بارك الله فيك
بشرى سارة ( إنطلاق جوال تدبر القرآن الكريم )
#576
تاريخ المشاركة 12 June 2011 - 01:33 AM
#577
تاريخ المشاركة 17 June 2011 - 06:05 PM
أثابكِ الله أختي أم المبدعين
خسوف القمر ليلة البارحة كشف عن خلل
في تعامل بعض المسلمين مع مثل هذه الآية ،
الداخلة دخولا أوليا في قوله تعالى :
{ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا }
ذلك الخوف الذي ترجمه نبينا - صلى الله عليه وسلم -
بأن خرج يجر إزاره من الفزع ،
وبعض الناس كان مشغولا بحضور المباريات وآخرين بتحليلها ! .
[ د . عمر المقبل ]
تناقلت وكالات الأنباء خبرا :
أن الرئيس البريطاني السابق ( بلير ) يتلو القرآن ؛
لفهم واقع المسلمين ،
فمرت أمامي :
{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ }
ثم كأني به وهذه الآية تخاطبه أثناء تلاوته :
{ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ }
فيا ترى :
أيستجيب لنداء الحق ؟
أم يحق عليه القول :
{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا } ؟ ! .
[ أ . د . ناصر العمر ]
معنى هذا الخطاب :
إني عاديت إبليس وطردته من سمائي وباعدته من قربي ؛
إذ لم يسجد لأبيكم آدم ،
ثم أنتم يا بنيه توالونه وذريته من دوني وهم أعداء لكم ؛
فليتأمل اللبيب مواقع هذا الخطاب ،
وشدة لصوقه بالقلوب والتباسه الأرواح ،
وأكثر القرآن جاء على هذا النمط من خطابه لعباده
بالتودد والتحنن واللطف والنصيحة البالغة .
[ ابن القيم ]
{ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ .... }
حيوان غير مكلف يغار أن يعصى الله ،
وأن يشرك به ،
ويكون سببا لإسلام أمة كاملة !
فماذا عنك يا ابن الإسلام ،
ماذا فعلت لدينك ؟ ! .
[ د . عبدالمحسن المطيري ]
{ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ }
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
شهد الحق له لولا تخلقه للخلق الجميل لانفضوا عنك ،
ولم يقنع بالمعجز في تحصيلهم ،
لا تقنع أنت بالعلوم وتظن أنها كافية في حوش الناس إلى الدين ،
بل حسن ذلك وجله بالأخلاق الجميلة .
[ ابن عقيل ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#578
تاريخ المشاركة 27 June 2011 - 12:36 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
مع الأسماء الحسنى ( 67 ) :
( المجيب ) جلا وعلا :
الذي يجيب المضطر إذا دعاه ،
ويغيث الملهوف إذا ناداه ،
حتى ولو كان في حالة اضطراره مشركا ..
فكيف إذا كان الداعي مؤمنا موحدا ؟
إن الله لا يخفى عليه شيء من أحوالنا ،
لكنه يحب - وهو الغني عنا - أن يسمع دعاءنا ،
وأن نظهر له اضطرارنا .
( المحيط ) جل في علاه :
الذي أحاط بكل شيء :
علما ،
وقدرة ،
ورحمة ،
وقهرا ،
وهذا يورث العبد :
1 - خوفا من الله وحياء منه .
2 - الحذر من ظلم العباد والاعتداء عليهم ؛
لأنه تعالى محيط به ،
فما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها .
3 - عدم تضخيم قوة الأعداء مهما بلغت ،
مع الأخذ بأسباب دفع شرهم .
لما رفض قوم موسى دخول بيت المقدس !
صدع رجلان بالحق ،
ومع أنهما لم يستطيعا تغيير الواقع ،
بل أصر القوم على التمرد ؛
فقد أثنى الله عليهما ،
ودخل الساكتون المداهنون في الذم ،
فتدبر هذه القصة العجيبة :
{ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
بخل عريض ،
فاحذر !
{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ }
قد تؤولت في البخل بالمال والمنع ،
والبخل بالعلم ونحوه ،
وهي تعم البخل بكل ما ينفع في الدين والدنيا :
من علم ومال وغير ذلك .
[ ابن تيمية ]
قال قتادة :
يقال :
خير الرزق ما لا يطغيك ،
ولا يلهيك :
{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ } .
[ تفسير الطبري ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#579
تاريخ المشاركة 03 July 2011 - 02:26 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
بمناسبة بدء إجازة المدارس ،
تصلكم رسالة يومية عنوانها :
وقفات مع حديث القرآن عن الوقت ،
مع د .عمر المقبل .
الوقت في القرآن ( 1 )
حديث القرآن عن الوقت تجلى في أمور ،
منها :
1/كثرة القسم بالوقت ،
ومن تأمل في جزء عم فسيجد عشرات الأقسام ،
وثمة سور سميت بأوقات متفاوتة
كـ( الليل ، الضحى ، العصر ) ،
وتأمل في سورة التكوير ، والانشقاق وغيرها .
2/ربط العبادات بمواقيت محددة ،
لا تصح قبلها ولا بعدها ،
وعلى رأسها :
الصلاة : { إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا } ،
وحدد الصوم بشهر: { شَهْرُ رَمَضَانَ } ،
ووصف الحج بأنه : { أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ } .
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ }
وفي الآية إشارة إلى أن من الخطأ أن يوزن حال الدين الإسلامي
بميزان أحوال بعض المسلمين أو معظمهم
- كما يفعله بعض أهل الأنظار القاصرة من الغربيين وغيرهم -
إذ يجعلون وجهة نظرهم التأمل في حالة الأمم الإسلامية ،
ويستخلصون من استقرائها أحكاما كلية
يجعلونها قضايا لفلسفتهم في كنه الديانة الإسلامية .
[ ابن عاشور ]
تأمل هاتين الآيتين :
{ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً }
و
{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً }
تدرك أن ( الأربعين ) قد انقرض فيها جيل الهزيمة
{ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ }
ونشأ جيل بلغ الأشد والاستواء ؛
فكان على أيديهم فتح بيت المقدس ،
بقيادة يوشع بن نون ،
أحد الرجلين المتفائلين الواثقين بنصر الله ،
فلا يأس من روح الله .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا
حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }
ذكر بعض العلماء حكمة بديعة في ختم هذه الآية بـ{ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } فتأمل ،
وانتظر الإجابة في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
يقول القرطبي - رحمه الله - :
وإنما قال :
{ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }
لأن الجاهل إذا كثر له أمره ونهيه فإنه لا يحفظه ولا يتعاهده .
والعالم يحفظ ويتعاهد ،
فلهذا المعنى خاطب العلماء ولم يخاطب الجهال .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#580
تاريخ المشاركة 05 July 2011 - 01:49 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
الوقت في القرآن ( 2 ) :
من أساليب القرآن في إبراز شأن الوقت:
3/ربط الأذكار الموظفة في اليوم والليلة بوقت الصبح والعشي :
{ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ *
وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ }
4/الإشادة بحفاظ الوقت ،
الذين عمروه بما ينبغي أن يكون ،
تأمل :
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }
فأوقاتهم كلها معمورة بعبادات القلب أو الجوارح .
قيل لأبي سليمان الداراني :
ما بال العقلاء أزالوا اللوم عمن أساءهم ،
قال :
إنهم علموا أن الله إنما ابتلاهم بذنوبهم ،
ثم قرأ هذه الآية :
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } .
إن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها ،
وخمدت من نفسه نيران الشهوات ،
وأخبت قلبه إلى الله ،
وعكفت همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته ،
وأصبح قلبه يقول :
{ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ } .
[ ابن القيم ]
{ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا }
والحكمة في الترتيل :
التمكن من التأمل في حقائق الآيات ودقائقها ،
فعند الوصول إلى ذكر الله يستشعر عظمته وجلاله ،
وعند الوصول إلى الوعد والوعيد
يحصل الرجاء والخوف ويستنير القلب بنور الله ،
وبعكس هذا فإن الإسراع في القراءة
يدل على عدم الوقوف على المعاني .
[ المراغي ]
ختم الله آية إصلاح نشوز الزوجة بقوله :
{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا }
فإن تذكر علو الله وكبره ،
من أعظم ما يردع عن ظلم الزوجات ،
وبخس حقوقهن .
[ من متدبر ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#581
تاريخ المشاركة 08 July 2011 - 02:01 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
الوقت في القرآن ( 3 ) :
من أساليب القرآن في التنويه بشأن الوقت :
5/ عرض مشهد التوبيخ يوم القيامة للذين أضاعوا أوقاتهم في غير ما خلقوا له ،
تدبر هذه الآية :
{ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }
وهذه الآية كانت سببا في توبة إبراهيم بن أدهم ،
فنقول :
وأي شيء كان إبراهيم بن أدهم لو استمر على حياة اللهو وضياع الوقت ؟ ! .
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ }
الذي نعرفه أن كثيرا من الأدباء يبسطون على آثار غيرهم فيسرقونها ،
أو يسرقون منها ما خف حمله وغلت قيمته وأمنت تهمته ،
حتى إن منهم من ينبش قبور الموتى ويلبس من أكفانهم
ويخرج على قومه في زينة من تلك الأثواب المستعارة .
أما أن أحدا ينسب لغيره أنفس آثار عقله وأغلى ما تجود به قريحته
فهذا ما لم يلده الدهر بعد .
[ د . محمد دراز ]
احذر !
علق الحسن البصري رحمه الله على هذه الآية :
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ }
فقال :
هو المنافق لا يهوى شيئا إلا ركبه ! .
أرض القلب إذا بذر فيها :
خواطر الإيمان ،
والخشية والمحبة والإنابة ،
والتصديق بالوعد ،
ورجاء الثواب ،
وسقيت مرة بعد مرة ،
وتعاهدها صاحبها بحفظها ومراعاتها ،
والقيام عليها ؛
أثمرت له كل فعل جميل ،
وملأت قلبه من الخيرات ،
واستعملت جوارحه في الطاعات ؛
فاحذر أن تكون ممن قال الله فيهم :
{ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } .
[ ابن القيم ]
إذا قرأت قصص الكرم في التاريخ القديم أو الحديث فإنك تتعجب جدا من ذلك !
وحينما قرأت قوله تعالى - عن أهل الجنة - :
{ فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ }
تصاغرت في عيني كل قصص الكرم ،
وذهب الذهن كل مذهب ،
وإذا كان الذي سيكرمهم رب العالمين ،
فأي عبارة يمكن أن تصف هذا الكرم ؟ ! .
[ د . عمر المقبل ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#582
تاريخ المشاركة 12 July 2011 - 10:38 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
الوقت في القرآن ( 4 ) :
ومن أساليب القرآن في التنويه بشأن الوقت :
6/ حديثه عن الذين ندموا على ضياع وقتهم في غير مرضاة الله ،
وقد سجله عليهم في موضعين :
أ) عند الاحتضار :
{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا } .
ب) في الآخرة - حين يدخل أهل النار النار -:
{ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ } .
قف متدبرا لهذه السنة الكونية :
{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا }
ثم انظر إلى العاقبة المطردة ،
التي نراها اليوم في هؤلاء المجرمين الكبار :
{ وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ } ؛
ولكن سكرة الإجرام أعمتهم عن هذا المصير :
{ وَمَا يَشْعُرُونَ }
ثم تأمل في هذا الجزاء العاجل والآجل :
{ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }
{ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ }
أمر طبيعي أن نبتلى ،
والمطلوب شرعا أن يسمع ربنا - الغني عنا - تضرعنا حين نبتلى ؛
لأن الله عاب على هؤلاء عدم تضرعهم فقط .
[ من متدبر ]
{ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ }
ولم يقل : مفتوحة ،
وفي ذلك نكتة ،
حاول استخراجها ،
والجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
إنما قال :
( مُفَتَّحَةً )
ولم يقل
( مفتوحة ) ،
لأنها تفتح لهم بالأمر لا بالمس .
[ تفسير القرطبي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#583
تاريخ المشاركة 25 July 2011 - 02:01 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
الوقت في القرآن ( 5 ) :
ومن أساليب القرآن في حديثه عن الوقت ،
ذكره العوائق التي تحول دون الانتفاع بالوقت ،
ومن أخطرها ثلاثة عوائق :
1/طول الأمل :
{ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } .
2/الجهل بقيمة الوقت :
{ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ } .
وغدا نذكر المعوق الثالث إن شاء الله .
صدق التأهب للقاء هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة ،
والأحوال الإيمانية ،
ومقامات السالكين إلى الله ،
ومنازل السائرين إليه ،
{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً } .
[ ابن القيم ]
الضلالة لها حلاوة في قلوب أهلها ،
قال الله تعالى :
{ وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا } ،
وقال تعالى :
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا } .
[ ابن عباس ]
من اختار طريقا فليستعد لدفع ثمنه ،
وليوطن نفسه على تحمل البلاء وحده :
{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } ،
وعليه أن يقطع تعلق قلبه بالخلق ،
وأن يجرد تعلقه بالخالق .
[ أ . د . ناصر العمر ]
لا يبتلى بالعشق غالبا إلا من غفل قلبه عن الله ،
وعن ذكره ،
وعن أمره ونهيه ،
قال تعالى في حق يوسف :
{ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }
يدل ذلك على أن الإخلاص سبب لدفع السوء والفحشاء ؛
فالقلب إذا امتلأ من ذلك استحلاه على كل شيء ،
وتغذى به ،
واستغنى به عما سواه .
[ ابن مفلح ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#584
تاريخ المشاركة 25 July 2011 - 06:58 PM
أختي القارورة
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعل ماتكتبين في ميزان حسناتك
وبلغك الله رمضان وجعلك فيه من المقبولين
كل عام وانت بخير
#585
تاريخ المشاركة 28 July 2011 - 12:38 AM
بارك الله فيكِ أختي أم المبدعين
ووفقني المولى وإياكِ وجميع المسلمين لقيام شهر رمضان
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
الوقت في القرآن ( 6 ) :
3/ من عوائق الانتفاع بالوقت :
صحبة السوء ،
والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا :
{ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } ،
{ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ }
ومن تأمل الواقع وجد عظيم هذا الأثر في حياة الناس ،
وليالي الصيف والأسفار ؛
تكشف هذا العائق بجلاء ،
والسعيد من صحب من يعينه على حفظ وقته بالنافع المفيد .
مجاعة الصومال وأهل القرآن :
{ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } ،
{ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }
آيات تستنهض في المؤمن القيام بما يقدر عليه لإخوانه .
قال الطبري في قوله تعالى :
{ وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ }
فيثيب الله كل من تفضل بفضل ماله أو قوته أو معروفه
على غيره محتسبا بذلك ،
أجزل ثوابه وفضله في الآخرة .
إن الأموال المستخفية في الخزائن ،
المختبئ فيها حق المسكين والبائس ،
شر جسيم على صاحبها في الدنيا والآخرة
{ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } .
[ محمد الغزالي ]
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ }
قال ثابت البناني رحمه الله :
إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل ،
ففزعوا منه !
وقالوا : كيف تعلم ذلك ؟
فقال إذا ذكرته ذكرني .
فليعلم المؤمن أن هذه الوحشة لا تدوم ،
بل هي من عوارض الطريق ،
فسوف تبدو له الخيام ،
وسوف يخرج إليه المتلقون يهنئونه بالسلامة والوصول إليهم ؛
فيا قرة عينه إذ ذاك ويا فرحته إذ يقول :
{ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } .
[ ابن القيم ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#586
تاريخ المشاركة 02 August 2011 - 02:50 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
الوقت في القرآن ( 7 ) :
كيف عالج القرآن أمر الوقت ؟
هذا سؤال كبير ،
وجوابه طويل ،
إلا أن آية واحدة تلخص لنا أهم أنواع العلاج ،
وهو الرقابة الذاتية ،
والشعور بالمسؤولية الفردية ،
تأمل هذا الخطاب الإلهي لي ولك :
{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا *
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } .
ومما ينصح به :
قراءة الكتب المؤلفة في علاج موضوع الوقت .
تأمل :
{ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ }
تختلف أساليب الأعداء ،
والغاية واحدة :
{ أَتَوَاصَوْا بِهِ } ،
والمنهج المبطل لها جميعا هو :
الالتزام بالوحي ( نصا وروحا ) ،
كما التزم موسى به ،
وهنا سنرى الانتصار المدوي :
{ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *
فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ } .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ... }
وهذا المشهد العظيم هو :
1) مشهد أول حضارة في البشر ،
وهي من قبيل طلب ستر المشاهد المكروهة .
2) ومشهد أول علم اكتسبه البشر بالتقليد وبالتجربة .
3) ومشهد أول مظاهر تلقي البشر معارفه من عوالم أضعف منه
كما تشبه الناس بالحيوان في الزينة ،
فلبسوا الجلود الحسنة الملونة وتكللوا بالريش الملون .
فكم في هذه الآية من عبرة للتاريخ والدين والخلق ! .
[ ابن عاشور ]
قال تعالى :
{ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ }
ولم يقل :
الكبير ،
وفي ذلك لطيفة ،
حاول أن تتأمل في الحكمة من ذلك ،
والجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
قال أهل العلم :
وإنما قال :
الأكبر لأنهم عذبوا في الدنيا بالجوع والقحط والأسر والقتل .
[ تفسير القرطبي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#587
تاريخ المشاركة 03 August 2011 - 01:42 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
من التطبيق العملي الذي كان يمارسه النبي صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى :
{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }
أنه كان يبشر أصحابه برمضان ،
ويقول :
" قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك ،
افترض الله عليكم صيامه ،
يفتح فيه أبواب الجنة ،
ويغلق فيه أبواب الجحيم ،
وتغل فيه الشياطين ،
فيه ليلة خير من ألف شهر ،
من حرم خيرها فقد حرم " .
[ د . عمر المقبل ]
رمضان مدرسة التقوى ..
تأمل كيف ذكرت التقوى في أول آية وأخر آية من آيات الصيام ؛
ذلك أن الصيام من أعظم ما يعزز التقوى في النفوس ،
فلنفتش عن أثر الصيام على تقوانا لربنا في
أسماعنا وأبصارنا وكلامنا ،
لنحقق الغاية :
{ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .
[ د . محمد الربيعة ]
في قول المشركين :
{ لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ }
كل هذه المحاصرة لصوت القرآن حتى لا يصل
إلى قلوبهم ولا إلى قلوب غيرهم ،
وهو متضمن الاعتراف بأن هذا القرآن قادر على اقتحام قلوبهم ،
وأن ينتزعهم من أنفسهم ،
وأنه هو هذا الدين ،
وأن الإفلات منه إفلات من هذا الدين .
[ أ . د . محمد أبو موسى ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#588
تاريخ المشاركة 04 August 2011 - 01:03 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
مع الأسماء الحسنى ( 69 ) :
( الحسيب ) جل جلاله :
بمعنى الكافي عبده همومه وغمومه ،
وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين ،
وهو الذي يحفظ أعمال عباده ويحاسبهم
إن خيرا فخير وإن شرا فشر الحاسب لعباده
فرحم الله عبدا حاسب نفسه قبل أن تحاسب ،
وأن نتذكر لحظة يبهت فيها أهل الأجرام
حين يوضع الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ! .
مع الأسماء الحسنى ( 70 ) والأخيرة :
( المبين ) جل جلاله :
الذي أبان لعباده الأدلة في الآفاق وفي الأنفس
على وجوده ووحدانيته ،
وهو المبين – سبحانه - الذي أظهر الحق للخلق ،
وأبانه لهم على ألسنة رسله ،
وفي كتبه التي أعظمها القرآن الذي وصفه الله بأنه
( مبين ) و ( تبيان )
وكل هذا الذي يثمر في قلب المؤمن طمأنينة
على قيام الحجة في الفطرة وفي الوحي المنزل .
من هدي السلف مع القرآن في رمضان :
كان ابن مسعود يختم في رمضان في ثلاث ،
وفي غير رمضان من الجمعة للجمعة .
قال ابن باز :
وهذا هو الموافق للسنة ،
وهو أدعى للتدبر والتفكر .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#589
تاريخ المشاركة 05 August 2011 - 01:26 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرهم ( 1 ) :
آية من كتاب الله كانت سببا بعد توفيق الله
في تركي لمعصية طالما نغصت علي حياتي ،
هي قوله تعالى :
{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ
وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ } .
تأمل العلاقة الوثيقة بين الليل وبين القرآن في آيات كثيرة ،
وتتأكد في رمضان
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ }
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }
{ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }
{ قُمِ اللَّيْلَ }
فهل أنت تقضي ليلك في رمضان مع القرآن تاليا متدبرا ؟
{ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا }
وتأمل حال كثيرين في ليالي رمضان تحزن ! ! .
[ أ . د . ناصر العمر ]
سترى وتسمع هذه الأيام مئات المسابقات
التي تغريك بالمال في شهر رمضان !
لكن هذه المسابقات كلها ليست بشيء
أمام مسابقة دعا لها الرب الرحيم ،
وجائزتها الجنة ،
وفرصة الفوز فيها في رمضان كبيرة ،
حيث تجتمع أنواع كبار من الطاعات ،
فيا أهل القرآن :
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } .
[ د . عمر المقبل ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#590
تاريخ المشاركة 06 August 2011 - 04:05 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
تقليب النظر في ملف الزمن :
قال قتادة في قوله تعالى :
{ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ }
طلب الرجوع ليعمل صالحا ،
لا ليجمع الدنيا ،
ويقضي الشهوات ،
فرحم الله امرءا عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب .
إذا كان الله عز وجل قد سمى الصلاة تسبيحا
فقد دل ذلك على وجوب التسبيح .
كما أنه لما سماها قياما في قوله تعالى :
{ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا }
دل على وجوب القيام .
وكذلك لما سماها قرآنا في قوله تعالى :
{ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ }
دل على وجوب القرآن فيها .
ولما سماها ركوعا وسجودا في مواضع
دل على وجوب الركوع والسجود فيها .
[ ابن تيمية ]
يلفت نظرك التركيز على الأخلاق في صفات عباد الرحمن ،
فقد افتتحت بـ :
{ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } ،
ثم ثنت بكرمهم واعتدالهم :
{ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا }
ثم ثلثت بمفارقتهم لأراذل الأخلاق :
{ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ }
ثم بسلامتهم من شهود مجامع السوء :
{ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا }
فجمعوا أصول الأخلاق ،
فاستحقوا
{ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا } .
[ د . عبدالله الغفيلي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#591
تاريخ المشاركة 09 August 2011 - 04:55 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرهم ( 2 ) :
{ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا }
سبحان الله !
هذا نبي الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
قد أمر بقيام الليل وقد فعل .
فكيف بي وذنوبي قد بلغت ما بلغت ولا أقوم الليل !
فهزت مشاعري ؛
فعزمت على القيام ولله الحمد والمنة .
نعم القدوة هم :
{ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ }
كان حماد بن أبي سليمان يفطر في كل ليلة
في شهر رمضان خمسين إنسانا ،
فإذا كانت ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا وأعطاهم مائة مائة .
من مشاعر الأئمة تجاه القرآن :
هو ينبوع الحكمة ،
وآية الرسالة ،
ونور الأبصار والبصائر ،
من اتخذه سميره وأنيسه ،
وجعله جليسه على مر الأيام والليالي ؛
نظرا وعملا ،
لا اقتصارا على أحدهما ؛
فيوشك أن يفوز بالبغية ،
وأن يظفر بالطلبة ،
ويجد نفسه من السابقين في الرعيل الأول .
[ الشاطبي ]
تأمل قول عيسى عليه السلام :
{ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ }
وانظر واقع بعض المتبوعين في قول غير الحق ؛
لتدرك سر الانحراف ،
وتحملهم وزر ضلال كثير من المسلمين .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ }
في تقديم تعليم القرآن على خلق الإنسان إيذان بمكانته ،
وإعلام بشأنه وهدايته ،
ولولا فضل الله بتعليم القرآن لكان الإنسان أسيرا وعبدا لدنياه ،
فليكن القرآن مقدما في حياتنا ؛
لنبصر - على هداه - جميع أمرنا .
[ محمد الراوي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#592
تاريخ المشاركة 11 August 2011 - 07:11 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
قال علي رضي الله عنه :
إن الإيمان ليبدو لمعة بيضاء ،
فإذا عمل العبد الصالحات نمت فزادت ،
حتى يبيض القلب كله ،
وإن النفاق ليبدو نكتة سوداء ،
فإذا انتهك الحرمات نمت وزادت ،
حتى يسود القلب كله فيطبع عليه ،
فذلك هو الختم ،
وتلا قوله تعالى :
{ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } .
من لم يعرف الطريق إلى ربه ،
ولم يتعرفها ،
فهذا هو اللئيم ،
الذي قال الله فيه :
{ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ } .
[ ابن القيم ]
شرط الله الإنابة في الفهم والتذكير ،
فقال تعالى :
{ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ }
وقال :
{ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ }
وقال :
{ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }
فالذي آثر غرور الدنيا على نعيم الآخرة ،
فليس من ذوي الألباب ،
ولذلك لا تنكشف له أسرار الكتاب .
[ أبو حامد الغزالي ]
قدم الله في سورة عبس ذكر الوجوه المسفرة على
الوجوه التي وصفها بالغبرة والقترة ،
بعكس ما وقع في سورة النازعات من تقديم
أهل الهوى على أهل الهدى ،
حاول أن تتأمل الحكمة ،
والجواب في الرسالة التالية إن شاء الله .
الجواب :
وسر التقديم المذكور ؛
لأن سورة عبس أقيمت على عماد التنويه
بشأن رجل من أفاضل المؤمنين ،
والتحقير لشأن عظيم من صناديد المشركين ،
فكان حظ الفريقين مقصودا مسوقا إليه الكلام ،
وكان حظ المؤمنين هو الملتفت إليه ابتداء ،
وأما " النازعات "
فقد بنيت على تهديد المنكرين للبعث ،
فكان السياق للتهديد والوعيد وتهويل ما يلقونه يوم الحشر .
[ ابن عاشور ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#593
تاريخ المشاركة 13 August 2011 - 01:44 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
كيف نتدبر ؟ :
الشعور بأنك حين تقبل على القرآن ،
وتوفق لتلاوته وتدبره ،
بأنك أوتيت ما هو أكبر من كنوز الدنيا كلها ،
تأمل هذه جيدا :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }
وفي قراءة :
{ تَجْمَعُونَ } ،
فتخيل كل ما في الدنيا من أموال وملك وعقارات ،
فهي دون فرح المؤمن بهذا القرآن ..
فلن تكتمل لذتك بالقرآن إلا بهذا الشعور .
[ د . عمر المقبل ]
ورد الصوم في القرآن كفارة لعدد من الذنوب العظيمة ،
وعند التأمل تجد أن من أبرز أسباب وقوعها ضعف الإرادة ،
والصوم من أعظم وسائل تقويتها وتوجيهها
فهل نستثمر هذه الشعيرة لتهذيب هذه الملكة وبنائها ابتداء
قبل أن يكون الصوم كفارة وجزاء ؟ .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ
وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ }
فليفتح العلماء لهذه الآية مسامعهم ويفرجوا لها عن قلوبهم ،
فإنها قد جاءت بما فيه البيان الشافي لهم
بأن كفهم عن المعاصي مع ترك إنكارهم على أهلها
لا يسمن ولا يغني من جوع ،
بل هم أشد حالا وأعظم وبالا من العصاة .
[ الشوكاني ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#594
تاريخ المشاركة 16 August 2011 - 05:29 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرهم ( 3 ) :
{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ }
من عشرين عام كلما قرأتها أشعر أنني أنا المخاطب بها ،
وأحاول استعراض ما فعلت في الأسبوع ،
وأعلم أن السيئات كتبت ورفعت إلى يوم الحساب ،
ولن ينجيني سوى كثرة الاستغفار والتوبة .
سأقرأ القرآن باحثا عن دهشة الحياة ..
عن الخلوص من وساوس الغواة .
سأفهم القرآن للبناء والعمران ،
ولن أراه فكرة عديمة ،
أو تحفة قديمة ..
سأقرأ القرآن باليقين ..
بالشفوف ..
بالتسليم والإذعان .
لن أقرأ القرآن للنكوص أو لأجل لقمة حقيرة ،
لن ألوي الحروف عامدا ،
لن أقرأه بغية صرف الوجوه ،
أو لأطعن الخصوم .
[ د . خالد بن عبدالله المزيني ]
{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ }
لو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر
لاشتغلوا بها عن كل ما سواها ،
فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه ،
كررها ولو مائة مرة ولو ليلة ،
فقراءة آية بتفكر وتفهم خير
من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم .
[ ابن القيم ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#595
تاريخ المشاركة 17 August 2011 - 01:52 PM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
كيف نتدبر ؟
احضر قلبك ..
فالقرآن أول ما نزل على القلب ،
فإن أنصت القلب وانفتح لخطاب الله ؛
أنصتت تبعا له بقية الجوارح ،
وإن أعرض كانت كالرعية بلا راعي ،
ويوضح هذا لك أن الله عاتب المؤمنين
بعدم خشوع قلوبهم عند سماع القرآن :
{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } .
حتى هذه الآية :
{ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }
نقرأها ونتجاوزها كغيرها من الآيات دون أن نشعر بها ،
فأي حرمان هذا ؟ ! .
[ من متدبر ]
لفتة تربوية :
قال مالك بن مغول :
اشتكى أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف ،
فقال :
استعن عليه بهذه الآية ،
وتلا :
{رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي
إنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#596
تاريخ المشاركة 17 August 2011 - 05:28 PM
بارك الله فيكِ ياغالية
وجعل جهودكِ في موازين حسناتك تتضاعف الى يوم الدين.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا إِلَى جَمَالِ آيَاتِكَ نَاظِرِينَ، ولِرَوَائِعِ قُدْرَتِكَ مُبْصِرينَ، وَإِلَى جَنَابِكَ الرَّحِيمِ مُتَّجِهِينَ، وَاجْعَلْنَا عَلَى نَهْجِ النَّبِيِّ المُصْطَفَى - عَلَيْهِ أَفَضَلُ الصَّلاَةِ وَأَزْكَى التَّسْلِيمِ - سَالِكِينَ، وَبِسُنَّتِهِ وَهِدَايَتِهِ عَامِلِينَ، وَبِآثَارِهِ مُقْتَفِينَ، وَمَتِّعْنَا اللَّهُمَّ بِصُحْبَتِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ حَتَّى كَأَنِّي أَرَاكَ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ، وَلاَ تَجْعَلْنِي بِمَعْصِيَتِكَ مَطْرُوداً، وَرَضِّنِي بِقَضَائِكَ، وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي
#597
تاريخ المشاركة 18 August 2011 - 05:14 PM
وأحسن الله إليكِ على المرور والكلمات الطيبة
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرهم ( 4 ) :
قد يضيق صدرك إذا سمعت ما يؤلمك ،
وقد تحزن لذلك ،
وقد تهتم كثيرا ،
فتحتاج لمن يرأف على قلبك ،
ويذهب ما أهمك ،
تدبرت أواخر سورة الحجر :
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ *
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ }
فوجدت العلاج الشافي الكافي ،
فيا عظمة هذا القرآن وجميل لذته ! .
قوله تعالى :
{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ }
أي عن الشكر على النعيم
فيطالب العبد بأداء شكر الله على النعيم
فإن الله تعالى لا يعاقب على ما أباح
وإنما يعاقب على ترك مأمور وفعل محذور .
[ ابن تيمية ]
كلما ازداد قرب العبد من الله وعلا مقامه
قوي عزمه وتجرد صدقه ،
فالصادق لا نهاية لطلبه ،
ولا فتور لقصده ،
بل قصده أتم وطلبه أكمل ونيته أحزم ،
قال تعالى :
{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } .
[ ابن القيم ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#598
تاريخ المشاركة 20 August 2011 - 03:11 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
كيف نتدبر ؟
استعد !
فبعد أن تفتح قلبك ،
فلتكن عازما على تنفيذ ما يمر بك من أوامر ،
والكف عما يمر بك من نواهي ،
فهذا الصدق في البداية له أثره في النهاية ،
وتذكر :
{ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ } ،
وتذكر أنك إن تقدمت خطوة في هذا الطريق ،
فربك أكرم .
الانتصار في بدر كان هزيمة للكفار ،
وانتصارا على النفوس المهزومة التي
تبني إيمانها على الماديات المشاهدة ،
دون الإيمان بقوة من أودع فيها قوتها ،
فتدبر هذه الآية تنكشف لك حقائق ربانية
تقضي على أوهام المنهزمين :
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ }
فلنأخذ بالأسباب المشروعة لنرى ما رأى سلفنا .
[ أ . د . ناصر العمر ]
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى }
مجيء هذه الآية بين آيات الطلاق في " البقرة " ؛
لتصور لنا ما يجب أن يكون عليه المؤمن إذا سمع نداء الله
- وهو منهمك في معركة الحياة - ،
فكأنه بهذا الأسلوب ينادينا :
إنه ليس شأن المؤمن أن يحتاج إلى كبير معالجة
للتسامي بروحه فوق مشاعر الأهل والولد ،
وإنما شأنه أن ينتشل نفسه من غمرتها انتشالا فوريا ؛
ليسرع إلى تلبية ذلك النداء الأقدس ،
قائلا للدنيا كلها :
" ذريني أتعبد لربي " .
[ محمد دراز ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#599
تاريخ المشاركة 21 August 2011 - 07:15 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
القرآن غيرهم ( 5 ) :
تمر بنا أحيانا ضائقة قد تبكينا أو حتى تدمينا ألما ،
ولكني أعزي نفسي بهذه الآية :
{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }
فوجدت الراحة التامة ،
حتى وأنا في أحلك الظروف أبتسم ،
لأني أعلم يقينا أن بعد العسر يسرين .
{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
احسبها يا أيها المؤمن !
وأنت في زمان يقصر فيه الليل ،
لتعرف فضل الله عليك في هذه الليلة العظيمة ،
فإذا كانت الليالي العادية في هذه الليالي
تساوي عشر ساعات تقريبا ،
فهي في ليلة القدر تساوي أكثر من
700.000 سبعمائة ألف ساعة !
ولا يفرط في هذا الفضل إلا محروم .
إذا كان في الزراعة موسم للبذار ،
وفي التجارة موسم للاستيراد ،
وفي السنة المدرسية موسم للاستعداد للامتحان ،
ففي سوق الصدقات موسم تزيد فيه الأرباح ،
هو هذه الأيام من رمضان ،
فاغتنموها :
{ إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } .
[ علي الطنطاوي ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً
#600
تاريخ المشاركة 22 August 2011 - 07:10 AM
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
كيف نتدبر ؟
الله يخاطبك !
فما دمت تتلو القرآن بهذا الشعور ،
وأن كل آية فيه إنما هي رسالة من الله إليك ،
فسيكون شعورك مختلفاً تماماً .
قال الحسن البصري :
كان من قبلكم يرون هذا القرآن رسائل من ربهم
يقرأونها بالليل ويعملون بها في النهار .
وإذا كانت الرسالة من الله ،
أليست جديرة بالتعظيم والإجلال ؟ .
إذا كانت الدنيا كلها – في عمر الزمان –
إنما هي
{ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا }
فكيف بليال معدودات من عمر الدنيا كلها ؟
والمؤمن يستعمل هذا المعنى في أمثال مواسم الطاعات ؛
ليغتنم كل لحظة فيها ،
ويغار أن يمضي وقت منها في غير قربة ،
ولسان حاله يقول :
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } .
[ د . عمر المقبل ]
{ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ
فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }
مفهوم الآية :
أن الله آخذ بيد السخي وبيد الكريم كلما عثر ،
فيجد له نصيرا ،
ولا يجد الظالم - بوضع القهر موضع البر - ناصرا .
[ علي الحرالي ( ت :638هـ ) ]
إلهي نجـــنا من كل ســــوء
فأنت مولانا ومولى الجــــــميع
وهب لنا في المــديـنة مستقراً