نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
مع الأسماء الحسنى ( 57 ) :
( الهادي ) جل جلاله :
هدى خلقه فعرفوه بربوبيته ،
وألوهيته ،
وأسمائه وصفاته ،
وأقام منارات الهداية في طريق السائرين إليه وإلى الدار الآخرة ،
فأجل ما أعطي العبد أن يحقق الله دعاءه اليومي :
{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }
الهادي ..
الذي هدى البهائم وألهمها لتقوم بمصالحها وتتقي مهالكها ،
فسبحان من
{ أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } .
مع الأسماء الحسنى ( 58 ) :
( الحكم ، خير الحاكمين ) جل وعلا :
الذي يقضي بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون بالقسط ،
فلا يظلم مثقال ذرة ،
ولا يجازي أحداً بأكثر من ذنبه ،
هو الحكم - بفتح الحاء -
وإليه الحكم - بضم الحاء - ،
لا يجد المؤمن في نفسه حرجا من حكمه جل جلاله
- وإن خالف هواه - ،
بل لسان حاله
- لو دعي لغير حكمه - أن يقول :
{ أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً } ؟ .
{ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ }
من احتمل الهوان والأذى في طاعة الله
على الكرامة والعز في معصية الله
- كما فعل يوسف عليه السلام
وغيره من الأنبياء والصالحين -
كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة ،
وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيما وسرورا ،
كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب
ينقلب حزنا وثبورا .
[ ابن تيمية ]
لو رأيتم رجلا يقرأ جريدة من أولها إلى آخرها
ثم لما فرغ سألتموه :
ما أخبارها ؟
قال :
لا أدري ؟
لم أحاول أن أتفهم معناها ؟
فما تقولون فيه ؟
أما تنكرون عليه ؟
فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يتم الختمة
وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها ما فهم من معانيها شيئا ؟
من أين جاءت هذه المصيبة ؟
وكيف حرم المسلمون من قرآنهم
وهو بين أيديهم وملء أنظارهم وأسماعهم ؟ .
[ علي الطنطاوي ]
قد تسلف أيادي بيضاء لبعض الناس ،
وتبذل جهدا محمودا في سوقها ،
حتى إذا استقرت في أيديهم نظروا إليك جامدين ،
أو ودعوك بكلمات باردة ،
ثم ولوا عنك مدبرين !
هل يغضبك هذا المسلك ؟
هكذا صنعوا قبلا مع ربك وربهم فقال :
{ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } .
[ محمد الغزالي ]