو أخي ما زدته درجة على ما يستحق ،
ولو كان بينهم قاتل أبي ما نقصته درجة !
وهذا هو الذي أمرنا الله به حين قال لنا :
{ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } .
[ علي الطنطاوي ]
إذا تكبر العبد عن الحق صرف الله قلبه ،
وإذا صرف الله قلبه فمن يملك رده ؟
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ } .
[ د . عبد الله السكاكر ]
من دقيق حيل الشيطان أن يذكر الإنسان
أخاه بذنب ارتكبه بأسلوب الإنكار لفعله ،
بينما هو يتقصد أغراضا أخرى ،
كالتشهير به وبأهله وانتقاصه ،
تأمل :
{ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا }
حيث أضفن المرأة للعزيز – دون اسمها -
حتى ينتشر الخبر سريعا ؛
لمكانة زوجها ،
فكن على حذر من حيل الشيطان ومكره .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#641
تاريخ المشاركة 11 January 2012 - 05:14 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
حث سبحانه على عبادة الشكر ،
ثم حث بعدها على عبادة الصبر ،
فما الحكمة في ذكر هاتين العبادتين ؟
الجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
لما فرغ تعالى من بيان الأمر بالشكر ،
شرع في بيان الصبر ،
والإرشاد إلى الاستعانة بالصبر والصلاة ،
فإن العبد إما أن يكون في نعمة فيشكر عليها ،
أو في نقمة فيصبر عليها .
[ ابن كثير ]
{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }
جرت العادة أن الإنسان إذا دخل منزلا غريبا ،
تجده ينظر يمينا وشمالا في هذا المنزل ،
وخصوصا إذا تغير تغيرا عظيما ،
في هذه اللحظة لابد أن ينظر ما الذي حدث ،
لكن لكمال أدب النبي – صلى الله عليه وسلم - ورباطة جأشه ،
وتحمله ما لا يتحمله بشر سواه ،
صار في هذا الأدب العظيم ،
ولهذا قال تعالى :
{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } .
[ ابن عثيمين ]
من عمل الشيطان :
تشييع الماضي بالنحيب والإعوال ،
وما يلقيه في النفوس من أسى وقنوط على ما فات
{ لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا } .
[ محمد الغزالي ]
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ }
دلت هذه الآية على أن شفقة الأبوة
كما هي في الدنيا متوفرة كذلك في الآخرة ،
ولهذا طيب الله تعالى قلوب عباده بأنه
لا يولههم بأولادهم بل يجمع بينهم .
[ الرازي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#642
تاريخ المشاركة 12 January 2012 - 10:22 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى }
ما الحكمة في تصدير الخطاب بـ{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } ؟
تدبره ،
والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
تقوية لداعية إنفاذ حكم القصاص ،
فكأنه يقول :
إن معكم من الإيمان ما يمنعكم من التهاون بإقامة هذا الواجب ؛
فإن المؤمن الصادق يحرص على أن يسد الأبواب ،
في وجه كل فتنة تحل عرا الألفة والمودة بين الأفراد والجماعات ،
وتلقي بحبل الأمن في اضطراب واختلال .
[ محمد الخضر حسين ]
ابحث عن صفات الإنسان المبارك في حياتك :
قال الله تعالى إخبارا عن المسيح ابن مريم :
{ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ }
أي معلما للخير، داعيا إلى الله ،
مذكرا به ،
مرغبا في طاعته ،
فهذا من بركة العبد ،
ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة ،
ومحقت بركة لقائه والاجتماع به ،
بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به .
[ ابن القيم ]
{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
فعندما يجتمع الجلساء متحلقين بمجالس القرآن ،
ويشرعون في الاشتغال بكتاب الله ؛
فإنما هم في الحقيقة يصلون أرواحهم بحبل الله النوراني ،
ويربطون مصابيح قلوبهم بمصدر النور الأكبر ،
فإذا بهم يستنيرون بصورة تلقائية ،
وبقوة لا نظير لها ؛
وذلك بما اقتبسوا من نور الله العظيم .
[ د . فريد الأنصاري ]
هل تشعر بثقله ؟
{ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ }
هكذا الذنب :
يثقل الظهر ويوهنه لمن بقي في قلبه إحساس ..
أما رسولنا صلى الله عليه وسلم
فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،
فماذا عني وعنك ؟
تحسس مفاصل روحك ،
هل تشعر بصريرها ؟ .
[ د . عمر المقبل ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#643
تاريخ المشاركة 15 January 2012 - 12:33 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 8 ) :
قال تعالى :
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ }
فما الحكمة في قوله :
( يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ) ؟
أليس كلمة :
( طَائِرٍ ) تغني عنها ؟
الجواب في الرسالة التالية – بإذن الله - .
الجواب :
لو اقتصر على ذكر الطائر فقال :
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ }
لكان ظاهر العطف يوهم " ولا طائر في الأرض " ،
فكان ذلك يوهم اختصاصه بطير الأرض الذي لا يطير بجناحيه ،
كالدجاج والإوزّ والبط ونحوها
فلما قال :
{ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ }
زال هذا التوهم ،
وعلم أنه ليس الطائر مقيدا بما تقيدت به الدابة .
حق على العبد أن يقف عند كل هم يخطر له ؛
ليعلم أنه من لمة الملك أو من لمة الشيطان ،
وأن يمعن النظر فيه بعين البصيرة ،
لا بهوى من الطبع ،
ولا يطلع عليه إلا بنور التقوى والبصيرة وغزارة العلم ،
كما قال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا }
أي رجعوا إلى نور العلم
{ فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ }
أي :
ينكشف لهم الإشكال .
[ أبو حامد الغزالي ]
عن مجاهد أن رجلا سأله عن رجل قرأ البقرة وآل عمران ،
ورجل قرأ البقرة فقط ،
قيامهما واحد ،
وركوعهما واحد ،
وسجودهما واحد ؟
فقال مجاهد :
الذي قرأ البقرة فقط أفضل ،
ثم تلا :
{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ } .
[ فتح الباري ]
ما يصيب الإنسان إن كان يسره :
فهو نعمة بينة
وإن كان يسوؤه :
فهو نعمة من جهة أنه يكفر خطاياه
ويثاب بالصبر عليه
ومن جهة أن فيه حكمة ورحمة لا يعلمها
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا
وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } .
[ ابن تيمية ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#644
تاريخ المشاركة 21 January 2012 - 07:07 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
{ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }
ما هو المقصود من ذكر الجبل وخشوعه هنا ؟
تأمله ،
والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
المقصود تنبيه الإنسان على قسوة قلبه ،
وقلة خشوعه عند تلاوة القرآن ،
وإعراضه عن تدبر زواجره .
[ زكريا الأنصاري ]
{ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ }
تحكي حال كثير من أهل الباطل يفترون الباطل من عند أنفسهم ثم يصدقونه .
[ د . عبد الله السكاكر ]
كلما ازداد حجم الجبل ارتفاعا ورسوخا كان أقوى في ثبات الأرض ،
وعدم اضطرابها بأهلها ،
تدبر هاتين الآيتين :
{ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ }
{ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ }
فكذلك أثر العالم في تثبيت الأمة أزمنة الفتن ،
حسب رسوخه وعلو اهتماماته .
[ أ . د . ناصر العمر ]
قال تعالى عن نبيه إسماعيل :
{ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ }
ومن هنا فالمجلس القرآني حقيقة هو الذي استطاع جلساؤه
أن ينقلوا التجربة الإيمانية إلى داخل أسرهم ؛
بتكوين مجالس أسرية للقرآن ،
يكون جلساؤها :
الأطفال والملائكة ،
فأنعم به من مجلس مبارك إذن ،
وأنعم به من بيت طاهر ،
أفاض الله عليه بالنور والجمال .
[ د . فريد الأنصاري ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#645
تاريخ المشاركة 23 January 2012 - 07:33 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 10 ) :
قوله تعالى :
{ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ }
و
{ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ }
ما الحكمة في التنصيص على ذكر اللسان والأفواه ؟
الجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
حيث ذكر الله سبحانه
{ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ }
و
{ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ } ،
فالمراد به أنه قول باللسان مجرد لا معنى تحته ،
فإنه باطل ،
والباطل لا حقيقة له ،
وإنما غايته وقصاراه أنه حركة لسان مجرد عن معنى ،
فليس وراء حركة اللسان به شيء .
بعد الموت الحساب الدقيق عن كل عمل عملناه ،
أحصاه الله ونسوه ،
في كتاب لايدع صغيرة ولا كبيرة إلاأحصاها ،
يفاجأ به العبد يوم القيامة ،
ويوضع تحت عينيه فيقال له :
{ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } .
[ علي الطنطاوي ]
نعى القرآن على أقوام جريهم وراء الظنون التي ملأت عقولهم بالخرافات ،
وأفسدت حاضرهم ومستقبلهم بالأكاذيب فقال :
{ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } .
[ محمد الغزالي ]
من أحسن عبادة الله في شبيبته أعطاه الله الحكمة عند كبر سنه ،
وذلك قوله تعالى :
{ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } .
[ الحسن البصري ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#646
تاريخ المشاركة 27 January 2012 - 07:13 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
إن الرجل فاسد الذمة ،
أو ساقط المروءة ،
لا قوة له ولو لبس جلود السباع ،
ومشى في ركاب الملوك
{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ } .
[ محمد الغزالي ]
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ }
ناداه بوصفه دون اسمه تعظيما له ؛
فإن مواجهة العظماء بأسمائهم في النداء لا تليق .
[ القونوي ]
{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ }
بدأ بذكر الإناث ،
فقدم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات ؛
حتى كانوا يئدونهن ،
أي : هذا النوع المؤخر عندكم ،
مقدم عندي في الذكر ،
وتأمل كيف نكر سبحانه الإناث ،
وعرف الذكور ؛
فجبر نقص الأنوثة بالتقديم ،
وجبر نقص التأخير بالتعريف فإن التعريف تنويه .
[ ابن القيم ]
{ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ }
نيران النوايا الرديئة التي عصفت بقلوبهم ؛
أحرقت جنتهم ،
فعلينا أن نتأكد من خلو قلوبنا من تلك النوايا .
[ د . عبدالله بن بلقاسم ]
{ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى }
بدأ بالآخرة ،
لأن ملك الله في الآخرة يظهر أكثر مما في الدنيا ،
فالدنيا فيها ملوك ،
وفيها رؤساء ،
وفيها زعماء ،
يرى العامة أن لهم تدبيرا ،
لكن الآخرة لايوجد فيها هذا
{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } .
[ ابن عثيمين ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#647
تاريخ المشاركة 15 February 2012 - 07:36 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القبض على ( الساب ) وإعادته للمملكة
بعد عدة رحلات قام بها في عدد من المطارات العالمية
إمعانا في الهروب والتخفي والتضليل ،
كل هذا يجعلنا نقف معتبرين ومتدبرين لقوله سبحانه :
{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ } ،
ومن نجا في الدنيا - لحكمة لا نعلمها - ،
ومات ملحدا فلن ينجو في الآخرة
{ يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
لما أهوى المسلمون الأولون بجباههم إلى الأرض ،
حيث تطأ النعال ؛
خضوعا لله ،
جعل الله رؤوس الجبارين تنحني خضوعا لهم ،
وتيجان الحكام تتهاوى على نعالهم ،
وجعلهم بالإسلام سادة الدنيا وأساتذتها
تدبر :
{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا } .
[ علي الطنطاوي ]
يستشكل بعض الناس إمهال الله تعالى الزنادقة والملحدين ،
وعدم معاجلتهم بالعقوبة ،
وجواب ذلك :
أن له - جل وعلا -
حكما عظيمة في ذلك ،
منها :
زيادة آثامهم ؛
لتزداد عقوبتهم في الآخرة ،
قال تعالى :
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا *
فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا }
وقال سبحانه :
{ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } .
[ د . إبراهيم الحميضي ]
{ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }
شاهدنا أثرها هذه الأيام !
من هبة شريفة من عامة المؤمنين ،
وغيرة قوية من العلماء الصادقين ،
وتمايز بين رايات المعلقين ،
وخوف وهروب من أهل الأهواء المتطاولين ،
وظهر الصادقون في محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أدعيائها ،
فأين المعتبر ؟
.
[ عبداللطيف التويجري ]
إذا كان الزاني قد أمر الله بإقامة الحد عليه مع التغليظ :
{ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ }
مع أنه قد يكون قد تاب توبة صادقة ،
كماعز والغامدية - رضي الله عنهما - ،
فكيف بمن شتم الله ورسوله ،
فمن تمام ( الرحمة ) بالأمة جمعاء
إقامة حد الردة عليه دون رأفة في دين الله ،
حتى لا يسلك سبيله أحد .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#648
تاريخ المشاركة 19 February 2012 - 01:41 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
كتب أحد رموز الضلال مدافعا عمن قال كفرا :
( لماذا كل هذا الشبق إلى الدم ) ؟
ووصف من نطق زندقة وإلحادا بكلام بارد :
( بأنه خانه التعبير ) !
وهجر هذا الضال للقرآن الكريم هو
الذي أوصله إلى هذا المستوى من فساد التفكير ،
والدفاع عن الإلحاد والكفر البواح ،
تدبر :
{ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ } ،
{ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ }
ولا علاج لهؤلاء إلا بالنص المحكم :
{ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
كم في هذه الآية من تسلية وتثبيت للمؤمنين ؛
فعدو الأرض يقابله نصير السماء
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ
وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا } .
[ د . عبد المحسن المطيري ]
{ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ }
فهما أعظم عون للعبد ؛
ولذلك احتفا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قوله تعالى :
{ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ } ،
وتلك العبادات الثلاث مجتمعات هن
{ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } .
[ د . عبد الله الغفيلي ]
{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }
من عرض عليه حق فرده ولم يقبله ،
عوقب بفساد قلبه وعقله ورأيه .
[ ابن القيم ]
ابحث عن آثارك بعد موتك ،
فإن ربك يقول :
{ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ } !
يموت اثنان ،
فتأمل الفرق بين آثارهم :
قارئ ومغن !
ظالم وعادل !
داعية للسنة وآخر للبدعة ! .
[ د . عمر المقبل ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#649
تاريخ المشاركة 25 February 2012 - 07:43 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
ابن تيمية والبدهيات ( 11 ) :
قوله تعالى :
{ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ }
قوله :
( تَبَّتْ ) و : ( تَبَّ ) ،
ألا يكفي ذكره مرة واحدة ،
بدلا من التكرار ؟
الجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
هذا ليس من التكرار ؛
لاختلاف مقصود الفعلين ،
فإن الأول منهما دعاء يراد به الإنشاء ،
والثاني خبر ،
أي :
تبت يدا أبي لهب وقد تب .
وقفت متعجبا من منطق مستشاري ملكة سبأ إذ قالوا :
{ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ }
بعد أن طلبت رأيهم بعقل وتجرد ،
فجوابهم يكرس منهج الاستبداد ،
بدل أن يرسخ منهج الشورى في مثل هذه الأحداث التي تحدد مصير البلاد .
[ أ . د . ناصر العمر]
{ فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }
من أدب الاستماع :
سكون الجوارح ،
وغض البصر ،
والإصغاء بالسمع ،
وحضور العقل ،
والعزم على العمل ،
وذلك هو الاستماع كما يحب الله تعالى .
[ وهب بن منبه ]
من تمنى شيئا مباحا من أمر دنياه وآخرته ،
فليكن فزعه فيه إلى الله عز وجل ،
ومسألته منه - وإن عظمت أمنيته - ،
قال الله عز وجل :
{ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ } .
[ البغوي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#650
تاريخ المشاركة 02 March 2012 - 07:48 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
قال تعالى في سورة البقرة :
{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }
وقال تعالى في سورة الأعراف :
{ وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ }
ما الحكمة في التعبير بلفظ
{ اسْكُنْ }
في الآيتين دون غيره من الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى ؟
تأملها والجواب في الرسالة التالية بإذن الله .
الجواب :
إشارة إلى قصر وقت الإقامة في الجنة حينذاك ؛
لأن الله تعالى إنما خلق آدم لخلافة الأرض .
[ الفخر الرازي ]
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا }
من قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به ،
فإذا حصل له ذلك السماع ؛
ازدحمت معاني المسموع ولطائفه وعجائبه على قلبه .
[ ابن القيم ]
لو كانت مواقف بعض العلماء مع الهدايا التي تقدم لهم
كموقف سليمان – عليه السلام - ؛
لقويت هيبتهم وتحقق على أيديهم صلاح البلاد والعباد ،
كما صلحت مملكة سبأ ،
تدبر :
{ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
إذا جاء الموت ،
وطويت صحائف الأعمال ،
ووجدت عِظَم ثواب الحسنات وعظم عقاب السيئات ،
تمنيت أن تسبح تسبيحة واحدة أو تصلي ركعة فلا تستطيع
{وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } .
[ علي الطنطاوي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً